بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
للغفلة أسباب عديدة، أهمها الصحبة الفاسدة والبيئة النائية عن منهج الله تعالى والتي تمثل بدورها بوتقة الانصهار الكبيرة للعبد في متاهات الغفلة، في حين تعمل الصحبة الفاسدة عملها المقيت بسكب المزيد من ألوان الانصهار التي تجعل العبد يتقلب في جنبات تلك البوتقة هائماً على وجهه ينتقل من غفلة إلى أخرى،
لا يعرف لنفسه طريقاً ولا يهتدي لوجهة سوى ما يمليه عليه حصاد تلك الغفلة من رغبات في تحقيق المزيد من الشهوات تارة، أو اللهث وراء المال تارة أخرى، حتى يصل العبد إلى قناعة ذاتية بأنه أصبح خارج نطاق السيطرة تماماً على تصرفاته أو أحاسيسه،
لأن زمام قيادة نفسه قد أصبح بيد مجموعة من المداخلات المتراكمة نتيجة تلك الغفلة تعطي تصوراً حقيقياً لمدى انتشار سرطان الغفلة في قلب ذلك العبد، ومن هنا نستطيع أخذ صورة فوقية لكيفية نفاد سرطان الغفلة إلى القلب، حيث ينحصر الأمر بين عاملين رئيسيين هما (البيئة والصحبة) فالبيئة تمثل بوتقة الانصهار كما ذكرنا، والصحبة تمثل المزيج الذي يسكب بداخلها للإغراق في الغفلة،
وقد تتباين البيئة في مدى انهيارها وبعدها عن منهج الله، فمنها ما هو ظاهر الفساد، ومنها ما يحتاج لجهد في البحث عن الفساد، كما أن الصحبة كذلك تتفاوت في مدى فساد أو ضرر أصحابها، ولكن المحصلة النهائية دوماً هو استشراء هذا السرطان الفتاك في قلب العبد، لذا كان لزاماً على كل راغب في أن يلقى الله بقلب سليم أن يلتمس النجاة من هاتين الآفتين مهما تفاوتا في درجاتهما،
فيبحث لنفسه عن صحبة صالحة صادقة نقية طيبة تبغي الله والدار الآخرة، وتنأى بنفسها عن حقارة الدنيا ووضاعتها، لأن مثل هذه الصحبة فقط هي التي تمكنه من تعويض فساد البيئة من حوله مهما استشرى فسادها؛ وذلك حين يشعر في كنفها برعاية الله وأمنه وراحة القلب وسكينته؛ فتهون عليه الدنيا بأسرها، ولا يرضى بها بديلاً، ومفهوم الصحبة أيضاً يتفاوت حسب الاستطاعة، فقد تتحقق بصحبة صالح أو أكثر، غير أنها قد تتحقق أيضاً حال انعدام الصالحين في بيئته بقوة الالتصاق بالله رب العالمين،
في سجدات الليل وتلاوة القرآن بتدبر وتفكر، وذكر الله في الليل والنهار وانسكاب دموع الخشية على الوجنات في جنح الظلام، فيحدث للعبد نوعاً الأنس بموالاه يغنيه عن صحبة الخلائق أجمعين، حيث تقوى في قلبه مراقبة الله عز وجل، وتنطفئ فيه بهارج الدنيا وزينتها فيراها على حقيقة غرورها وفنائها، فيزداد تعلقاً بالنعيم المقيم ويزداد شوقه إلى لقاء رب العالمين، وحينها فقط سوف يستشعر أنه قد حوى الدنيا بأجمعها، ولن تستطيع الغفلة مهما بلغت شعاب سرطانها أن تجد إلى قلبه سبيلاً لأنه قد حصنه بخير حصن ألا وهو الالتصاق برب العالمين، فالتمسوا لقلوبكم النجاة في مظانها قبلما يتشعب فيها سرطان الغفلة.
منقول
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
للغفلة أسباب عديدة، أهمها الصحبة الفاسدة والبيئة النائية عن منهج الله تعالى والتي تمثل بدورها بوتقة الانصهار الكبيرة للعبد في متاهات الغفلة، في حين تعمل الصحبة الفاسدة عملها المقيت بسكب المزيد من ألوان الانصهار التي تجعل العبد يتقلب في جنبات تلك البوتقة هائماً على وجهه ينتقل من غفلة إلى أخرى،
لا يعرف لنفسه طريقاً ولا يهتدي لوجهة سوى ما يمليه عليه حصاد تلك الغفلة من رغبات في تحقيق المزيد من الشهوات تارة، أو اللهث وراء المال تارة أخرى، حتى يصل العبد إلى قناعة ذاتية بأنه أصبح خارج نطاق السيطرة تماماً على تصرفاته أو أحاسيسه،
لأن زمام قيادة نفسه قد أصبح بيد مجموعة من المداخلات المتراكمة نتيجة تلك الغفلة تعطي تصوراً حقيقياً لمدى انتشار سرطان الغفلة في قلب ذلك العبد، ومن هنا نستطيع أخذ صورة فوقية لكيفية نفاد سرطان الغفلة إلى القلب، حيث ينحصر الأمر بين عاملين رئيسيين هما (البيئة والصحبة) فالبيئة تمثل بوتقة الانصهار كما ذكرنا، والصحبة تمثل المزيج الذي يسكب بداخلها للإغراق في الغفلة،
وقد تتباين البيئة في مدى انهيارها وبعدها عن منهج الله، فمنها ما هو ظاهر الفساد، ومنها ما يحتاج لجهد في البحث عن الفساد، كما أن الصحبة كذلك تتفاوت في مدى فساد أو ضرر أصحابها، ولكن المحصلة النهائية دوماً هو استشراء هذا السرطان الفتاك في قلب العبد، لذا كان لزاماً على كل راغب في أن يلقى الله بقلب سليم أن يلتمس النجاة من هاتين الآفتين مهما تفاوتا في درجاتهما،
فيبحث لنفسه عن صحبة صالحة صادقة نقية طيبة تبغي الله والدار الآخرة، وتنأى بنفسها عن حقارة الدنيا ووضاعتها، لأن مثل هذه الصحبة فقط هي التي تمكنه من تعويض فساد البيئة من حوله مهما استشرى فسادها؛ وذلك حين يشعر في كنفها برعاية الله وأمنه وراحة القلب وسكينته؛ فتهون عليه الدنيا بأسرها، ولا يرضى بها بديلاً، ومفهوم الصحبة أيضاً يتفاوت حسب الاستطاعة، فقد تتحقق بصحبة صالح أو أكثر، غير أنها قد تتحقق أيضاً حال انعدام الصالحين في بيئته بقوة الالتصاق بالله رب العالمين،
في سجدات الليل وتلاوة القرآن بتدبر وتفكر، وذكر الله في الليل والنهار وانسكاب دموع الخشية على الوجنات في جنح الظلام، فيحدث للعبد نوعاً الأنس بموالاه يغنيه عن صحبة الخلائق أجمعين، حيث تقوى في قلبه مراقبة الله عز وجل، وتنطفئ فيه بهارج الدنيا وزينتها فيراها على حقيقة غرورها وفنائها، فيزداد تعلقاً بالنعيم المقيم ويزداد شوقه إلى لقاء رب العالمين، وحينها فقط سوف يستشعر أنه قد حوى الدنيا بأجمعها، ولن تستطيع الغفلة مهما بلغت شعاب سرطانها أن تجد إلى قلبه سبيلاً لأنه قد حصنه بخير حصن ألا وهو الالتصاق برب العالمين، فالتمسوا لقلوبكم النجاة في مظانها قبلما يتشعب فيها سرطان الغفلة.
منقول