في يوم من الأيام تفقد الشيخ طلابه الذين يحضرون الدرس فبعد تمعن بهم وجد أن أحدهم قد كثر تغيبه فلما سأل الطلبة عنه أجابوه أنه ترك الدرس ليذهب إلى المرقص الليلي
قال الشيخ متعجبا وكان لا يعلم بوجود مثل هذه الأماكن: .. مرقص!! وما هو المرقص ...
فبين له طلبته أنه يتم فيه ما يتم من المعاصي ومما يغضب الله
فغضب الشيغ وبدى ذلك عليه.. ثم قال بعزيمة تهد الجبال هيا بنا إلى ذلك المرقص
ووسط ذهول الطلبة واندهاشهم ومحاولتهم ثنيه عن ذلك إلا أنه عزم الأمر وتوكل على الله.. كيف يأخذوا منا أولادنا ويذهبون بهم إلى النار
وصل الشيخ ومعه طلابه إلى باب المرقص فأراد أن يدخل فمنعه الحراس وتعالت الصيحات لكي لا يدخل الشيخ وعندما أتى صاحب المرقص ورأى الشيخ قال له ماذا تريد؟
قال له أريد أن أدخل وأتكلم مع الناس
فرفض ذلك الرجل وقال له لا يمكنك الدخول
فتكلم الشيخ بحكمة: كم تأخذ في الليلة الواحدة من الأجر وسأدفع لك ولربما عرض عليه أكبر من المبلغ... وبعد تردد من قبل صاحب المرقص وافق مقابل أن يأتي الشيخ في الغد... وهذا الذي كان
لما كان من الغد أتى الشيخ إلى المرقص وجلس بالمنصة وفتحت الستار عنه وسط ضحكات الجماهير ظنا منهم أنها فقرة فكاهية .. وبدأ الشيخ الكلام والضحكات تتعالى ولم يقطع الشيخ كلامه واستمر
وعندها بدأت الأنفاس تهدأ وتنصت بتمعن شديد والشيخ بدأ بأسر أفئدة الناس بما وهبه الله من النصح والأداء الطيب مستخدما أساليب التأثير المختلفة إلى أن بدأ الناس يبكون متأثرين ولم يلبث الشيخ أن أنهى كلامه إلا وقد تاب جميع الحضور وأصبحوا من رواد المساجد
هذه القصة رويتها من ذاكرتي بتصرف وأستغفر الله على التقصير