منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


    اثر الطلاق على الاطفال

    جوهرة القلب
    جوهرة القلب
    عضو نشيط جدا
    عضو نشيط جدا


    انثى عدد الرسائل : 206
    البلد : المغرب
    بلد العضو : اثر الطلاق على الاطفال Moroccoflsmnwmaa1
    nbsp : اثر الطلاق على الاطفال 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59970

    منقول اثر الطلاق على الاطفال

    مُساهمة من طرف جوهرة القلب 5/6/2008, 8:15 pm

    المكان: غرفة الأبناء.

    الزمان: بعد العشاء.

    الأشخاص: هؤلاء الأبناء يقفون خلف باب غرفتهم .. القلق والخوف يحيط بهم ...

    ماذا يحدث؟ وما هذه الأصوات العالية؟
    إنه صوت الأب والأم في شجار كبير .. يسأل الأبناء تُرى بماذا سينتهي هذا الشجار ومتى؟

    يفركون أيديهم .. ينظرون في عيونهم الدامعة القلقة الحزينة .. نريد أن ننام ولكن كيف ننام؟

    وكيف سنذهب إلى المدرسة صباحًا بعد هذه الليلة السوداء؟

    هل سيحدث .. الطلاق؟

    هل ستتزوج يا أحمد؟ لا لن أتزوج عندما أكبر.

    وأنت يا هدي ماذا تفعلين عندما تكبرين؟ سأكمل دراستي وأعمل ولن أتزوج إن الزواج تجربة مريرة.

    هذا حوار يدور بين الأبناء وسط هذا الجو المفعم المشحون. كما قال الشاعر:



    غلطة ثم لقطة فجواب فشجار ففرقة فطلاق

    عزيزي القارئ:
    إن الزواج شركة بين اثنين، والأبناء هم مشروع هذه الشركة، وهو رابطة مقدسة وميثاق غليظ، وعلى الزوجين مراعاة المصالح المشتركة بينهما، وعدم إظهار المعارضة الصريحة أو الكراهية الشديدة أمام الأبناء؛ لأن هذا يحدث القلق والعقد النفسية لما يرونه من قدوة سيئة داخل أسرة مضطربة ممزقة، ثم إن الاستمرار في بيت يقوم على الشجار والخلاف لن يكون محضنًا لأولاد صالحين أسوياء، فإن معظم المنحرفين ينشئون في مثل هذه البيوت المنكودة، وإن الخلاف الذي يحطم الأعصاب يذهب بكل إمكانات العبقرية ويقضي على المواهب التي يمكن أن تنتج خيرًا وبركة.

    ـ وإنا نجد ردود أفعال الأطفال ـ في هذا الجو ـ عنيفة، فبدلاً من حالة الامتنان ناحية الأم والأب على تضحياتهم وبذلهما من أجل الأبناء، يحل محل هذا الامتنان الضائع نوع من اللوم والتذمر يدور بداخل الأبناء هذا السؤال:

    لماذا تزوجتما إذن؟
    ليتكم لم تتزوجوا حتى لا تنجبونا.

    فعلى الزوجين في هذه الحالة إن حسما أمرهما وقررا الانفصال أن ينسحبا بأقل الخسائر ومن البديهي أن لكل اختيار سلبياته وإيجابياته، فقد ينفصل الزوجان ويستريح كل واحد منهما عن الآخر ولكن لب الخسارة هنا هو الأطفال.

    ولا يختلف اثنان أن الخسائر التي هي في جانب الأبناء خسائر عميقة قلبًا وقالبًا، فمن يصرف على الأولاد؟ ومن يحميهم؟ وأين صورة الأب الذي يحتاجونه الأبناء في مناسباتهم الاجتماعية؟ أو في مواقفهم التي قد تستدعي وجود الأب؟ ومع من سيعيشون؟ مع الأم؟ أم مع الأب؟ أم مع الجدة؟

    وأين الأمن النفسي الذي تحققه التربية في الجو الأسري الطبيعي ـ أي مع الأب والأم ـ ؟

    رسالة من زوج:

    هذا زوج يكتب لزوجته التي تريد الطلاق:

    'الطلاق يا عزيزتي ليس لعبة يلهو بها الكبار، كلما أرادوا الهروب من المواجهة، الطلاق كلمة كبيرة جدًا تعني تشرد الأطفال، تعني خروج أحدنا من شرايين الآخر'.

    نعم عزيزي القارئ:
    إن الطلاق يعني إضاعة الأولاد، الطفل .. هذا المخلوق الجميل الرقيق هو هدية من الله لم تكن تملكها من قبل فأهداها الله لك، فكيف تضيع الهدية؟ وتدعها بلا محضن .. بلا ملبس .. بلا مال .. بلا نفس هادئة مستقرة.

    وصدق الشاعر حين قال:




    ليس اليتيم من انتهى أبواه إن اليتيم من تلقى له أمًّا



    من هم الحياة وخلفاه ذليلاً تخلت أو أبًا مشغولاً





    انسحبا بأقل الخسائر:
    فمن الأزواج من إذا طلق زوجته وكان له أولاد تسبب في ضياعهم وفساد أخلاقهم إما:
    ـ بإهمالهم أو بقلة الإنفاق عليهم.

    ـ أو برفضه أن يعيشوا معه.

    ـ أو بأخذهم من أمهم بالقوة.

    ـ فإن كان الطفل صغيرًا فلا بأس أن يبقى عند أمه.

    فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن امرأة قالت: يا رسول الله إن ابني هذا بطني له وعاء، وحجري له دواء، وثدي له سقاء، وزعم أبوه أنه ينزعه مني.

    فقال: 'أنت أحق به ما لم تنحكي' [رواه أحمد وأبو داود والحاكم وحسنه الألباني].

    وأما إذا كان الطفل كبيرًا مميزًا بين مصلحته ومضرته فإن الحاكم يخيره بين أبيه وأمه، لما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خير غلامًا بين أبيه وأمه. [رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني في الإرواء].

    ـ وإذا كان الطفل مميزًا وخشي عليه أبوه أن تهمله أمه إن هو بقي عندها فالمصلحة تقتضي أن يأخذه أبوه إذا كان سيقوم بواجبه. وأما إذا استويا فأمه أولى به.

    [مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية].

    ـ وإجمالاً ينبغي للزوجين ألا يجعلا أولادهما ضحية للعناد والتعنت والمهاترات، بل ينبغي أن يكون الأولاد بمعزل عن المشكلات وأن يؤثر الوالدان مصلحة الأولاد سواء في بقائهم عند الأب أو عند الأم.

    ولهذا اختار بعض أهل العلم في موضوع الحضانة النظر في مصلحة الولد سواء أكان صغيرًا أو كبيرًا مميزًا، واستدلوا على ذلك باختلاف الأحاديث في هذا الباب وتنوع إجابات النبي صلى الله عليه وسلم.

    مسك الختام في ظلال الآية {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة:237].

    إن القرآن يظل يلاحق هذه القلوب كي تصفو وترق وتخلو من كل شائبة، يلاحقها باستجاشة شعور التقوى، ويلاحقها باستجاشة شعور السماحة والتفضل، ويلاحقها باستجاشة شعور مراقبة الله ليسود التجمل والتفضل جو هذه العلاقة الزوجية ناجحة كانت أم خائبة، ولتبقي القلوب نقية موصولة بالله في كل حال خالصة صافية.

    والله سبحانه وتعالى يجعل الإحسان والمعروف والتفضل حتى في حالة الانفصال عبادة لله مثلها مثل الصلاة وسائر العبادات، وهو إيحاء لطيف من إيحاءات القرآن، وهو يتسق مع القصور التصور الإسلامي لغاية الوجود الإنساني في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذريات:56] واعتبار العبادة غير مقصورة على الشعائر بل شاملة لكل نشاط، الاتجاه فيه إلى الله والغاية من طاعة الله، وذلك حتى في حالة انفصال عرى الزوجية.

    وختامًا نقول: 'إن كرام الناس وأهل الوفاء يحفظون الفضل، ولا ينسون الإحسان مهما تقادم عليه الزمان ويدعون ما بينهما من 'أطفال'

    مع تحيات جنيين


      الوقت/التاريخ الآن هو 21/9/2024, 4:20 pm