ترى هل سأل أحدنا نفسه ذات يوم .. ما معنى أن يقال عليه "عربي"
وهل يا ترى يكفى المولد ومكانه .. لاكتساب صفة العروبة ؟
وهل سأل أحدنا نفسه ــ وللصراحة نصيب من سؤاله ــ عندما يطالع التاريخ الاسلامى بكل أبطاله .. هل ننتمى حقا وصدقا الى هؤلاء الأبطال ؟
حسنا ما رأيكم لو طالعتم هذه التعبيرات العربية التى قالها رجال مضى زمانهم بأهله فى مواقف أقل ما يقال عنها أنها شرف للانسانية كلها .. وبعد مطالعتها .. فليسأل كل منا نفسه السؤال السابق ..
هل نحن منهم حقا ؟
التعبير الأول " انما كان هلاك الذين من قبلكم .. أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف .. تركوه .. واذا سرق فيهم الضعيف .. أقاموا عليه الحد "
القائل .. رسول الله صلى الله عليه مسلم ..
الموقف .. عندما جاء الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضى الله عنهما الى رسول الله ص متشفعا لامرأة من أشراف بنى مخزوم .. سرقت ما يوجب تطبيق الحد .. وكان أسامة رضى الله عنه يأمل استثناءها من هذا الحد مراعاة لشرف قومها .. فماذا كان رد الرسول ص
هب غاضبا .. وهتف بأسامة بن زيد قائلا فى استنكار شديد لطلبه " أتشفع فى حد من حدود الله يا أسامة .. انما كان هلاك الذين من قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه .. واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .. ووالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها "
صدق رسول الانسانية صلى الله عليه وسلم
ما رأيكم .. أظن أن دلالة الموقف واضحة فقط تخيلوا نفس الحادثة تمت فى وقتنا هذا
والآن الى تعبير آخر
التعبير الثانى .. " والله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله ص .. لقاتلتهم عليه "
القائل الصديق أبي بكر رضى الله عنه
الموقف .. " عندما اشتعلت الأرض من حول المسلمين نارا .. فى بداية خلافة الصديق .. وتكاثر المتمردون فى شتى أقطار الجزيرة بين رافضين لأداء الزكاة .. وبين مرتدين ..
وخشى الصحابة الكبار رد فعل الموقف على دعوة الاسلام التى كانت تواجه أخطر أزماتها .. فرأى أكثرهم عدم التعجل بملاقاة المتمردين بالسلاح ومهادنتهم بالحوار .. وجاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. وهو القوى الشديد يطلب الى أبى بكر وهوالرحيم الرفيق أن يتريث ولا يتعجل الحرب .. فقام الصديق الى عمر .. وهو فى فورة غضبه قائلا " أجبارا فى الجاهلية .. خوارا فى الاسلام .. "
كانت الكلمات شديدة القسوة .. فتقبلها عمر رضى الله عنه مدهوشا .. وصامتا ..
ثم قال " ألم يبلغنا الرسول يا أبا بكر .. أنه أمر أن يقاتل الناس حتى يشهدوا ألا اله الا الله .. فان شهدوا فقد عصموا دماءهم وأموالهم .."
فرد أبو بكر "ألم يقل أيضا الا بحقها يا عمر .. والزكاة حقها .. "
ثم تابع فى صلابة وحزم " والله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله ص لقاتلتهم عليه "
وكان أن اقتنع الصحابة .. بما أفتى به الصديق
وكانوا جميعا خلفه حتى أدى الرسالة التى انتخبه القدر لاتمامها .. وماتت الفتنة
التعبير الثالث " منذ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا "
القائل .. الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه
الموقف .. هذا الموقف أشهر من أن يروي .. وذلك التعبير رسخ فى الوجدان الانسانى كله عندما أنصف عمر بن الخطاب مصريا عاديا من عامة الشعب تعرض للظلم من بن عمرو بن العاص رضى الله عنه .. وهو والى مصر وقتها وعبقري الفتوحات وشريف قريش .. كل هذا ولم يتردد عمر لحظة وهو يرد حق المصري ويصر على أن يجلد هذا الأخير من جلده .. وعلى مشهد من عمرو والصحابة الجلوس فى مجلس الخليفة
وبعد أن أخذ المصرى حقه .. هتف به عمر رضى الله عنه .. " أجعلها ( يقصد الدرة الشهيرة ) على صلعة عمرو " فرفض المصرى قائلا " لا يأ أمير المؤمنين .. قد أخذت ثأري وشفيت نفسي وضربت من ضربنى " فرد عمر قائلا فى حزم " والله لو أردت فعلها ما منعك أحد "
ثم التفت الى عمرو بن العاص وقال قولته المأثورة " منذ متى استعبدتم الناس .. وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا "
قالها الفاروق رافضا حدثا عاديا جدا بمقاييس أيامنا هذه .. وعلى كل هذه الأفاعيل ردا على ظلم لا يذكر
اذا ما قارناه فى بساطة بما حدث ويحدث كل ساعة على مرأى ومسمع من ............
لا داعى للتعليق .. فقط اقرأوا .. ولوموا أنفسكم قبل أن تتحسروا على الماضى
التعبير الرابع" لو رأيتم فى كتاب الله .. أن تضعوا رجلى فى قيود .. فضعوهما "
القائل .. عثمان بن عفان رضى الله عنه
الموقف .. عندما اشتدت ثورة المتمردين ضد الخليفة الحيي العادل عثمان بن عفان رضى الله عنه .. وأكثروا عليه القول والفعل .. ووقف كبار الصحابة وعلى رأسهم الامام على رضى الله عنه لدرء الفتنة فى ثانى أخطر أزمات الاسلام بعد الردة ..
لكن الريح كانت عاتية .. وأفعال بنى أمية زادت عن حدها فى استغلال الخليفة وتشويه صورته .. وأصبحت الفتنة مكشرة عن أنيابها .. ماضية الى حيث بلغت أوجها ..
فجاء بعض أنصار الخليفة من الصحابة يخيروه بين ثلاث
* اما أن يأمرهم .. فيقاتلوا المتمردين دفاعا عنه وعن الاسلام والمسلمين
* واما أن يهاجر لمكة فهى البيت الحرام ولن يستحله المتمردون فيها
* أو يلحق بالشام .. فبها معاوية .. يستنصر به على أعدائه حتى زوال الفتنة
فماذا كان رد الخليفة .. رضى الله عنه ..
رفض العروض الثلاثة فى اصرار وشجاعة .. وفندها جميعا وقال ..
أما أن آمركم فتقاتلوا الناس .. فلا والله لن أكون أول من يخلف رسول الله فى أمته بسفك الدماء
وأما أن أهاجر الى مكة .. فلا .. فانى سمعت رسول الله ص يقول " يلحد رجل بمكة .. يكون عليه نصف عذاب أهل الأرض " .. فلن أكون هذا الرجل
وأما أن ألحق بالشام عند معاوية .. فلا والله ما كنت مفارقا دار هجرتى .. ومجاورة رسول الله ص
ثم حذر من حوله تحذيرا شديدا .. ألا يواجهوا الثوار " من يبغون قتله " بسيوفهم .. وأطل على من حاصروا بيته وقال " أيها الناس .. لا تقتلونى .. فوالله لئن قتلتمونى لن تجتمعوا بعدى أبدا "
وبالفعل .. صدق عثمان .. ولم يستمع الثوار لنصيحته حتى بعد أن جلس الى وفد منهم يناقشهم .. وختم حواره بكلمة كانت فصل الخطاب حين رد الأمر لله ورسوله وللقرءان .. فقال
" لو رأيتم أن تضعوا فى كتاب الله أن تضعوا رجلى فى قيود فضعوهما "
وبالطبع حاجهم عثمان رضى الله عنه .. ولم يجدوا ردا الا سفك دمه على مصحفه وهو يقرأ القرءان ولم يتأملوا عظمة العبارة وعظمة قائلها ..
متمردون يريدون رأس الخليفة .. وهو يرفض المساس بهم .. ويرد الأمر لله .. فوالله ما خذله الله
التعبير الخامس " لا .. والله لا أتركه ساعة وأنا ولى أمر المسلمين .. فيسألنى الله لماذا تركته ؟ "
القائل .. الامام على بن أبي طالب رضى الله عنه وكرم وجهه
الموقف .. بعد أن اشتعلت الفتنة اثر اغتيال الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه .. وانتهى الأمر الى ولاية الامام مكرها .. فسعى لادراك الموقف بكل مسؤليته الجسيمة بعد خسارة الاسلام للطيب الطاهر أصدق الناس حياء عثمان رضى الله عنه
ورأى الامام على رضى الله عنه الاسراع بتصحيح الأوضاع التى كان يجهلها سلفه الكريم .. وأولها تنصيب ولاة خلاف الولاة الأمويين الذين أثاروا الناس .. وبالفعل تم له ما أراد .. الا مع قراره بعزل معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه عن ولاية الشام .. وفى خصوص ولاية الشام تحديدا نصح أصحاب الامام امامهم بالتروى والانتظار وعدم اصدار أوامره بعزل معاوية من قبل أن تأتى بيعة أهل الشام .. نصحوه بالتروى لقوة معاوية وطول بقائه بولايته وكثرة الملتفين حوله من من يزينون له الوثوب الى مقعد الخلافة .. وكان هدف أصحاب على رضى الله عنه وعنهم أن يستعمل الامام السياسة لا القوة .. والتروى لا العجلة .. ولكن .. مع من ؟!
مع الامام على بن أبي طالب رضى الله عنه علم الاسلام وصهر الرسول وحبيبه .. وأخاه فى دار الهجرة .. لا والله .. رفض الامام نصيحة من حوله وزجرهم .. وهتف بهم " كيف أنكر ولاية معاوية على عثمان .. واليوم أصبر عليه "
رفض الامام خلط الأوراق .. فلا يوجد في الاسلام محاباه .. وما تعلم التلميذ النجيب من معلمه السكوت عن الحق مهما كانت العواقب .. وليس مثله من تأخذه الأعذار للاعتذار .. وما كان مثله رضى الله عنه ليقبل فى كتاب الله سياسة .. أو تخونه الشجاعة فى موقف قط ..
وقف بصلابته المعهودة .. وقال للجموع من حوله " لا والله لا أتركه ساعة وأنا أتولى أمر المسلمين فيسألنى ربي لماذا تركته ؟ "
هكذا كانت الرجال .. فعلى الرغم من خطورة معاوية رضى الله عنه ساعتها .. الا أن الامام لم ينكص على نفسه لحظة .. أو يقبل الجدال فى أوامر الله ونواهييه .. حتى صارت الأمور لقدرها المحتوم .. وبقيت تلك الكلمات بوجدان التاريخ شاهدة على الموقف وبطله
وما زلنا نتواصل مع التعبيرات ومواقفها وأصحابها
التعبيرالسادس .. " تعلمين والله .. لو كانت لك مائة نفس فخرجت واحدة تلو الأخرى .. ما تركت هذا الأمر .. فكلى ان شئت أو لا تأكلى "
القائل .. سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه
الموقف ...
لا أحد يجهل قدر هذا الصحابي الفذ .. أول من رمى بسهم فى الاسلام وأول من رمى به أيضا .. وهو الوحيد الذى افتداه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه وما فعلها مع أحد قبله أو بعده
وكان هذا الموقف الذى قيلت فيه هذه العبارة ..
أحد المواقف التى تثبت مدى الاصرار على الحق والثبات عليه مهما كانت الضغوط أو المغريات
ففى بداية الدعوة الاسلامية .. وسعد رضى الله عنه من الأوائل الكبار من المسلمين .. سمعت أمه بالأمر فسلكت في سبيل نهيه عن هذا الأمر كل السبل فلم تفلح ..
فخطرت لها فكرة شيطانية لأثناء سعد ولدها عن عزمه .. حيث أعلنت صيامها عن الطعام والشراب حتى عدول ولدها عن دين الله الحق .. أو تهلك جوعا وعطشا ..
وبالفعل .. ومع الارادة الصلبة التى تميزت بها الأم ظلت أياما طوالا ممتنعة عن الزاد .. حتى أشرفت بالفعل على الهلاك .. فسعى الناس الى سعد رضى الله عنه لحثه على القاء النظرة الأخيرة على أمه قبل هلاكها المؤكد .. وذهب سعد .. وطالع مشهدا يتفتت له الحجر الصوان ..
والناس حوله تستغرب تلك الارادة الرهيبة لأمه فى اصرارها على الصيام كفرا ..
لكن العيون اتسعت ذهولا عندما استمع القوم الى كلمات الصحابي القدير ..
مال رضى الله عنه على أمه .. وبدت للجميع ارادته الفولاذية الساحقة التى صهرت ارادة أمه صهرا حين سمعته يقول " تعلمين والله .. لوكانت لك مائة نفس .. خرجت واحدة تلو الأخرى .. حتى أترك هذا الأمر ما تركته .. فكلى ان شئت أو لا تأكلى .. "
قال هذه الكلمات .. وانصرف صامدا كما دخل .. وعرفت أمه عدم جدوى ما تفعل .. فاستسلمت ودعت ليأتوها بالطعام والشراب ..
التعبير السابع " يا أمير المؤمنين .. هذا يبلغنى المقيل "
القائل " أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه
الموقف ...
كلنا سمعنا .. وسلمنا بأن الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه هو فيلسوف الزهد دون منازع وهو التلميذ النجيب فى هذا الأمر بين تلامذة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الذين تباروا فيما بينهم وأقروا للفاروق بالتفرد فى الزهد وتطليق الدنيا
ومنطقى أن يغبط عمر وهو الغيور على طاعة الله تعالى .. كل مميز فى العبادة .. على الرغم من بلوغه مكانة لا أظن سواه بلغها فى التقوى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصديق .. منطقى أن ينبهر .. لكن الغريب أن يغبط أمير الزهاد .. واحدا من الصحابة على زهده ..
هذا ما فعله عمر حين زار الصحابي الجليل أبا عبيدة بن الجراح رضى الله عنه فى منزله .. وفوجئ بالمنزل الذى يقطنه أمين الأمة لا يعد منزلا من الأساس .. فقط أربعة جدران صماء عجفاء وخاوية على عروشها الا من أنفاس صاحبها وسيفه ودرعه واناء وضوئه .. وفقط !!!
فقلب عمر كفيه سائلا صاحبه التقى " ألا تتخذ لنفسك شيئا يا أبا عبيدة مما يصطنعه الناس ؟!"
فتبسم أبو عبيدة قائلا " يا أمير المؤمنين .. هذا يبلغنى المقيل "
التعبير الثامن " اذا حزبك أمر يا بنى .. فالجأ الى مولاى "
القائل " الزبير بن العوام " رضى الله عنه
الموقف ...
ارتكن الصحابي المجاهد الزبير بن العوام رضى الله عنه مريضا فى فراشه .. ورفع صوته المتعب يوصى أحد أبنائه قائلا " يا بنى .. اذا حزبك أمر ( يعنى اذا أثقله هم أو غلبه دين ) .. التجئ الى مولاى " ..
فانتبه ولده الى كلمة أبيه .. ولم يفهم مقصده .. فبادره مستفسرا .. أى مولى تعنى ؟!!
فقال الزبير رضى الله عنه فى تقديس " الله سبحانه "
فارتد ظهر الابن تأثرا لعظمة أبيه الذى بلغ الاسلام من بدايته وقاده اسلامه الصميم الى الايمان المطلق .. وعبر به ايمانه الى الاحسان .. فكان من رواده ..
فيالعظمة الوصية .. ويالعظمة الموصى
التعبير التاسع " أرأيت لو كان الحق فى غير دينك يا عمر ؟ "
القائل .. " سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل "
الموقف ....
كان الفاروق عمر رضى الله عنه .. قبل اسلامه من أشد معارضيه ومحاربيه .. واذا عرفنا مدى المكانة والهيبة المطلقة التى كان وعاش بها الفاروق رضى الله عنه لعرفنا كم عانت الدعوة الاسلامية منه وكم قاسي الرسول صلى عليه وسلم من تعصبه ..
حتى كانت اللحظة التى استل فيها عمر سيفه قاصدا دار الأرقم بن أبي الأرقم للفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم .. فصادفه واحد من ندمائه .. فبادره قائلا " الى أين ؟! " فأخبره عمر عن قصده .. فضحط الرجل ساخرا وأخبره مستفزا اياه أن الدعوة طرقت بيته .. وأسلمت أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد رضوان الله عليهم جميعا ..
فغير عمر وجهته .. وقصد باب أخته بخطوات كالهدير وطرق الباب طرق العاصفة .. فانتفض من بالدار وهرعت فاطمة الى الباب مع زوجها بينما اختبأ رفيق دعوتهما خوفا من عمر ..
وما ان انفتح الباب حتى بادر عمر أخته قائلا " أصبأت ؟ "
فترددت قليلا .. وتقدم سعيد زوجها من عمر غير آبه وقال له فى لين "أرأيت امن كان الحق فى غير دينك يا عمر ؟ "
وسارت الأحداث سيرتها المعروفة وأسلم عمر رضى الله عنه .. وبقيت كلمة سعيد عنوانا للشجاعة ولنا أن نتصور مدى وقعها على عمر رضى الله عنه .. وهو فى فورة غضبه وعنفوانه
بقيت الكلمة تروى تعبيرا عن فضيلة الدعوة بكل معاناتها
أما زال هناك من يسأل بيننا نفس السؤال .. هل نحن حقا من خلف هؤلاء الأفذاذ ؟
ان كان فى العمر بقية .. سأستكمل باذن الله بقية التعبيرات ..
وبقى من التعبيرات اثنين .. واحد اعبد الرحمن بن عوف .. والثانى لطلحة بن عبيد الله .. وهما الباقيان منم العشرة المبشرين رضوان الله عليهم ..
وان لاقى الموضوع تشجيعا ..
فمن الممكن أن أستمر فى رواية ما أعرفه وأثر فى أعماقى من تعبيرات كبار الصحابة وتابعيهم وتابعى تابعيهم باحسان الى يوم الدين ..
والرأى لكم
وهل يا ترى يكفى المولد ومكانه .. لاكتساب صفة العروبة ؟
وهل سأل أحدنا نفسه ــ وللصراحة نصيب من سؤاله ــ عندما يطالع التاريخ الاسلامى بكل أبطاله .. هل ننتمى حقا وصدقا الى هؤلاء الأبطال ؟
حسنا ما رأيكم لو طالعتم هذه التعبيرات العربية التى قالها رجال مضى زمانهم بأهله فى مواقف أقل ما يقال عنها أنها شرف للانسانية كلها .. وبعد مطالعتها .. فليسأل كل منا نفسه السؤال السابق ..
هل نحن منهم حقا ؟
التعبير الأول " انما كان هلاك الذين من قبلكم .. أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف .. تركوه .. واذا سرق فيهم الضعيف .. أقاموا عليه الحد "
القائل .. رسول الله صلى الله عليه مسلم ..
الموقف .. عندما جاء الصحابي الجليل أسامة بن زيد رضى الله عنهما الى رسول الله ص متشفعا لامرأة من أشراف بنى مخزوم .. سرقت ما يوجب تطبيق الحد .. وكان أسامة رضى الله عنه يأمل استثناءها من هذا الحد مراعاة لشرف قومها .. فماذا كان رد الرسول ص
هب غاضبا .. وهتف بأسامة بن زيد قائلا فى استنكار شديد لطلبه " أتشفع فى حد من حدود الله يا أسامة .. انما كان هلاك الذين من قبلكم أنهم كانوا اذا سرق فيهم الشريف تركوه .. واذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد .. ووالله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها "
صدق رسول الانسانية صلى الله عليه وسلم
ما رأيكم .. أظن أن دلالة الموقف واضحة فقط تخيلوا نفس الحادثة تمت فى وقتنا هذا
والآن الى تعبير آخر
التعبير الثانى .. " والله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله ص .. لقاتلتهم عليه "
القائل الصديق أبي بكر رضى الله عنه
الموقف .. " عندما اشتعلت الأرض من حول المسلمين نارا .. فى بداية خلافة الصديق .. وتكاثر المتمردون فى شتى أقطار الجزيرة بين رافضين لأداء الزكاة .. وبين مرتدين ..
وخشى الصحابة الكبار رد فعل الموقف على دعوة الاسلام التى كانت تواجه أخطر أزماتها .. فرأى أكثرهم عدم التعجل بملاقاة المتمردين بالسلاح ومهادنتهم بالحوار .. وجاء عمر بن الخطاب رضى الله عنه .. وهو القوى الشديد يطلب الى أبى بكر وهوالرحيم الرفيق أن يتريث ولا يتعجل الحرب .. فقام الصديق الى عمر .. وهو فى فورة غضبه قائلا " أجبارا فى الجاهلية .. خوارا فى الاسلام .. "
كانت الكلمات شديدة القسوة .. فتقبلها عمر رضى الله عنه مدهوشا .. وصامتا ..
ثم قال " ألم يبلغنا الرسول يا أبا بكر .. أنه أمر أن يقاتل الناس حتى يشهدوا ألا اله الا الله .. فان شهدوا فقد عصموا دماءهم وأموالهم .."
فرد أبو بكر "ألم يقل أيضا الا بحقها يا عمر .. والزكاة حقها .. "
ثم تابع فى صلابة وحزم " والله لو منعونى عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله ص لقاتلتهم عليه "
وكان أن اقتنع الصحابة .. بما أفتى به الصديق
وكانوا جميعا خلفه حتى أدى الرسالة التى انتخبه القدر لاتمامها .. وماتت الفتنة
التعبير الثالث " منذ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا "
القائل .. الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه
الموقف .. هذا الموقف أشهر من أن يروي .. وذلك التعبير رسخ فى الوجدان الانسانى كله عندما أنصف عمر بن الخطاب مصريا عاديا من عامة الشعب تعرض للظلم من بن عمرو بن العاص رضى الله عنه .. وهو والى مصر وقتها وعبقري الفتوحات وشريف قريش .. كل هذا ولم يتردد عمر لحظة وهو يرد حق المصري ويصر على أن يجلد هذا الأخير من جلده .. وعلى مشهد من عمرو والصحابة الجلوس فى مجلس الخليفة
وبعد أن أخذ المصرى حقه .. هتف به عمر رضى الله عنه .. " أجعلها ( يقصد الدرة الشهيرة ) على صلعة عمرو " فرفض المصرى قائلا " لا يأ أمير المؤمنين .. قد أخذت ثأري وشفيت نفسي وضربت من ضربنى " فرد عمر قائلا فى حزم " والله لو أردت فعلها ما منعك أحد "
ثم التفت الى عمرو بن العاص وقال قولته المأثورة " منذ متى استعبدتم الناس .. وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا "
قالها الفاروق رافضا حدثا عاديا جدا بمقاييس أيامنا هذه .. وعلى كل هذه الأفاعيل ردا على ظلم لا يذكر
اذا ما قارناه فى بساطة بما حدث ويحدث كل ساعة على مرأى ومسمع من ............
لا داعى للتعليق .. فقط اقرأوا .. ولوموا أنفسكم قبل أن تتحسروا على الماضى
التعبير الرابع" لو رأيتم فى كتاب الله .. أن تضعوا رجلى فى قيود .. فضعوهما "
القائل .. عثمان بن عفان رضى الله عنه
الموقف .. عندما اشتدت ثورة المتمردين ضد الخليفة الحيي العادل عثمان بن عفان رضى الله عنه .. وأكثروا عليه القول والفعل .. ووقف كبار الصحابة وعلى رأسهم الامام على رضى الله عنه لدرء الفتنة فى ثانى أخطر أزمات الاسلام بعد الردة ..
لكن الريح كانت عاتية .. وأفعال بنى أمية زادت عن حدها فى استغلال الخليفة وتشويه صورته .. وأصبحت الفتنة مكشرة عن أنيابها .. ماضية الى حيث بلغت أوجها ..
فجاء بعض أنصار الخليفة من الصحابة يخيروه بين ثلاث
* اما أن يأمرهم .. فيقاتلوا المتمردين دفاعا عنه وعن الاسلام والمسلمين
* واما أن يهاجر لمكة فهى البيت الحرام ولن يستحله المتمردون فيها
* أو يلحق بالشام .. فبها معاوية .. يستنصر به على أعدائه حتى زوال الفتنة
فماذا كان رد الخليفة .. رضى الله عنه ..
رفض العروض الثلاثة فى اصرار وشجاعة .. وفندها جميعا وقال ..
أما أن آمركم فتقاتلوا الناس .. فلا والله لن أكون أول من يخلف رسول الله فى أمته بسفك الدماء
وأما أن أهاجر الى مكة .. فلا .. فانى سمعت رسول الله ص يقول " يلحد رجل بمكة .. يكون عليه نصف عذاب أهل الأرض " .. فلن أكون هذا الرجل
وأما أن ألحق بالشام عند معاوية .. فلا والله ما كنت مفارقا دار هجرتى .. ومجاورة رسول الله ص
ثم حذر من حوله تحذيرا شديدا .. ألا يواجهوا الثوار " من يبغون قتله " بسيوفهم .. وأطل على من حاصروا بيته وقال " أيها الناس .. لا تقتلونى .. فوالله لئن قتلتمونى لن تجتمعوا بعدى أبدا "
وبالفعل .. صدق عثمان .. ولم يستمع الثوار لنصيحته حتى بعد أن جلس الى وفد منهم يناقشهم .. وختم حواره بكلمة كانت فصل الخطاب حين رد الأمر لله ورسوله وللقرءان .. فقال
" لو رأيتم أن تضعوا فى كتاب الله أن تضعوا رجلى فى قيود فضعوهما "
وبالطبع حاجهم عثمان رضى الله عنه .. ولم يجدوا ردا الا سفك دمه على مصحفه وهو يقرأ القرءان ولم يتأملوا عظمة العبارة وعظمة قائلها ..
متمردون يريدون رأس الخليفة .. وهو يرفض المساس بهم .. ويرد الأمر لله .. فوالله ما خذله الله
التعبير الخامس " لا .. والله لا أتركه ساعة وأنا ولى أمر المسلمين .. فيسألنى الله لماذا تركته ؟ "
القائل .. الامام على بن أبي طالب رضى الله عنه وكرم وجهه
الموقف .. بعد أن اشتعلت الفتنة اثر اغتيال الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه .. وانتهى الأمر الى ولاية الامام مكرها .. فسعى لادراك الموقف بكل مسؤليته الجسيمة بعد خسارة الاسلام للطيب الطاهر أصدق الناس حياء عثمان رضى الله عنه
ورأى الامام على رضى الله عنه الاسراع بتصحيح الأوضاع التى كان يجهلها سلفه الكريم .. وأولها تنصيب ولاة خلاف الولاة الأمويين الذين أثاروا الناس .. وبالفعل تم له ما أراد .. الا مع قراره بعزل معاوية بن أبي سفيان رضى الله عنه عن ولاية الشام .. وفى خصوص ولاية الشام تحديدا نصح أصحاب الامام امامهم بالتروى والانتظار وعدم اصدار أوامره بعزل معاوية من قبل أن تأتى بيعة أهل الشام .. نصحوه بالتروى لقوة معاوية وطول بقائه بولايته وكثرة الملتفين حوله من من يزينون له الوثوب الى مقعد الخلافة .. وكان هدف أصحاب على رضى الله عنه وعنهم أن يستعمل الامام السياسة لا القوة .. والتروى لا العجلة .. ولكن .. مع من ؟!
مع الامام على بن أبي طالب رضى الله عنه علم الاسلام وصهر الرسول وحبيبه .. وأخاه فى دار الهجرة .. لا والله .. رفض الامام نصيحة من حوله وزجرهم .. وهتف بهم " كيف أنكر ولاية معاوية على عثمان .. واليوم أصبر عليه "
رفض الامام خلط الأوراق .. فلا يوجد في الاسلام محاباه .. وما تعلم التلميذ النجيب من معلمه السكوت عن الحق مهما كانت العواقب .. وليس مثله من تأخذه الأعذار للاعتذار .. وما كان مثله رضى الله عنه ليقبل فى كتاب الله سياسة .. أو تخونه الشجاعة فى موقف قط ..
وقف بصلابته المعهودة .. وقال للجموع من حوله " لا والله لا أتركه ساعة وأنا أتولى أمر المسلمين فيسألنى ربي لماذا تركته ؟ "
هكذا كانت الرجال .. فعلى الرغم من خطورة معاوية رضى الله عنه ساعتها .. الا أن الامام لم ينكص على نفسه لحظة .. أو يقبل الجدال فى أوامر الله ونواهييه .. حتى صارت الأمور لقدرها المحتوم .. وبقيت تلك الكلمات بوجدان التاريخ شاهدة على الموقف وبطله
وما زلنا نتواصل مع التعبيرات ومواقفها وأصحابها
التعبيرالسادس .. " تعلمين والله .. لو كانت لك مائة نفس فخرجت واحدة تلو الأخرى .. ما تركت هذا الأمر .. فكلى ان شئت أو لا تأكلى "
القائل .. سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه
الموقف ...
لا أحد يجهل قدر هذا الصحابي الفذ .. أول من رمى بسهم فى الاسلام وأول من رمى به أيضا .. وهو الوحيد الذى افتداه الرسول صلى الله عليه وسلم بأبيه وأمه وما فعلها مع أحد قبله أو بعده
وكان هذا الموقف الذى قيلت فيه هذه العبارة ..
أحد المواقف التى تثبت مدى الاصرار على الحق والثبات عليه مهما كانت الضغوط أو المغريات
ففى بداية الدعوة الاسلامية .. وسعد رضى الله عنه من الأوائل الكبار من المسلمين .. سمعت أمه بالأمر فسلكت في سبيل نهيه عن هذا الأمر كل السبل فلم تفلح ..
فخطرت لها فكرة شيطانية لأثناء سعد ولدها عن عزمه .. حيث أعلنت صيامها عن الطعام والشراب حتى عدول ولدها عن دين الله الحق .. أو تهلك جوعا وعطشا ..
وبالفعل .. ومع الارادة الصلبة التى تميزت بها الأم ظلت أياما طوالا ممتنعة عن الزاد .. حتى أشرفت بالفعل على الهلاك .. فسعى الناس الى سعد رضى الله عنه لحثه على القاء النظرة الأخيرة على أمه قبل هلاكها المؤكد .. وذهب سعد .. وطالع مشهدا يتفتت له الحجر الصوان ..
والناس حوله تستغرب تلك الارادة الرهيبة لأمه فى اصرارها على الصيام كفرا ..
لكن العيون اتسعت ذهولا عندما استمع القوم الى كلمات الصحابي القدير ..
مال رضى الله عنه على أمه .. وبدت للجميع ارادته الفولاذية الساحقة التى صهرت ارادة أمه صهرا حين سمعته يقول " تعلمين والله .. لوكانت لك مائة نفس .. خرجت واحدة تلو الأخرى .. حتى أترك هذا الأمر ما تركته .. فكلى ان شئت أو لا تأكلى .. "
قال هذه الكلمات .. وانصرف صامدا كما دخل .. وعرفت أمه عدم جدوى ما تفعل .. فاستسلمت ودعت ليأتوها بالطعام والشراب ..
التعبير السابع " يا أمير المؤمنين .. هذا يبلغنى المقيل "
القائل " أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه
الموقف ...
كلنا سمعنا .. وسلمنا بأن الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه هو فيلسوف الزهد دون منازع وهو التلميذ النجيب فى هذا الأمر بين تلامذة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الذين تباروا فيما بينهم وأقروا للفاروق بالتفرد فى الزهد وتطليق الدنيا
ومنطقى أن يغبط عمر وهو الغيور على طاعة الله تعالى .. كل مميز فى العبادة .. على الرغم من بلوغه مكانة لا أظن سواه بلغها فى التقوى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصديق .. منطقى أن ينبهر .. لكن الغريب أن يغبط أمير الزهاد .. واحدا من الصحابة على زهده ..
هذا ما فعله عمر حين زار الصحابي الجليل أبا عبيدة بن الجراح رضى الله عنه فى منزله .. وفوجئ بالمنزل الذى يقطنه أمين الأمة لا يعد منزلا من الأساس .. فقط أربعة جدران صماء عجفاء وخاوية على عروشها الا من أنفاس صاحبها وسيفه ودرعه واناء وضوئه .. وفقط !!!
فقلب عمر كفيه سائلا صاحبه التقى " ألا تتخذ لنفسك شيئا يا أبا عبيدة مما يصطنعه الناس ؟!"
فتبسم أبو عبيدة قائلا " يا أمير المؤمنين .. هذا يبلغنى المقيل "
التعبير الثامن " اذا حزبك أمر يا بنى .. فالجأ الى مولاى "
القائل " الزبير بن العوام " رضى الله عنه
الموقف ...
ارتكن الصحابي المجاهد الزبير بن العوام رضى الله عنه مريضا فى فراشه .. ورفع صوته المتعب يوصى أحد أبنائه قائلا " يا بنى .. اذا حزبك أمر ( يعنى اذا أثقله هم أو غلبه دين ) .. التجئ الى مولاى " ..
فانتبه ولده الى كلمة أبيه .. ولم يفهم مقصده .. فبادره مستفسرا .. أى مولى تعنى ؟!!
فقال الزبير رضى الله عنه فى تقديس " الله سبحانه "
فارتد ظهر الابن تأثرا لعظمة أبيه الذى بلغ الاسلام من بدايته وقاده اسلامه الصميم الى الايمان المطلق .. وعبر به ايمانه الى الاحسان .. فكان من رواده ..
فيالعظمة الوصية .. ويالعظمة الموصى
التعبير التاسع " أرأيت لو كان الحق فى غير دينك يا عمر ؟ "
القائل .. " سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل "
الموقف ....
كان الفاروق عمر رضى الله عنه .. قبل اسلامه من أشد معارضيه ومحاربيه .. واذا عرفنا مدى المكانة والهيبة المطلقة التى كان وعاش بها الفاروق رضى الله عنه لعرفنا كم عانت الدعوة الاسلامية منه وكم قاسي الرسول صلى عليه وسلم من تعصبه ..
حتى كانت اللحظة التى استل فيها عمر سيفه قاصدا دار الأرقم بن أبي الأرقم للفتك بالرسول صلى الله عليه وسلم .. فصادفه واحد من ندمائه .. فبادره قائلا " الى أين ؟! " فأخبره عمر عن قصده .. فضحط الرجل ساخرا وأخبره مستفزا اياه أن الدعوة طرقت بيته .. وأسلمت أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد رضوان الله عليهم جميعا ..
فغير عمر وجهته .. وقصد باب أخته بخطوات كالهدير وطرق الباب طرق العاصفة .. فانتفض من بالدار وهرعت فاطمة الى الباب مع زوجها بينما اختبأ رفيق دعوتهما خوفا من عمر ..
وما ان انفتح الباب حتى بادر عمر أخته قائلا " أصبأت ؟ "
فترددت قليلا .. وتقدم سعيد زوجها من عمر غير آبه وقال له فى لين "أرأيت امن كان الحق فى غير دينك يا عمر ؟ "
وسارت الأحداث سيرتها المعروفة وأسلم عمر رضى الله عنه .. وبقيت كلمة سعيد عنوانا للشجاعة ولنا أن نتصور مدى وقعها على عمر رضى الله عنه .. وهو فى فورة غضبه وعنفوانه
بقيت الكلمة تروى تعبيرا عن فضيلة الدعوة بكل معاناتها
أما زال هناك من يسأل بيننا نفس السؤال .. هل نحن حقا من خلف هؤلاء الأفذاذ ؟
ان كان فى العمر بقية .. سأستكمل باذن الله بقية التعبيرات ..
وبقى من التعبيرات اثنين .. واحد اعبد الرحمن بن عوف .. والثانى لطلحة بن عبيد الله .. وهما الباقيان منم العشرة المبشرين رضوان الله عليهم ..
وان لاقى الموضوع تشجيعا ..
فمن الممكن أن أستمر فى رواية ما أعرفه وأثر فى أعماقى من تعبيرات كبار الصحابة وتابعيهم وتابعى تابعيهم باحسان الى يوم الدين ..
والرأى لكم