السؤال:
أنا ولله الحمد مواظب على صلاة الفجر في جماعة ولكن؛ أحياناً تفوتني الصلاة، وأقوم في هذا اليوم معكَّر المزاج ومتضايقًا من نفسي جداً؛ فأرجو عقاباً شرعيّاً لي، كصدقة أو صوم أو إطعام مسكين، كي أكفِّر به عن هذا الذنب، وأشعر براحة نفسية، أرجو الإفادة، بارك الله فيكم؟
المفتي: خالد عبد المنعم الرفاعي
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنه من الواجب عليك أن تتخذ الوسائل التي تعينك على القيام للصلاة، ومن أهم تلك الوسائل: النوم مبكراً، واتخاذ ساعة منبهة، وتوصية أهل البيت أو الجيران أو الأصدقاء بالاتصال بك. وأهم من ذلك كله تقوية إيمانك، والرغبة فيما عند الله تعالى من ثواب، لمن أدى الصلوات في أوقاتها، والرهبة مما أعد من عقاب لمن يفرط في الصلاة، ويتكاسل عن أدائها في وقتها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مَن صلَّى البردين دخل الجنة"؛ (رواه البخاري ومسلم) و"البردان": الصبح والعصر.
وفي "الصحيحين" أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً".
فعليك أن تسدد وتقارب وتتخذ الأسباب التي تساعدك على أداء الصلاة في وقتها، وإذا فعلت ذلك وحصل نوم بعدها عن الصلاة، فلا إثم؛ لأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها. وقد روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن نسى صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك، فإن الله تعالى قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}" [طه:14] (متفق عليه).
أما ما تشعر به من ضيق عندما تفوتك صلاة الفجر، فهو علامة على حياة القلب، وقد حدث ذلك للصحابة، عندما ناموا عن صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر؛ قال أبو قتادة: "فجعل بعضنا يهمس إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثم قال صلى الله عليه وسلم: أما لكم فيَّ أسوة؟ ثم قال: أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك، فليصلها حين ينتبه لها" (رواه مسلم).
وفي رواية عند (أحمد) عن عمران بن حصين قال: "... فجعل الرجل منا يقوم دهشاً إلى طَهوره، قال: فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكنوا، ثم ارتحلنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس توضأ، ثم أمر بلالاً فأذَّن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أقام فصلينا فقالوا يا رسول الله، ألا نعيدها في وقتها من الغد؟ قال: أينهاكم ربكم تبارك وتعالى عن الربا ويقبله منكم؟".
ومما سبق يتبين أنه لا إثم عليك إن نمت عن صلاة الفجر بعد الأخذ بالأسباب الممكنة للاستيقاظ، ولا كفارة عليك إلا أداء الصلاة الفائتة؛ كما في الحديثين السابقين،، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــ
أنا ولله الحمد مواظب على صلاة الفجر في جماعة ولكن؛ أحياناً تفوتني الصلاة، وأقوم في هذا اليوم معكَّر المزاج ومتضايقًا من نفسي جداً؛ فأرجو عقاباً شرعيّاً لي، كصدقة أو صوم أو إطعام مسكين، كي أكفِّر به عن هذا الذنب، وأشعر براحة نفسية، أرجو الإفادة، بارك الله فيكم؟
المفتي: خالد عبد المنعم الرفاعي
الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنه من الواجب عليك أن تتخذ الوسائل التي تعينك على القيام للصلاة، ومن أهم تلك الوسائل: النوم مبكراً، واتخاذ ساعة منبهة، وتوصية أهل البيت أو الجيران أو الأصدقاء بالاتصال بك. وأهم من ذلك كله تقوية إيمانك، والرغبة فيما عند الله تعالى من ثواب، لمن أدى الصلوات في أوقاتها، والرهبة مما أعد من عقاب لمن يفرط في الصلاة، ويتكاسل عن أدائها في وقتها. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مَن صلَّى البردين دخل الجنة"؛ (رواه البخاري ومسلم) و"البردان": الصبح والعصر.
وفي "الصحيحين" أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً".
فعليك أن تسدد وتقارب وتتخذ الأسباب التي تساعدك على أداء الصلاة في وقتها، وإذا فعلت ذلك وحصل نوم بعدها عن الصلاة، فلا إثم؛ لأن الله تعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها. وقد روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَن نسى صلاة فليصل إذا ذكرها، لا كفارة لها إلا ذلك، فإن الله تعالى قال: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}" [طه:14] (متفق عليه).
أما ما تشعر به من ضيق عندما تفوتك صلاة الفجر، فهو علامة على حياة القلب، وقد حدث ذلك للصحابة، عندما ناموا عن صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر؛ قال أبو قتادة: "فجعل بعضنا يهمس إلى بعض: ما كفارة ما صنعنا بتفريطنا في صلاتنا؟ ثم قال صلى الله عليه وسلم: أما لكم فيَّ أسوة؟ ثم قال: أما إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط على من لم يصلِّ الصلاة حتى يجيء وقت الصلاة الأخرى، فمن فعل ذلك، فليصلها حين ينتبه لها" (رواه مسلم).
وفي رواية عند (أحمد) عن عمران بن حصين قال: "... فجعل الرجل منا يقوم دهشاً إلى طَهوره، قال: فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكنوا، ثم ارتحلنا فسرنا حتى إذا ارتفعت الشمس توضأ، ثم أمر بلالاً فأذَّن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أقام فصلينا فقالوا يا رسول الله، ألا نعيدها في وقتها من الغد؟ قال: أينهاكم ربكم تبارك وتعالى عن الربا ويقبله منكم؟".
ومما سبق يتبين أنه لا إثم عليك إن نمت عن صلاة الفجر بعد الأخذ بالأسباب الممكنة للاستيقاظ، ولا كفارة عليك إلا أداء الصلاة الفائتة؛ كما في الحديثين السابقين،، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــــ