هل أقوم لها؟ هل أترك لها مقعدي لتجلس عليه؟ هل أتركها واقفة؟ ولكن هل تقدر هي على ذلك؟
سألت نفسي وأسألكم هذه الأسئلة، ارتبكت، احترت، بعضهم يقول لي أن أقوم لها تعاطفاً مع المرأة وقدرتها على تحمل مشاق الوقوف. لكنّ الآخرين قالوا إنّ الرجل والمرأة صنوان، فحقوق الأول هي نفسها حقوق الأخير من باب المساواة بينهما في الحقوق والواجبات، إذن فإنّ حقي في مقعد الباص هو نفسه حقها، وعليه فإما أن أقف ونبقى واقفين، وإما أن يجلس أحدنا والسابق أولى به من اللاحق.
المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، أقف هنا، ثم أدخل إلى صفحات المعجم الوسيط الذي يعرف المساواة على أنها المماثلة والمعادلة، فيقول (تساويا) في كذا أي تماثلا وتعادلا؛ فالأول يماثل الثاني ويعادله.
أما الرجل والمرأة فهما شريكان لا ينفصلان وزوجان لا يتباعدان، متكاملان، متكافلان، متعاونان، لكل منهما حقوقه وعليه واجباته.
هذه قاعدة لا اختلاف فيها، فمن يفصل بين الرجل والمرأة فكأنما يفصل إحدى يديه، ليعمل بواحدة، فلا هو يستطيع ولا نحن نستفيد.
للمرأة حقوقها، لا يجوز سلب أحدها بأي حال، أبى من أبى، وشاء من شاء، بل لهذا الأخير حق المدافعة عن حقوقها والتعاون مع الآخرين لتنال حقوقها المشروعة من غير قيد ولا شرط.
ولمّا كان لها حقوق كان لا بدّ من تكليفها بواجبات، هي في النهاية لن تصبّ إلا في مصلحتها، ولو كان غير ذلك لما كان واجباً كونه.
ثمّ إن للرجل حقوقاً، لا يجوز سلب أحدها بأي حال، أبى من أبى، وشاء من شاء. وعليه هو الآخر واجبات - ذلك أنه جزء لا يتجزأ من المجتمع - عليه أن يقوم بها.
أما الحقوق والواجبات فهي واضحة بيّنة، ليست بحاجة لفلان ولا (علان) ولا غيرهما ليعددها، ولكن على مثل هؤلاء التأكد من حُسن تطبيقها ومعاقبة منكرها، والعمل سوياً لتنفيذها.
ثم أقول جازماً: ليس ديناً قبل الإسلام - ولن يأتي بعده دين - نظّم العلاقة بين الرجل والمرأة كما نظمها الإسلام؛ بناها على أسس متزنة، أنكر كل ما يسيء للفرد رجلاًَ كان أم امرأة، وزاد فيه للمرأة لما كانت تعانيه من ظلم أيام الجاهلية – قبيل الإسلام -، وأعطى للمرأة ما لها وطالبها بما عليها، وذلك تماماً ما فعله للرجل، ثم نظم علاقتهما معاً وحددها وجعل لها إطاراً مرناً يدخله ما قيس على ما فيه، ويخرج منه ما خالف أصله.
وأسأل: (هل لي بإجازة أمومة؟) لم أسمع مثله من رجل، و(هل أعمل في (طراشة) هذا المنزل؟) لم أسمعه من امرأة، و(هل هي ثقافة العيب؟) أقول: لا، ولكنها عيب الثقافة؛ كثيرون وللأسف ما زالوا يجهلون سرّ العلاقة بين الرجل والمرأة وأساسها، ولا بدّ من تبيانها لهم وتوضيحها حتى يخرجوا من دائرة المشاكل الشائكة الناتجة عن جهلهم.
لكل من الرجل والمرأة حقوق يشتركان في كثير، كثير منها، لكنهما يختلفان في بعضها والقليل منها، فليس لنا لذلك المساواة بينهما في كل شيء. سيخالفني الكثير في هذه، لكنّي أعتقد – جازماً - أن علماء الأحياء والأطباء البشريين والنفسيين لن يكون لهم الرأي المخالف؛ ذلك أنهم هم من أثبتوا لنا علمياً - ما ليس بحاجة إلى إثبات واقعياً - اختلاف طبيعة الرجل والمرأة نفسياً وسيكولوجياً وعاطفياً ولا شكّ... جسدياً.
أمّا المنطق فيقول إنّ الذكر ليس أنثى وهي ليست هو. فلولا كون المرأة عاطفيّةً، رقيقة، لطيفة، منفعلة، قوية الثورة في المشاعر، لما كانت قادرة على رعاية الطفولة غير المحتاجة إلى التفكير بعمق، بل إلى عاطفة الأمومة والتي لم يكن للرجل نصيب منها. أمّا الرجل فله أيضاً وظيفة أساسية في المجتمع – لا تصنف كرتبة أعلى ولا صعوبة أكبر- بل هي ما وافقت طبيعته، فهي لا تحتاج إلى الرقة والعاطفة لتحكمها، ولو حكمتها لضرتها.
وهذا ما يفسر استقرار الرجل في عمله، بينما هو حين تأتي العاطفة كالطفل تنقله هنا وهناك. ثم هذا ما يفسر أيضاً استقرار علاقة المرأة العاطفية تجاه الرجل، وهي بذلك الأقدر على العمل في كل ما يلبي ولو جزءاً من طبيعتها الأنثوية فتكون فيه أكثر دقة وفهماً ، وأبعد نظراً.
كل هذا لا يعني أنّه هو وهي منفصلين (كضميريهما) بل هما – ثانية - متعاونان، متكاملان،متكافلان في المجتمع، يداً بيد، ونصيحة بأخرى.
هذه هي القاعدة والأصل، ومن جاء بمثال من هنا وهناك يخالفها، فمثاله شاذ عن القاعدة ليس إلا، وربّ قاعدة ليس لها شواذ، وربّ أصلٍ لم تدخله المبتدعات.
ولن أنهي حديثي قبل أن أؤكد أن المرأة عانت الكثير الكثير مما لم يشتمّ الرجل رائحته، من سلب للحقوق، واستعباد، وقتل، واستغلال لزينتها وجمالها على حساب كرامتها، ومتاجرة بها؛ تباع وتبتاع، لكن الإسلام ما كان ليقبل بمثل هذا لإنسان؛ قال تعالى – الأعلم بما خلق-: « يا أيّها النّاس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً » ، فالرجال والنساء أصلهما واحد متساويان تماماً في كونهما إنسانين من نفس واحدة. وقال: « للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون » وهذا إقرار بحق المرأة في الميراث وهو ما كانت حرمت منه قبل الإسلام. و « للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن » كل هذا وغيره الكثير الكثير ليؤكد حرص الإسلام على سلامة العلاقة بين الرجل والمرأة وحفظ حقوقهما. « فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض »
ثمّ ماذا عساني أقول؟ إنّ ما تعانيه المرأة في كثير من الدول سيء لا يجب السكوت عنه، بل واجبنا أن نعمل سوياً للحد منه وتقليله حتى القضاء عليه. ولن يكون ذلك باتباع الفكر الغربي والتقليد الأعمى، بل هو واضح لا يحتاج إلا إلى تطبيق عملي من الأفراد؛ أعطى المرأة حقوقها تامة... جعل تعلمها واجباً على وليّها... منع الإساءة لها... حفظ لها كرامتها... أخرجها من العبودية لغير الله... و... و... و... ، إنّه نظام رباني لا يتسع مقال كهذا ولا قلم كمثل ما أكتب به أن يعطيه حقه... إنّه الإسلام.
كثيرون – حالياً – يقولون - غير منتبهين - إنّ الرجل سيبحث عن حقوقه، لكنّي أقول: لِـمَ لا، إن لم نثقف أبناءنا وبناتنا على الاحترام المتبادل وحفظ الحقوق والقيام بالواجبات وتطبيق النظام، فليس لنا إلا أن ننتظر الظلم المتبادل والحرمان والسلب، ومظاهرها كثيرة، عنيفة أحياناً، ظالمة دائماً.
وأختم حديثي.... دون نهاية.... ثم قمت لها....
منقول
--------------------
سألت نفسي وأسألكم هذه الأسئلة، ارتبكت، احترت، بعضهم يقول لي أن أقوم لها تعاطفاً مع المرأة وقدرتها على تحمل مشاق الوقوف. لكنّ الآخرين قالوا إنّ الرجل والمرأة صنوان، فحقوق الأول هي نفسها حقوق الأخير من باب المساواة بينهما في الحقوق والواجبات، إذن فإنّ حقي في مقعد الباص هو نفسه حقها، وعليه فإما أن أقف ونبقى واقفين، وإما أن يجلس أحدنا والسابق أولى به من اللاحق.
المساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، أقف هنا، ثم أدخل إلى صفحات المعجم الوسيط الذي يعرف المساواة على أنها المماثلة والمعادلة، فيقول (تساويا) في كذا أي تماثلا وتعادلا؛ فالأول يماثل الثاني ويعادله.
أما الرجل والمرأة فهما شريكان لا ينفصلان وزوجان لا يتباعدان، متكاملان، متكافلان، متعاونان، لكل منهما حقوقه وعليه واجباته.
هذه قاعدة لا اختلاف فيها، فمن يفصل بين الرجل والمرأة فكأنما يفصل إحدى يديه، ليعمل بواحدة، فلا هو يستطيع ولا نحن نستفيد.
للمرأة حقوقها، لا يجوز سلب أحدها بأي حال، أبى من أبى، وشاء من شاء، بل لهذا الأخير حق المدافعة عن حقوقها والتعاون مع الآخرين لتنال حقوقها المشروعة من غير قيد ولا شرط.
ولمّا كان لها حقوق كان لا بدّ من تكليفها بواجبات، هي في النهاية لن تصبّ إلا في مصلحتها، ولو كان غير ذلك لما كان واجباً كونه.
ثمّ إن للرجل حقوقاً، لا يجوز سلب أحدها بأي حال، أبى من أبى، وشاء من شاء. وعليه هو الآخر واجبات - ذلك أنه جزء لا يتجزأ من المجتمع - عليه أن يقوم بها.
أما الحقوق والواجبات فهي واضحة بيّنة، ليست بحاجة لفلان ولا (علان) ولا غيرهما ليعددها، ولكن على مثل هؤلاء التأكد من حُسن تطبيقها ومعاقبة منكرها، والعمل سوياً لتنفيذها.
ثم أقول جازماً: ليس ديناً قبل الإسلام - ولن يأتي بعده دين - نظّم العلاقة بين الرجل والمرأة كما نظمها الإسلام؛ بناها على أسس متزنة، أنكر كل ما يسيء للفرد رجلاًَ كان أم امرأة، وزاد فيه للمرأة لما كانت تعانيه من ظلم أيام الجاهلية – قبيل الإسلام -، وأعطى للمرأة ما لها وطالبها بما عليها، وذلك تماماً ما فعله للرجل، ثم نظم علاقتهما معاً وحددها وجعل لها إطاراً مرناً يدخله ما قيس على ما فيه، ويخرج منه ما خالف أصله.
وأسأل: (هل لي بإجازة أمومة؟) لم أسمع مثله من رجل، و(هل أعمل في (طراشة) هذا المنزل؟) لم أسمعه من امرأة، و(هل هي ثقافة العيب؟) أقول: لا، ولكنها عيب الثقافة؛ كثيرون وللأسف ما زالوا يجهلون سرّ العلاقة بين الرجل والمرأة وأساسها، ولا بدّ من تبيانها لهم وتوضيحها حتى يخرجوا من دائرة المشاكل الشائكة الناتجة عن جهلهم.
لكل من الرجل والمرأة حقوق يشتركان في كثير، كثير منها، لكنهما يختلفان في بعضها والقليل منها، فليس لنا لذلك المساواة بينهما في كل شيء. سيخالفني الكثير في هذه، لكنّي أعتقد – جازماً - أن علماء الأحياء والأطباء البشريين والنفسيين لن يكون لهم الرأي المخالف؛ ذلك أنهم هم من أثبتوا لنا علمياً - ما ليس بحاجة إلى إثبات واقعياً - اختلاف طبيعة الرجل والمرأة نفسياً وسيكولوجياً وعاطفياً ولا شكّ... جسدياً.
أمّا المنطق فيقول إنّ الذكر ليس أنثى وهي ليست هو. فلولا كون المرأة عاطفيّةً، رقيقة، لطيفة، منفعلة، قوية الثورة في المشاعر، لما كانت قادرة على رعاية الطفولة غير المحتاجة إلى التفكير بعمق، بل إلى عاطفة الأمومة والتي لم يكن للرجل نصيب منها. أمّا الرجل فله أيضاً وظيفة أساسية في المجتمع – لا تصنف كرتبة أعلى ولا صعوبة أكبر- بل هي ما وافقت طبيعته، فهي لا تحتاج إلى الرقة والعاطفة لتحكمها، ولو حكمتها لضرتها.
وهذا ما يفسر استقرار الرجل في عمله، بينما هو حين تأتي العاطفة كالطفل تنقله هنا وهناك. ثم هذا ما يفسر أيضاً استقرار علاقة المرأة العاطفية تجاه الرجل، وهي بذلك الأقدر على العمل في كل ما يلبي ولو جزءاً من طبيعتها الأنثوية فتكون فيه أكثر دقة وفهماً ، وأبعد نظراً.
كل هذا لا يعني أنّه هو وهي منفصلين (كضميريهما) بل هما – ثانية - متعاونان، متكاملان،متكافلان في المجتمع، يداً بيد، ونصيحة بأخرى.
هذه هي القاعدة والأصل، ومن جاء بمثال من هنا وهناك يخالفها، فمثاله شاذ عن القاعدة ليس إلا، وربّ قاعدة ليس لها شواذ، وربّ أصلٍ لم تدخله المبتدعات.
ولن أنهي حديثي قبل أن أؤكد أن المرأة عانت الكثير الكثير مما لم يشتمّ الرجل رائحته، من سلب للحقوق، واستعباد، وقتل، واستغلال لزينتها وجمالها على حساب كرامتها، ومتاجرة بها؛ تباع وتبتاع، لكن الإسلام ما كان ليقبل بمثل هذا لإنسان؛ قال تعالى – الأعلم بما خلق-: « يا أيّها النّاس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساءً » ، فالرجال والنساء أصلهما واحد متساويان تماماً في كونهما إنسانين من نفس واحدة. وقال: « للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون » وهذا إقرار بحق المرأة في الميراث وهو ما كانت حرمت منه قبل الإسلام. و « للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن » كل هذا وغيره الكثير الكثير ليؤكد حرص الإسلام على سلامة العلاقة بين الرجل والمرأة وحفظ حقوقهما. « فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض »
ثمّ ماذا عساني أقول؟ إنّ ما تعانيه المرأة في كثير من الدول سيء لا يجب السكوت عنه، بل واجبنا أن نعمل سوياً للحد منه وتقليله حتى القضاء عليه. ولن يكون ذلك باتباع الفكر الغربي والتقليد الأعمى، بل هو واضح لا يحتاج إلا إلى تطبيق عملي من الأفراد؛ أعطى المرأة حقوقها تامة... جعل تعلمها واجباً على وليّها... منع الإساءة لها... حفظ لها كرامتها... أخرجها من العبودية لغير الله... و... و... و... ، إنّه نظام رباني لا يتسع مقال كهذا ولا قلم كمثل ما أكتب به أن يعطيه حقه... إنّه الإسلام.
كثيرون – حالياً – يقولون - غير منتبهين - إنّ الرجل سيبحث عن حقوقه، لكنّي أقول: لِـمَ لا، إن لم نثقف أبناءنا وبناتنا على الاحترام المتبادل وحفظ الحقوق والقيام بالواجبات وتطبيق النظام، فليس لنا إلا أن ننتظر الظلم المتبادل والحرمان والسلب، ومظاهرها كثيرة، عنيفة أحياناً، ظالمة دائماً.
وأختم حديثي.... دون نهاية.... ثم قمت لها....
منقول
--------------------