خيلوا معي أن قارىء نشرة الأخبار في دولة عربية، يدرس في إحدى دورات البرمجة العصبية هذه التي انتشرت مؤخرا، لكنه أثناء قراءة نشرة الأخبار على الهواء، والشعب العربي المسحوق يستمع إليه...
وفجأة تغشاه فقدان لوعيه الظاهر لطارىء طرأ عليه، المسكين لانه لم يتقن مبادىء البرمجة العصبية بعد، ولا يلام على حصول هذا الطارىء، لاسيما وأن الدولة تحت قوانين الطوارىء، وحتى الدول التي لا تعلن ذلك رسميا هي تحت قوانين الطوارىء من سقوط الخلافة إلى اليوم، لأن الدساتير والقوانين " ديكور " وملعبة بيد السلطات أصلا.
وإذا بعقله الباطن يتحدث من اللاّوعي، وصار يقرأ نشرة الأخبار بواسطة تداخل في حقول الطاقة المتصلة "باللاوعي" التابع لأصحاب السلطة تارة، وتلك المتصلة بالشعوب العربية تارة أخرى، على مذهب جماعة البرمجة العصبية اللغوية!! مع الإعتذار منهم.
فقرأ نشرة الأخبار هكذا:
قال بيان رسمي للحكومة الرشيدة: (لماذا يبدو الأمر وكأن الجميع يتكتم مع سبق الإصرار والترصد، على أن الوجود الأجنبي في بلادنا هو سبب كل مشكلاتنا، وأن تدخلاته، وأطماعه، واستكباره وإصراره على محاربة ديننا، وطمس ثقافتنا، وفرض ثقافته التعيسة علينا بالقوة، والقهر، وبالفساد الذي يشتري به بائعي الذمم من الحكام الذين ليس لهم هم إلا تنفيع كراسيهم وتنفيع الساعين معهم في الحفاظ على تلك الكراسي، على حساب دينهم، وأمتهم، كما يشتري به التجار عبدة المال، مع صحفهم البائسة، وأشباه المثقفين، هو سبب كل ما يحصل اليوم من فتن، وليس هؤلاء الذين يطلقون عليهم " إرهاببين " فهؤلاء ليسوا سوى ردة فعل، تصيب الهدف تارة، وتخطئة تارة، هذا غاية ما توصف به الحالة؟!).
فاندهش الناس من هذا الكلام، وكانهم في حلم، ونظر بعضهم إلى بعض: (عجبا ماذا جرى للدولة؟! إنهم يتحدثون بما في ضمائرنا تماما!!).
غير أنّ قارىء نشرة الأخبار استمر يتحدث من "اللاوعي" متصلا بوساطة حقول الطاقة المتداخلة! فقال:
(وصرح مصدر مسؤول: لماذا يتكتم الجميع عن حقيقة أن زرع الكيان الصهيوني في قلب أمتنا، وفي أقدس مقدساتها، ورعايته، وإمداده بكل ما يحتاج لكي يحاربنا، ويحاربوننا به، هو ينبوع المصائب كلّها، وأن الإرهاب الحقيقي، إنما هو هنا في هذا الكيان المسخ، وفيمن يمده من العالم الغربي؟!
وقالت مصادر موثوقة: لماذا يتكتم الجميع على حقيقة أن الغزو الأمريكي للعراق فتح أبواب الشرور، وأنه بدأ بكذبة اجبر العالم على تصديقها بإرهاب العالم وابتزازه، وانتهى بتدمير شعب وسحقه، وتحويله أرضه إلى محرقه، وإبادة مدنه، وقراه، ونهب ثرواته، ونصب أسوء الناس سمعة وتاريخا على حكومة عميلة جلّ همّها كيف تسرق وتنهب بالإشتراك مع القوات المحتلة، وتنفذ خطط الصهيوصليبية العالمية، وأن هذا هو الإرهاب بعينه؟!
وأضافت المصادر المذكورة: ولماذا إذا كانوا هم خائفين، ويرتعدون مرعوبين من هذا الثور الأمريكي الهائج، الذي لا تحركه سوى غريزة حيوانية، غريزة الإنتقام، وشهوة الاستعلاء، والمال، لماذا لا يسكتون إذا قال غيرهم الحقيقة، بل يريدون الجميع أن يسكت كما سكتوا، هل هم محاسبون إذا تركوا أحدا بين أظهرهم يريد أن يقول للناس الحقيقة؟!
وفي لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي، قال وزير خارجية الدولة: إلى متى وأنتم تجبروننا على قلب الحقائق، ونشر الأكاذيب، وتشويه صورة من يقاوم هيمنتكم، وأنه لا يوجد إرهاب في العالم غيرهم، مع أننا نعلم ما فعلتم في العراق، وفي فلسطين، وما تفعله بلادكم في كل العالم، من نهب ثروات الشعوب، وإذلالها، وتسليط الظلمة المستبدين عليها، ومن أجل سيطرتكم على العالم تستحلون كل الوسائل، من تعذيب، وقهر، وظلم، وتسليط الظلم على الشعوب؟!
فرد عليه وزير الخارجية الأمريكي: صه، " ومن أنت يا بعوضة "، وهل لكم وظيفة غير التي تفعلون، ألا يكفيك أنك صرت وزير خارجية يا " صلمعة بن قلمعة "، تركبون السيارات الفاخرة، وتسكنون في الفلل الفاخرة، وجعلناكم دولا لها عضوية في الأمم المتحدة الملحدة، وتجلسون معنا يا متخلفون، ماذا تريدون أكثر من هذا؟!
وقال وزير الخارجية الأمريكي: استمروا في تنفيذ التعليمات، الإعلام يجب أن يركز على أن من يقاومنا فهو إرهابي، ومن يوافق على مشروع الإمبراطورية الأمريكية المهيمنة على العالم هو الحرّ الديمقراطي العصري، استعملوا كل الأساليب للكذب، وتشويه صورة من يعترض علينا، وألحقوا بهم كل تهمة، واستفزوهم حتى يقعوا فيما يوسع لكم دائرة الكذب والدجل، ولكي نستغل نحن هذا كله لتشويه صورة الإسلام أكثر، فأكثر، هذه هي مسؤوليتكم في المرحلة الحالية.
ولا تنسوا؛ ممنوع الكلام على النصارى، والتنديد بمؤسسات التنصير علنا، ممنوع أي مؤتمر عن الصهيونة، ومن يحاربها فليشدد عليه، ممنوع الكلام عن الجهاد، ممنوع الكلام عن توحد أمتكم، ممنوع الكلام عن جميع مخططاتنا الإرهابية لبلادكم، ومن يتكلم راقبوه جيدا، وابحثوا له عن أي سبب لاعتقاله، أو التخلص منه. مفهوم!
فردّ عليه وزير خارجيتنا قائلا: لكن إلى متى ستظنون الشعوب ستتبقى صامتة لا تثور علينا، وتطلب أن توحدها ثقافتها، وأن تعتمد بعد الله تعالى، على قوتها، وتنشد الإستقلال الحقيقي، رافضة التدخلات الأجنبية في بلادها، كما فعلت شعوبكم أنتم، إلى متى تظنون أننا سنستطيع أن نخدر هذه الشعوب المسحوقة؟!
فقال وزير خارجية أمريكا: دعها تثور عليكم، فنتخلص منكم ونأتي بغيركم، ونلعب على الشعوب لعبة جديدة، وهل تظن أننا نخاف عليكم، أو نخاف على شعوبكم، ماذا علموك حتى أصبحت وزير خارجية؟!).
والشعب العربي الذي ينصت مشدوها لنشرة الأخبار غير مصدق ما يسمع، ولم يستوعب الصدمة بعد.
(فصمت وزير خارجيتنا، وبعد مأدبة عشاء على شرف وزير خارجية أمريكا، ودعه في المطار قائلا: "الله يلعنك ويلعن اللي جابكم عندنا"، أي ليلعنكم الله، ويلعن من أتى بكم).
ثم تابع قارىء نشرة الأخبار:
(وفي هذا اليوم قام المجاهدون في العراق بعدة عمليات ناجحة ضد الإرهابيين الذين يحتلون بلادهم، ويسفكون دماءهم، ويغتصبون نساءهم، ويسرقون ثرواتهم، ويمكنون الصهاينة من أرضهم، ويريدون أن يجعلوا بلادهم مرتعا لخططهم لمزيد من التفكيك لأمتنا، وإلحاق الهزيمة بالإسلام).
وهنا قال أحد مشاهدي نشرة الأخبار: (أيها الناس ماذا يجري هنا، هل نحن في يقظة أم منام؟!)، فقال أحد خبراء البرمجة العصبية في المجلس: (يبدو أنه حصل ارتباك في حقول الطاقة، فنحن نعيش فترة فريدة جدا في تاريخ البشرية!!).
وتابع قارىء نشرة الأخبار:
(وأما في فلسطين، فقد قام المجاهدون الأبطال بنسف مقر عسكري للعدو الصهيوني، وهدد العدو الصهيوني باقتحام غزة، ونسأل الله تعالى أن يرد كيد العدو الصهيوني في نحره، ويهزمهم شر هزيمة، ويؤيد المجاهدين الأبطال بمدد من عنده، وينصرهم على عدوهم، ونهيب بأمتنا المجيدة أن تقدم يد العون للمجاهدين بالقتال إلى صفوفهم، وإمدادهم بالمال والرجال، فإنما نحن أمة واحدة لا تفرقنا الدول ولا الحدود المصطنعة).
فصاح أحد مشاهدي نشرة الأخبار من الشعب: (لا.. لا.. هذا أمر غير طبيعي أو أنه حصل انقلاب!!).
وفجأة انقطع الإرسال...
فقد استيقظ أحد المسؤولين في السلطة، بعد أن دخل شارون بنفسه بحقل الطاقة اليهودي إلى "لاوعي" هذا المسؤول، وأيقظه من سباته، وتحولت الحالة فجأة من "اللاوعي" إلى "الوعي"، واسترجع حقل الطاقة التابع له، فأمر فورا بقطع البث الحي لنشرة الأخبار، وإلقاء القبض على الموظف الذي يقرأ نشرة الأخبار، وأحيل إلى المعتقل بتهمة "التحريض على الإرهاب"، متأثرا بمواقع إلكترونية!! وأمر بإغلاق جميع معاهد البرمجة اللغوية العصبية!
ولكن يبدو أن ذلك حصل بعد فوات الأوان، فقد حصل بسبب هذا الاشتباك والتداخل في حقول الطاقة من "اللاوعي" إلى "الوعي"، رجوع الوعي إلى الشعوب العربية.
وكانت النتيجة أنها أصبحت تسمع نشرات الأخبار تلقائيا بعكس ما هو ظاهر إلى ما هو باطن.
ثم قام أحد المخترعين الباحثين عن الكسب التجاري، باختراع جهاز يوضع على التلفزيون، يعكس تلقائيا نشرة الأخبار إلى قراءة اللاوعي، يترجمها تلقائيا، مثل هؤلاء الذين يحركون أيديهم مع قارىء النشرة في الأخبار.
وهذا الجهاز يتميز أنه يستمد من حقل الطاقة الأساسي للقصر الجمهوري أو ما يوازيه في الدول العربية، ومن أهم مميزاته انه يستمد مجانا من غير حتى الضريبة التي اثقلت كاهل المواطن العربي.
وأرجو أن يكون هذا المقال هو هذا الجهاز المخترع، ولهذا فإني أحتفظ بحق براءة الإختراع!
وفجأة تغشاه فقدان لوعيه الظاهر لطارىء طرأ عليه، المسكين لانه لم يتقن مبادىء البرمجة العصبية بعد، ولا يلام على حصول هذا الطارىء، لاسيما وأن الدولة تحت قوانين الطوارىء، وحتى الدول التي لا تعلن ذلك رسميا هي تحت قوانين الطوارىء من سقوط الخلافة إلى اليوم، لأن الدساتير والقوانين " ديكور " وملعبة بيد السلطات أصلا.
وإذا بعقله الباطن يتحدث من اللاّوعي، وصار يقرأ نشرة الأخبار بواسطة تداخل في حقول الطاقة المتصلة "باللاوعي" التابع لأصحاب السلطة تارة، وتلك المتصلة بالشعوب العربية تارة أخرى، على مذهب جماعة البرمجة العصبية اللغوية!! مع الإعتذار منهم.
فقرأ نشرة الأخبار هكذا:
قال بيان رسمي للحكومة الرشيدة: (لماذا يبدو الأمر وكأن الجميع يتكتم مع سبق الإصرار والترصد، على أن الوجود الأجنبي في بلادنا هو سبب كل مشكلاتنا، وأن تدخلاته، وأطماعه، واستكباره وإصراره على محاربة ديننا، وطمس ثقافتنا، وفرض ثقافته التعيسة علينا بالقوة، والقهر، وبالفساد الذي يشتري به بائعي الذمم من الحكام الذين ليس لهم هم إلا تنفيع كراسيهم وتنفيع الساعين معهم في الحفاظ على تلك الكراسي، على حساب دينهم، وأمتهم، كما يشتري به التجار عبدة المال، مع صحفهم البائسة، وأشباه المثقفين، هو سبب كل ما يحصل اليوم من فتن، وليس هؤلاء الذين يطلقون عليهم " إرهاببين " فهؤلاء ليسوا سوى ردة فعل، تصيب الهدف تارة، وتخطئة تارة، هذا غاية ما توصف به الحالة؟!).
فاندهش الناس من هذا الكلام، وكانهم في حلم، ونظر بعضهم إلى بعض: (عجبا ماذا جرى للدولة؟! إنهم يتحدثون بما في ضمائرنا تماما!!).
غير أنّ قارىء نشرة الأخبار استمر يتحدث من "اللاوعي" متصلا بوساطة حقول الطاقة المتداخلة! فقال:
(وصرح مصدر مسؤول: لماذا يتكتم الجميع عن حقيقة أن زرع الكيان الصهيوني في قلب أمتنا، وفي أقدس مقدساتها، ورعايته، وإمداده بكل ما يحتاج لكي يحاربنا، ويحاربوننا به، هو ينبوع المصائب كلّها، وأن الإرهاب الحقيقي، إنما هو هنا في هذا الكيان المسخ، وفيمن يمده من العالم الغربي؟!
وقالت مصادر موثوقة: لماذا يتكتم الجميع على حقيقة أن الغزو الأمريكي للعراق فتح أبواب الشرور، وأنه بدأ بكذبة اجبر العالم على تصديقها بإرهاب العالم وابتزازه، وانتهى بتدمير شعب وسحقه، وتحويله أرضه إلى محرقه، وإبادة مدنه، وقراه، ونهب ثرواته، ونصب أسوء الناس سمعة وتاريخا على حكومة عميلة جلّ همّها كيف تسرق وتنهب بالإشتراك مع القوات المحتلة، وتنفذ خطط الصهيوصليبية العالمية، وأن هذا هو الإرهاب بعينه؟!
وأضافت المصادر المذكورة: ولماذا إذا كانوا هم خائفين، ويرتعدون مرعوبين من هذا الثور الأمريكي الهائج، الذي لا تحركه سوى غريزة حيوانية، غريزة الإنتقام، وشهوة الاستعلاء، والمال، لماذا لا يسكتون إذا قال غيرهم الحقيقة، بل يريدون الجميع أن يسكت كما سكتوا، هل هم محاسبون إذا تركوا أحدا بين أظهرهم يريد أن يقول للناس الحقيقة؟!
وفي لقاء مع وزير الخارجية الأمريكي، قال وزير خارجية الدولة: إلى متى وأنتم تجبروننا على قلب الحقائق، ونشر الأكاذيب، وتشويه صورة من يقاوم هيمنتكم، وأنه لا يوجد إرهاب في العالم غيرهم، مع أننا نعلم ما فعلتم في العراق، وفي فلسطين، وما تفعله بلادكم في كل العالم، من نهب ثروات الشعوب، وإذلالها، وتسليط الظلمة المستبدين عليها، ومن أجل سيطرتكم على العالم تستحلون كل الوسائل، من تعذيب، وقهر، وظلم، وتسليط الظلم على الشعوب؟!
فرد عليه وزير الخارجية الأمريكي: صه، " ومن أنت يا بعوضة "، وهل لكم وظيفة غير التي تفعلون، ألا يكفيك أنك صرت وزير خارجية يا " صلمعة بن قلمعة "، تركبون السيارات الفاخرة، وتسكنون في الفلل الفاخرة، وجعلناكم دولا لها عضوية في الأمم المتحدة الملحدة، وتجلسون معنا يا متخلفون، ماذا تريدون أكثر من هذا؟!
وقال وزير الخارجية الأمريكي: استمروا في تنفيذ التعليمات، الإعلام يجب أن يركز على أن من يقاومنا فهو إرهابي، ومن يوافق على مشروع الإمبراطورية الأمريكية المهيمنة على العالم هو الحرّ الديمقراطي العصري، استعملوا كل الأساليب للكذب، وتشويه صورة من يعترض علينا، وألحقوا بهم كل تهمة، واستفزوهم حتى يقعوا فيما يوسع لكم دائرة الكذب والدجل، ولكي نستغل نحن هذا كله لتشويه صورة الإسلام أكثر، فأكثر، هذه هي مسؤوليتكم في المرحلة الحالية.
ولا تنسوا؛ ممنوع الكلام على النصارى، والتنديد بمؤسسات التنصير علنا، ممنوع أي مؤتمر عن الصهيونة، ومن يحاربها فليشدد عليه، ممنوع الكلام عن الجهاد، ممنوع الكلام عن توحد أمتكم، ممنوع الكلام عن جميع مخططاتنا الإرهابية لبلادكم، ومن يتكلم راقبوه جيدا، وابحثوا له عن أي سبب لاعتقاله، أو التخلص منه. مفهوم!
فردّ عليه وزير خارجيتنا قائلا: لكن إلى متى ستظنون الشعوب ستتبقى صامتة لا تثور علينا، وتطلب أن توحدها ثقافتها، وأن تعتمد بعد الله تعالى، على قوتها، وتنشد الإستقلال الحقيقي، رافضة التدخلات الأجنبية في بلادها، كما فعلت شعوبكم أنتم، إلى متى تظنون أننا سنستطيع أن نخدر هذه الشعوب المسحوقة؟!
فقال وزير خارجية أمريكا: دعها تثور عليكم، فنتخلص منكم ونأتي بغيركم، ونلعب على الشعوب لعبة جديدة، وهل تظن أننا نخاف عليكم، أو نخاف على شعوبكم، ماذا علموك حتى أصبحت وزير خارجية؟!).
والشعب العربي الذي ينصت مشدوها لنشرة الأخبار غير مصدق ما يسمع، ولم يستوعب الصدمة بعد.
(فصمت وزير خارجيتنا، وبعد مأدبة عشاء على شرف وزير خارجية أمريكا، ودعه في المطار قائلا: "الله يلعنك ويلعن اللي جابكم عندنا"، أي ليلعنكم الله، ويلعن من أتى بكم).
ثم تابع قارىء نشرة الأخبار:
(وفي هذا اليوم قام المجاهدون في العراق بعدة عمليات ناجحة ضد الإرهابيين الذين يحتلون بلادهم، ويسفكون دماءهم، ويغتصبون نساءهم، ويسرقون ثرواتهم، ويمكنون الصهاينة من أرضهم، ويريدون أن يجعلوا بلادهم مرتعا لخططهم لمزيد من التفكيك لأمتنا، وإلحاق الهزيمة بالإسلام).
وهنا قال أحد مشاهدي نشرة الأخبار: (أيها الناس ماذا يجري هنا، هل نحن في يقظة أم منام؟!)، فقال أحد خبراء البرمجة العصبية في المجلس: (يبدو أنه حصل ارتباك في حقول الطاقة، فنحن نعيش فترة فريدة جدا في تاريخ البشرية!!).
وتابع قارىء نشرة الأخبار:
(وأما في فلسطين، فقد قام المجاهدون الأبطال بنسف مقر عسكري للعدو الصهيوني، وهدد العدو الصهيوني باقتحام غزة، ونسأل الله تعالى أن يرد كيد العدو الصهيوني في نحره، ويهزمهم شر هزيمة، ويؤيد المجاهدين الأبطال بمدد من عنده، وينصرهم على عدوهم، ونهيب بأمتنا المجيدة أن تقدم يد العون للمجاهدين بالقتال إلى صفوفهم، وإمدادهم بالمال والرجال، فإنما نحن أمة واحدة لا تفرقنا الدول ولا الحدود المصطنعة).
فصاح أحد مشاهدي نشرة الأخبار من الشعب: (لا.. لا.. هذا أمر غير طبيعي أو أنه حصل انقلاب!!).
وفجأة انقطع الإرسال...
فقد استيقظ أحد المسؤولين في السلطة، بعد أن دخل شارون بنفسه بحقل الطاقة اليهودي إلى "لاوعي" هذا المسؤول، وأيقظه من سباته، وتحولت الحالة فجأة من "اللاوعي" إلى "الوعي"، واسترجع حقل الطاقة التابع له، فأمر فورا بقطع البث الحي لنشرة الأخبار، وإلقاء القبض على الموظف الذي يقرأ نشرة الأخبار، وأحيل إلى المعتقل بتهمة "التحريض على الإرهاب"، متأثرا بمواقع إلكترونية!! وأمر بإغلاق جميع معاهد البرمجة اللغوية العصبية!
ولكن يبدو أن ذلك حصل بعد فوات الأوان، فقد حصل بسبب هذا الاشتباك والتداخل في حقول الطاقة من "اللاوعي" إلى "الوعي"، رجوع الوعي إلى الشعوب العربية.
وكانت النتيجة أنها أصبحت تسمع نشرات الأخبار تلقائيا بعكس ما هو ظاهر إلى ما هو باطن.
ثم قام أحد المخترعين الباحثين عن الكسب التجاري، باختراع جهاز يوضع على التلفزيون، يعكس تلقائيا نشرة الأخبار إلى قراءة اللاوعي، يترجمها تلقائيا، مثل هؤلاء الذين يحركون أيديهم مع قارىء النشرة في الأخبار.
وهذا الجهاز يتميز أنه يستمد من حقل الطاقة الأساسي للقصر الجمهوري أو ما يوازيه في الدول العربية، ومن أهم مميزاته انه يستمد مجانا من غير حتى الضريبة التي اثقلت كاهل المواطن العربي.
وأرجو أن يكون هذا المقال هو هذا الجهاز المخترع، ولهذا فإني أحتفظ بحق براءة الإختراع!