تقدمت امرأة إلى مجلس القاضي موسى بن إسحاق بمدينة الري سنة 286هـ؛ فادعى وكيلها بأن لموكلته على زوجها خمسمائة دينار (مهرها)، فأنكر الزوج، فقال القاضي لوكيل الزوجة: شهودك. قال: أحضرتهم. فطلب بعض الشهود أن ينظر إلى المرأة؛ ليشير إليها في شهادته، فقام الشاهد وقال للمرأة: قومي.
فقال الزوج: تفعلون ماذا؟
قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة؛ لتصح عندهم معرفتها.
قال الزوج: إني أشهد القاضي أن لها عليّ هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها.
فقالت المرأة: فإني أُشهِد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأتُ ذمته في الدنيا والآخرة.
فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما: يُكتب هذا في مكارم الأخلاق.
أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمالِ
قالت عفاف ..." والدمع يملأ ساحة الأجفان":
عزيزي الزوج...
أيها الرجل .. اسمع لحديثي ، وأنصت لخطابي ... نعم ...
أخاطب فيك رجولتك ...
أخاطب فيك حميتك ...
أخاطب فيك محبتك لي ...
أخاطب فيك دمك ..الحار ، وفؤادك الموار..
أخاطب فيك الإباء ..
أخاطب فيك مروءتك ..
عزيزي الزوج ... أيها الرجل ...
أعلم أنك تغضب إذا أُخذ من مالك ..
وتحزن إذا فاتك نصيب في أعمالك ..
أتذكرك ... نعم أتذكرك دائماً..
أنت تزمجر كالأسد عندما يكسرُ الولد النافذة ..
وتتفلت كالليث عندما ينسكبُ العصير على الأرض..
وتنتفخ أوداجك عندما يتأخر الغداء ساعة ، أو ساعتين ..
عزيزي الزوج .. أيها الرجل ..
لا يزال في مخيلتي ذلك الموقف الغريب ..نعم إنه لغريب حقاً على من هذه صفاته ... قد تقول لي : ذكريني ، فأقول أما تذكر .. ذلك الرجل الذي سلّط النظر عليّ ، وحاول التحرش بي ...
نعم عزيزي ... هذا عجيب..
ولكن الأعجب هو برود أعصابك ، وسكوت عباراتك ، وليونة مخاطبتك ..
هذا والله عجب عجاب ...
بل وأزيدك من الشعر بيت ..
عندما أمرتني أن أصافح أبناء عمومتك ..
عزيزي .. أنت تعلم أنهم رجال أجانب ، ليسوا لي بمحارم ، ولكنك تردد حجتك الواهية دوماً : هؤلاء أبناء عمومتي ، وإخواني . . ونسيت قول النبي صلى الله عليه وسلم : « الحمو الموت » . بل وأزيدك من الذكريات المرة ..
عندما خرجنا أنا وأنت خارج بلادنا الطيبة المباركة الموحدة ..
أتذكر ماذا قلت لي ؟!!!
لقد أمرتني بنزع الحجاب ، وقلت : هؤلاء لا يعرفونك ، فخذي راحتك ...
عزيزي ... أنت تعلم أن راحتي في حجابي ، وعفافي ، وستري وصيانتي عن الأجانب .... فهلاّ أنصفتني ..
عزيزي .. دعني أنثر همومي في خطابي ...فاستمع ..
أما تذكر – أيضاً – إصرارك العجيب على أن أعرض نفسي على طبيب الأسرة ، ذلك الرجل الأجنبي ..
إنني أتمزق نفسياً من هذه الفعلة ... يا زوجي ..
والله ... لقد كدت أنهار ... بل أفقد أعصابي ..
أنت تبرر وتعتذر بعذر أقبح من ذنب ..
تقول : هو – أعني الطبيب- ذا خبرة ، ومهارة .. وأنت تعلم وأنا أعلم أن في بنات جنسي من هي خير منه ، وأنفع ، وأن البديل الشرعي موجود ..
وتذكر عزيزي عندما نزلت السوق .. فقلت لي : أنا أنتظرك في السيارة !!!
عزيزي ...
أنا بحاجة إلى حماية ..
أنا بحاجة إلى رعاية ..
أنا بحاجة إلى مشاركة في الذوق والاختبار ..
عزيزي :
تذكر إن حصل لي مكروه قول الأول :
تعدوا الذئاب على من لا كلاب به
وتتقي مربض المستأسد الضاري
بل وتذكر عزيزي الزوج حينما طلبتُ منك الذهاب إلى والدتي المريضة ، فقلت لي بكل بساطة : اذهبي مع أخي .. يا سبحان الله ... أنا زوجتك .. أم زوجة أخيك ؟؟!!
أين أنت من هذا الغيور ..؟؟! إذ يقول:
أغار عليك من نفسي ومني
ومنك ومن مكانك والزمان
ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفانـــي
أيها الزوج ... بعد ما تقدم من الذكريات المرة .. والأحداث المزعجة لكل عاقل ...
أبعث بهذه الرسالة .. إليك ، وإلى كل من شاكلتك ..
أبعث بهذه الرسالة إلى من ذابت هويته في إناء غيره ..
أبعث بهذه الرسالة إلى من ماتت همته ، وهلكت عزيمته ..
أبعث بهذه الرسالة إلى كل رجل ..
ليتذكر رجولته ... وفحولته ... وغيرته ..وإيمانه وتقواه..
ليتذكر قوامته على زوجته ..
ليتذكر مسؤوليته عنها أمام الخلق ،والخالق جل وعز...
أصرخ بها مدوية ... وأعلنها صريحة ...
الغيرة ..... الغيرة ..... الغيرة ... يارجال ..
إن كان هناك رجال ...
الغيرة ... الغيرة .... يا أهل القوامة ...
إن كانت لكم قوامة ...
الغيرة ... الغيرة ... يا أهل الفحولة ..
إن كانت لكم فحولة ...
الغيرة .... الغيرة ... يا أهل الكرامة ..
إن كانت لكم كرامة ...
الغيرة ... الغيرة ... يا أهل المسؤولية ..
إن كانت لكم مسؤولية ..
أيها الرجال ...
خطابي هذا ... أكتبه بمداد دمعي ، واسطره بلهيب حرقتي .. على الواقع المرير..
أرسله إلى زوجي ... وإلى كل زوج ...
أرسله إلى أبي .... وإلى كل أب ....
أرسله إلى أخي .... وإلى كل أخ ...
أرسله إلى ولدي ... وإلى كل ولد ....
أرسله إلى كل رجل يشتمل على معاني الرجولة .. والفحولة ...
فهل من مجيب ؟؟!! وهل من لبيب ؟؟!!
وهل من غيرة علينا نحن بنات المسلمين ؟؟!!
ورحم الله على بن أبي طالب رضي الله عنه إذ يقول لما رأى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ورضي عنها تستاك ، فهاجت قريحته فقال:
قد فُزت يا عود الأراك بثغرها
ما خفت يا عود الأراك أراكا
ولو كنت من أهل القتال قتلتك
ما فاز مني يا سواك سواك
منقول
فقال الزوج: تفعلون ماذا؟
قال الوكيل: ينظرون إلى امرأتك وهي مسفرة؛ لتصح عندهم معرفتها.
قال الزوج: إني أشهد القاضي أن لها عليّ هذا المهر الذي تدعيه ولا تسفر عن وجهها.
فقالت المرأة: فإني أُشهِد القاضي أني وهبت له هذا المهر وأبرأتُ ذمته في الدنيا والآخرة.
فقال القاضي وقد أعجب بغيرتهما: يُكتب هذا في مكارم الأخلاق.
أصون عرضي بمالي لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمالِ
قالت عفاف ..." والدمع يملأ ساحة الأجفان":
عزيزي الزوج...
أيها الرجل .. اسمع لحديثي ، وأنصت لخطابي ... نعم ...
أخاطب فيك رجولتك ...
أخاطب فيك حميتك ...
أخاطب فيك محبتك لي ...
أخاطب فيك دمك ..الحار ، وفؤادك الموار..
أخاطب فيك الإباء ..
أخاطب فيك مروءتك ..
عزيزي الزوج ... أيها الرجل ...
أعلم أنك تغضب إذا أُخذ من مالك ..
وتحزن إذا فاتك نصيب في أعمالك ..
أتذكرك ... نعم أتذكرك دائماً..
أنت تزمجر كالأسد عندما يكسرُ الولد النافذة ..
وتتفلت كالليث عندما ينسكبُ العصير على الأرض..
وتنتفخ أوداجك عندما يتأخر الغداء ساعة ، أو ساعتين ..
عزيزي الزوج .. أيها الرجل ..
لا يزال في مخيلتي ذلك الموقف الغريب ..نعم إنه لغريب حقاً على من هذه صفاته ... قد تقول لي : ذكريني ، فأقول أما تذكر .. ذلك الرجل الذي سلّط النظر عليّ ، وحاول التحرش بي ...
نعم عزيزي ... هذا عجيب..
ولكن الأعجب هو برود أعصابك ، وسكوت عباراتك ، وليونة مخاطبتك ..
هذا والله عجب عجاب ...
بل وأزيدك من الشعر بيت ..
عندما أمرتني أن أصافح أبناء عمومتك ..
عزيزي .. أنت تعلم أنهم رجال أجانب ، ليسوا لي بمحارم ، ولكنك تردد حجتك الواهية دوماً : هؤلاء أبناء عمومتي ، وإخواني . . ونسيت قول النبي صلى الله عليه وسلم : « الحمو الموت » . بل وأزيدك من الذكريات المرة ..
عندما خرجنا أنا وأنت خارج بلادنا الطيبة المباركة الموحدة ..
أتذكر ماذا قلت لي ؟!!!
لقد أمرتني بنزع الحجاب ، وقلت : هؤلاء لا يعرفونك ، فخذي راحتك ...
عزيزي ... أنت تعلم أن راحتي في حجابي ، وعفافي ، وستري وصيانتي عن الأجانب .... فهلاّ أنصفتني ..
عزيزي .. دعني أنثر همومي في خطابي ...فاستمع ..
أما تذكر – أيضاً – إصرارك العجيب على أن أعرض نفسي على طبيب الأسرة ، ذلك الرجل الأجنبي ..
إنني أتمزق نفسياً من هذه الفعلة ... يا زوجي ..
والله ... لقد كدت أنهار ... بل أفقد أعصابي ..
أنت تبرر وتعتذر بعذر أقبح من ذنب ..
تقول : هو – أعني الطبيب- ذا خبرة ، ومهارة .. وأنت تعلم وأنا أعلم أن في بنات جنسي من هي خير منه ، وأنفع ، وأن البديل الشرعي موجود ..
وتذكر عزيزي عندما نزلت السوق .. فقلت لي : أنا أنتظرك في السيارة !!!
عزيزي ...
أنا بحاجة إلى حماية ..
أنا بحاجة إلى رعاية ..
أنا بحاجة إلى مشاركة في الذوق والاختبار ..
عزيزي :
تذكر إن حصل لي مكروه قول الأول :
تعدوا الذئاب على من لا كلاب به
وتتقي مربض المستأسد الضاري
بل وتذكر عزيزي الزوج حينما طلبتُ منك الذهاب إلى والدتي المريضة ، فقلت لي بكل بساطة : اذهبي مع أخي .. يا سبحان الله ... أنا زوجتك .. أم زوجة أخيك ؟؟!!
أين أنت من هذا الغيور ..؟؟! إذ يقول:
أغار عليك من نفسي ومني
ومنك ومن مكانك والزمان
ولو أني خبأتك في عيوني
إلى يوم القيامة ما كفانـــي
أيها الزوج ... بعد ما تقدم من الذكريات المرة .. والأحداث المزعجة لكل عاقل ...
أبعث بهذه الرسالة .. إليك ، وإلى كل من شاكلتك ..
أبعث بهذه الرسالة إلى من ذابت هويته في إناء غيره ..
أبعث بهذه الرسالة إلى من ماتت همته ، وهلكت عزيمته ..
أبعث بهذه الرسالة إلى كل رجل ..
ليتذكر رجولته ... وفحولته ... وغيرته ..وإيمانه وتقواه..
ليتذكر قوامته على زوجته ..
ليتذكر مسؤوليته عنها أمام الخلق ،والخالق جل وعز...
أصرخ بها مدوية ... وأعلنها صريحة ...
الغيرة ..... الغيرة ..... الغيرة ... يارجال ..
إن كان هناك رجال ...
الغيرة ... الغيرة .... يا أهل القوامة ...
إن كانت لكم قوامة ...
الغيرة ... الغيرة ... يا أهل الفحولة ..
إن كانت لكم فحولة ...
الغيرة .... الغيرة ... يا أهل الكرامة ..
إن كانت لكم كرامة ...
الغيرة ... الغيرة ... يا أهل المسؤولية ..
إن كانت لكم مسؤولية ..
أيها الرجال ...
خطابي هذا ... أكتبه بمداد دمعي ، واسطره بلهيب حرقتي .. على الواقع المرير..
أرسله إلى زوجي ... وإلى كل زوج ...
أرسله إلى أبي .... وإلى كل أب ....
أرسله إلى أخي .... وإلى كل أخ ...
أرسله إلى ولدي ... وإلى كل ولد ....
أرسله إلى كل رجل يشتمل على معاني الرجولة .. والفحولة ...
فهل من مجيب ؟؟!! وهل من لبيب ؟؟!!
وهل من غيرة علينا نحن بنات المسلمين ؟؟!!
ورحم الله على بن أبي طالب رضي الله عنه إذ يقول لما رأى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ورضي عنها تستاك ، فهاجت قريحته فقال:
قد فُزت يا عود الأراك بثغرها
ما خفت يا عود الأراك أراكا
ولو كنت من أهل القتال قتلتك
ما فاز مني يا سواك سواك
منقول