منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


    بيان حكم من والى الكفار أو أعانهم في حربهم

    بحر لجى
    بحر لجى
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    ذكر عدد الرسائل : 113
    العمر : 38
    البلد : بلاد الرافدين
    الهوايات المفضلة : تحت اقدام امى
    بلد العضو : بيان حكم من والى الكفار أو أعانهم في حربهم Iraqflsmnwmxm4
    nbsp : بيان حكم من والى الكفار أو أعانهم في حربهم 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60260

    بيان حكم من والى الكفار أو أعانهم في حربهم Empty بيان حكم من والى الكفار أو أعانهم في حربهم

    مُساهمة من طرف بحر لجى 28/5/2008, 5:53 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب قيما بلا اعوجاج، وجعله عصمة لمن تمسك به واعتمد عليه في الاحتجاج، وأوجب فيه مقاطعة أهل الشرك بإيضاح الشرعة والمنهاج، والصلاة والسلام على محمد الذي مزق الله ظلام الشرك بما معه من السراج، وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا الكفار وباينوهم من غير امتزاج ..

    أما بعد :

    فإن واجب النصيحة متعين للمسلمين، كما في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال : ( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم ) متفق عليه، ورواه البخاري في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم , وقوله تعالى (إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ) اهـ .

    فإن من أعظم البلايا وأكبر الرزايا أن يصاب الرجل في عقيدته , ويسب نبيه , ويهان دينه , ويُقاتل أهلُ ملته , وتداس كرامتهم على يد نصرانيٍّ أغلف يزعم أن لله صاحبة وولداً , أو أنه ثالث ثلاثة تعالى الله الفرد الصمد، ثم بعد ذلك ينساق وراءه، وينظم في لواءه، ليقتل فداءً له، وحماية لمصالحه الدنيوية، فيبيع دينه بدنيا غيره، ثم يدّعي أنه مسلم بعد هذا كله، وأنه محبٌ لله ورسوله وللمؤمنين ...

    ولكن الأمر كما قال ابن القيم رحمه الله :

    أتُحب أعداءَ الحبيبِ وتدعي حبـاً له مـا ذاك في إمكـان

    أو كما قيل :

    تُحبُّ عدوي ثم تزعم أنني صديقك إنِّ الوِّدَّ عنك لعازبُ

    فهذه رسالة موجهة إلى جميع العاملين من مدنيين وعسكريين ممن أرادوا المشاركة تحت لواء النصارى الأمريكان والإنجليز، بريطانيا، ونحوهم في حملتهم الصليبية ضد إخواننا المسلمين المستضعفين في العراق :

    فليعلم كل مسلم أن الدخول تحت راية النصارى الكفار والقتال معهم وإعانتهم بأي نوع من أنواع الإعانة : كالقتال معهم، أو أن يكون قوة إسنادٍ لهم، أو يقوم بتأمين خطوط الإمداد، أو تأمين خطوط التموين وجلب الطعام والشراب لهم، أو يقوم بنقلهم من موضعٍ إلى غيره، أو سهل ذلك لهم، أو قام على حراستهم، أو قام بتحديدأورسم الإحداثيات، أو بإرسال الإشارات وتنسيق الاتصالات، أو غير ذلك، مما يساعد في إدارة العمليات القتالية، أو أشار عليهم برأي، وغير ذلك من أوجه المساعدة والإعانة فقد كفر بالله العظيم، وارتكب ناقضاً من نواقض الإسلام بالإجماع .
    قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في (فتاواه) (1/274) : "وقد أجمع علماء الإسلام على أن من ظاهر الكفار على المسلمين وساعدهم بأي نوع من المساعدة فهو كافر مثلهم، كما قال الله سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) .

    وقد ألفّ العلماء في هذه المسألة التآليف وأفردوا لها التصانيف :

    فمنهم الشيخ العلامة سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه لله حيث ألف كتاب : [ أوثق عرى الإيمان ] ، [ حكم موالاة أهل الإشراك ] .

    وأيضا العلامة حمد بن عتيق رحمه الله حيث ألف كتاب [ سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك ]، وذلك عندما قام كثير من القبائل بمساعدة المشركين والنصارى في القتال ضد المسلمين وإعانتهم على ذلك، فحكموا بكفرهم وردتهم، ولنكتف ببعض ما نقلاه :

    أولا : قال العلامة سليمان بن عبد الله آل الشيخ رحمه الله في مقدمة رسالته : [ حكم موالاة أهل الإشراك ] :

    ( اعلم رحمك الله أن الإنسان إذا أظهر للمشركين الموافقة على دينهم خوفا منهم , ومداراة لهم , ومداهنة لدفع شرهم، فإنه كافر مثلهم , وإن كان يكره دينهم ويبغضهم ويحب الإسلام والمسلمين , هذا إذا لم يقع منه إلا ذلك , فكيف إذا كان في دار منعة واستدعى بهم ودخل في طاعتهم وأظهر الموافقة على دينهم الباطل وأعانهم عليه بالنصرة والمال ووالاهم وقطع الموالاة بينه وبين المسلمين وصار من جنود، لقباب والشرك وأهلها بعد ما كان من جنود الإخلاص والتوحيد وأهله، فإن هذا لا يشك مسلم أنه كافر من أشد الناس عداوة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم , ولا يستثنى من ذلك إلا المكره وهو : الذي يستولي عليه المشركون فيقولون له اكفر أو افعل كذا وإلا فعلنا بك وقتلناك , أو يأخذونه فيعذبونه حتى يوافقهم فيجوز له الموافقة باللسان مع طمأنينة القلب بالإيمان , وقد أجمع العلماء على أن من تكلم بالكفر هازلا أنه يكفر , فكيف بمن أظهر الكفر خوفا وطمعا في الدنيا وأنا أذكر بعض الأدلة بعون الله على ذلك وتأييده :

    الدليل الأول :
    قوله تعالى (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) فأخبر تعالى أن اليهود والنصارى وكذلك المشركون لا يرضون عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتبع ملتهم , ويشهد أنهم على حق ثم قال تعالى (قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ), وفي الآية الأخرى (إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ), فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لو يوافقهم على دينهم ظاهرا من غير عقيدة القلب لكن خوفا من شرهم ومداهنة كان من الظالمين , فكيف بمن أظهر لعباد القبور والقباب أنهم على حق وهدى مستقيم فإنهم لا يرضون إلا بذلك ?.هـ. ونقول كيف بمن أظهر لأمريكا وحلفائها أنهم على حق في حملتهم هذه على المسلمين .

    الدليل الثاني :
    قوله تبارك وتعالى (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً) فنهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ الكافرين أولياء وأصدقاء وأصحابا من دون المؤمنين , وإن كانوا خائفين منهم , وأخبر أن من فعل ذلك فليس من الله في شيء , أي : لا يكون من أولياء الله الموعودين بالنجاة في الآخرة , إلا أن تتقوا منهم تقاة وهو أن يكون الإنسان مقهورا معهم لا يقدر عن عداوتهم فيظهر لهم المعاشرة والقلب مطمئن بالبغضاء والعداوة فكيف بمن اتخذهم أولياء من دون المؤمنين من غير عذر, استحبابَ الحياة الدنيا على الآخرة والخوف من المشركين وعدم الخوف من الله , فما جعل الله الخوف منهم عذرا بل قال تعالى (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) . فكيف بمن اتخذ أمريكا وحلفائها أولياء من دون المؤمنين من غير عذر , استحباباً للحياة الدنيا وادعاء الخوف منهم وادعاء المصالح المشتركة أو الشرعية الدولية زعموا .

    الدليل الثالث :
    قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ , ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ , فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ , ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) فذكر تعالى عن المرتدين على أدبارهم أنهم من بعد ما تبين لهم الهدى ارتدوا على علم ولم ينفعهم علمهم بالحق مع الردة وغرّهم الشيطان بتسويله وتزيين ما ارتكبوه من الردة , وهكذا حال هؤلاء المرتدين في هذه الفتنة غرهم الشيطان وأوهمهم أن الخوف عذر لهم في الردة وأنهم بمعرفة الحق والشهادة به , لا يضرهم ما فعلوه , ونسوا أن كثيرا من المشركين يعرفون الحق ويحبونه ويشهدون به , ولكن يتركون متابعته والعمل به، محبة للدنيا وخوفا على الأنفس والأموال والمآكل والرئاسات .

    ثم قال تعالى (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ) فأخبر تعالى أن سبب ما جرى عليهم من الردة وتسويل الشيطان وإملاءه لهم هو : قولهم للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر , فإذا كان من وعد المشركين الكارهين لما أنزل الله بطاعتهم في بعض الأمر كافرا , وإن لم يفعل ما وعدهم به , فكيف بمن وافق المشركين الكارهين لما أنزل الله من الأمر بعبادته وحده لا شريك له , وعبادة ما سواه من الأنداد والطواغيت والأموات , وأظهر أنهم على هدى , وأن أهل التوحيد مخطئون في قتالهم , وأن الصواب في مسالمتهم والدخول في دينهم الباطل، فهؤلاء أولى بالردة من ألئك الذين وعدوا المشركين بطاعتهم في بعض الأمر , ثم أخبر عن حالهم الفضيع عند الموت (ذَلِكَ) الأمر الفضيع عند الوفاة (بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ), ولا يستريب مسلم أن اتباع المشركين والدخول في جملتهم والشهادة أنهم على حق ومعاونتهم على زوال التوحيد وأهله ونصرة القباب والقحاب واللواط , من اتباع ما يسخطه الله وكراهة رضوانه , وإن ادعوا أن ذلك لأجل الخوف فإن الله ما عذر أهل الردة بالخوف من المشركين بل نهى عن خوفهم , فأين هذا ممن يقول ما جرى منا شيء ونحن على ديننا اهـ باختصار شديد جدا .

    ثانيا : وقال العلامة حمد بن عتيق رحمه الله :

    ( فأما معاداة الكفار والمشركين , فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك , وأكد إيجابه , وحرم موالاتهم وشدد فيها , حتى إنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ... قال تعالى (تَرَى كَثِيرًا مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ , وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) .

    قال شيخ الإسلام :

    فبين سبحانه أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه ملتزم بعدم ولايتهم , فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان، لأن عدم اللازم يقتضي عدم الملزوم .
    قلت : رتب الله تعالى على موالاة الكافرين سخطه والخلود في العذاب , وأخبر أن ولايتهم لا تحصل إلا ممن ليس بمؤمن وأما أهل الإيمان بالله وكتابه ورسوله فإنهم لا يوالونهم , بل يعادونهم , كما أخبر الله عن إبراهيم والذين معه من المرسلين قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ , فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) فنهى سبحانه وتعالى المؤمنين أن يوالوا اليهود والنصارى , وذكر أن من تولاهم فهو منهم أي : من تولى اليهود فهو يهودي , ومن تولى النصارى فهو نصراني , وقد روى ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين قال : قال عبد الله بن عتبة ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا وهو لا يشعر , قال فضنناه يريد هذه الآية (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء) إلى قوله (فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) وكذلك من تولى المشرك فهو مشرك , ومن تولى الأعاجم فهو أعجمي , فلا فرق بين من تولى أهل الكتابين وغيرهم من الكفار , ثم أخبر تعالى أن الذين في قلوبهم مرض , أي : شك في الدين وشبهة يسارعون في الكفر قائلين : (نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ) أي إذا أنكرت عليهم موالاة الكافرين , قالوا : نخشى أن تكون الدولة لهم في المستقبل , فيتسلطون علينا فيأخذون أموالنا , ويشردوننا من بلداننا , وهذا هو ظن السوء بالله الذي قال فيه (الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) .

    ولهذا قال تعالى في هذه الآية : (فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ) وعسى من الله واجب , والحمد لله الذي أتى بالفتح فأصبح أهل الظنون الفاسدة على ما أسروا في أنفسهم نادمين , وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) فنهى سبحانه المؤمنين عن موالاة أهل الكتابين وغيرهم من الكفار , وبين أن موالاتهم تنافي الإيمان , وقال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ , قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) فنهى سبحانه وتعالى المؤمن عن موالاة أبيه وأخيه - اللذين هما أقرب الناس إليه - إذا كان دينهما غير الإيمان وبين أن الذي يتولى أباه وأخاه إذا كانا كافرين فهو ظالم , فكيف بمن تولى الكافرين الذين هم أعداء له ولآبائه ولدينه أفلا يكون هذا ظالم , بلى والله إنه لمن أظلم الظالمين , ثم بين تعالى أن هذه الثمانية لا تكون عذرا في موالاة الكافرين , فليس لأحد أن يواليهم خوفا على أبيه أو أخيه، ? بلاده أو ماله أو مشحته بعشيرته أو مخافته على زوجاته , فإن الله قد سد على الخلق باب الأعذار بأن هذا ليس بعذر ...

    ثم قال رحمه الله : والأشياء التي يصير بها المسلم مرتدا , فعد منها الشرك , ثم قال : الثاني : إظهار الطاعة والموافقة للمشركين على دينهم , والدليل قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ , ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ , فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ , ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ) ... وكلام العلماء رحمهم الله تعالى في هذا الباب لا يمكن حصره , حتى إن بعضهم ذكر أشياء أسهل من هذه الأمور , وحكموا على مرتكبها بالارتداد عن الإسلام , وأنه يستتاب منها , فإن تاب وإلا قتل مرتدا ولم يغسل ولم يصل عليه ولم يدفن مع المسلمين , وهو مع ذلك يقول لا إله إلا الله , ويفعل الأركان الخمسة , ومن له أدنى اطلاع ونظر على كلام أهل العلم , فلا بد أن يكون قد بلغه بعض ذلك , وأما هذه الأمور التي تقع في بعض الأزمان من المنتسبين إلى الإسلام , بل من كثير ممن ينتسب إلى العلم فهي من قواصم الظهور وأكثرها أعظم وأفحش مما ذكره العلماء من المكفرات , ولولا ظهور الجهل وخفاء العلم وغلبة الأهواء لما كان أكثرها محتاجا لمن ينبه عليه اهـ .باختصار وتصرف .

    ويجب على المسلم عسكريا كان أم مدنيا أن لا يُقاتل إلا تحت راية إسلامية لا راية جاهلية، فكيف إذا قاتل تحت راية صليبية حاقدة، وقد جاءت الأحاديث بالوعيد لمن قاتل تحت راية جاهلية :

    فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ومن قاتل تحت راية عُمّية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلتة جاهلية ) رواه مسلم , وفي لفظ له ( ليس من أمتي )? والشاهد قوله ( أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية )، ?القتال تحت راية الأمريكان أو هيئة الأمم الطاغوتية المحادة والمحاربة لله ورسوله , ذات الأهداف الصليبية الحاقدة , قتال تحت راية عمية جاهلية ملحدة .

    وقد أوجب الله أن يكون القتال لإعلاء كلمة الله , كما في الحديث ( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي موسى .

    نسأل الله أن يوفق ويهدي ضال المسلمين إلى الحق والأخذ به، وأن ينصر المجاهدين والقائمين في نصرة هذا الدين , وأن يخذل أعداء هذا الدين من النصارى واليهود ومن أعانهم وساعدهم , إنه ولي ذلك والقادر عليه .

    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 1:57 pm