أمة الإسلام...
حديثي إليكِ اليوم يتجدد وأبنائك الأبطال يسطرون بدمائهم أجمل صور الملحمات، وأروع معاني التضحيات على أرض مدينتي القائم وتلعفر، حيث جمع عباد الصليب لمعركتهم الجموع وحشدوا لها الحشود، مستخدمين من الأسلحة أشدها فتكاً وتدميرا، ومن الغازات السامة أعظمها أذية وتقتيلا، مستصحبين خيلائهم، مستعلين بكبريائهم، فأذاقهم الله على أيدي أوليائه المجاهدين من كؤوس الموت ألوانا، وأراهم من الأهوال ما لا ينسونه دهوراً وأزمانا، فخرجوا من مدينة القائم لا يلوون على شيء يجرون أذيال هزيمتهم، ويلعقون جراحاتهم، فلله الحمد أولاً وأخرا.
وهاهم يعاودون الكرة على مدينة تلعفر؛ بعد أن إستعصت عليهم مرات ومرات، وأذاقهم أسودها طعم الذل، ومرارة الهزيمة، تحزبوا على هذه المدينة الأبية، يرومون القضاء على المجاهدين، متذرعين برد الحقوق إلى أهلها، كما صرح بذلك حفيد أبن العلقمي وخادم الصليب - إبراهيم الجعفري - قاصداً بذلك أعضاء "فيلق الغدر"، الذين ما أخرجوا من تلعفر إلا لكونهم عيون للصليبيين، وجلهم من "الحرس الوثني" والشرطة المرتدين، الذين بلغ فسادهم وإفسادهم مداه في تلعفر.
وإلا فأين هذا الدعي عن حقوق أهل السنة في المدائن والحرية والشعب والجنوب وغيرها، الذين قتلوا وشرد منهم الآلاف، لا لذنب سوى أنهم من أهل السنة.
بل أين حقوق المسلمين الفلسطينيين الذين استبيحت أعراضهم وهجّروا من بيوتهم قسرا في بغداد - في البلديات وحيفا وغيرها - هل تم هذا إلا على أيدي بني صهيون وأذنابهم من الروافض الحاقدين؟!
ألا صبراً يا أسود تلعفر، فالنصر لهذا الدين مهما طال ليل الظالمين، ويوشك الليل أن ينجلي بفجراً ترفع فيه راية التوحيد وتذل فيه راية الشرك والتنديد.
وأما أنتم يا أسود التوحيد على أرض الرافدين، يا من رفعتم جبين الأمة عاليا...
إن عدوكم اليوم يعيش أسوء أيامه على أرض الرافدين، يبغي الخلاص ولا يجد له طريقا، ويروم النجاة ولا يهتدي لها سبيلا، وها هو يستل من سهامه آخرها علّه ينقذه من المستنقع الذي غرق فيه ويحفظ له ماتبقى من ماء وجهه، ذلكم هو "طاغوت الدستور"، ولكن هيهات... هيهات.
هيهات لنفوس دبت فيها روح الجهاد، وسرت في عروقها دماء التوحيد، أن تنطلي عليها أمثال هذه الحيل أو تستهويها أمثال هذه الخدع.
أيها المجاهدون...
ألا فخذوا حذركم وتأهبوا، وانتظوا سلاحكم واستعدوا، ولا ترفعوا أصابعكم عن الزناد، وارتقبوا لحظة البدء، فالمعركة الفاصلة قد أقترب أوانها، وأزف ختام فصولها، وإننا عازمون بعون الله عما قريب على استئصال شأفتهم، وإشعال الأرض من تحت أقدامهم، ولينسينهم ما يجدونه في هذه المعركة - إن شاء الله تعالى - أهوال ما ذاقوه في المعارك السابقة، وإن غداً لناظرة لقريب.
واعلموا؛ أنكم لا تحاربون رجال أشداء بل جبناء يفرون عند اللقاء، فأحملوا عليهم حملة صادقة تطير بما بقي من ألبابهم، فلا يجدون لبنادقهم كفا، ولا لأسيافهم ساعدا، ولا تلحقكم في عدوكم رقة، ولا تأخذكم بهم رأفة، ولا تأطركم بهم شفقة، شتتوا جموعهم، وفرقوا صفوفهم، ونكسوا صليبهم، نغصوا عليهم طعامهم وشرابهم، ويقضتهم ومنامهم، فما أعذب الموت في سبيل تنغيص عيش الظالمين.
وهذا نداء إلى أبناء الأمة الغراء...
لئن حبستكم الأعذار، وناءت بكم الديار، وباعدت بينكم وبين المجاهدين القفار، وعجزتم عن نصرة إخوانكم بأنفسكم، ألا فأنصروهم بسلاحكم الذي تحملونه بين أضلعكم، والذي هو أشد على عباد الصليب، من حد السيف وضربة الحسام؛ إنه سلاح الدعاء.
وما أدراك ما الدعاء، و "هل تنصرون إلا بضعفائكم"، بدعائهم وإخلاصهم
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري بما فعل الدعاء
سهام الليل لا تخطيء ولكن لها أمد وللأمد انقضاء
ألا وجدوا واجتهدوا بالدعاء، وألحوا فيه، وتحروا أوقات السحر وأزمنة الإجابة، وتوسلوا إلى الله بصالح أعمالكم، واقنتوا على الصليبيين في صلواتكم، فلعل الله يأذن برفع الذل عن هذه الأمة وبزوغ فجر العز من جديد، وهذه علامات النصر بادية، وأمارات الفتح ظاهرة، ومخائن الظفر لائحة، وتباشير الخير ساطعة.
وإني لأحسب أن ما أصاب أمريكا في عقر دارها من الإعصار المدمر؛ إنما هو بدعوة أب أو أم ثكلى بابن لهما، أو ولد تيتم، أو امرأة أنتهك عرضها على أرض أفغانستان أو العراق وغيرها، ففتحت لها أبواب السماء، وجاء النداء الإلهي؛ "لأنصرنكِ ولو بعد حين".
اللهم إن السماء سماءك، والأرض أرضك، والبحر بحرك، اللهم عليك بالصليبيين، اللهم أسقط طائراتهم، ودمر آلياتهم، وأغرق بارجاتهم.
اللهم إن عبادك المجاهدين، قد جادوا بحرب أعدائك بنفوسهم، وبذلوا في سبيل ذلك مهجهم، نصرة لدينك وإعلاء لكلمتك، اللهم أنزل عليهم نصرك المؤزر، وعجل لهم بالفتح المبين، وأنزل بعدوهم عذابك ورجزك الذي لا يرد عن القوم الظالمين.
اللهم أرسل على أمريكا عذابك، اللهم أشدد وطأتك عليها، اللهم دمرها تدميرا، اللهم أرسل عليها الأعاصير والزلازل والمحن، اللهم أشغلهم بأنفسهم عن المسلمين، اللهم لا تقم لهم راية، وأجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية.
الله آمين