السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل
اعلم بأنني أحبك في الله
أنا مشرف القسم الإسلامي في أحد المنتديات ،،،، انتشرت في هذا المنتدى الصور خصوصاً
صور النساء منها العادية ،،، ومنها الخادشة للحياء،،، ونحن نعلم بحرمة جميع الصور بدون استثناء ،،
ونعلم أن كل من يستخدم هذه التواقيع يتحمل وزره ووزر من شاهدها .
سؤالي هو :
صاحب المنتدى ،، لم يحرك ساكناً ،،،، ولم يمنع هذه الصور ،،، بل سمح لكل عضو أن يضع الصورة التي يريدها،،،،،،،،،،،،، ولقد وضعت أكثر من موضوع مدعم بالأدلة يوضح حرمة الصور في المنتدى ،،،
ولم يتم وقف الصور .
1_ هل يؤثم صاحب المنتدى بسبب عدم منعه الصور ؟
2 _ هل يأخذ صاحب المنتدى اثم عدم منعه للصور فقط ،،،، أم يأخذ مع أثم عدم منعه للصور ،، أثم من وضع الصور ،، وأثم من شاهدها ؟
شيخنا الفاضل
نريد منك نصيحة لصاحب المنتدى
جمعنا الله بالفردوس الأعلى
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
وأحبك الله الذي أحببتني فيه .
مَن دلّ على خير وهُدى فله مثل أجر فاعله ، ومن دلّ على شرّ وضلال فَلَه مثل أجر فاعله
قال عليه الصلاة والسلام : مَن سَنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء . رواه مسلم .
وقد تغيّر وجه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يدخل بيته عندما وضعت عائشة رضي الله عنها سِتارة فيها صُور حيوانات .
فعن عائشة رضي الله عنها أنها اشترت نمرقـة فيها تصاوير ، فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية ، فقلت : يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله فماذا أذنبت ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بال هذه النمرقة ؟ فقالت : اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أصحاب هذه الصور يُعذّبون ، ويُقال لهم : أحيوا ما خلقتم ، ثم قال : إن البيت الذي فيه الصُّوَر لا تدخله الملائكة . رواه البخاري ومسلم .
قال النووي رحمه الله : وقال بعض السلف : إنما يُنهى عما كان لـه ظل ، ولا بأس بالصور التي ليس لها ظل ، وهذا مذهب باطل ، فإن السّتر الذي أنكر النبي صلى الله عليه وسلم الصورة فيه لا يشك أحد أنه مذموم وليس لصورته ظل . اهـ .
وهنا أوجِّـه رسالة إلى أصحاب المنتديات والمشرفين عليها ، وهي أن الإنسان لايستطيع حَمْل ذنوبه ، فكيف يستطيع أن يحمل ذنوب غيره ؟
وقد أعجبني شريطا إعلانيا ( بنر ) وضعه صاحب منتدى – وفقه الله - ، وهذه صورته :
أما يَعلم هؤلاء أن من الذنوب ما يبقى بعد الموت ، تجري آثامه على صاحبه وهو رَهين قَبره ؟
فكما أن من الأعمال الصالحة ما تجري حسناته على صاحبه بعد الموت ، فكذلك السيئات ، منها ما تَجْرِي آثامها بعد الموت .
فالصور العارية والمقاطع الخالِعة ، والأغاني والموسيقى – كل هذا مما يَجري إثمه على صاحبه إذا مات وخلّفه .
فليتصوّر كل منا أنه يموت هذه الساعة ، فهل يَودّ أن يُقابِل الله بتلك الآثام ؟
هل يُقابِل الله بِنَشْرِ الصور العارية أو شبه العارية ؟ صُوَر ذوات الأرواح عموما ، وصُوَر النساء خصوصاً .
هل يُقابِل الله بِسماع وإسماع الأغاني ؟
إن الذي ينشر روابط الغناء أو يضع مقاطِع موسيقية أو أفلاماً هابِطة يَحمِل الذنب مُضاعَفاً
يَحمِل ذَنْبَـه وذَنْبَ غيره ..
قال تعالى : (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)
كما أن الذي فالذي ينشر الصور الفاضحة والأغاني له نصيب من قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ )
وسواء في ذلك من يقوم على نشرها من الأعضاء ، أو من يُعين على نشرها بالسكوت عنها ، مثل أصحاب المواقع والمنتديات ، وكذلك أصحاب الصحف والمجلاّت .
فليتّق الله أولئك فإن عذاب الله شديد ، وهم أضعف من أن يحمِلوا أوزراهم فكيف بأوزار غيرهم ، بل كيف بأوزار كل من نَظَر إلى تلك الصور ؟
هل تخيّل أولئك كم من السيئات سوف يحملونها ؟
كم يُشاهد الموضوع ؟
وكم شخص شاهد الصور ؟
آلاف بل قد يزيد مع مرور الأيام وتتابع السنين .
ورسالة أخرى إلى الذين تعلّقوا بالصُّوَر ، وهي أن هذه الصور تضرّ ولا تنفع ، وهل يسرّ الإنسان – رجلا كان أم امرأة – أن يموت وتبقى هذه الصُّوَر في مواضيعه وتوقيعه ؟
وقد وردت النصوص الكثيرة الْمُبيِّنة خطورة صُور ذوات الأرواح ، وكنت كتبت فيها بعنوان :
علاقــة الصورة بالشـِّـرك بالله
وكنت أجبت عن هذا السؤال :
انتشار صور الفنانين والفنانات في المنتديات وخاصة في تواقيع الأعضاء وكذلك في الجوالات مع وضع صور نساء
والله تعالى أعلم .
الفتوى للشيخ عبد الرحمن السحيم
منقووووووووول