بعدما تضخمت بعض العقول بحب الدنيا ؛ أصبحت لا تسير إلا في ظلام الجهل ، مرضى بداء طول الأمل!
فماذا هم صانعون إذا طارق الموت قد نزل؟!
يا من يشارك النصارى أعيادهم؛ هو المنافق في أسفل الدركات ..
يا من يمتلك المواقع الغنائية فيحطم عقول الشباب والفتيات ..
يا من يدخل الشات ..
يا من يذيّل توقيعه بكلمات وصور تجرّه للحسرات ..
يا من يسعى وراء كل فضيحة ويسّوق لها بالمسجات !
يا من سخر قلمه لإزهاق أرواح المؤمنات الغافلات ..
يا من أخذته العزة بالإثم فيروج المخدرات ..
يا من أتعبه التزام المطوعين ليمطرهم بالتعليقات ..
يا من استن سنة سيئة فكانت في رصيد سيئاته إلى ما بعد الممات !!.
يا مذنب إلى متى وأنت متقوقع في مغارة الوهم؟؟
تقتات من سراب القصور .. ونهايتك في غياهب القبور!
أيها المغرور :
إذا لم تبكي وتتوب عن ما مضى ؛ فسيكون صوتك المحزون فحيح المذنبين في نار اللظـى
قال تعالى : { فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } [ سورة هود : آية 106] .
ألا ترى ثعبان الفتن يتربص بك!
إلى متى وأنت عبد لذاتك؟
إلى متى والدنيا رهن إشارتك؟
أفِق .. أفِق ..!!
فالموت قاب قوسين أو أدنى منك !!
هي كل ما أتمنى
الجنة .. تلك التي صامت من أجلها أفئدة المؤمنين .
الجنة .. تلك التي نصبت عرشها في قلوب المخلصين .
الجنة .. تلك التي تخدر ذكرها في أوردة المجاهدين ، حقنوا دماؤهم بمصل الجهاد ، روضوا الملذات بسياط العناد .
فروا إلى الله عندما انغمس الغافلون في المغريات ، آثروا حب الله على الذات
نعم مجاهد .. لقب لا يليق إلا بمن باع نفسه والله اشترى .
نعم مجاهد .. قدم روحه على طبق من رضا .
نعم مجاهد .. رسم طريق الجنة وغيره غارق بالكرى .
أتساءل :
ماذا قدمت أنا وأنت وأنتِ لهذا الدين؟
ما حجتنا إذا سألنا رب العالمين ؟!
قطيع من العبارات ، وسكب من العبرات !
وقود من تقوى ندفع به عربة الحياة .. أم باقة من تسامح نزيل به تجاعيد المشاحنات !!
ثم ماذا ؟!
وفي كل يوم يزحف ظلام الموت يلتهم عمرك ..
أواه من ذاك الظلام الذي يبدد فجرك ..
إن لم يكن عملك .. شموس تنير لك قبرك !
رغم كل ذاك ..
مازال مرسوم على ثغر المستقبل ابتسامة أمل ، قد تبصره عيوننا ، وقد تبصره عيون أخرى بالأحرى ..
قوم يهتزّ لهم عرش كسرى !