إن ذمم العلماء من أغلى الذمم وإن ضياعها وبال على الناس لأنهم به ينظرون وبمواقفه يهتدون، ولعل من أعظم الذمم صلابة وصدقا وإخلاصا ذمة الإمام عبد الرحمن الدوسري الذي أنشأ في المرقاب وترعرع فيها منذ نعومة أظفاره منذ عام 1612م إلى أن توفي في لندن عام 1979 م مسموما.
حيث تعلم في مدرسة المباركية على يد الشيخ محمد النوري والد الشيخ عبد الله والشيخ يوسف من عيسى القناعي والشيخ عبد العزيز الرشيد وغيرهم.
إلا أن الملفت في حياة ذلك الإمام هو مواقفه الجريئة من القوانين الوضعية ومعارضته لها، ومواقفه من الإستعمار اليهودي للأرض المسلمة المغتصبة، ومواقفه من القومية العربية والناصرية، ومواقفه من البعثية والعفلقية.
فقد كان كما قال عنه الشيخ عبد الله العقيل الإمين العام لرابطة العالم الإسلامي سابقا: (إن الشيخ الدوسري رحمه الله استاذ الجيل من الشباب المسلم لا في الجزيرة العربية والخليج ولا في العالم العربي بل في العالم الإسلامي، وإن فقيدنا الشيخ عبد الرحمن الدوسري خسارة كبيرة للمسلمين لأن العلماء أمثاله يندر وجودهم في زماننا، عن المسلمين يشكون اليوم من نقص العلماء والرجال الذين يقولون الحق أو يعملون ويشتغلون على الباطل وزخارفه، ويتصدون للظلمة والطغاة، ويبصرون الأمة بدينها ويعودون به إلى ربها).
لقد ابتدأ الشيخ حياته في مدرسة المسجد المدرسة الأولى فدرس في المرقاب بمسجد محمد الحمود الشايع وعلم وتعلم حتى غدا رمزا للصمود والإباء.
إن الشباب في مطلع الستينات كان بأمس الحاجة إلى من يبصره الطريق لمواجهة الشيوعية الماركسية والقومية الناصرية والبعثية العربية والقوانين الوضعية والنكسات العسكرية والإحتلال الإسرائيلي لفلسطين والخيانات الحكومية.
فقيض الله الشيخ البطل المجاهد فعظم في قلوب معاصريه حيث كان من أوائل من تصدى لتلك الهجمات وكشف عوارها في وقت جرف التيار به الشباب والكهول، فلم يترك الشيخ مناسبة إلا بنه فيها على خطر اليهودية العالمية وفروعها الماسونية المبثوثة في الأراضي الإسلامية.
فتكلم منذ الستينات عن ياسر عرفات وانحرافه عن النهج الإسلامي في معالجة القضية فقال: (جعلوا من فلسطين قميص عثمان لو استرجعوا فلسطين فبماذا يحكمونها؟ مع أن استرجاع فلسطين بدون الرسالة لا يمكن، فلسطين انتزعها اليهود بعقيدة ولا تنتزع منهم إلا بعقيدة أصح منها، يقولون عروبة القدس عروبة القدس، ولا يقولون إسلامية القدس لأنهم لا ينوون أن يحكموها بالإسلام).
ولم يترك الناصرية ولا البعثية العربية ولا الوطنية وغيرها من النعرات التي فرقت الأمة ومزقتها بل صاح في وجه النعرات الدخيلة منذ الستينات إذ يقول:
وما أكذب القوميين وأفرجهم إذ يقولون: الدين لله والوطن للجميع، الدين لله: صلوا واركعوا وتدروشوا في المسجد، أما الوطن فللجميع: لليهودي والنصراني والدرزي والمجوسي ومن يحكم حكما علمانيا بقوانين وضعية.
رغما عن أنوف القوميين إذناب إسرائيل والذين اتضحت خيانتهم في الصلح مع إسرائيل ودقوا آخر مسمار في نعش فلسطين ولعبوا على المسلمين ثلاثين سنة بأخذ التبرعات وإظهار الصيحات الفارغة: الدين لله والوطن لله، لا لأحد غير الله، يجب أن يحكم فيه بحكم الله وأن تقام فيه شريعة الله... وما سواه فهو وثنية صبغة اليهود بصبغة وطنية.
ولم يترك الشيخ رحمه الله تعالى حكام عصره ليهادنهم أو يداهنهم أو يتلقد المناصب والمراتب وإنما صدع بالحق، فيقول في خطبة الدين النصيحة: (الناصح لله المحب الصادق في محبته لله لا يحب أحدا من الطواغيت المتنفذين الحاكمين بلادهم حكما علمانيا كافرا يبيحون فيه الخمور والفواحش والزنا حالة الرضا والمراقص والربا والبلاجات العارية والقمار ويحلون كل ما حرم الله ويحكمون بغير شريعة الله هؤلاء لا يجوز للمسلم محبة أي رئيس من رؤسائهم ولا التبرع في سبيلهم حتى لو ادعوا حرب إسرائيل وهم لو حاربوها فهم كاذبون).
ولم يترك الشيخ الشباب في عصره صريع الهزيمة النفسية الناتجة عن التخلف التقني والهزائم العسكرية وإنما ابتدأ بحربها لرفع الروح المعنوية عند شباب الأمة، فيقول: (وجعلت أدمغة الشباب متبلورة بدعاوى الطواغيت – ما فيش – سلاح العدو أوقى العدو وراءه أمريكا، هذه الكلمات الملعونة تأثر بها العرب خاصة حيث تكونت فيهم هزيمة نفسية واعتذارات للطواغيت المصطلحين مع إسرائيل بحجة عدم وفرة السلاح... أنتم مددكم ممن لا تعجزه قوة في السموات ولا في الأرض أحسنوا علاقتكم بالله وتنالوا من الله كل نصر وتأييد).
إنها مقتطفات من حياة رجل عصامي نذر نفسه لله على هذه الأرض الطيبة أذكرها لبيان أنه ما زال في الأمة خير وما زال فيها من العلماء المخلصين ممن وروثوا العلم والعمل، كل ذلك بسبب تهافت العلماء على الدنيا واستصدارهم للفتاوى بما يرضي الأسياد أو دفن رؤوسهم في التراب.
فرحمة الله عليك يا دوسري وما سيكون ردك لو شهدت اتفاق أوسلوا ومدريد وواي بليتشين وخيانات القومية العربية والبعثية العفلقية فنم قرير العين في قبرك فلكل زمن رجاله.
حيث تعلم في مدرسة المباركية على يد الشيخ محمد النوري والد الشيخ عبد الله والشيخ يوسف من عيسى القناعي والشيخ عبد العزيز الرشيد وغيرهم.
إلا أن الملفت في حياة ذلك الإمام هو مواقفه الجريئة من القوانين الوضعية ومعارضته لها، ومواقفه من الإستعمار اليهودي للأرض المسلمة المغتصبة، ومواقفه من القومية العربية والناصرية، ومواقفه من البعثية والعفلقية.
فقد كان كما قال عنه الشيخ عبد الله العقيل الإمين العام لرابطة العالم الإسلامي سابقا: (إن الشيخ الدوسري رحمه الله استاذ الجيل من الشباب المسلم لا في الجزيرة العربية والخليج ولا في العالم العربي بل في العالم الإسلامي، وإن فقيدنا الشيخ عبد الرحمن الدوسري خسارة كبيرة للمسلمين لأن العلماء أمثاله يندر وجودهم في زماننا، عن المسلمين يشكون اليوم من نقص العلماء والرجال الذين يقولون الحق أو يعملون ويشتغلون على الباطل وزخارفه، ويتصدون للظلمة والطغاة، ويبصرون الأمة بدينها ويعودون به إلى ربها).
لقد ابتدأ الشيخ حياته في مدرسة المسجد المدرسة الأولى فدرس في المرقاب بمسجد محمد الحمود الشايع وعلم وتعلم حتى غدا رمزا للصمود والإباء.
إن الشباب في مطلع الستينات كان بأمس الحاجة إلى من يبصره الطريق لمواجهة الشيوعية الماركسية والقومية الناصرية والبعثية العربية والقوانين الوضعية والنكسات العسكرية والإحتلال الإسرائيلي لفلسطين والخيانات الحكومية.
فقيض الله الشيخ البطل المجاهد فعظم في قلوب معاصريه حيث كان من أوائل من تصدى لتلك الهجمات وكشف عوارها في وقت جرف التيار به الشباب والكهول، فلم يترك الشيخ مناسبة إلا بنه فيها على خطر اليهودية العالمية وفروعها الماسونية المبثوثة في الأراضي الإسلامية.
فتكلم منذ الستينات عن ياسر عرفات وانحرافه عن النهج الإسلامي في معالجة القضية فقال: (جعلوا من فلسطين قميص عثمان لو استرجعوا فلسطين فبماذا يحكمونها؟ مع أن استرجاع فلسطين بدون الرسالة لا يمكن، فلسطين انتزعها اليهود بعقيدة ولا تنتزع منهم إلا بعقيدة أصح منها، يقولون عروبة القدس عروبة القدس، ولا يقولون إسلامية القدس لأنهم لا ينوون أن يحكموها بالإسلام).
ولم يترك الناصرية ولا البعثية العربية ولا الوطنية وغيرها من النعرات التي فرقت الأمة ومزقتها بل صاح في وجه النعرات الدخيلة منذ الستينات إذ يقول:
وما أكذب القوميين وأفرجهم إذ يقولون: الدين لله والوطن للجميع، الدين لله: صلوا واركعوا وتدروشوا في المسجد، أما الوطن فللجميع: لليهودي والنصراني والدرزي والمجوسي ومن يحكم حكما علمانيا بقوانين وضعية.
رغما عن أنوف القوميين إذناب إسرائيل والذين اتضحت خيانتهم في الصلح مع إسرائيل ودقوا آخر مسمار في نعش فلسطين ولعبوا على المسلمين ثلاثين سنة بأخذ التبرعات وإظهار الصيحات الفارغة: الدين لله والوطن لله، لا لأحد غير الله، يجب أن يحكم فيه بحكم الله وأن تقام فيه شريعة الله... وما سواه فهو وثنية صبغة اليهود بصبغة وطنية.
ولم يترك الشيخ رحمه الله تعالى حكام عصره ليهادنهم أو يداهنهم أو يتلقد المناصب والمراتب وإنما صدع بالحق، فيقول في خطبة الدين النصيحة: (الناصح لله المحب الصادق في محبته لله لا يحب أحدا من الطواغيت المتنفذين الحاكمين بلادهم حكما علمانيا كافرا يبيحون فيه الخمور والفواحش والزنا حالة الرضا والمراقص والربا والبلاجات العارية والقمار ويحلون كل ما حرم الله ويحكمون بغير شريعة الله هؤلاء لا يجوز للمسلم محبة أي رئيس من رؤسائهم ولا التبرع في سبيلهم حتى لو ادعوا حرب إسرائيل وهم لو حاربوها فهم كاذبون).
ولم يترك الشيخ الشباب في عصره صريع الهزيمة النفسية الناتجة عن التخلف التقني والهزائم العسكرية وإنما ابتدأ بحربها لرفع الروح المعنوية عند شباب الأمة، فيقول: (وجعلت أدمغة الشباب متبلورة بدعاوى الطواغيت – ما فيش – سلاح العدو أوقى العدو وراءه أمريكا، هذه الكلمات الملعونة تأثر بها العرب خاصة حيث تكونت فيهم هزيمة نفسية واعتذارات للطواغيت المصطلحين مع إسرائيل بحجة عدم وفرة السلاح... أنتم مددكم ممن لا تعجزه قوة في السموات ولا في الأرض أحسنوا علاقتكم بالله وتنالوا من الله كل نصر وتأييد).
إنها مقتطفات من حياة رجل عصامي نذر نفسه لله على هذه الأرض الطيبة أذكرها لبيان أنه ما زال في الأمة خير وما زال فيها من العلماء المخلصين ممن وروثوا العلم والعمل، كل ذلك بسبب تهافت العلماء على الدنيا واستصدارهم للفتاوى بما يرضي الأسياد أو دفن رؤوسهم في التراب.
فرحمة الله عليك يا دوسري وما سيكون ردك لو شهدت اتفاق أوسلوا ومدريد وواي بليتشين وخيانات القومية العربية والبعثية العفلقية فنم قرير العين في قبرك فلكل زمن رجاله.