منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


    (يوميات شاب روش طحن ) ..

    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:41 am

    أضع بين يديكم قصة شاب موجود فى كل بيت مصرى الآن
    هذا الشاب قد يكون أخى أو أخوك أو قد يكون أنا أو أنت فى مرحلة من مراحل الشباب .
    المهم أنه موجود ... فلا داعى لادعاء العكس
    بعد قراءة هذه القصة قد تضحك ، و قد تشمئز ، و قد تتعاطف و قد تستنكر
    و لكن الأمر الحقيقى الذى لا مراء فيه
    أن هذه النماذج أصبحت الآن تمثل جانباً كبيراً من المجتمع ، و أن المجابهة و محاولة العلاج قد حان وقتها و إلا فإن الأمر جد خطير
    و أرجو عدم الحكم على هذا العمل إلا بعد الانتهاء منه فقد تجد فى آخره ما يسرك ، و لعلها محاولة للإصلاح
    و أترككم مع القصة التى تتكرر يومياً فى كل بيت مصرى الآن
    --------------------------------------
    **********************************المشهد الأول **************************************
    --------------------------------------
    يدخل الأب إلى حجرة ولده ليوقظه للذهاب إلى الجامعة فيربت على ظهره
    الوالد : طارق ... طارق .... قوم يا حبيبى
    فيفتح الولد عيناً واحدة ينظر بها إلى أبيه فى استغراب و كأن أباه قد انتهك مقدساً أو تهرطق
    طارق : إيه يا بابا فيه إيه ؟
    الوالد : قوم يا حبيبى عشان تلحق تروح كليتك ؟
    طارق : يا بابا كلية إيه اللى بتصحينى عشانها وش الفجر
    الوالد : وش الفجر إيه بس... يا بنى الساعة داخلة على عشرة ... قوم يا حبيبى عشان تلحق محاضراتك
    طارق : يابابا نفض
    الوالد : أعمل إيه
    طارق : يعنى كبر يا بابا
    الوالد : الله أكبر
    طارق : لا يا بابا مش قصدى ... أن بقولك كبر دماغك يعنى
    الولد : يا ابنى قوم متتعبنيش .... مش انت عندك محاضرات مهمة النهاردة ؟
    طارق : يا بابا مهمة إيه بس ... ده كله فى الكلتشة
    الوالد ( متعجباً ) : يعنى إيه كلتشة يا بنى .... انت مش عندك محاضرات مهمة النهاردة
    طارق : يا بابا ... فكك من كلام الستينات ده.... أنا مش قادر أفك رموز وشى
    الوالد : يا بنى قوم أخوك بيقول ان المحاضرات النهاردة عندك مهمة
    طارق : يابابا سيبك منه ... ده واد بيهيس
    الوالد : يعنى إيه .... كلامه صح ولا غلط ؟
    طارق : يا بابا ... ابنك ده دماغه مخرومة ... عمالة تنقط .... متسمعلوش و لما يكلمك سد ودانك لحسن ياكلها .... و الودان اليومين دول غالية يابابا ... ملهاش قطع غيار
    الوالد : يا بنى انت بتتكلم كده ليه ؟
    طارق : يعنى بكلمك بالسيم يعنى .... بص يا بابا عشان خاطر ربنا ... سيبنى أنام كمان خمس ست ساعات عشان أقوم فايق .... أنا كنت سهران طول الليل ... سيبنى أأنتخ شوية
    الوالد : تأنتخ ؟ ... الله يخرب بيتك مش فاهم منك ولا كلمة لا انت و لا أخوك
    طارق : و الله يابابا أن مأفور خالص و مش قادر ... سيبنى
    الوالد : يا بنى كلمنى زى ما بكلمك ... إيه اللى انت بتقوله ده
    طارق : يا بابا هو انت عشان صاحى بدرى لازم تصحينى أنا كمان بدرى ،سيبنى يا بابا أنا عارف مصلحتى .
    الوالد : مصلحتك ؟ يا بنى انت بقالك ثلاث سنين فى سنة ثانية
    طارق : ظلم يا بابا ، الدكاترة بتاعة الكلية حاطينى فى دماغهم لحد ما عفنت
    الوالد : (وقد بدأ يغتاظ ) طيب قوم يا معفن ... خد لك دوش و افطر و روح الكلية
    طارق : بابا.. اقفل النور و خد الباب وراك .... و أما أقوم نبقى نشوف موضوع الدش ده
    الوالد ( بصوت مرتفع ) : أنت حتقوم و لا حقومك بالجزمة
    طارق ( يجلس على السرير ) : يا فتاح يا عليم .... الواحد لسة معملش استمورننج و بيتهزأ على الصبح
    يخرج الأب و يدخل أخوه وائل فينظر إليه شذراً
    طارق : لازم تديها جاز على الصبح .... شعللتها ؟ ... ماشى
    وائل : هو اللى بيسألنى
    طارق : قوله معرفش ... قوله معندوش زفت محاضرات
    وائل : أكذب يعنى ؟
    طارق : (يضحك سخرية ).... لأ إنت متعرفش تكدب ... تحب أقوله انك ساقط ، و منجحتش زى ما قلتله و انك بتعيد السنة من غير ما تعرفه ؟
    وائل : ( و قد اصفر وجهه ) لا يا طارق اوعى ....
    طارق : طيب يا حلو .... روح هاتلى سجارة من علبة أبوك أعمل بيها دماغ الصباحية
    وائل : ( يخرج سيجارتين من جيبه ) خد اثنين أهم ... بس اخلص بسرعة قبل ما ييجى تانى .
    طارق : طيب يا إتم .... اختفى من قدامى دلوقت
    يخرج وائل ، و يبدأ طارق فى تدخين إحدى السجائر و هو بعد ما زال على السرير
    ثم ينظر بجواره على الكمودينو و يتناول التليفون و يتصل بأحد زملائه
    طارق : ألو ... أيوه يا هيما .... انت لسة مِكَّحول ... ما تقوم ياواد خليك نشيط
    هيما : يا بنى حد يتصل بحد دلوقت مفيش زوق .... الساعة لسة عشرة و نص
    طارق : فوق بقى .... إيه النظام ؟ الحياة أخبارها إيه النهاردة ؟
    هيما : زى امبارح .... نروح المول ... و ندخل الكافى شوب .... نطلب شيشة ... نشرب لنا كام ستون ..... نعلق حتتين طراى .... أو نلف نعاكس فى المزز
    طارق : طيب نتقابل الساعة واحدة .... متحلقليش
    هيما : حتعمل إيه دلوقت
    طارق : أنا حاخلع من البيت دلوقت و اخرج أصيع لحد ما نتقابل ، عشان أبويا عاملى فيها أبو الغضب و الأشكيف ... و لو فضلت موجود حيعملى فيها بروسلى و يضربنى .
    هيما : الحمد لله يا عم... أنا أبويا ميت
    طارق : يا بختك ... استكانيس براحتك ..... طول عمرك محظوظ .... شاو
    يغلق الخط ... و يدخل أخوه وائل
    وائل : اوعى يا طارق تقول لابوك .... لحسن يرحلنى
    طارق : (ينظر إليه بتعال و كأنه ملك روحه ) خليك حلو معايا أحسنلك ... لحسن أنا لسانى بياكلنى ... و الندالة بتنقح على
    وائل : ( باستجداء ) اوعى يا طارق
    طارق : طيب روح هاتلى الجل بتاعك ... عشان الجل بتاعى بياكل فى دماغى زى مية النار
    وائل : احنا حنبدأ استغلال .... و بعدين انت اللى مابتغسلش دماغك لحد ما باظت
    طارق : خلص يا عم الأمور ... روح هاتى الجل .... إنجز
    وائل : يا طارق ما انت عندك إزازة لسة مفتحتهاش
    طارق : ياد روح هاتها متبقاش إيحة ... و بعدين انت لابس فانلة فى البرد ده ... عاملى فيها هركليز
    وائل : ( يصرخ و هو يجرى خارج الحجرة ) يا نهار اسود ... دا المكوة على القميص
    يأخذ طارق نفساً من السيجارة و قبل أن يخرجه من صدره يدخل والده
    الوالد : إنت لسة نايم ؟
    طارق : ( لا يرد حتى لا يخرج الدخان من فمه فيراه أبوه و يخفى السجارة تحت البطانية )
    الوالد : يعنى مش عايز تجيبها لبر .... آدى آخرة دلع أمك . هى اللى فسدتك ... لو مخرجتش من البيت و رحت كليتك حالاً حكسر دماغك دى ... إنت فاهم ؟
    طارق : ينظر إلى والده و قد احمرت عيناه و انتفخ وجهه
    الوالد : انت بتبص كده ليه يا واد انت .... جتك البلا فى منظرك
    ( يخرج الوالد )
    طارق : ( يخرج نفسه الذى كتمه حتى كاد أن يموت ، و يسعل بشده )
    يدخل وائل أخوه فيجده على هذه الحال
    وائل : إيه مالك ؟ حتفطس ولا إيه
    طارق : روح هاتلى كباية مية أبوك كان حيموتنى .... كنت حسافر
    يخرج وائل فيستلقى طارق على السرير يسترجع أنفاسه و يغمض عينيه ... و بعد قليل يرتفع صوت شخيره .
    ------------------
    إلى اللقاء مع المشهد الثانى
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:42 am

    المشهد الثانى
    ************************************************** ***********
    الساعة تجاوزت الثانية عشر ظهراً
    الأب جالس فى حجرة المعيشة يقرأ الجريدة ، و الأم فى المطبخ تعد الشاى
    طارق يخرج من حجرته يرتدى بنطلون جينز ساقط من على وسطه بطريقة فجة حتى أن ملابسه الداخلية ظاهرة ، و يلبس قميص يلتصق بجسده بشدة ، و بينه و بين البنطلون فراغ يبين بطنه ، و يفتح ثلاثة أزرار مبيناً سلسة كبيرة تنتهى بقطعة فضيئة دائرية مرسوم عليها جمجمة ، شعره مرفوع من الجانبين إلى الوسط على هيئة هرم و يلمع لمعاناً شديداً بسبب الجل ، حذائه أصفر اللون بكعب عال ، و يمسك فى يده الموبايل و سماعته فى أذنه و يشغل عليه أغنية أجنبية لا يفهم معانى كلماتها ، و على عينيه نظارة عريضة جداً لونها بنى ، و فى يده ساعة شديدة الضخامة و فى يده الأخرى حظاظة نحاسية عريضة
    الوالد حين يراه : لسة خارج ... بقالك ساعتين بتزوق ؟
    طارق ( يغمغم ) : أف .... اصطبحنا بقى
    يدخل طارق المطبخ لأمه الطيبة و هى تعد الشاى
    طارق : إيه يا حاجة
    الأم : لسة صاحى ؟ أبوك عمال ينفخ برة
    طارق ( بضيق ) : ما هو اللى مصحينى بدرى
    الأم : بيصحيك عشان تروح الكلية
    طارق : هو يوم الأجازة بتاعه كدة .... لازم ينكد علينا
    الأم : وطى صوتك ... عيب كدة
    طارق : طيب انجزى بقى .... هاتى المصلحة اللى قلتلك عليها امبارح
    الأم ( بطيبة ) : مصلحة إيه
    طاق : إيه يا ماما إنت نسيت و لا إيه ؟ .... فين الاربعين جنيه بتوع الكتاب ؟
    الأم : يا واد بطل كدب .... كتاب إيه اللى حتشتريه باربعين جنيه
    طارق : جرى إيه يا ماما .... احنا لسة حنتكلم فى الموضوع ده تانى .... مش انت امبارح قلتى لى ماشى ؟
    الأم : لا أنا قلت حاقول لأبوك
    طارق : يا دى النيلة ... انت لسة حاتقولى له ؟
    الوالد (من الخارج ينادى على الأم ): إيه يا أم طارق انت بتعملى الشاى على الشمعة ولا إيه ؟
    الأم ( تصب الشاى ) : أيو خلاص أنا جاية
    طارق (يمسك بذراع أمه ): بقولك إيه يا ماما الكتاب ده مهم .... متضيعوش مستقبلى ... حاولى تقصيهم من بابا بسرعة عشان ألحق المحاضرة بتاعتى
    يخرجان إلى حجرة المعيشة حيث الأب ما زال مسكاً بالجريدة ، فتضع الأم كوب الشاى أمامه و تجلس ، و طارق يقف أمامهما
    ينظر إليه الأب بقرف شديد ، و يعود إلى الجريدة مرة ثانية ، فيطأطئ طارق فى ضيق و ينفخ فى نفاد صبر و يشير لأمه : أن كلميه
    الأم : بقولك إيه يا أبو طارق
    الوالد : خير
    الأم : طارق كان عاوز فلوس يشترى بيهم كتاب
    ينزل الأب الجريدة و ينظر إلى طارق من فوق لتحت
    الوالد : كتاب إيه ؟ انت مش اشتريت كل الكتب ؟
    طارق : كتاب التكاليف
    الوالد : طيب ما انت عندك كتاب التكاليف
    طارق : يا بابا ده بتاع السنة اللى فاتت ..... المنهج اتغير
    الوالد : و ده بكام ان شاء الله
    طارق : باربعين جنيه
    الوالد ( صارخاً ) : كام ... أربعين جنيه .... ليه
    طارق : يا بابا أنا مالى ... الكلية أسعارها غالية
    الوالد : و أجيبلك منين الأربعين جنيه دول ان شاء الله ؟ إحنا فى آخر الشهر
    طارق : أعمل إيه يا بابا....... أسقط يعنى ؟
    الوالد : لا ... العفو ... و انت وش كده؟
    طارق : أيوه .... سمعنى الكلام بتاعك ده كل مرة أقولك فيها على فلوس
    الوالد : يابنى أربعين جنيه فى الكتاب كتير .... صَوَّرُه ... إعمل زيى ... عمرى ما اشتريت كتاب فى الجامعة
    طارق : يابابا انت دبلوم تجارة أصلاً .
    الوالد : و لو ... عمرى ما اشتريت كتاب
    طارق : و بعدين الدكتور منزل معاه ملزمة لازم نملاها و نرجعها له تانى ، و مانع التصوير
    الوالد : الله يخرب بيتك على يخرب بيت الدكتور ... حجيبلك منين أربعين جنيه دلوقت
    طارق : أمال بتصحينى ليه ؟ ... ما كنت تسيبنى نايم .... حاروح الجامعة أعمل إيه دلوقت
    الأم ( تحاول أن تهدئ الموقف كالعادة ): خلاص يا أبو طارق أنا معايا ثلاثين جنيه بتوع عدسة النظارة بتاعتى ... أصلحها الشهر الجاى و خلاص .... إديله عليهم عشرة جنيه و خليه يشترى الكتاب
    الوالد : ده كلام ؟.... بقالك أربع شهور تأجلى فى النظارة ... و انت عارفة إن مفيش كتاب و لا حاجة
    طارق : و المصحف الشريف و عزة جلال الله فيه كتاب
    يخرج الوالد من جيبه عشرة جنيهات و يمد له يده بها ، يقترب طارق من أبيه فيشم الأب رائحة شعره فيشمئز منها
    الوالد : إيه ده ... إنت ريحتك وحشة كدة ليه ... إنت حاطط سمنة فى راسك و لا إيه؟
    طارق : سمنة إيه يا بابا... ده الجل بتاع الواد وائل... بس طلع حمضان
    الوالد : ( باشمئزاز ) إنسان مقرف .... أنا عارف بيدخلوك الجامعة إزاى ؟
    طارق : يابابا هو انت كل ما تشوفنى تطلع فيه القطط الفطسانة
    الأم : شباب يا أبو طارق ... بكره ربنا يهديهم
    الوالد : مش شايفة لا بس زى الرقاصة إزاى ؟
    طارق ( بضيق ): هاتى ياماما الفلوس خلينى أخلص
    الوالد : اسمع .... أما تيجى تورينى الكتاب أبو أربعين جنيه ده ... فاهم ؟
    طارق : يحيينا و يحيك ربنا
    ينظر له الأب شذراً ، فى حين تضحك الأم و تذهب إلى حجرتها لتحضر له باقى المبلغ و هو فى إثرها
    يخرج وائل و قد لبس شبيهاً بأخيه ، و يذهب إلى والده الذى أمسك بكوب الشاى و هم أن يشرب
    وائل : بابا .... عاوز أربعين جنيه أشترى بيهم كتاب

    ............مسكين وائل.... الشاى كان ساخناً جداً
    **********
    إلى اللقائ مع المشهد الثالث
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:46 am

    كان منزل (هيما ) صاحب (طارق ) على بعد شارعين من بيته ، لا تستغرق المسافة بينهما أكثر من عشر دقائق ، قطعها طارق فى ساعة إلا ربع ، لأنه قد وقف فى الطريق أكثر من مرة . فأى فتاة يراها يقف أمامها و يرفع صوت الأغانى على الموبايل لأقصى حد ، ليلفت إنتباهها إليه و إلى منظره المبهر الجذاب !! و لكن لم تعره واحدة منهن أى اهتمام إلا واحدة فقط نظرت إليه بقرف شديد فظن انها وقعت فى المصيدة فابتسم فى زهو و اقترب منها
    طارق : صباحه عسل
    الفتاة : نعم ... ؟!
    طارق : أبداً .... أنا طارق
    الفتاة : ( و هى تشير إلى قدمها ) و ده شبشب ... لو ما اتلميتش حاضربك بيه فى وسط الشارع
    طارق : ليه كده .... دا أنا غرضى شريف
    الفتاة : أمشى ياد من قدامى أحسن أهزأك
    طارق : ( يشعر بالخطر فيتراجع ) ماشى ... بكرة تندم يا جميل
    و مشى فى طريقة و قد نسى ما حدث بعد ثوان ، فهذا أمر قد اعتاده
    و ظل كذلك حتى وصل إلى منزل ( هيما ) ووقف تحت العمارة و اتصل به ، ففتح عليه و رد .
    طارق ( فى ضيق شديد ) : بتفتح عليه ليه يا إتم ؟ عاجبك كده ؟ ... دى كانت آخر رنة
    هيما : معلش غصب عنى .... حبيت أكنسل قمت رديت
    طارق : طيب اخلص .... انزل بسرعة
    هيما : ثوانى
    بعد ربع ساعة ينزل ( هيما ) و شكله لا يختلف عن طارق إلا أن شعره شديد الخشونه شديد الضخامة يصنع به كرة كبيرة على رأسه و له لحية صغيرة تحيط بفمه على شكل سكسوكة
    طارق : إيه يا عم بتعمل إيه ده كله ؟
    هيما : معلش ... أصلى جالى تليفون
    طارق : مين ؟
    هيما : البت اللى قلتلك عليها
    طارق : كلمتك ؟
    هيما : يا بنى دى زهتقنى تليفونات ..... دى بتكلمنى على الموبايل بالخمس ساعات كل يوم
    طارق : ياه ... دى أكيد غنية
    هيما : يا بنى أبوها سفير .... يعنى بيقبض فى الشهر أكثر من ستة مليون جنيه!!!
    طارق : يا نهار اسود .... دا أنا أبويا لما بقوله عاوز عشرة جنيه بيعمل استبدال معاش
    هيما : يا بنى دى مغرقانى هدايا .... لسة امبارح جايبالى دبدوب قدك كده
    طارق : دبدوب ؟!! كانت جابتلك قميص بدل القميص الجربان اللى انت لابسه ده و مبتغيروش
    هيما : يا بنى أنا اللى بحب ألبسه ... بقولك معاكش فلوس ؟!
    طارق : ليه ؟ احنا متفقين ... العملية صايمة .... كل واحد شايل نفسه
    هيما : متبقاش ندل .... أنا قشفور .... و بعدين إحنا رايحين مكان كله بنات.... متكسفناش
    طارق : يا بنى بنات إيه ؟.... أنا حصلى تشبع منهم
    هيما : يا واد يا لورد ... إلا ما شفت معاك معزة حتى
    طارق : مش مصدق ..؟! طيب دا أنا لسة معلق واحدة قبل أما جيلك و أخدت نمرتها كمان
    هيما : ما أنا واخد بالى ... المهم معاك كام
    طارق : معايا أربعين جنيه
    هيما : قشطة ... مية مية .... يكفونا النهاردة
    طارق : استنى شوية يا عم الحلو ... الفلوس دى حجيب بيهم كتاب .... و الباقى حاصرف منه لآخر الشهر
    هيما : كتاب ؟ كتاب إيه يا بنى .... انت حتفشل و لا إيه ؟
    طارق : أبويا ياعم .... قالى لازم أشوف الكتاب اللى حتشتريه ده .
    هيما : دا أبوك ده عُقر قوى
    طارق : يلا بينا بقى نروح الجامعة نستقضى أى كتاب عشان أخش عليه بيه ، و الباقى نشوف حنعمل بيه إيه
    هيما : جامعة إيه يا عم ... ما انت عارف أنا مطلعتش الكارنيه
    طارق : أدخل بالوصل
    هيما : وصل إيه يا بنى .... هو أنا دفعت حاجة ؟ ... ما انت عارف ...الربعمية جنيه بتوع المصاريف رحت بيهم الرحلة
    طارق : وحتعمل إيه ؟
    هيما : مش عارف ... ممكن أبيع الموبايل
    طارق : موبايل إيه ؟ يا بنى .... الموبايل بتاعك ده ممكن تقايض بيه على شبشب بلاستيك
    هيما : أهو يجيب حوالى 200 جنيه و الباقى أحاول اتصرف فيهم
    طارق : حتتصرف ازاى يعنى ؟
    هيما : ما أنا قلت لك ... الواد (كُتْلَة ) شغال أمن فى المول ، كلمته امبارح و قال لى إنه حيودينى الشركة اللى شغلته
    طارق : طيب ما تكلمه على أنا كمان
    هيما : أما أشوف نفسى الأول أبقى أشوفك
    طارق : ماشى ... بس خليها فى جمجمتك ....يلا بقى نروح النيلة الكلية
    هيما : يلا يا برنس
    طارق : تعالى نركب الميكروباص
    هيما : ما تيجى يا عم الغنى نركب الأتوبيس و نزوغ زى كل يوم .... و لا انت خلاص.....الاربعين جنيه نسوك أصلك
    طارق : يلا يا صديق السوء
    يذهبان إلى محطة الأتوبيس ، و ينتظران أتوبيس الجامعة حتى يأتى فيجدانه مزدحماً فيسران لذلك لسهولة التهرب من الكمسارى
    فيركبان و فعلاً يزوغان منه و يذهبان إلى وسط الأتوبيس و يقفا وراء فتاة فتلتفت إلى (طارق) و تبتسم له ، فيكاد طارق ينبت له جناحان من الفرحة ... أخيراً وجد فتاة تأبه له ، فيشاهد ذلك ( هيما ) فيكاد ينبت له قرنان من الغيرة ... و يحاول أن يتقدم فيقف هو إلى جوارها فيمنعه (طارق) بذراعه
    طارق : إيه ... اريح فين ... مفيش مكان
    هيما : كده ... حتبيع أخوك من أولها
    طارق : و لا أعرفك
    هيما : ماشى يا عم ... و زوغنا كمان ... ماشية معاك حلاوة
    يهمله طارق تماماً و يلتفت إلى الفتاة الشيك و يسأل نفسه : لماذا تركب مثلها هذا الأتوبيس المزدحم .
    أخذ طارق يحاول أن يبدأ معها حوار ، فلم يستطع ، فالتفتت هى إليه
    الفتاة : الدنيا حر قوى
    طارق : آه .... الواحد عرقان خالص
    الفتاة : مش عارفة الأتوبيس حيكون فاضى امتى
    طارق : حيكون فاضى بعد ما الناس تنزل .....ها ها ها ها ها ( و يضحك بصوت عال )
    الفتاة : ( تبتسم ) انت رايح الجامعة ؟
    طارق : أيوة
    الفتاة : فى كلية إيه ؟
    طارق : تجارة ... و انت
    الفتاة : أنا فى الجامعة الأمريكية
    طارق : اللى فى التحرير
    الفتاة : آه
    طارق : أهلا و سهلاً
    الفتاة : ده زميلك ؟
    هيما : ( يبتسم و يمد يده ليسلم عليها ) آه أنا زميله
    الفتاة : ( تسلم عليه و هى تبتسم ) أهلا و سهلاً
    طارق : ( يشعر بالغيرة الشديدة) يلا يا خويا عشان هننزل المحطة الجاية
    فى هذه اللحظة يفرمل الأتوبيس فرملة شديدة فتميل الفتاة على طارق و تستند عليه فيشم منها رائحة عطر أصابته فى مقتل
    الفتاة : أنا آسفة
    طارق : ( يكاد يغمى عليه ) لا ... خالص ... مفيش حاجة
    هيما : يلا ... المحطة قربت
    يودعها طارق بابتسامة عريضة و تودعه بمثلها ، ثم ينزلان من الأتوبيس و طارق فى حالة يرثى لها من الوله و التوهان
    هيما : مالك ... انت سافرت و لا إيه
    طارق : شفتها و هى بتضحكلى ؟
    هيما : يا بنى دى تعبانة خالص .... أما لو شفت البت بتاعتى ...
    طارق : مش عارف يا أخى... الأتوبيس كل يوم يوصلنا فى ساعة كاملة .... النهارة الطريق ماشى فريرة
    هيما : أصل انت نحس يابنى
    طارق : ملحقتش حتى أعرف اسمها
    هيما : يا عم خلص بقى .... يلا نملى التنك الأول قبل ما نروح الهبابة ، لحسن أنا كلتش من الأسبوع اللى فات
    طارق : ماشى يا عم و أنا عازمك
    هيما : إيه يا عم الكرم اللى نزل عليك مرة واحدة ده
    طارق : أى خدمة بس متاخدش على كدة ..... تعالى نروح عند فجر الإسلام بتاع الكشرى
    هيما : متخليها كبدة النهاردة يا روقة
    طارق : وله .... بقولك إيه ... لا حيبقى فيه كبدة و لا كشرى ... مش كفاية أنا متكفل بيك النهاردة
    هيما : ذِل أهلى بقى عشان طبق كشرى حمضان
    طارق : و جاى على نفسك ليه ؟ بلاش
    هيما : خلاص يا عم ... اللى ييجى منك أحسن منك
    يدخلان إلى محل الكشرى فيطلب (طارق ) طبق مخصوص له و يطلب لـ (هيما ) طبق عادى ،فينظر له (هيما) بغل
    هيما : ماشى يا أندل
    طارق : انت فاكرنى نسيت و لا إيه .... انتم السابقون
    هيما : مردودالك
    طارق : بس يا فقير يا معفن
    يأكلان و يشبعان و تمتلئ بطونهما ، و يظل طارق يتكلم عن تلك الفتاة و كأنها فتاة أحلامه
    و أخيراً يأتى الجرسون ليطلب الحساب
    طارق : الحساب كام ؟
    الجرسون : أربعة جنيه يا بيه
    يمد يده فى جيبه الخلفى ليخرج المحفظة ، فيحمر وجهه ....غير موجودة .... يدخل يده فى جيبه الثانى .... فيصفر وجهه ... غير موجودة
    طارق : يا نهار اسود ... المحفظة وقعت منى
    هيما : وقعت ولا اتسرقت
    طارق : ( و كأنه انتبه إلى شيء ما ) البت بتاعة الأتوبيس .... باين هى اللى سرقتها ... يا بنت الحرامية
    هيما : و بعدين ... حتعمل إيه
    كل هذا و الجرسون واقف و كأن الأمر لا يعنيه ...
    الجرسون : إيه يا بشوات ... فيه فلوس ولا لأ
    هيما : الطبق العادى بكام
    الجرسون : بجنيه و نصف
    يمد هيما يده فى جيبه فيخرج جنيهاً و نصفاً فيدفعه إلى الجرسون
    طارق : ( و هو يكاد يبكى ) : و بعدين يا (هيما)
    هيما : أروح أندهلك أبوك ؟
    طارق : أبويا إيه الله يخرب بيتك ... هى ناقصة؟
    ثم ينظر إلى الجرسون فى استجداء ، فينظر إليه الجرسون فى لامبالاة
    الجرسون : و بعدين
    طارق : فيه تليفون هنا ؟
    هيما : ما انت معاك الموبايل
    طارق : ما انت فتحت على و كانت آخر مكالمة شايلها للرنات يا فالح
    الجرسون : مفيش تليفون
    طارق : طيب روح يا هيما اتصل بالواد (وحيد ) خليه ييجى يدفع
    هيما : أنا معيش غير ربع جنيه حاروح بيه
    طارق : ( يستعطف الجرسون الضخم غير المبالى ) بقول لحضرتك إيه ... إحنا زباين هنا
    الجرسون : أنا أول مرة أشوفك
    طارق : الفلوس اتسرقت و الله
    الجرسون : ما ليش فيه
    طارق : طيب و بعدين
    الجرسون : هات الموبايل رهن و روح هات الفلوس
    طارق : ده بخمسميت جنيه و فيه كاميرا
    الجرسون : يبقى حتنضرب لما تكسر و حتغسل المواعين و حتقشر بصل لحد ما يجيلك إمساك
    ثم يذهب ليحاسب زبون آخر
    هيما : طيب أنا حامشى بقى يا طارق عشان ألحق المحاضرات
    طارق : محاضرات .... حتسيبنى كدة من غير ما تتصرف
    هيما L يميل عليه و يهمس له ) خلاص بقى يا طارق ... دول قلمين و حيعدوا ... و بعدين ما احنا ياما اضربنا كتير قبل كدة
    طارق : يا سلام .... انت مش شايف إيده قد إيه ... ده ممكن يفرطلى سنانى بقلم واحد ... القلم التانى ممكن يقلبنى واحدة
    هيما : أقولك ..؟ إجرى ... يلا هو مش واخد باله .... تعالى نجرى
    طارق : ( و قد تجرأ قليلا) : طب يلا ...
    فجأة يجرى هيما و يخرج من المحل ، و يجرى وراءه طارق فيصطدم بزبون داخل إلى المحل فيتعثر و يقع على الأرض ، فيجرى إليه الجرسون و يمسكه من قذاله ، و يدخل به إلى المحل
    ........
    .............. الله يرحمك يا طارق
    ..........................................
    لو طارق عاش سيكون فيه مشهد رابع
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:47 am

    تررررررررررررن ........ تررررررررررررررررررن
    جرس الباب يرن بطريقة متواصلة
    تخرج الأم من حجرتها لتفتح الباب فتنظر فى العين السحرية فتنتفض من الخضة
    و تجرى على زوجها فى البلكونة و هو يقرأ فى الجريدة
    الأم : أبو طارق
    الوالد : فيه إيه .... مالك ؟
    الأم : الجرس ضرب .... بصيت من العين السحرية لقيت واحد أصلع وشعره منكوش من الجنبين ، و لا بس فانلة داخلية و شكله يخوف .
    الوالد : (و قد بدأ يتوجس ) : استنى ما أشوف مين
    الأم ( بخوف ) : خد بالك يا أبو طارق
    الوالد : ينظر من العين السحرية فيجد أن الوصف صحيح
    بتوتر يفتح الباب نصف فتحة و هو يتسائل
    الوالد : مين ... ؟
    فيرد عليه هذا الوافد الغريب : إيه بابا أنا طارق .... مش عارفنى ؟
    الوالد : طارق ؟ .... إيه ده ؟ إيه اللى عمل فيك كده ؟
    كان شكل طارق عجيباً .... يرتدى فانلة داخلية ممزقة على البنطلون ، و شعره محلوق من المنتصف فبدا كالأصلع
    ترى الأم هذا المنظر فتضرب صدرها و تجرى على ولدها و تسأله ملهوفة
    الأم : إيه يا طارق .... إيه اللى عمل فيك كده ؟
    طارق : اتخانقت يا ماما
    الوالد : اتخانقت إيه ؟ قول اتبهدلت .... قول اتشبحت
    طارق : بابا الله يخليك ... أنا مش ناقص
    الوالد : فيه إيه يا بنى .... إنت رحت القسم ؟
    يدخل طارق و يجلس على كرسى فى غرفة المعيشة
    طارق : قسم إيه بس يابابا ... ؟
    الوالد : أما إيه اللى حصل ؟
    طارق : حاقولك بس سيبنى آخد نفسى .... أنا عمال أجرى بقالى ساعة
    الأم : يا حبيبى يا بنى
    طارق : هاتيلى كباية مية يا ماما
    تجرى الأم على المطبخ و يجلس الوالد على الكرسى المجاور لطارق ينظر إليه بقلق ، و طارق مرجع رأسه و مسندها على الكرسى و مغمض عينه فى إرهاق
    تأتى الأم بكوب الماء فيجرعه طارق فى لهفة
    ثم يضع وجهه بين كفيه و يبكى
    طارق : حلقولى شعرى يابابا .... عمال أربى فيه بقالى سنة
    فتبكى الأم من منظر ولدها و يرق قلب الأب له
    الوالد : إيه اللى حصل يابنى ؟
    طارق : و الفلوس اتسرقت منى
    الأم : ولا يهمك يا حبيبى ... المهم انت كويس
    الوالد : يا بنى قولى إيه اللى حصل .... طمنى
    طارق : رحت أفطر فى محل كشرى جنب الجامعة و لما جيب أحاسب لقيت الفلوس اتسرقت منى فضربونى و حلقوا شعرى
    الوالد : وما اتصلتش بينا ليه ؟
    طارق : حاولت معرفتش .... يا ريتهم كانوا موتونى و ما حلقوش شعرى .... حاخرج تانى إزاى كده
    يبكى طارق بحرقة و هو يخفى وجهه بين يديه ، فتركع الأم أمامه و تأخذه فى حضنها و تبكى معه
    الوالد يطرق و قد عقد ما بين حاجبية بشدة و بان عليه القلق الشديد
    الوالد : تعالى يا طارق ... عاوزك فى حاجة
    ثم ينظر إلى الأم نظرة ذات مغزى و يقول لها
    الوالد : خليك انت يا فتحية
    ثم يدخل الحجرة و طارق وراءه فيدخل و يغلق الباب وراءه
    الوالد : هو ده اللى حصل يا طارق ؟
    طارق : آه والله يا بابا
    الوالد : مفيش حاجة حصلت تانى ؟
    طارق : حاجة زى إيه يابابا ؟
    الوالد : يعنى .... حد داس لك على طرف ؟
    طارق : يا بابا دول داسوا على وشى .... إنت مش شايف ؟
    الوالد : يا إبنى افهمنى ... حد اعتدى عليك ؟
    بدأ طارق يفهم مقصد والده ... فيتنفتض واقفاً و يقول بغضب
    طارق : قصدك إيه يا بابا ؟
    الوالد : يا بنى أنا عاوز أطمن عليك
    طارق : متخافش يابابا ... ابنك راجل
    الوالد : ربنا يستر .... قوم يلا خد لك دُش .... و انزل روح للحلاق يصلحلك شعرك ، و بالليل نكمل كلامنا
    يخرج الأب و بعد قليل تدخل الأم و معها كوب حلبة
    الأم : خد يا حبيبى اشرب شوية حلبة ... تهديك شوية
    ياخذ طارق الكوب فى انكسار و قد كسا الحزن وجهه ، فتقترب منه الأم و تحاول أن تخفف عنه
    الأم : معلش يا طارق ... حصل خير يا بنى
    طارق : الفلوس اتسرقت يا ماما .... حجيب الكتاب منين ؟
    الأم : ( و هى تبتسم ) يا واد بطل كدب .... مش كفاية اللى جرالك ؟
    طارق : انت برضه مش مصدقانى يا ماما ؟
    الأم : لأ مصدقاك ... و حتفرج إن شاء الله
    طارق : منين بس ؟
    الأم : خالك (كرم) راجع النهاردة من السعودية .... و حيدينى فلوس كتير .... متقلقش
    طارق : بجد يا ماما ؟ خالى راجع النهاردة .... ده وحشنى قوى ... يارب يكون جابلى الموبايل اللى وعدنى بيه
    فى هذه اللحظة يفتح (وائل ) الباب و قد عاد من جامعته .... فلما رأى منظر (طارق) ينفجر ضاحاً حتى سقط على الأرض ، و (طارق ) ينظر له بغيظ شديد ، و الأم تحاول أن تسكت (وائل) و هو يكاد يغشى عليه الضحك
    وائل : (و هو ما زال يضحك) إيه يا عم النيو لوك الجديد ده ؟ .....ها ها ها ها
    طارق : ماشى يا خفة
    وائل : ( و هو يقهقه ) و عامل شعرك كده ليه زى القرموطى ... ؟ هو هو هو هو
    طارق : بقولك إيه ... أنا مش ناقص خفة دمك دى ..... خديه بره يا ماما علشان ما أزعلوش
    وائل : عشان تبقى تفترى و تاخد الجل بتاعى ... ربنا ما يسيبش حق حد أبداً ..... هى هى هى هى
    طارق : يا بنى ابعد عنى الساعة دى أحسنلك .... أنا العفاريت بتنطط فى وشى
    الأم : بس بقى يا وائل أخوك متضايق
    وائل : عامله له حلبة يا ماما .... هو حامل و لا إيه ؟ ها ها ها ها
    الأم : يا بنى اسكت عيب أخوك تعبان
    وائل : ولد و لا بنت إن شاء الله ؟ ها ها ها ها
    طارق : كده ... ؟ طيب
    ثم يصرخ بأعلى صوته منادياً والده الذى يأتى بسرعة
    طارق : بابا .... وائل لسة فى سنة أولى ... و سقط و بيضحك عليك و فهمك إن هو نجح
    وائل يبلع ضحكه و ينظر إلى والده فى رعب ، و تضرب الأم صدرها بيدها و ينظر طارق إلى وائل بتشف
    فى حين أن الصدمة ترج كيان الوالد المسكين فينظر إلى (وائل) و الشرر يتطاير من عينه ، فيذهب طارق ليحتمى بأمه و هو يكاد أن يغمى عليه من الرعب
    وائل : حا فهمك يا بابا
    الوالد : تفهمنى إيه يا كلب ؟ تفهمنى إنك بتضحك على و بتغشنى بقالك سنة ؟
    وائل : يا بابا استنى .... حاقولك
    الوالد : ده أنا حخليك عبرة
    ثم يخلع حزامه و يحذب الأم وراءه ، و يبدو أنه سيبدأ فى عزف انفرادى على جميع الآلات المتوفرة على جسد ( وائل)
    ..............
    أرى أنه لا داعى لوجودنا الآن ... هذه مسألة عائلية
    .......................................
    إلى اللقاء مع المشهد الخامس
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:48 am

    المشهد الخامس
    تطرق الأم الباب على ابنها طارق و تناديه فى خفوت
    الأم : طارق .... طارق
    طارق : أدخلى ياماما
    الأم : فى اثنين عاوزينك
    طارق : يا ماما .... أنا قلت مش عاوز أشوف حد
    الأم : دول اصحابك
    طارق : مين ؟
    الأم : صاحبك ده أبو كدش ... و معاه واحد كدة عامل زى البنات
    طارق : ده ( هيما ) الندل و معاه (وحيد) ..... دخليهم يا ماما
    فتخرج الأم لتناديهم فيهرع طارق إلى دولابه و يخرج كاسكيت يرتديها سريعاً حتى لا يرى أحد منهما رأسه الخضراء
    يدخل (هيما) و (وحيد) إلى حجرة طارق و تذهب الأم لتعد لهم الشاى .
    طبعاً عارفين شكل (هيما ) ،أما (وحيد ) فمختلف .... قميصه مشجر يشبه بلوزات البنات ، شعره سايح و طويل و يربطه خلف رأسه على هيئة ذيل الحصان ، يلبس خواتم كثيره فى يديه ، البنطلون ساقط كالعادة ، لبانة فى فمه ، من ينظر إليه أول مرة يظن أنه بنتاً كما حدث مع أم طارق و خصوصاً لأن صوته و طريقة كلامه نواعمى على الآخر
    يسلمان علي طارق و يأخذانه بالأحضان و هو ساكت و الخجل فى عينيه
    تدخل الأم و معها أكواب الشاى
    الأم : كلموه كده و حاولوا تخرجوه من اللى هو فيه ..... ده بقاله يومين ما خرجش من الأوده
    تضع الشاى و تخرج
    هيما : إيه يا مان .... إيه اللى حصل ؟ هى أول مرة و لا إيه ؟
    وحيد : إيه يا طارق .... ما احنا ياما اضربنا
    هيما : طيب ده أنا لسة واخد قلم .... عملى ارتجاج فى المخ ..... بس أنا أخدت على كده ... عادى يعنى
    طارق : بس ما حدش حلقلك شعرك قبل كده
    هيما : يا عم كبر دماغك .... و بعدين دى موضه دلوقت
    وحيد : هو فعلاً حكاية الشعر دى صعبة قوى ...يا ماما ..... ده لو أنا اللى حصلى كده ممكن أموت
    هيما : ( يضحك لطارق ) بس بلاش تكبس الطاقية على راسك قوى لحسن شعرك يطلع لتحت ... ها ها ها
    طارق : ( بضيق ) حنستظرف بقى مش كدة ؟
    هيما : أبداً يا مان .... أنا بضحك معاك
    وحيد : إيه يا عم .... حتفضل حابس نفسك كده و لا إيه ..... مامتك قلقانة عليك
    طارق : أعمل إيه بس يا ( وحيد ) .... مش قادر أخرج و الناس تشوفنى كدة
    هيما : يا عم .... هو حد عارفك ..... إنت حاتعملى فيها نجم
    وحيد : ( ينظر لــ ( هيما) ) ما تقوله على الموضوع اللى جينا عشانه
    طارق : موضوع إيه ؟
    هيما : فاكر لما قلتلك إن الواد ( كُتْلَة ) شغال أمن فى المول
    طارق : آه .... و بعدين
    هيما : كلمته علينا إحنا الثلاثة عشان يكلم لنا صاحب الشركة ...... كَلِّمه و أخد لنا معاه معاد بكره الساعة عشرة الصبح
    طارق : بجد يا (هيما) ؟ ..... أنا نفسى أشتغل .... نفسى أعمل أى حاجة
    هيما : و مين سمعك .... ده أنا قربت أشحت
    طارق : و هى جديده عليك .... ما انت طول عمرك شحات
    هيما : أيوه كده يا عم اضحك .... محشش واخد منها حاجة ..... ما تقلع الطاقية و ورينى الزلبطة.. ها ها ها ها
    وحيد : بس بقى يا ( هيما ) متبقاش غلس
    طارق : سيبه .... بكره يحصله اللى حصلى .... و ساعتها نعرف مخبى إيه فى عشة الفراخ اللى فوق دماغه دى
    هيما: مخبى محل كشرى زى اللى حلقولك فيه شعرك ..... ها ها ها ها
    طارق : ولا .... و المصحف لو ما اتلميت لاطردك برة
    وحيد : خلاص بقى يا جماعة ... احنا جايين نتخانق ولاَّ إيه
    هيما : خلاص .... بكرة الساعة تسعة و نص نتقابل عشان نروح الشركة
    طارق : عرفت العنوان
    هيما : آه .... الواد (كتلة) وصفهولى
    تدخل الأم لتأخذ الأكواب الفارغة و تطمئن على ابنها
    الأم : إيه يا طارق عامل إيه دلوقت
    وحيد : كويس يا طانط .... متقلقيش عليه خالص
    تنظر الأم إلى (وحيد) و طريقة كلامه الأنثوية باستغراب شديد
    طارق : أنا كويس يا ماما و بكره هاخرج أروح شغل
    الأم : أيوه كده يا بنى ... ربنا يوقفلك ولاد الحلال .... متزعلش يا حبيبى ... دول شوية شعر و حيطلعوا تانى
    هيما : و الله لسة بنقوله كده يا طانط
    الأم : و بعدين لو عاوز الصراحة .... كده أحسن بكتير .... كفاية إنى كنت كل يوم أغير غطا المخدة بتاعتك .... كانت بتبقى مزيتة من الهباب الجل اللى كنت بتحطة على شعرك
    يضحك (هيما) و (وحيد) و يشعر طارق بالحرج
    طارق : ماما ... خلاص بقى .... هو بابا راح فين ؟
    الأم : راح يقابل خالك (كرم) فى المطار .... كان المفروض ييجى أول امبارح بس اتأخر يومين
    طارق : بس ده بابا اتأخر قوى الساعة قربت على خمسة
    الأم : ما هو أنا مقولتلكش ؟
    طارق : إيه ؟
    الأم : أصل أبوك امبارح قالى : إنه حايروح محل الكشرى اللى عملوا فيك كده و حيعرفهم شغلهم
    ينتفض طارق كالملسوع
    طارق : يا نهار اسود .... أبويا راح يعرفهم شغلهم ؟ ..... أبويا راح فطيس
    الأم : متاخفش يا طارق .... هو قالى إنه مش حايضربهم .... حيهزأهم بس
    طارق : يا لهوى ..... حيهزأهم ؟ ..... ده الواد الجرسون قد الدولاب و إيده زى المرزبة .... و ما بيتفاهمش
    الأم : يا بنى انت حتقلقنى ليه ؟
    طارق : أقلقك ؟.... أصل انت متعرفيش حاجة
    تشعر الأم بالرعب و تضرب صدرها فى خوف
    الأم : ربنا يستر .... يا رب جيب العواقب سليمة
    وحيد : متخافيش يا طانط إن شاء الله خير
    الأم : ( و قد بدأت تولول ) استر يا رب .... استر يا رب
    طارق : و احنا حنفضل قاعدين كده .... لازم نعمل حاجة
    هيما : و حنعمل إيه بس ..... دول عالم مفترية
    طارق : نروح نبلغ البوليس
    هيما : بوليس .. ؟
    طارق : آه ... نبلغ البوليس ... أمال أستنى لما أبقى يتيم زيك
    ينهض طارق ليرتدى ملابس الخروج ، و الأم فى حالة يرثى لها من الخوف على زوجها و (هيما) و (وحيد) مرتبكان لا يعلمان ما يفعلانه .... و هم فى أثناء ذلك جاء الفرج
    سمعوا المفتاح يدور فى الباب ، و الباب ينفتح ليدخل الأب مبتسماً ابتسامة باهتة
    يجرى إليه طارق و يحتضنه ، و تجرى وراءه الأم
    الأم : اتخضينا عليك يا ( عبدو)
    طارق : يا حبيبى يا بابا .... إيه اللى خلاك تروح عند الناس المفترية دى
    الوالد : أمال أسيب تارك و لا إيه ؟ .. إنت نسيت إنت ابن مين يا ولد ؟
    طارق ينظر إلى والده فى إكبار
    طارق : ربنا يخليك لينا يا ...
    يسكت طارق و هو ينظر إلى وجه أبيه باستغراب .... هناك شيء ما خطأ
    يشعر الأب بنظرات ولده فيدير وجهه بسرعة و يضع يده على فمه و هو يقول :
    الوالد : أنا حادخل بقى أريح شوية
    طارق : مش تقولى عملت إيه يا بابا؟
    الوالد : أما أصحى من النوم .... روح أنت أقعد مع اصحابك
    يعود طارق إلى حجرته حيث أصحابه و يدخل الوالد إلى حجرته و تتبعه الأم و تغلق الباب وراءها
    الأم : خير يا خويا .... إيه اللى حصل ؟
    الوالد Sad ما زال واضعاً يده على فمه ) أبداً .... رحت هزأتهم على اللى عملوه فى الولد
    الأم : و عملوا معاك حاجة ؟
    الوالد : عيب يا (فتحية ) انت متعرفيش جوزك و لا إيه ؟ .... هاتيلى بيجامة من الدولاب
    تنهض الأم لتحضر البيجامة و تأتى بها إلى الوالد الذى يتناولها منها فتنظر إليه فى تعجب و استغراب
    الأم : عبده .... إنت فيك حاجة متغيرة
    الوالد : حاجة ؟ حاجة إيه ؟
    تتفرس فى وجهه فى دقة ثم تفطن إلى الحقيقة فتصرخ
    الأم : عبده !!!
    الوالد : إيه .... فيه إيه
    الأم : فين شنبك يا عبده ..... إنت خارج بيه الصبح
    ثم تضع يديها على خديها و تولول و تقول :
    الأم : حلقولك شنبك يا ( عبدو ) ؟!!!
    الوالد : ( و قد بدأ الانهيار ) وطى صوتك العيال تسمعك .... أنا اتنفخت يا فتحية
    ***************************************
    إلى اللقاء مع المشهد السادس
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:50 am

    المشهد السادس
    ******************
    فى تمام الساعة التاسعة كان (هيما ) و (وحيد) منتظرين طارق تحت المنزل
    و لكن (طارق) كان فى حال يرثى لها من الكآبة و الغم ، فهذه أول مرة ينزل فيها إلى الشارع بعد أن فقد أعز ما يملك ؛ شعره
    يقف أمام المرآة و ينظر إلى زجاجة الجل بحسرة ، فلن يستطيع أن يستعملها
    تدخل أمه إلى الحجرة
    الأم : يلا بقى يا (طارق) عشان متتأخرش .... أصحابك واقفين فى الشارع من ربع ساعة
    (طارق) ما زال ينظر لنفسه فى المرآه ، و يمرر يده على رأسه
    طارق : بقولك إيه يا ماما
    الأم : أيوه يا حبيبى
    طارق : شعرى كبر شوية مش كدة ؟
    الأم : (تحاول أن ترضيه ) : آه أمال إيه ... كبر
    طارق : يعنى أخرج كده و لاَّ ألبس الكاسكيت
    الأم : زى ما تحب يا طارق ، كده كويس و كده كويس
    طارق : ( بيـأس ) لا حالبس الكاسكيت أحسن
    يضع الكاسكيت على رأسه
    طارق : أنا نازل بقى يا ماما
    تضع أمه فى يد طارق عشرة جنيهات
    الأم : روح يا بنى ربنا يفتحها فى وشك
    ينزل طارق و هو يتلفت يمنة و يسرة حتى لا يراه أحد من جيرانه
    يقابل (هيما ) و (وحيد) و يسلم عليهما
    وحيد : إيه يا برنس ... كده تسيبنا ملطوعين ده كله
    هيما : تلاقيه كان بيتسرح
    طارق : احنا حنبدأها رخامة و لا إيه ؟
    هيما : يا عم لا حنبدأ و لا حاجة .... إنت لسة قافش ؟
    طارق : يا عم لا قافش و لا زفت .... يلا عشان اتأخرنا
    يذهبون إلى موقف الميكروباص
    وحيد : عارف العنوان كويس يا هيما ؟
    هيما : أيوه .... فى مدينة نصر .... حنروح مدينة نصر و نسأل
    طارق : ياد انت عبيط ؟ هى مدينة نصر دى مترين ؟ .... فين فى مدينة نصر بالضبط؟
    هيما : مش عارف
    وحيد : (كُتلة) ما قالش فين فى مدينة نصر
    هيما : هو قالى عارف مدينة نصر ؟ انكسفت أقول لأ .... قلت آه ... قالى عارف عمارات البكرى ؟... قلت آه .... الدور الرابع شقة خمسة
    طارق : طيب عشان غباوتك دى حنكلم (كُتلة) من موبايلك ، و نسأله على العنوان
    هيما : معيش رصيد
    وحيد : لأ معاك ... إنت لسة شاحن بخمسة جنيه
    طارق : هات الموبايل ياد
    يعطيه (هيما) الموبايل فيتصل بـ (كتلة) و يأخذ منه العنوان بالتفصيل ثم يعطى الموبايل لـ (هيما) الذى ينظر فى الموبايل ليرى كم استغرقت المكالمة فيجد أنها استغرقت ثلاث دقائق
    هيما : يعنى لازم تحبوا فى بعض الأول؟ .... متسأله على العنوان علطول ... أديك بقالك ثلاث دقايق .... خلصتلى الرصيد
    طارق : تستاهل ... يلاَّ نركب ميكروباص السابع .. أنا عرفت العنوان
    ذهبوا ليركبوا الميكروباص و جلسوا فى الصف الأخير
    كان السائق ملتحياً و كان يدير شريطاً للشيخ ( محمد حسين يعقوب ) يتكلم عن الصلاة
    الشيخ يعقوب : صلىىىىىىىىىىىىىى ...... إنت مبتصليش ليه ؟
    وحيد : يا ماما ..... الشيخ ده أنا مبحبوش خالص .... دقنه كبيرة كدة و بتخوف
    هيما : مش هو ده الشيخ مصطفى الحوينى ؟
    طارق : لأ ده الشيخ محمود حسان
    وحيد : بصراحة مفيش أحسن من عمرو خالد .... بشوش كده و لذيذ و روش
    هيما : آه ... و مش معقد
    طارق : و بيطلع معاه شوية مزز جامدين
    وحيد : و بعدين ... مش كل حاجة يقول حرام... يعنى الشيوخ دول عندهم الأغانى حرام ، و الأفلام حرام ، و الكلام مع البنات حرام
    هيما : ناقص يقولوا الأكل حرام
    طارق : ده أنا مرة سمعت الشيخ محمود حسان بيقول إن الواحد لو كلم صاحبته فى التليفون حرام عليه
    وحيد : مش بقولك ؟ .... عالم معقدة
    طارق : أنا قريت فى المجلة بتاعة روز اليوسف إن الناس دى مش فاهمة الإسلام كويس
    هنا قطع عليهم السائق هذه المحادثة الثقافية العميقة
    السائق : عمارات البكرى يا أساتذة
    نقدوا السائق أجره و نزلوا أمام العمارة المطلوبة و صعدوا إلى الشقة مقر شركة الأمن
    وقفوا أمامها حائرين هل يدخلون كلهم أم يدخل أحدهم فاتفقوا على أن يدخل أحدهم ، و اتفقوا على أن (هيما) حمار ، و من الممكن أن يفسد كل شيء بغبائه على حسب رأى (طارق) ، و أن (طارق) أيضاً لا يمكن أن يدخل لأن الزلبطة بتاعته ممكن تكون شؤم عليهم على حسب رأى (هيما)
    ففرض الأمر الواقع أن يكون (وحيد) هو الذى يدخل ليسأل عن الأستاذ (عبدالله) الذى أرسلهم إليه (كتلة )
    انتظرا أمام باب الشقة و دخل (وحيد) ببلوزته و شعره و لبانته و أنسياله
    فدخل إلى الاستقبال فوجد موظفاً يتكلم فى الهاتف
    فوقف أمامه طويلاً حتى ضجر
    وحيد : أف
    فأحس به الموظف فقال لمن يهاتفه :خليك معايا ثانية واحدة
    ثم التفت إلى (وحيد)
    الموظف : أفندم
    وحيد : ممكن اقابل الاستاذ (عبدالله) ؟
    فرفع الموظف صوته ينادى زميلاً له فى الحجرة الجانبية
    الموظف : (أشرف) .... (أشرف) ....
    فأطل شاب من الحجرة فقال له
    الموظف : الآنسة عاوزة تقابل الاستاذ (عبدالله) ... خدها وديها عنده
    فقال الشاب : اتفضلى يا آنسة
    بُهت (وحيد) لأن الموظفين حسبوه بنتاً ، فشعر بالحرج الشديد و احمر وجهه جداً
    و مشى خلف الشاب و هو يكاد يغشى عليه من الخجل ، ثم سحب نفسه فى هدوء و خرج من باب الشقة ، فقابل (طارق) و (هيما)
    طارق : إيه يا (وحيد) ...... إيه الأخبار ؟
    وحيد : أبداً أنا غيرت رأيي ... مش حاشتغل
    هيما : ليه ؟ .... انت وشك أحمر كده ليه ؟ انت قابلت الأستاذ (عبد الله) ؟
    وحيد : لأ .... غيرت رأيى قبل ما أدخله ..... يا جماعة شغلة الأمن دى مش سهلة .... ممكن يسيبوك مرمى فى الشمس طول اليوم .... بشرتك ممكن تتحرق
    طارق : ما تتحرق بجاز يا عم .... انت جاى تقول الكلام ده دلوقتى ؟
    هيما : فيه إيه يا (وحيد) ؟ ما انت كنت عاوز تشتغل ... لحقت غيرت رأيك ؟
    وحيد : لأ يا عم أنا حاشتغل أى حاجة تانية
    هيما : طيب و احنا حنعمل إيه
    وحيد : لو عاوزين تدخلوا انتم ادخلوا .... أنا حامشى
    حاولا إقناعه و لكنه أصر على الرفض و انصرف ... طبعاً انتم عارفين ليه
    طارق : طيب يلاَّ احنا ندخل و أمرنا لله
    هيما : يلاَّ
    دخلا إلى موظف الاستقبال و طلبا منه مقابلة الأستاذ (عبد الله) فأوصلهما إليه
    دخلا عليه فهالهما ضخامة جسده ، ولما سلم عليهما شعرا أنهما سلما على مترو الأنفاق ، و جلسا أمامه و هو ينتظر منهما أن يبدآ الحديث
    هيما : حضرتك عارف ( كتلة )
    عبد الله : مين ؟ (كُتلة ) ؟
    طارق : لأ (كُتلة) ده اسم الشهرة ، هو اسمه الحقيقى (عزت السيسي)
    تفكر قليلاً ثم هش وجهه لما تذكر
    عبد الله : آه (عزت) ... ده قريبى من بعيد
    طارق : (عزت) كان كلم حضرتك علينا عشان شغل
    عبدالله : آه هو انتم .... ده قالى انكم ثلاثة
    هيما : آه كان معانا واحد زميلنا و خلع
    عبد الله : خلع ؟ طيب ... على كل حال .... انتم فى دراسة و لاَّ خلصتم
    طارق : إحنا فى كلية التجارة ..... بس حضرتك متشيلش هم
    هيما : آه .... أحنا مبنروحش أصلاً
    عبدالله : أنا ميهمنيش الكلام ده .... كل اللى يهمنى الالتزام ... و سمعان الكلام
    طارق : حاضر ... كل اللى تؤمر بيه حضرتك
    عبدالله : أيوه بس فى حاجة مهمة
    هيما : خير
    عبدالله : شكلكم و لبسكم لازم يتغير إذا كنتم عاوزين تشتغلوا فى الأمن .... متآخذونيش .... مينفعش حد يتشغل فى الأمن و شعره يبقى زى شعرك كده
    طبعاً يوجه الكلام لهيما ، فينظر طارق له فى تشف
    طارق : آه طبعاً .... لازم يحلق شعره زيي كده
    هيما : ( منزعجاً ) طيب و إيه دخل الشعر فى الشغل حضرتك
    عبدالله : يا بنى فيه يونيفورم ........ و بعدين لازم يكون شكلك مِدِّى على رجالى أكتر بصراحة
    ابتلعا الإهانة فى مرارة ، فهما محتاجين لهذا العمل فلم يردا
    عبدالله : قلتم إيه ؟
    طارق : إحنا تحت أمر حضرتك
    هيما : أيوه ... إحنا تحت أمر حضرتك
    عبدالله : كده عال .... دلقوتى أنا قدامى مكانين فاضيين .... واحد فى محطة بنزين .... وواحد فى معرض سيارات
    طارق : ماشى أنا حاشتغل فى معرض السيارات
    هيما : اشمعنى انت .... ما تشتغل فى البنزينة
    طارق : أصل أنا عاوز اتعلم السواقة
    عبد الله : اتفقوا مع بعض ... أنا متفرقش معايا
    طارق : أنا اللى قلت الأول
    هيما : ماشى
    عبد الله : اليوم ب 15جنيه ، و الوردية 12 ساعة ، و يوم الإجازة بيومين
    طارق : حلو قوى
    عبد الله : خلاص ....... بكرة تعدوا على هنا الساعة 12 .... تجيبولى صورة البطاقة و تستلموا اليونيفورم و السلاح
    هيما : ( مسروراً ) هى فيها سلاح ؟ .... قشطة
    عبد الله : السلاح ده منظر .... مش متعمر يعنى .... بس لو ضاع منك يبقى مستبقلك ضاع يا حلو .... فاهم
    طارق Sad ينهض ) متشكرين يا أستاذ (عبد الله ) .... بكرة إن شاء الله حنيجى لحضرتك
    عبدالله : مع السلامة
    يصافحانه و يخرجان من الشركة و ( هيما ) يتكلم و هو فى منتهى السعادة لأنه سيقف يحمى منشأة بالسلاح
    هيما : حنشيل سلاح يا (روقة)
    طارق : متنساش تحلق شعرك اللى عامل زى شعر القنفد ده
    هيما ( و قد تذكر ) هوبَّا .... هى دى بقى المشكلة .... الحلو ميكملش
    طارق : خلاص بلاش تشتغل
    هيما : معلش ... المضطر يركب الصعب
    ثم عاد كل منهم إلى منزله و هو يحلم بالغد الوردى الذى سيعملان فيه و تجرى فيه النقود فى أيديهم ( زى الرز )
    كانا فى شدة السعادة فهذه أول مرة يعملان فيها ، لذلك كان السرور يسيطر عليهما
    مساكين ..... لا يعلمان ما الذى يحدث لهما
    **********************
    إلى اللقاء مع المشهد السابع
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:51 am

    المشهد السابع
    *******************
    الليلة ليلة غير عادية ، ألا تعلم لماذا ؟ .... لأن الأستاذ (كرم ) سيأتى لزيارة العائلة اليوم
    و لمن لا يعلم : الأستاذ كرم هو ابن عم الأستاذ ( عبده) و أخو زوجته ، و خال الأولاد (طارق ) و ( وائل)
    أما لماذا هو يوم غير عادى ، و لماذا الأسرة كلها تنتظر هذا اليوم من العام إلى العام ؟ فذلك لأسباب عدة :
    أولها : أنه إنسان مهذب بشوش محترم كريم
    ثانيها : أنه حينما يأتى من سفره يغدق عليهم بالهدايا
    ثالثها : أنه يفك أزمة الأب بسداد ديونه
    رابعها : أنه يحب أولاد أخته حباً جماً و كأنهم أولاده برغم صغر سنه النسبى ، فهم كل من تبقى له فى الدنيا بعد وفاة الوالدين
    أما الأولاد فيعشقونه و يعتبرونه مثلاً أعلى لهم
    و الأستاذ كرم حالياً ، فى الخامسة و الثلاثين من عمره ، محاسب ، يعمل فى شركة بترولية فى المملكة العربية السعودية ، دخله منها محترم ، سافر من أربع سنوات و يبدو أنه استقر هناك .... ما زال عزباً
    و لكن هذه المرة يبدو أن هناك أشياء جديدة طرأت عليه ؛ فهو لما سافر كان كأى شاب عادى غير ملتزم يسمع الأغانى و يذهب إلى السينما و المسرح ، و كان من عادته كل عام أن يأخذهم جميعاً فى سهرة فى أحد الأماكن التى تقدم رقصاً و غناءً .
    أما هذه المرة فيبدو أنه قد تغير كثيراً حتى أنهم وجدوا صعوبة فى التعرف عليه لأول مرة
    هناك لحية ، و هناك قميص قصير لا يصل لكعب رجله ( يعنى جلباب بلغة المصريين برغم أن كلمة جلباب تطلق على لباس المرأة ) و السواك ظاهر من جيب قميصه ، و رائحة المسك الجميلة تفوح من ملابسه ، و علامة السجود واضحة فى جبينه ، و النور يشع من ثناياه .... و قد أصبح أكثر هدوءاً و سكينة
    طبعاً كان هناك الكثير من القبل و الأحضان و البكاء من الحاجة (فتحية) ووحشتنا و طولت علينا المرة ، و ليك وحشة يا راجل و غير ذلك مما سأوفره عليك ، و تعالى بنا ننتقل إلى غرفة المعيشة و نسمع ما يقولون
    فتحية : وحشتنا يا كرم .... انت خاسس كدة ليه ؟ .. مبتاكلش ؟
    وائل : خاســس إيه ماما ده زاد النص
    الوالد : ( يضحك ) ياد اسكت .... انت مسحوب من لسانك كده علىطول
    كرم : سيبه يا عبده .... ذنبه على جنبه
    وائل : لا يا خالى أنا باهزر
    كرم : ( ينظر لطارق الساكت منذ جلسوا ) إيه يا طارق .... ساكت ليه ؟ ... مالك ؟ ... و لابس الطاقية فى البيت ليه
    طارق : أبداً يا خال .... مأفور شوية
    كرم : مأفور ؟ ... يعنى إيه ؟
    طارق : يعنى مصدع شوية
    كرم : تلاقى من الطاقية اللى كابسها على راسك دى .... اقلعها يا راجل
    فيخلعها طارق بعد تردد ، فتبدو رأسه خضراء مضحكة ينبت فيها شعره بالكاد
    كرم : ( مندهشاً ) إيه ده انت دخلت الجيش و لا إيه
    وائل : لأ كان بيحج ... هاهاهاها
    يظهر الحرج على وجه (طارق) ، فتنظر إليه الأم شذراً ، و يزجره الأب
    الوالد : وائل !!! إتلم
    فيفهم كرم أن هناك شيئاً غير عادى ، فيحاول تغيير مجرى الحوار فيلتفت إلى الأب
    كرم : إيه يا ( عبده) ... أخبارك إيه ؟ و عملت إيه فىموضوع الـ .... إيه ده ؟ .... انت حلقت شنبك ... مش كده ؟
    يضع ( عبده) يده على موضع شاربه و يحمر وجهه و يضحك ضحكة مصطنعة
    الوالد : آه ... ها ها .... تغيير ... اصله طلع فيه كام شعره بيضاً خفت الناس تقول على كبرت ...ها ها
    ترى الأم الحرج بادياً على وجه زوجها فتحاول تغيير دفة الحوار هى الأخرى
    الأم : و بعدين معاك يا (كرم) .... مش حتتجوز بقى ؟
    كرم : إن شاء الله ... مش حسافر المرة دى إلا و معايا العروسة
    الأم : أيوة كدة .... عاوزين نفرح بقى ..... و عروستك عندى
    كرم : الله المستعان ...
    الوالد : ( ينظر لكرم ) إيه يا عم (كرم) .... إيه حكاية دقنك دى ..... انت حتستشيخ ولاَّ إيه ؟
    كرم : أستشيخ ؟ ..... أنا سايب دقنى سُنَّة .
    الأب : ( فى لهجة الناصح ) لا يا ( كرم) .... احلقها .... مش ناقصين مشاكل و النبى
    كرم : قول " لا إله إلا الله "
    الأب : محمد رسول الله
    كرم : لأ ... بقولك قول "لا إله إلا الله "
    الأب : ليه ؟
    كرم : عشان قلت :"و النبى "..... مينفعش تحلف بالنبى صلى الله عليه و سلم
    الأب : يا سلام .... لما أقول و النبى يبقى حرام ؟
    كرم : أيوه النبى صلى الله عليه و سلم هو اللى أمرنا بكده .... هو اللى قال : من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت"
    الأب : "لا إله إلا الله" يا سيدى ..... المهم احلق دقنك دى صدقنى
    كرم : ليه ؟ هى دقنى مضايقاك فى حاجة ؟
    الأب : يا عم أنا عاوز مصلحتك .... في قلق فى البلد اليومين دول
    كرم : ( ضاحكاً ) يا عم سيبها على الله
    الأب : و بعدين انت داخل على جواز .... مين اللى حترضى بيك كدة و انت بقيت عامل زى الإرهابي ؟
    كرم : إرهابى ؟
    الأب : آه .... شكلك بصراحة وحش فيها .... ضَلِّمت وشك كده و كبرتك
    الأم : وحش إيه تف من بقك يا أبو طارق ... أخويا زى القمر
    الأب : اسكتى يا ( فتحية ) انت مش عارفة حاجة
    كرم Sad يضحك من جهل بن عمه ) لا حول و لا قوة إلا بالله
    الأب : و انت بقى بقيت إخوانجى ؟ و لا إيه
    كرم : ( يضحك ) إخوانجى إيه بس يا عبده …. لا يا سيدى مش إخوانجى
    الأب : أمال إيه … شيعى يعنى
    كرم : ( يتعالى ضحك كرم من سذاجة بن عمه ) يا عم شيعى إيه بس أعوذ بالله …. أنا حابقى افهمك كل حاجة يا عبده بس بعدين
    وائل : بس تصدق برضه يا خال … انت لسة روش
    كرم : ( يضحك ) ماشى يا عم وائل …. المهم أخبارك إيه فى الجامعة
    الأب : فاشل … و ساقط و غشاش …. تصدق الواد يضحك على سنة كاملة مفهمنى إنه نجح و هو ساقط
    كرم : لا حول و لا قوة إلا بالله .... إيه اللى جرالك يا وائل ... ما انت كنت كويس
    يطرق وائل فى خجل و لا يرد ، فيلتفت إلى طارق
    كرم : و انت يا روقة ... إيه أخبارك ... فى سنة كام السنادى
    طارق : ( فى حرج ) لسة فى سنة تانية
    كرم : سبحان الله .... انتم إيه اللى جرالكم يا أولاد ؟ شدو حيلكم شوية ... الدنيا مبتستناش حد
    الأم : أيوة .... قولهم يا ( كرم)
    كرم : ربنا يهديكم .... انتم بتصلوا و لا لأ ؟
    الأب : و لا بيركعوها .... حتى صلاة الجمعة ... باغلب على ما أصحيهم عشان ينزلوا يصلوا
    كرم : ( و قد بان عليه الحزن ) معقول ؟ ..... مبتصلوش ؟ فيه مسلم ما بيصليش ؟ ..... مش عارف أقولكم إيه بصراحة
    يظهر الخجل على وجه وائل و طارق
    الأم : ادعيلهم يا ( كرم) ربنا يهيدهم و يعقلهم
    كرم : ربنا يهديهم .... و إن شاء الله قبل ما أسافر يكون موضوع الصلاة ده خلص .... مفيش حاجة اسمها ما يصلوش ... اتفقنا يا رجالة
    يومئان برأسيهما موافقين ، و يبتسم (كرم) ليخفف من حدة الحوار
    كرم : قوم يا وائل هات الشنطة عشان تشوفوا الحاجات اللى جبتها لكم
    ينتفض وائل فى فرح و يجرى و يحضر الشنطة لخاله ، فيفتحها (كرم) و يبدأ فى إخراج الهدايا
    فيخرج حذاء فخماً غالى الثمن و يعطيه لـ (طارق )
    طارق : إيه ده ؟ ... فين الموبايل يا خال ؟ انت مش قلت لى حاجيبلك موبايل جديد بكاميرا و Mp3
    كرم : أجيبلك موبايل عشان تقعد تسمع أغانى و تشوف عليه كليبات ... مش كدة ؟
    طارق : طيب و إيه يعنى ... إيه المشكلة ؟
    كرم : المشكلة إن الأغانى حرام
    طارق : حرام ؟!!!!!!!!!! حرام إيه يا خال ؟ و مين اللى حرم الأغانى بقى ان شاء الله ؟
    كرم : اللى حرمها هو ربنا سبحانه و تعالى .... انت مش شايف الطبل و الزمر و الرقص و المسخرة بتاعة الأغانى
    الوالد : و أم كلثوم و عبد الوهاب حرام برضه يا ( كرم) ؟
    كرم : يا جماعة ... الأغانى و الموسيقى كلها حرام ... سواء كان اللى بيغنى راجل أو ست ، قديم أو جديد
    طارق : انت حتقول زى الشيخ ( مصطفى الحوينى )
    كرم : ( مبتسماً) اسمه الشيخ ( أبو اسحق الحوينى )
    وائل : و التليفزيون يا خال
    كرم : التليفزيون فيه حلال و فيه حرام ........ فيه قنوات محترمة دلوقتى ممكن تتفرج عليها ، و فيه قنوات زى الزفت كل اللى فيها معاصى و ذنوب
    وائل : طيب و الإنترنت ؟
    كرم : نفس الكلام ... فيه حلال و فيه حرام
    ثم يفتح الحقيبة و يخرج منها مجموعة من الخمارات لأخته
    كرم : و دى خمارات ليكى يا (فتحية) يا ريت تلبسيهم بدل الطرح اللى بتلبسيها
    الأم : ( مسرورة ) ماشى يا أخويا ... و الله من زمان و أنا نفسى ألبس خمارات ... بس مكسوفة
    و يخرج مجموعة من الشرائط فى علية من القطيفة
    كرم : و الشرايط دى عشانك يا أبو ( طارق )
    الوالد: دى مدايح و ابتهالات ؟
    كرم : مدايح إيه يا عم .... ده القرآن كله بصوت الشيخ المنشاوى
    الوالد : ( و قد بان عليه الضيق ) طيب
    كرم : إيه مش عاجبينك و لا إيه ؟
    الوالد : لأ ... بس حاسمعهم فين ... فى الكمدينو ؟ .... ما الشياطين دول كسروا التسجيل
    كرم : (مبتسماً ) و لا يهمك .... أنا عندى واحد زيادة حابقى أجيبهولك
    ثم يصمت ، ووائل ينظر إليه بتلهف ... فالدور عليه ... و الخال لا يحرك ساكناً .... فيتنحنح (وائل)
    كرم : (مبتسماً) عندك برد و لاَّ إيه يا (وائل)؟
    وائل : لا ما عنديش برد .... هى الشنطة فضيت ولاَّ إيه ؟
    كرم : ( يبتسم فى مكر ) آه خلصت ... هو انت مخدتش حاجة ولا إيه ؟ هو أنا نسيتك و لا إيه ؟
    و يقلب الشنطة فيتأكد (وائل) أنها فارغة ، فينظرإلى خاله فى دهشة و يصمت فى غيظ
    فيضحك (كرم) بشدة و يضحك الجميع ما عدا ( وائل ) طبعاً
    فيضع (كرم ) يده فى جيبه و يخرج ساعة قيمة و يقول لـ(وائل)
    كرم : اتفضل يا عم و لا تزعل .... هو أنا أقدر أنساك ؟
    فينقض (وائل) على الساعة و يبدو على وجهه الفرح الشديد
    الأم : إلهى يسعدك و يخليك يا كرم يا أخويا و يرزقك بالذرية الصالحة يا رب
    طارق : مش أنا حاروح استلم شغل بكرة يا خال
    كرم : عال ... كويس ... فين
    فيحكى له (طارق) موضوع معرض السيارات و الأمن و خلافه
    كرم : كويس ... بس دراستك أهم من كل حاجة .... عاوزين نخلص
    طارق : إن شاء الله يا خال
    كرم ( و هو ينهض ليرحل ) ان شاء الله حابقى أجيلكم بكرة أقعد معاكم قعدة طويلة
    الأم : متقعد معانا النهاردة يا ( كرم)
    كرم : معلش خليها بكرة .... فى كام مشوار كده لازم أعملهم
    الأب : خلاص بكرة تتغدى معانا
    كرم : بإذن الله
    ثم يلتفت إلى وائل و طارق
    كرم : الصلاة يا رجالة .... مش عاوزين نتكلم فى الموضوع تانى ... اتفقنا
    وائل : ماشى يا خال .... من بكرة حنبدأ
    كرم : من بكرة ؟ .......... مينفعش .......... ما تنامش إلا ما تصلى النهاردة
    طارق : حاضر يا خال
    يودعهم كرم على أمل اللقاء فى الغد
    و يذهب كل منهم إلى حجرته ، ثم يتعالى رنين الهاتف فيرفع ( طارق) السماعة فيجد أنه ( هيما)
    هيما : إيه يا معلم .... لسة منمتش ؟
    طارق : لأ خالى جه من السفر و كان عندنا
    هيما : ماشية معاك يا عم .... جابلك إيه ؟
    طارق : جابلى حتة جزمة يابنى ... تحفة .... عمر الكبير فى عيلتكم ما اتصور جنب واحدة زيها
    هيما : ماشية معاك يا عم .... يا ريت كان لى خال مسافر زيك
    طارق : إنت حتقر من أولها ؟ .... المهم ... حلقت و لا لسة ؟
    هيما : حلقت يا سيدى .... تصدق الحلاق كان عاوز منى عشرين جنيه
    طارق : ليه ؟ ... دا أنا باحلق يخمسة جنيه
    هيما : أصله بيقولى ان شعرى ماينفعش فيه المقص العادى .... عاوز مقص شجر
    طارق : المهم ... مش عاوزين نتأخر زى امبارح
    هيما : لأ ده من النجمة حاكون جاهز .... أنا قلت لـ(كُتْلة) على اللى حصل و قالى انه حييجى معانا
    طارق: كويس ... يلا بقى عشان أقيس الجزمة الجديدة
    هيما : ماشى يا أبو جزمة جديدة .... شاو يا مان
    طارق : شاو
    يضع كل منهما السماعة ، و تتصاعد أبخرة الأحلام فى رأس كل منهما فينسطلان
    و بالذات (هيما) الذى يحلم بالمسدس الذى سيحمله فى جنبه كرعاة البقر الأبطال
    طبعاً هو لا يعلم أنه فى الغد سيكون له مشكلة مع شخصية كبيرة
    مع رئيس الجمهورية يا معلم
    الله يخرب بيتك يا هيما هتودينا فى داهية
    ****************
    إلى اللقاء مع المشهد الثامن
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:52 am

    المشهد الثامن
    **************
    فى تمام الساعة الحادية عشر كان (طارق) أمام بيتهم فى انتظار أصحابه ( هيما ) و ( كتلة ) ، و كان طارق قد تهندم و لبس أشيك ما فى دولابه ، و لبس الحذاء الجديد الذى أهداه إياه خاله .
    دقائق و توقفت أمامه سيارة يقودها صديقهم ( كتلة) ، و هو شيء ضخم ، أقرع ، يبدو أنه يلعب حديد منذ كان فى بطن أمه ، فعضلاته تكاد تمزق ( البادى) الضيق الذى يرتديه و الذى يبرز عضلاته فى فجاجة و استعراض ، و يرتدى حقيبة صغيرة فوق حزام سرواله و لف رباطاً ضاغطاً على ساعده . و لكنه كان طيب القلب إلى درجة الهبل ، لدرجة أن الكثير من الناس يظن أنه سلالة متطورة من الحمير . و الذى لا يعرفه الكثيرون أنه شديد الجبن و هذا ما سنحتفظ به سراً الآن على الأقل .
    نزل من السيارة و سار حيث طارق فى استعراض كامل و كأنه يمشى على المسرح ، فاستقبله طارق و قبلا بعضهما أربع قبلات على الخدين !!!!
    كتلة : إيه يا معلم
    طارق : إزيك يا برنس
    كتلة : إيه يا عم اللى حصل .... الواد (هيما) حكالى الفيلم كله
    طارق : اسكت يا (كتلة) دانا خدت علقة .... مخدهاش حرامى فى مولد
    كتلة : طيب مش تبعتلى كنت جيت عملت الواجب
    طارق : و هو احنا سكتنا لهم ..... بابا راح كسر المحل فوق دماغهم
    كتلة : مية مية
    طارق : أمال الواد ( هيما ) فين ؟ إيه اللى أخره كده
    كتلة : زمانه جاى ... إحنا اتفقنا نتقابل عندك
    لم تمض ثوان حتى أهل عليهم ( هيما) بالنيولوك الجديد ، فقد قص شعره ميرى ، فتغير شكله تماماً
    طارق : إيه ده ... انت استحميت و لا إيه ؟
    هيما : آه زيك كده .... إنما إيه يا عم الشياكة دى
    طارق : ( يرفع رجله ) شفت الجزمة
    هيما : ماشى يا عم ... عقبالنا
    كتلة : ( يشير إلى السيارة ) يلا بينا عشان منتأخرش
    هيما : إيه ده انت جبت العربية بتاعة أبوك ؟
    كتلة : اسكت ده ذلنى لحد ما ادانى المفاتيح ، لولا إنى قلتله إنى حَفَوِّلها مكانش اديهالى
    ركبا السيارة و انطلقت بهم ، و أدار ( كتلة) الراديو على إذاعة الـ Fm التى ابتلينا بها ، و رفع الصوت جداً
    و كان كلما مر بجوار فتاة هدأ من سرعة السيارة و سار بجوارها ، و لا يقول شيئاً ، فلم تكن تواتيه الجرأة إلا إلى هذا الحد فقط ، و لو توقفت فتاة و نظرت إليه بحده لفر هارباً .
    و كان (هيما) ساكتاً و قد بان عليه الانبهار ، فقد كانت أمنيته أن تكون له سيارة يملأها بالبنات الفاتنات صريعات جماله و جاذبيته .
    أما طارق فقد كان يبدو عليه التوتر
    طارق : يلاَّ يا عم ... مش عاوزين عطلة
    كتلة : متخافش لسة بدرى
    هيما : يا عم إحنا راكبين عربية مش أتوبيس
    طارق : طيب حاسب لحسن تاخد على كده
    هيما : ما تعلق لنا مزة كدة يا ( كتلة ) تطرى القعدة
    طارق : يا عم الله يخرب بيتك اسكت ..... احنا رايحين نسترزق ... عايزين ربنا يفتحها فى وشنا
    كتلة : ( يفشر ) خلاص و احنا مروحين حاعلق لكم ثلاثة
    هيما : قشطة عليك يا الكُتَل يا جامد
    طارق : ( ينفخ ) استغفر الله العظيم .......... متقفل الراديو ده يا ( كتلة)
    كتلة : ليه ... دى أغنية حلوة قوى
    كانت الإذاعة تذيع أغنية عن رجل يحب حماراً و يغنى له
    المغنى : بحبك يا حمار ... بحبك يا حمار ... ولعلمك يا حمار... أنا بزعل أوي لما... حد يقول لك يا حمار .... يا حمار
    و يبدو أن الأغنية قد مست وتراً حساساً فى أعماق ( كتلة ) أو هو شعر أن الكلام موجه له ، فأحب هذه الأغنية التى من المفروض ألا تذاع إلا فى الحظيرة .
    طارق : يا عم اقفل الراديو بلاش قرف
    كتلة : يا بنى دى أغنية حساسة قوى ... شوف من رقته بيحب كل حاجة حتى الحمار
    هيما : يا عم خلينا نفرفش شوية
    طارق : يا عم الأغانى حرام
    يضحك ( كتلة ) و ( هيما) بشدة
    هيما : حرام .. ؟ إيه اللى حرام يا عم الشيخ ؟
    طارق : أيوه حرام .... كل الأغانى حرام
    هيما : أمال لما هى حرام واخد منى ست شرايط و مش راضى ترجعهم ليه ؟
    كتلة : مين اللى قالك كده يا عم ؟
    طارق : خالى ... قالى إن الأغانى حرام و بالذات الأغانى الجديدة
    هيما : ليه بقى إن شاء الله ؟
    طارق : عشان مبتذلة و فيها إسفاف
    يفرمل (كتلة) حتى يسيطر على نفسه من عاصفة الضحك التى ألمت به ، و لكن كان ضحكه غريباً بعض الشيء ، كان أقرب إلى النهيق منه إلى الضحك ، أما هيما فقد ضحك حتى سعل و كاد أن يشرق
    هيما : هى هى هى ... إفساس ؟ .... يعنى إفساس يا مولانا ؟
    طارق : إسفاف يا جاهل ... إسفاف ... يعنى حاجات مش كويسة
    هيما : يعنى ريحتها وحشة مثلاً ؟ .... هى هى هى هى
    طارق : جاتك القرف .... كل حاجة تاخدها تهريج كده
    هيما : يا بنى انت حتجننى ..؟ ده الموبايل بتاعك كله أغانى
    طارق : مسحتها كلها ...و مش حاسمع أغانى تانى
    كتلة : بركاتك يا عم الشيخ
    ثم ضحك و ضرب كفه بكف هيما الجالس بجواره
    هيما : آل حرام آل .... حيعملى فيها الشعراوى ؟ ده كل أما ياخد منى كتاب يملاه بالأغانى اللى بيسمعها ، و بعدين جى النهاردة يقولى حرام .... هى الحالة إيه ... اشتغلت ؟
    يسكت طارق فقد كان عديم الخبرة فى الرد على مثل هذا الهجوم
    وصلوا إلى الشركة فركنوا السيارة و نزلوا منها و صعدوا إلى الشقة حيث مقر الشركة ، و دخلوا فسألوا على الأستاذ (عبدالله ) فوجدوا أنه غير موجود و أنه سوف يعود بعد ساعتين و أنه قد ترك لهم خبراً أن يمروا عليه فى تمام الثانية ظهراً
    هيما : حنعمل إيه دلوقت ؟
    كتلة : نستناه لحد ما ييجى
    طارق : و حنستناه هنا ؟
    كتلة : لأ ... تعالوا نستنى فى القهوة اللى جنب العمارة
    هيما : ماشى ... يلاَّ
    يذهبون إلى القهوة و يجلسون عليها فى انتظار الموعد ، و هذا أمر قد ألفوه ، فجلسوا يثرثرون و يشاهدون محطة تليفزيونية فضائية تعرض كليبات غنائية فاضحة
    طارق : استغفر الله العظيم .... و الله حرام
    هيما : يوه بقى ... انت حتقرفنا ؟ ... يا عم متع عينيك
    كتلة : أنا حاشرب شيشة تفاح ... حتشربوا إيه ؟
    هيما : و أنا كمان يا (كتلة) حاشرب شيشة كانتلوب .... ها ها ها ها
    يضحك كتلة ، و يتمعر وجه طارق
    هيما : الشيشة كمان حرام ... مش كده ؟
    طارق : أما حلال ؟ طبعاً حرام ... أنا حاشرب شاى
    هيما : و الله خالك دا باين عليه بوظك
    ينادى كتلة على الجرسون فيطلب الشيشة و الشاى فيأتى الجرسون بالطلبات فيتعالى صوت الكركرة
    كتلة : مش حتيجو معايا الصالة بقى ؟... مش عاوزين تبقوا رياضيين زيى؟
    هيما : آه و الله يا كتلة ... حتى الواحد يملا بنطلونه
    طارق : نفسى و الله
    كتلة : اسكت ياد انت و هو ..... أنا لسة امبارح واحد حقنة شديدة ، ما بياخدهاش غير بتوع الاولمبياد ، بمية و عشرين جنيه
    طبعاً هذه الحقن شديدة الضرر و تسبب أمراضاً خبيثة و لكن بعض شبابنا ابتلى بها للأسف
    هيما Sadمنبهراً) و بتعمل إيه الحقن دى يا (كتلة)
    يرفع كتلة ذراعيه إلى مستوى كتفيه يستعرض عضلات ذراعيه و يشير إليهما
    كتلة : شايف سِمَّانتى عاملة ازاى ... حديد
    طبعاً السمانة هى عضلة الساق الخلفية و ليست عضلة الذراع كما أشار الكابتن ( كتلة)
    هيما : (بانبهار ) طيب ما تدينى ابرتين فى العضل خلينى اتنفخ زيك
    كتلة : يا بنى ما تقدرش عليهم ... انت فاكر العملية سهلة
    هيما : عارف لو جسمى يبقى زيك كده ؟... كانت أحلى بت ما تاخدش فى إيدى غلوة
    طارق : يا بنى مش بالجسم .... ما (كتلة ) قدامك أهه .... عمر ما واحدة عَبَّرته
    كتلة : يا بنى أنا اللى مفيش واحدة تملا عينى
    هيما : يعنى عشان أبقى زيك كده ... عاوز وقت قد إيه
    كتلة : عشان تبقى زيي لازم تخف من السل الأول ... ها ها ها
    طارق : هو عاوز يلعب حديد عشان يستحمل الضرب اللى بياكله كل يوم
    هيما : ما بلاش انت ... لحقت نسيت و لا إيه ؟ ...تحب أقلعك الطاقية و افكرك؟.
    ينظر إليه طارق بغل و لا يجيبه
    كتلة : لا بجد العملية مش سهلة .... يعنى مش أقل من ست شهور
    هيما : ياه ... كتير قوى ... بس مش مشكلة ... لجل الورد ينسقى العليق
    كتلة : العملية سخنة معاك قوى يعنى
    هيما : أمال إيه يا عم ؟ ده أنا اتعقدت .... كنت بعاكس واحدة امبارح راحت مهزآنى .... قالتلى يعنى مفيش غيرك يا معصعص يا مفعص... أحرجتنى بنت الذين
    يضحك طارق و كتلة و ينشغلون بمشاهدة التليفزيون
    بعد قليل يتعالى صوت أذان الظهر ، فينتفض طارق
    هيما : إيه ؟ ..... فيه إيه ؟
    طارق : الظهر
    كتلة : ماله ؟
    طارق : بيأذن
    هيما : طيب و إيه المشكلة ؟
    طارق : مش حنروح نصلى ؟
    ينظران إلى بعضهما فى ذهول ، هل قال فعلاً ما سمعاه أن أنهما يهذيان
    هيما : نعمل إيه ؟ نصلى ؟
    طارق : آه
    كتلة : إنت إيه اللى جرالك يا طارق .... هى العَلْقَة أثرت على عقليتك و لاَّ إيه
    طارق : ليه يا عم و أنت شايفنى وقفت على دماغى ؟ دا أنا بقولك نروح نصلى الظهر
    هيما : يا بنى اقعد ربنا يهديك
    طارق :ما هو عشان ربنا يهدينى لازم اروح أصلى
    كتلة : تصدق حازعل منك كده يا ( طارق )
    طارق : ليه يا عم العبيط انت كمان ؟ كل ده عشان بقول لكم تعالوا نصلى ؟
    كتلة : انت اتغيرت خالص يا طارق ... خالك باين لعب فى دماغك
    طارق : مش عاوز رغى ... حتيجو و لاَّ أروح أنا
    هيما : معلش مش حاقدر آجى
    طارق : ليه يا خفيف ؟
    هيما : ( متظرفاً ) أصل أنا عندى عذر ... ها ها ها ها
    فينهق ( كتلة) ، أقصد يضحك بملء فمه و يضرب بكفه كف (هيما)
    طارق : مش عاوزين تبطلوا تريقة ؟... طيب ماشى
    و يولى طارق وجهه شطر المسجد المجاور فيجرى ورائه ( كتلة )
    كتلة : استنى يا روقة ... يا عم متقفش كده ... احنا بنضحك معاك
    طارق : حتيجى معايا طيب ؟
    كتلة : مش حينفع
    طارق : ليه ؟
    كتلة : اصل كمان عندى عذر ... ها ها ها ها ها
    و يرتفع صوت النهيق ، حتى يجلب إليهم أنظار رواد المقهى ، و يغضب طارق ثانية و يلتفت لينصرف فيمسك به كتلة
    كتلة : يا عم استنى ... انت مالك قافش كده ؟...
    طارق : حتيجى و لا لأ ...؟ متعطلنيش
    كتلة : أصل أنا ما صليتش الصبح
    طارق : معلش ... تعالى صلى الصبح و الظهر
    كتلة : أصلى مش متوضى
    طارق : فيه حمام هناك تعالى اتوضى
    كتلة : أصل البنطلون ضيق قوى ، و بعدين أنا لابس الشراب من أسبوع ، لو قلعته فى الجامع الناس حتموت ... ها ها ها ها
    طارق : طيب براحتك
    يهرع إليهما (هيما ) فيتوجه إلى (كتلة) بالكلام
    هيما : إيه يا عم انت كمان ... هو لعب فى دماغك إنت راخر ؟
    طارق : لأ متخافش دماغه زي دماغك بالضبط .... جزمة قديمة
    ثم ينصرف باتجاه المسجد ، فيناديه (هيما) و يجرى إليه
    هيما : طارق ... استنى
    يقف (طارق) ينتظره بفروغ صبر
    طارق : عاوز إيه يا حلو ؟
    يمد (هيما) يده و يمسح بها كتف (طارق) و يسمح بها وجهه و صدره
    هيما : ( باستظراف ) بركاتك يا مولانا ... ها ها ها ها
    طارق : (بقرف) غتت
    يعود (كتلة) و (هيما) إلى المنضده الخاصة بهما ، و يذهب (طارق) إلى المسجد ، و هو يشعر بأحاسيس مختلفة
    فهو مسرور لأنه لم ينصع لكلام زملائه ، و يشعر أنه رجل ، لأنه ليس لأحد سلطان عليه ، و قد كان حتى الأمس فقط عديم الشخصية منقاد لكل من يسوقه ، و كان يتمنى لو يراه خاله الآن و هو ذاهب إلى المسجد
    ثم هو يشعر بالارتباك ، فجو المساجد غريب عليه ، فهو فى الكافى شوب أو فى السينما أو فى الجامعة يتصرف بحيوية و انطلاق أما فى المسجد فهناك رهبة تسرى فى أوصاله و تشعره أن الأمر جد لا هزل .
    برغم ذلك كان يشعر بارتياح شديد ، و بأنه يخطو خطوات محترمة لأول مرة فى حياته
    خلع حذاءه و دخل إلى الميضأة ووضع الحذاء خلفه حتى يتوضأ ، ثمانتهى من الوضوء و أراد أن يمسح على الشراب كما علمه خاله و لكنه تذكر أنه لم يكن متوضئاً حين لبسه فخلعه و استدار ليضعه فى الحذاء ..... و لكن أين الحذاء
    طارق : يا نهار أزرق ... الجزمة فين ؟ دى بربعميت جنيه .... الشغل ... حاروح أقابل الراجل حافى ... الله يخرب بيتك يا ( هيما)
    ************************************************** *****************
    طيب و (هيما) ذنبه إيه بس ما هو نصحك و قال لك متصليش انت اللى مسمعتش الكلام
    يا ترىطارق حيعمل إيه ؟
    *********************************************
    إلى اللقاء مع المشهد التاسع
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:53 am

    المشهد التاسع
    ****************
    طبعاً الموقف كان فى منتهى الصعوبة و القسوة على طارق
    الحذاء الغالى الذى أهداه خاله إياه قد سرق ، أصحابه ينتظرونه بالخارج محملين بأطنان من عبارات السخرية ، ولا شك أنه سيكون مادة التنكيت فى الفترة المقبلة ، كيف يذهب إلى الشركة ليستلم العمل لأول مرة و هو حافى
    هل ما حدث له انتقام الله منه ، هل لو لم يكن قد دخل يصلى ما كان حدث له هذا الحادث ؟
    هل يصلى فى المساجد مرة أخرى ، و هل كل من يأتى إلى المسجد معرض للسرقة
    كل هذه الأسئلة و غيرها دارت فى رأس طارق و هو يؤدى صلاة الظهر حسب التوقيت المحلى لمدينة التريقة و السخرية و انشغال البال .
    طبعاً نحن نتفهم موقف طارق و لن نظلمه و لن نطلب منه أن يكون ثابتاً خاشعاً حاضر القلب و الذهن فى الصلاة بعد ما حدث له ، خاصة و هو حديث عهد بالمسجد و الصلاة فيه .
    ثم من منا لم يتعرض لمثل هذا الموقف و كاد أن يفقد أعصابه داخل المسجد و يأتى بأشياء قد لا ترضى الله عنه .
    أعذروه لو سمحتم و ضعوا أنفسكم مكانه .
    طارق : السلام عليكم و رحمة الله .... السلام عليكم و رحمة الله
    ثم مد يده إلى من بجواره يسلم عليه
    طارق : حرماً
    كان شاباً فى عمر طارق و لكنه ملتحى و مقصر و يبدو عليه سمت الالتزام ، ابتسم فى وجه طارق و صافحه
    الشاب : أهلا و سهلاً .... إزى حضرتك
    طارق : كويس
    الشاب : الحمد لله
    فأحس طارق حرجاً
    طارق : الحمد لله
    الشاب : ممكن أتعرف على حضرتك .... أن أخوك ( أسامه)
    طارق : تشرفنا .... أنا (طارق)
    أسامة : عامل إيه يا أخ (طارق) ؟
    طارق : كويـ .... قصدى الحمد لله
    ابتسم أسامة ابتسامة عذبة بانت معها أسنانه النظيفة ... تسائل (طارق ) فى نفسه :" ليه كل الملتحين أسنانهم نظيفة "
    أسامة : مالك يا أخ طارق ... انت متضايق من حاجة ؟ أنا حسيت إنك قلقان و انت بتصلى
    طارق : أصل حصل لى موقف بايخ .... جزمتى اتسرقت .... و كنت بافكر حاعمل إيه
    بان التأثر على وجه أسامة و ابتسم له ابتسامة مشفقة
    أسامة : سبحان الله ... و لا يهمك ... حنتصرف
    طارق : المشكلة إنى المفروض دلوقتى عندى انترفيو عشان استلم شغل
    أسامة : إن شاء الله ربنا سبحانه و تعالى حيدبرها .... بقولك إيه انت بتلبس مقاس كام ؟
    طارق : ليه ؟
    أسامة : قولى بس .... مقاسك كام ؟
    طارق : 43
    أسامة : الحمد لله ... شوف يا عم ... أنا بيتى جنب المسجد ... و مقاسى زيى مقاسك ....حاروح أجيبلك جزمة تلبسها و تروح بيها مشوارك و بعدين تبقى تجيبها لى بعد كدة .
    لم يستطع (طارق) أن يجيب و نظر إلى وجه ( اسامة ) بتأثر شديد و كاد دموعه أن تنساب من عينه ، فهو فى حياته لم يتصور أن يكون هناك من يقف إلى جانبه فى أزمته بمثل هذه الطريقة ، خاصة و هو لا يعرفه ، فشعر أن (أسامة) قد ألقى إليه طوق نجاة بعدما كاد أن يغرق فى إحباطه و يأسه
    طارق : أنا مش .... أصلى ...
    أسامة : خلاص بقى .... أنا حاروح أجيبها لك بسرعة عشان منضيعش الوقت
    خرج من المسجد مسرعاً و جلس أسامة فى مكانه يفكر فيما حدث ... هذا الشاب يذكره بخاله (كرم) ، نفس الأدب و نفس الرجولة
    و الروح الطيبة و الابتسامة الآسرة
    لقد صنع معه هذا الشاب الذى لم يره إلا من خمس دقائق ، مالم يصنعه معه أحد صدقائه الذين قضى معهم عمره كله
    ليس بينهم إلا المقالب و السخرية و الاستهزاء و المنافسة على توافه الأمور
    هل كل الملتحين محترمين و مريحين مثل خاله و مثل هذا الشاب ؟
    ثم اكتشف أنه ليس له صديق صدوق يعتمد عليه و يأمن جانبه و يرمى عليه حموله كما يقولون
    اكتشف أنه لا يحب أصدقاءه ، و أنهم لا يحبونه
    أو أن حبهم لبعضهم ليس هو الحب الذى يجعل أحدهم يقف إلى جوار صاحبه فى أزمة من الأزمات
    طبعاً هو لم يكن يعلم أن هناك شيئاً فى منتهى السمو ؛ اسمه الحب فى الله
    ذلك الحب الذى هو أوثق عرى الإيمان و الذى بسببه و من أجله قد يضحى المرء بحياته نفسها من أجل أخيه الذى أحبه فى ذات الله . و أن حبه لأصدقائه و حب أصدقائه له لم يكن فى الله ، من أجل ذلك كانوا أسهل ما يتخلون عن بعضهم وقت الشدائد .
    أفاق من استغراقه على تربيتة ( أسامة ) على كتفه فالتفت إليه فوجده يحمل كيساً من البلاستيك الأسود و بداخله حذاء جيداً و إن لم يكن فى جمال و جودة حذائه المسروق ، و لكنه يفى بالغرض ، و أفضل من الحفاء .
    أسامة : اتفضل يا أخى ... معلش هو مش مقامك ... سامحنى و الله
    طارق : أنا مش عارف أشكرك إزاى .... أول ما أروح البيت حاجيبهولك علطول
    أسامة : متشغلش بالك خالص .... اعتبره هدية
    طارق : لأ والله .... كفاية ذوقك
    أسامة : لأ يا أخى كفاية إنى اتعرفت على إنسان محترم زيك
    أطرق طارق فى تأثر.... محترم ..؟ هو نفسه يعترف أنه غير محترم و حدثته نفسه : آه لو يعلم شخصيتك على حقيقتها ... مكانش إداك الجزمة ... كان ضربك بالجزمة
    قاما إلى باب المسجد و صافح كل منهما الآخر مودعاً
    طارق : أجيب لك الجزمة امتى و فين ؟
    أسامة : يا أخى قلت لك متشغلش بالك
    طارق : لأ ... إحنا اتفقنا
    أسامة : ماشى ... أنا باصلى هنا علطول ... أى وقت صلاة حتلاقينى هنا
    إنصرف كل فى طريقه ، و ذهب طارق ليقابل أصدقاءه و هو يلوم نفسه لأنه كان يعايرهما بحذائه و يرفعه أمام أعينهم مرات كثيرة حتى يغيظهم به
    ثم دعا الله ألا يشعر أحدهما بتغيير الحذاء ، دخل المقهى و وجيب قلبه يكاد يسمعه روادها .
    استقبلاه طبعاً كعادة أصدقاء السوء بالهزار الثقيل و السخرية
    هيما : حرماً يا مولانا
    كتلة : ( يصافحه و ينحنى ليقبل يده ) بركاتك يا سيدنا
    ينزع طارق يده منه ، و ينظر إليهما بتحد و يقول :
    طارق : انتم بتتريقوا على عشان صليت و انتم قاعدين على القهوة
    هيما : لا .. أصل احنا مستغربين ... المشيخة دى جتلك إمتى ؟ ما انت كنت كويس
    طارق : قصَّر بقى انت و هو
    هيما : فاضل قد إيه ؟
    كتلة : ( ينظر فى ساعته ) يدوب ... يلا بينا
    صعدوا إلى الشركة ووجدوا الأستاذ (عبد الله ) قد وصل من خمس دقائق
    رحب بهم و جلسوا أمامه
    عبد الله : إزيكو يا شباب .... هيه ... إزيك يا (ابراهيم )
    هيما : تمام يا بيه
    عبد الله : انت حتستلم الشغل النهاردة وردية الساعة اتناشر .... حتروح تقابل الأستاذ (شريف) مدير المحطة و تقوله إنك فرد الأمن من طرفى و هو حيخلص كل حاجة . حتستلم من فرد الأمن اللى هناك ...اسمه (سعيد)
    هيما: ( منشرحاً ) ماشى .... بس احنا الساعة اثنين دلوقتى
    عبد الله : مش مشكلة ، بس بكرة تستلم من الساعة اتناشر بالضبط
    هيما : ماشى يا بيه
    عبد الله : و انت حتستلم بكرة يا طارق ... برضه وردية الساعة 12
    طارق : ماشى
    ثم أعطى كل منهما حقيبة بها مسدس و يونيفورم و أخذ منهما بيناتهما كاملة و صورة البطاقة
    أمسك (هيما) المسدس و دوره على أصبعه كما يفعل رعاة البقر و بان عليه السرور
    عبدالله : على فكرة يا هيما مسدسك ده مسدس صوت بس ، و بتاعك حقيقى يا طارق
    هيما : اشمعنى
    عبد الله : دواعى أمن النهاردة بس...... بكرة تستلم واحد حقيقى .... يلا العنوان أهه ... بسرعة عشان زميلك متأخر ساعتين
    أخذوا العنوان و ذهبوا إلى السيارة ليركبوها فلاحظ هيما حذاء (طارق )
    هيما ( بذهول ) : إيه ده ....... فين الجزمة الجديدة ؟
    طارق : (بخجل) اتسرقت فى الجامع
    طبعاً تعلمون من أين يأتى صوت النهيق هذا ، هذا ضحك (كتلة) طبعاً ، و كاد (هيما) أن يقع على قفاه من الضحك ، ووجه طارق يزداد حمرة من الضيق و الغضب
    كتلة : شفت يا عم اللى بيصلى بحصله إيه
    هيما : ياما حذرناك ... انت اللى مسمعتش الكلام
    كتلة : عشان تحرم تصلى تانى هاء هاء هاء هاء ( نهيق )
    طارق : تصدقوا بالله انتو أصدقاء سوء .... عاملين زى الشياطين
    هيما ( مسخسخ ) : يا بنى احنا عاوزين مصلحتك
    طبعاً ظلت هذه الواقعة هى مادة حديثهم و ضحكهم حتى وصلوا إلى محطة البنزين التى سيعمل بها (هيما) فتركاه وودعاه و رحلا
    كان هيما قد لبس اليونيفورم فى السيارة ووضع المسدس فى جنبه ، و سار إلى محطة البنزين و كانت محطة فاخرة فى مكان محترم و تحتل مكان بارز تحت كوبرى هام فى وسط البلد و كان بها مكان يشبه الكازينو ، و بها محلات للهدايا و لعب الأطفال و بها ورشة لتصليح السيارات .
    رآها من بعيد فسر لمنظرها الفاخر
    هيما : قشطة ... دى زى الفندق
    كان يسير فى الشاع و هو ينظر حوله فى خيلاء و يظن أن كل الناس تنظر إليه فى انبهار ،و كان يشعر أنه قد أصبح أكثر طولاً و أعرض منكباً و أقوى بدنا ، و تذكر أمنيته القديمة أن يلتحق بكلية الشرطة و أن يصبح ضابطاً تهابه الناس و أن يضع (الطبنجة ) فى جنبه
    راوده شعور أنه ضابط كبير ، و ملأه هذا الشعور حتى صدقه
    دخل إلى محطة البنزين و قال لأول عامل قابله :
    هيما : فين الأستاذ شريف لو سمحت
    العامل : فى الكافتيريا
    دخل إلى الكافتيرا و سأل على الأستاذ (شريف) حتى وصل إليه
    هيما : صباح الخير
    شريف : صباح الخير
    هيما : أنا هيما .... ظابط الأمن الجديد
    شريف : (ساخراً ) ظابط ؟! انت إيه اللى أخرك ياد انت ؟ مش معادك الساعة اتناشر؟ .... حتشتغلى من أولها ولاَّ إيه ؟ و بعدين إيه (هيما) دى ؟
    بهت هيما من أسلوب اللقاء الأول ..... و حاول أن يلملم أشلاء كرامته التى تبعثرت من أول لحظة
    هيما : اسمى (ابراهيم )حضرتك .... جى من طرف الأستاذ (عبدالله)
    شريف : ماشى يا سيدى .... روح بقى لزميلك اللى فى الكشك اللى برة عشان زمانه بيعيط ..
    هيما : حاضر يا بيه
    هرع إلى الخارج وبحث عن الكشك فوجده على الطرف الأيمن من المحطة ووجد فيه شاباً ضخماً عريضاً طويلاً ، فشعر بالضآلة و انتابه إحساس أنه قزم قصير ، و نسى ما كان يشعر به قبل ذلك
    وصل إلى الكشك و نظر إلى الشاب بداخله فى توجس
    هيما : صباح الخير
    سعيد : ( فى ضيق ) صباح الخير .... لسة بدرى يا عم .... بص أنا ما حبش كدة .... نتعامل كويس من أولها أحسن
    هيما : و الله الاستاذ (عبدالله) هو اللى اتأخر
    سعيد : ماشى ... بس مش عايز حجج بعد كدة .... أنا سهران طول الليل
    هيما : ماشى يا عم .... ما تقفش من أولها كدة .... رسينى بقى على الحوار
    سعيد : مفيش .... كل اللى بتعمله إنك بتقف هنا زى اللوح 12 ساعة
    هيما : أمال جابونا هنا ليه
    سعيد : منظر ... برستيج
    هيما : بس كده ملل قوى ... ده أنا قربت اتخنق و لسة ما بدأتش
    سعيد : ما انت تفتح مخك شوية .... لو حد طلب منك حاجة متتأخرش .... مشوار .. تجيب أكل ... تقف مكان واحد لحد ما يدخل الحمام ...... مَشِّى حالك عشان الناس تحبك و متحسش إنك وحيد
    هيما : و إيه كمان ؟
    سعيد : و بعدين المرتب اللى بناخده من الشركة قليل ... إيه 15 جنيه فى اليوم دول ؟ يعملوا إيه ؟
    هيما : قصدك إيه ؟
    سعيد : يعنى تاخد بالك من كل حاجة و تخليك مفتح .... تفتح باب العربية لزبون ... تسمع كلام الناس الكبيرة هنا و بالذات الأستاذ (شريف) المدير ... هو زرزور شوية بس حقانى ... لو عملتله حاجة حيشوفك
    هيما : أيوة كدة الله يكرمك ... فهمنى
    سعيد : كفاية كدة النهاردة ... بكرة تعالى بدرى شوية و أن أظبطك
    هيما : ماشى يا (سعيد )
    انصرف (سعيد ) ودخل هيما الكشك الذى سيكون بيته طوال الـ 12 ساعة القادمة .
    كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة بقليل و لاحظ هيما أن هناك امامه فى الشارع حركة غير عادية ، و أن الشارع مزدحم و أن الكوبرى الذى يعلو سطح محطة البنزين فارغ تماماً من السيارات ، و هناك عربات أمن و شرطة و تحريات
    هيما : ( يحدث نفسه ) هو الجو مكهرب ليه كدة ؟
    خرج من الكشك و اتجه نحو أحد العاملين فىالمحطة و سأله
    هيما : هو الجو مكهرب كده ليه ؟
    العامل : ( بلهجة من اعتاد ذلك ) أصل الريس حيعدى كمان شوية
    هيماً : ( مندهشاً ) الريس ... هو بيعدى من هنا كتير ؟
    العامل : آه ... علطول
    سر هيما و شعر أن المكان الذى يعمل فيه مهم ، الريس بنفسه يمر عليه جيئة و ذهابا
    و سرح فى خيالاته و حدث نفسه أن الرئيس قد تقع مرة عينه عليه فيأمر بتعيين هذا البطل فى حرسه الشخصى
    حتى أفاق على صوت الأستاذ (شريف )
    شريف: انت يا بنى ... متقفش كده زى خيال المآتة ... تعالى هنا
    هيما : تحت أمرك يا بيه
    شريف : شايف المطعم اللى هناك ده ؟
    و أشار إلى مطعم كشرى فى آخر الشارع
    هيما : أيوه
    شريف : روح هات تسع علب باثنين جنيه و تعالى بسرعة
    هيما : حاضر
    تناول منه النقود و انصرف إلى المطعم و هو يغمم فى ضيق
    هيما : إيه القرف ده ؟!!... هو أنا جى أشتغل خدام ولاَّ إيه ؟!!
    ذهب إلى المطعم و جاء بعلب الكشرى و ذهب إلى الأستاذ (شريف ) فى مكتبه فأخذ علبة و أمره أن يوزع الباقى على العاملين و أن يأخذ واحده لنفسه
    شكره (هيما) و مد يده إليه بباقى النقود
    هيما : اتفضل يا بيه .... باقى العشرين
    شريف : دول ليك ... خَلَّص أكل و تعالى لى
    هيما : شكراً يا بيه ... ربنا يخليك
    خرج هيما مسروراً و انتهى من طعامه سريعاً و ذهب إلى شريف الذى كان قد انتهى من طعامه و يمسك كوباً من الشاى يشرب منه
    هيما : تحت أمرك يا بيه
    نظر له شريف مبتسماً و قد لان له
    شريف : اقعد يا ابراهيم
    جلس (هيما) أمامه ، و هو متحفز و كله آذان مصغية
    شريف : شوف يا ابراهيم ... أنا عاوزك تبقى ناصح ... و تسمع الكلام عشان تاكل معانا لقمة كويسة
    هيما : أأمرنى يا بيه
    شريف : طبعاً انت عارف إن وظيفة الأمن دى ملهاش لازمة هنا خالص
    أطرق (هيما) فى حياء و هز رأسه موافقاً
    شريف : بس صاحب المكان قال إن الحكومة هى اللى طلبت منه إنه يعين فرد أمن
    قام شريف ووقف خلف (هيما) ووضع يده على كتفه
    شريف : عشان كده عاوزك أى حاجة تطلب منك تنفذها
    هيما : حاضر يا بيه
    شريف : إحنا عندنا هنا ورشة كبيرة ... لو حد طلب منك مساعدة متتأخرش ... و حاول تتعلم ... و أنا لو لقيتك كويس و ييجى منك حاديلك مرتب غير اللى الشركة بتديهولك
    هيما : ربنا يخليك يا بيه
    شريف : طيب ... الاسطى (حسن) هو اللى ماسك الورشة .... خليك كويس معاه
    هيما : حاضر
    شريف : النهاردة بقى عاوز منك طلب
    هيما : أأمرنى يا بيه
    شريف : من زمان و أنا عاوز أنظف سطح البنزينة ... حتلاقى فوق شوية عدة قديمة ... شوية قطع غيار ... شوية كراتين .. نزل ده كله حطه فى العربية اللى ورا عشان ننقله المخزن ... ماشى ؟
    هيما : حاضر يا بيه
    شريف : طيب يلاَّ و أما تخلص .. تعالى قول لى انك خلصت ... و حاطلع السطح لو عجبنى حروقك
    زال توتر (هيما) بعد معاملة الأستاذ (شريف) الطيبة التى خالفت انطباعه الأول عنه
    ثم صعد إلى سطح البنزينة فوجد أنها لم تنظف منذ القرن السادس عشر ، فعلم أنه سيظل هنا إلى تنتهى ورديته
    انهمك فى التنظيف و أخذ ينزل و يصعد و يرتب و يحاول أن يعيد هذا السطح إلى القرن الحادى و العشرين
    و كان من ضمن ما وجده على السطح كومة كبيرة من شكمانات السيارات
    و الشكمان لمن لا يعرفه هو عبارة عن ماسورة لإخراج عادم السيارات ، ولكن حينما يكون مركباً فى السيارة لا يبدو منه إلا طرفه ، أما حين يكون مفكوكاً منها فيكون شكله مثل المدفع .
    كان يحمل أحدها على كتفه و يستعد لينزل به فإذا به بصوت عال لبوق سيارات و موتوسيكلات كثيرة و حركة سريعة على الكوبرى الذى كان ظاهراً أمامه فى وضوح لأنه ارتقى سطح المحطة فكان الكوبرى بحذاه تقريباً ، حيث كان الكوبرى يعلو سطح البنزينة بحوالى متر و نصف فقط
    نظر فإذا سيارات كثيرة من أنواع مختلفة تسير بسرعة شديد ففهم أن هذا هو موكب الرئيس ، فابتهج جداً ووقف يشاهد الموكب و قد فغر فاه فى بلاهة ، فهذه أول مرة يشاهد فيها موكب الرئيس
    كان منظره كالتالى : يقف قبالة الكوبرى مباشرة كاشفاً للموكب بالكامل ، و على كتفه ماسورة الشكمان التى تبدو كالمدفع و فى جانبه مسدس الصوت ....
    و فجأة تكهرب الجو ... فى ثانية واحدة انفصلت أربع سيارات (فان) عن الموكب ، فأحاطت اثنتان منها بسيارة الرئيس ، و توقفت اثنتان بعرض الطريق بفرملة قوية جداً حتى أن دخان احتكاك الكاوتش بالأسفلت قد ارتفع ، و أسرع باقى الموكب كله بسرعة شديدة جداً
    و نزل من السيارتين اللتين توقفتا حراسها و اتخذوا مواقع دفاعية و هجومية باحترافية عالية
    و انهال الرصاص كالمطر على (هيما) الواقف فى بلاهة غير فاهم لما يحدث
    ****************
    إلى اللقاء مع المشهد العاشر
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:55 am

    المشهد العاشر
    ----------------
    هل جرب أحدكم أن يمشى تحت المطر بغير أن تبتل ملابسه
    قد يجيب أحد الظرفاء و يقول : آه لو كان معى شمسية
    طيب لو لم يكن معك شمسية
    طبعاً هذا أمر مستحيل و إذا حدث فإنه يكون ضرباً من أنواع المعجزات ، أو الكرامات
    و يبدو أن هيما كان من أولياء الله الصالحين ، و إلا ففسر لى كيف لم تصبه طلقه واحدة من الرصاص المنهمر عليه كالمطر
    و لكى تصدق تعال معى لنرى المشهد عن قريب و بالتصوير البطي كما يحدث فى مباريات كرة القدم
    كان المشهد كالتالى : (هيما) واقفاً يحمل المدفع أقصد ماسورة الشكمان على كتفه و المسدس فى جنبه و الموكب كله أمامه
    و هو واقف فى براءة الأطفال يشاهد الموكب و يمنى نفسه برؤية الرئيس له و غعجابه به و ضمه إلى الحرس الشخصى
    كان الموكب يسير فى سهولة و يسر ، و كانت عينا قائد الحرس المدربة تدور فى حذر و يقظة شديدة ، فتأمين الموكب كله يقع على عاتقه و أى خلل قد تكون عواقبه وخيمة ، و كان كأى مرة لا يهدأ أو يطمئن حتى يصل الموكب بسلام إلى وجهته عندها يرتاح
    و يطمئن بالاً
    كانت سيارته خلف سيارة الرئيس مباشرة ، و كان يضع كم قميصه بالقرب من فمه فبدا لأول وهله أنه احتاج استعمال المنديل فلم يكن عنده واحداً فأراد أن يستعمل كمه ، و لكن العالمين ببواطن الأمور عرفوا أنه يستعمل ذلك اللاسلكى المخفى فى كمه الذى يتيح له مراقبة و متابعة جميع نقاط الحراسة
    رئيس الحرس : النقطة 18 ... إيه الأخبار عندك
    النقطة 18 : تمام يا فندم ...
    رئيس الحرس : خد بالك كويس مش عاوز.....
    ثم شق شهقة كادت روحه معها أن تزهق .... و صرخ
    رئيس الحرس : يا نهار اسود .... فى هجوم على الموكب
    ثم تمالك نفسه بأعصاب حديدية مدربة و رفع كمه إلى فمه
    رئيس الحرس : خمسة و ستة الخطة س بسرعة
    و على الفور انفصلت سيارتين فأحاطتا بسيارة الرئيس و أسرع الموكب فى سرعة شديدة
    ثم أسرع بسيارته وراء سيارة سيارة الرئيس يحرسها من الخلف ، و رفع كمه إلى فمه ثانية
    رئيس الحرس : ثلاثة و أربعة ... فى واحد إرهابى على سطح البنزينة اللى تحت الكوبرى ... تعامل معاه فوراً
    انفصلت سيارتان آخرتان عن الموكب كما وضحنا فى المشهد السابق
    كل هذا و الأستاذ / هيما يقف و يشاهد ما يحدث و هو مبسوط
    فلم يشعر إلا بأن هناك أشياء تتناثر من حوله و صوت يصرخ بشدة زلزلته : اثبت محلك ... إرمى السلاح
    ثم طارت ماسورة الشكمان من على كتفه لما أصابتها رصاصة أحد الحرس
    فلم يدر بشيء إلا أنه ارتمى على الأرض فى وضع المستسلم و فد فهمت أعضاؤه قبل عقله أن هناك شيء خطير يحدث
    كان نائماً على بطنه و قد مرغ وجهه فى التراب و أصابه الرعب فى مقتل فلم يكن على لسانه إلا كلمة واحدة
    هيما : يا لهوى يامَّا ..... يا لهوى يامَّا
    و من حسن حظه أن سقطته كانت أمام عارضة فولاذية كانت ملقاة على السطح تحملت عنه سيل الطلقات الموجه إلى رأسه
    ثم قفز اثنان من الحرس نحو السطح و ركضا نحو هيما النائم على بطنه يرتجف ، فقفز أحدهما على ظهره و نزع المسدس و بنظرة خبير علم أنه مسدس صوت ثم نظر إلى المدفع فوجد أنه ماسورة شكمان و نظر إلى هيما المرتعد و جسده النحيف و ملابس الأمن فلمع الأمر فى رأسه و فهم أن هذا كله ما هو إلا سوء فهم
    فتحول كل التوتر و شد الأعصاب الذى كان يملأ كيانه كله إلى غضب شديد ، فنزع هيما بيد واحد من على الأرض و ألصق ظهره إلى عمود فى منتصف السطح
    الحارس1 : انت مين ياد ... و بتعمل إيه هنا
    هيما : ( يرتجف) : انا (هيما ) .... بشتغل هنا يا باشا
    الحارس1:( بمنتهى الغضب ) انت عارف انت عملت إيه يا بن (.... )
    شتمه بأمه ، ثم بمنتهى القسوة ضربه بقدمه فى معدته فخرجت من ظهره ، أو هكذا شعر (هيما) المسكين
    فلقد أحس بأن صاروخاً قد اخترق بطنه و خرج من ظهره ، و شعر كأن روحه تخرج من الهواء الذى أخرجه من فمه على أثر الضربة فوقع على الأرض و هو يكاد يغشى عليه
    ثم التفت الحارس الأول إلى زميلة و قال له
    الحارس 1 : كلم سيادة العقيد و طمنه
    الحارس 2 : ( يرفع كمه إلى فمه ) أيوه يا فندم ... كله تمام ... كل شيء تحت السيطرة
    رئيس الحرس : إيه اللى حصل ؟
    الحارس 2 : مفيش يا فندم .... ده عيل بن ( ..... ) كان ماسك مساورة شكمان و بيتفرج على الموكب
    رئيس الحرس : ماسورة شكمان ؟! ابن ( ..... ) .....دا أنا ركبى سابت .... أنا مش نافع تانى ....جراله حاجة بن (...) ده ؟
    الحارس 2 : لا يا فندم ...
    رئيس الحرس : و عملتوا معاه إيه ؟
    الحارس 2 : مستنين أوامرك يا فندم
    رئيس الحرس : سيبوه كفاية الخضة اللى اتخضها .... بس البنزينة دى لازم تتأمن بعد كده ... دا كان إنذار لينا و ربنا ستر
    الحارس 2 : تمام يا فندم
    رئيس الحرس : يلا حصلونا بسرعة يا رجاله
    الحارس 2 : تمام يا فندم
    ثم التفت إلى زميله الذى كان ما زال وقفاً بجوار هيما ، و يبدو أنهما قد رقا له فضحكا و أعاناه على الوقوف
    هيما : هو فيه إيه يا باشا ؟
    ضحكا و لم يجيباه و قفزا من فوق السور و أشارا لزملائهما ليركبوا جميعاً السيارتين و ينطلقوا فى سرعة كبيرة
    وقف هيما ذاهلاً لا يصدق أن ما حدث قد حدث ، فكل هذا لم يستغرق أكثر من ثلاث دقائق و لكن آثار الرصاص و الشكمان الذى تحول إلى مصفاه و بنطاله المبتل ... كل هذا أنبأه أن ما حدث قد حدث !!
    فجلس هيما على الأرض و مد قدمه أمامه فى ذهول و هو يسترجع الأحداث ، و تصاعدت عصاره حمضية إلى صدره فأحس بألم حارق ثم أفرغ ما فى جوفه فشعر بتحسن و لم يغير من جلسته حتى شعر بيد تربت على كتفه فى رفق فاستدار إلى صاحبها فوجده الأستاذ شريف أمسكه من يده
    شريف : تعالى يا (ابراهيم)
    تركه يقوده فى استسلام و سار وراءه يهبط الدرج حتى وصلا إلى المكتب ، فجلس (شريف ) على مكتبه و أشار لـ (هيما ) أن يجلس فلم يفعل فنظر إلى سرواله فوجد بللاً ، ففهم سبب عدم جلوسه ، فقام فى صمت إلى صوان خلف مكتبه و فتحه و أخرج منه سروالاً نظيفاً و أعطاه لهيما الذى تناوله فى استسلام و خرج شريف ليدع له الفرصة ليغير سرواله ، ثم عاد بعد قليل فوجد (هيما) قد استبدل السروال و جلس فى انتظاره .
    شريف : إيه يا (هيما )... عامل إيه دلوقت ؟
    هيما : أنا شفت الموت بعنيه يا أستاذ (عبد الله )
    ابتسم شريف فى اشفاق فـ (هيما ) قد نسى اسمه
    هيما : أمال لو كان المسدس متعمر ... كانوا عملوا فى إيه ؟
    شريف : ( يضحك ) كانوا عملوك عصير
    هيما : بقولك إيه يا أستاذ (سمير )
    شريف : خير يا (هيما)
    هيما : كفاية لحد كده .... أنا مش حمل بهدلة .... خبطة كمان زى اللى خدتها ممكن أولد فيها
    شريف : أحمد ربنا إن الموضوع خلص على خير
    هيما : يا أستاذ (سمير ) أنا شؤم و عارف نفسى ... أحسنلك أمشى بدل ما كل يوم أجيبلك مصيبة
    شريف : يا (هيما ) أنا ما باعترفش بموضوع التشاؤم ده ... دى حادثة ممكن تحصل لأى حد و ده شيء طبيعى جداً
    هيما : طيب اشمعنى يحصلى أنا بالذات ؟
    شريف : اسغفر ربنا يا (هيما) ...دى إرادة ربنا
    هيما : استغفر الله العظيم
    شريف : أيوه كده ... خليك زيى مش عاوزك تؤمن بحاجة اسمها شؤم و تشاؤم ... كل دى خرافات
    فى هذه اللحظة دخل ثلاثة يبدو عليهم سيماء رجال الأمن
    فتقدم أكبرهم نحو الأستاذ شريف و سأله
    الرجل : انت (شريف عبد الوهاب ) مدير المحطة
    شريف : أيوه
    الرجل : فين الولد اللى اسمه ( هيما )
    أشار شريف إلى (هيما) الذى اخضر وجهه من شدة الاصفرار
    الرجل : انتم حتيجوا معانا دلوقت ... مش عاوزين شوشرة
    نظر (شريف ) إلى (هيما) بانزعاج و هو غير مصدق ، و قد استولى الرعب على كليهما
    فهما موقنان أن دخول الحمام مش زى خروجه و متأكدان من أنها سكة اللى يروح ميرجعشى
    دار شريط حياة (شريف) عينيه ، ثم التفت إلى (هيما) فى غل و قال له
    شريف : الله يخرب بيت شؤمك ... كان يوم اسود وم ما شوفتك
    ***************
    إلى اللقاء مع المشهد الحادى عشر
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:56 am

    المشهد الحادى عشر
    ------------------------
    على مائدة الغداء الحافلة بما لذ و طاب كانت الأسرة مجتمعة و قد علاها السرور ، و كان الغداء على شرف الخال العزيز الأستاذ/ كرم أو الشيخ كرم كما يصر الناس على تسمية كل ذى لحية بلقب شيخ
    كان كرم يحكى لهم عن حياته فى الغربة و عن معاناته من غير زوجة تقوم على شئونه و تؤنس وحدته و عن رحلة الحج الأخيرة و عن غيرها من الأحاديث المعتادة للقادمين من السفر
    كرم : إن شاء الله يا (عبده) السنة الجاية تعمل حسابك على الحج انت و فتحية
    عبده : ( بفم ممتلئ بالطعام ) منين ... هو إحنا لاقيين ناكل
    كرم : ( يبتسم) يا راجل كل الأكل ده و مش لاقى تاكل
    فتحية : مش اما نخلص من العيال الأول
    وائل : تخلصوا منا إزاى يعنى ... حتحطوا لنا سم فران فى الأكل ولاَّ إيه ؟
    عبده : يا واد اتلم و بطل الكلام الخايب بتاعك ده
    فتحية : يعنى لما تخلصوا تعليم و تجوزوا نبقى نفكر فى الموضوع الحج ده
    كرم : انوى انت بس و ربنا حييسر
    فتحية : ربنا يسمع منك ... ده نفسى حتى أعمل عمرة
    عبده : الله و الله يا (كرم ) الواحد نفسه يحج إنشالله حتى فى ليبيا
    كرم : ( يضحك كرم ) طلع الجوازات و إن شاء الله السنة الجاية أحاول ابعت لكم تحجوا
    عبده : بجد يا كرم ... ممكن ؟
    كرم : بإذن الله
    عبده : يا ريت يا أخى و الله
    يلتفت (كرم) إلى (طارق ) الساهم الذى يقلب فى طبقه و لا يكاد يأكل
    كرم : إيه يا روقة ... سرحان فى إيه ؟
    طارق : مفيش يا خال
    كرم : لا بجد مالك ؟ شكلك مش طبيعى ... فى حد زعلك ؟
    طارق : مش عارف يا خال إيه اللى بيجرالى ؟ فى حاجات كثير بتحصلى اليومين دول ... يعنى مثلاً الجزمة اللى جبتهالى امبارح اتسرقت منى فى الجامع و أنا بصلى
    كرم : ( متأثراً ) لا حول و لا قوة إلا بالله .... و لا يهمك يا روقة ... قبل ما أسافر حتكون عندك واحدة أحسن منها
    طارق : ربنا يخليك يا خالى .... بس مش هى دى المشكلة
    كرم : فيه إيه تانى ؟
    طارق : أما ناكل حابقى أقعد معاك و أقولك
    كرم : ماشى يا طارق
    سحابة من الصمت القلق أحاطت بالأسرة بعد كلام طارق ، فأراد وائل أن يبدد هذا الصمت
    وائل : حتشوف الماتش فين يا خال ؟
    كرم : ماتش إيه ؟
    وائل : ماتش إيه ؟ الأهلى و الاسماعيلى يا خال ... الدنيا كلها بتتكلم عليه
    كرم : اشمعنى يعنى ؟
    وائل : نهائى الكاس يا خال .... انت مبتقراش جرايد و لاَّ إيه ؟
    عبده : أهو هو كده ... مفيش حاجة فى دماغه غير الكورة .. فلوسه كلها رايحة على الجرايد و المجلات ... حيطان الأودة بتاعته كلها صور اللعيبة .... لما يتفرج على الماتش فى التليفزيون يبقى زى المجنون ... يتنطط و يزعق و يشتم ... فضحنا فى الشارع .... حاجة تقرف
    وائل : يابابا هو التشجيع كده أما عاوزنى أتفرج على الماتش و أنا نايم و بشخر ؟
    كرم : يعنى انت اتفرجت على كل ماتشات الأهلى السنادى يا وائل ؟
    وائل : (بفخر) فى الاستاد ... كلهم اتفرجت عليهم فى الاستاد ما عدا ماتشين .... واحد كان عندى إسهال .... و التانى كان عندى دمل فى عينى
    كرم : يعنى مش ممكن تنسى تتفرج على الماتش الجاى ؟
    وائل : أنسى إيه يا خال ؟ دا أنا حاروح اسماعيلية اتفرج عليه هناك
    كرم : طيب افتكرت تسمى قبل الأكل ؟
    وائل : هه ؟ لا و الله نسيت .... ممكن أسمى دلوقت ؟
    كرم : لما تنسى تسمى أول الأكل تقول : بسم الله أوله و آخره
    وائل : بسم الله أوله و آخره
    كرم : و بعدين بتاكل بإيدك الشمال ليه ؟
    وائل : و تفرق إيه اليمين من الشمال ؟
    كرم : الشيطان هو اللى بياكل بإيده الشمال .... المسلم بياكل بإيده اليمين
    وائل : ماشى
    كرم : و حتروح اسماعيلية مخصوص عشان تتفرج على الماتش ؟
    وائل : (بحماس ) آه تيجى معايا يا خال ؟ ... و الله حتنبسط آخر انبساط
    كرم : مش حينفع .... و بعدين إيه اللى يخليك تروح الاستاد ... ما الماتش حيتزاع فى التليفزيون
    وائل : لا ... هو الفرجة فى التليفزيون دى فرجة .. هناك بقى تلاقى التشجيع على حق ... متشاور عقلك
    كرم : ( يبتسم ) مش حينفع
    وائل : خسارة و الله كنت حتنبسط أوى .... ده ماتش ضرب نار للصباح الباكر
    عبده : ( بفم مليء بالطعام ) بطل بقى خلينا نعرف ناكل كويس
    أصاب وائل بعض الرذاذ المتطاير من فم والده فشعر بالضيق
    وائل : ما انت بتاكل كويس يا بابا ... و كمان بتنشن كويس
    تضحك الأسرة و ينقضى الطاعم و ينتقلون إلى حجرة المعيشة لشرب الشاى و يدخل الأب إلى البلكونة ليحبس بسيجارة ، و تحمل الأم الصحون إلى المطبخ و يدخل وائل إلى حجرته ، فينفرد (كرم) بـ (طارق)
    كرم : إيه بقى حكايتك ؟ مأنفر ليه ؟
    طارق : (يبتسم ) اسمها مأفور يا خال
    كرم : ( يضحك) ماشى يا عم ... فيه إيه بقى ؟
    طارق : مش عارف يا خال ... مش مبسوط كده و حاسس إنى قلقان ، مش مِطَّمِّن
    كرم : ده شيء طبيعى
    طارق : إزاى ؟
    كرم : الإنسان طول ما هو بعيد عن ربنا لازم يحس إنه مش مرتاح ... و الشيطان لازم يلعب بيه
    طارق : ما أنا بقيت أصلى يا خال
    كرم : من إمتى ؟
    طارق : من النهاردة
    كرم : (يضحك) و عاوز تلاقى النتيجة كده بسرعة ؟ مش الواحد لما يزرع لازم يستنى لحد ما الزرعة بتاعته تكبر و تطلع ثمار ، و لا َّانت شفت حد بيزرع و يجنى فى نفس اليوم ؟
    طارق : بس أنا مكنتش باحس بالقلق ده قبل كده
    كرم : ده شيء كويس ... لما تحس إنك قلقان يبقى أكيد حاسس إن فيه حاجة غلط انت بتعملها ... ساعتها حتفكر و حتحاول انك تصح الغلط ده
    طارق : طيب عاوز أقولك على حاجة
    كرم : قول
    طارق : هو الحب حرام ؟
    كرم : أنهى حب بالضبط ؟
    طارق : يعنى لما أحب واحدة ... كده يبقى غلط ؟
    كرم : مين قال كده ؟ ... الحب ده اجمل حاجة فى الدنيا ... بس لما يكون حب بجد
    طارق : حب بجد يعنى إيه ؟
    كرم : يعنى لما الواحد يكون بيحب مراته .... يبقى حب بجد
    طارق : لازم تكون مراته عشان يحبها ؟ مينفعش الواحد يحب واحدة زميلته ؟
    كرم : ده مش اسمه حب
    طارق : أمال إيه ؟
    كرم : ده اسمه فتنة ؟ عارف يعنى إيه فتنة ؟
    طارق : آه يعنى البنت تكون فاتنة ... مش كدة
    كرم : (يبتسم) لأ ... فتنة يعنى امتحان ... اختبار ... ابتلاء
    طارق : ابتلاء ؟
    كرم : آه ... يعنى اختبار انت اتحطيت فيه ... و ربنا يشوفك حتنجح و لا حتفشل
    طارق : إزاى ؟
    كرم : شوف ... السن اللى انت فيها دى اسمها المراهقة ... الولد أو البنت بتكون فى مرحلة سنية العواطف فيها بتكون متقلبة ... و كل الشباب مروا بالمرحلة دى .. المهم مين الى حيعديها بنجاح و مين اللى حيتكعبل
    طارق : إزاى برضه ؟
    كرم : يعنى لازم تعرف إن مش هو ده الحب ... ده دلع ... الشيطان بيضحك على الشباب لحد ما يوقعهم فى الحرام
    طارق : لأ يا خال مش للدرجة دى
    كرم : أكتر من كده كمان ... انت مش بتشوف حالات الجواز العرفى فى الجامعة
    طارق : آه .. الواد (أيمن) زميلنا كان بيحب بنت اسمها (عزة) و اتجوزوا عرفى ... و بعدين أخوها عرف وجه ضربه فى الكلية لحد ما خلاه يصوت زى البنات
    كرم : هو ده بقى الحب ؟
    طارق : طيب نعمل إيه يا خال ؟ ما البنات قدامنا ليل نهار مبيرحموناش ... لبس إيه و مكياج إيه و استرتشات و باديهات و حاجة تودى فى داهية ؟
    كرم : لا حول و لا قوة إلا بالله ... و انت بقى بتحب ؟
    طارق : بصراحة آه يا خال
    كرم : بتحب مين ؟
    طارق : ان بحب بنت اسمها(هيام) أخت واحد صاحبى اسمه (وحيد )
    كرم : صاحبك ... مش عيب ؟
    طارق : و احنا بنعمل حاجة غلط ؟ إنا ما بأقابلهاش إلا وأخوها معانا
    كرم : و هو عارف ؟
    طارق : آه عادى ؟
    كرم : يا حلاوة ... هو إيه اللى عادى ؟ ... ده خروف ... إزاى يسمح لأخته إنها تكلمك ؟
    طارق : استنى بس يا خال ... مش هى دى المشكلة
    كرم : أمال إيه المشكلة ؟
    طارق : أصل باحب واحدة كمان
    كرم : ( يضحك) كمان ؟ مين ؟
    طارق : واحدة زميلتى اسمها (كلمينص) ... شوف يا خال اسمها حلو إزاى
    كرم : (كلمينص) ؟
    طارق : آه ده إسم فرنساوى ... أصلها غنية قوى يا خال
    كرم : يا سلام ... و بتحبها هى كمان ؟
    طارق : آه و الله العظيم .... ( ثم بتردد ) و مش هى بس فيه تانى
    كرم : ( مستغرباً) هو لسة فيه تانى
    طارق : آه ... (سناء) جارتنا ... بس فيه مشكلة
    كرم : مشكلة واحدة بس ؟
    طارق : أصلها متجوزة
    يكاد (كرم) أن ينفجر غيظاً من ابن أخته و لكنه يتمالك نفسه حتى يستطيع أن يعالجه
    كرم : فيه حد تانى بتحبه ؟
    طارق : إيه يا خال هو أنا مستودع أنابيب و لا إيه ؟ هما دول بس ؟
    كرم : بس ؟ طيب عاوز أسألك على حاجة
    طارق : إيه
    كرم : يعنى إيه حب من وجه نظرك ؟
    طارق : يعنى لما أحب بعمل إيه ؟
    كرم : آه ... بتعمل إيه لما تحب
    طارق : لما بحب با حس إن أنا ضايع
    كرم : ضايع ؟
    طارق : آه باحس إن أنا تايه ... با دخل الأودة و أطفى النور و اسمع (جورج)
    كرم : ( بانزعاج ) (جورج) مين ؟
    طارق : (جورج وسوف) .... ده عليه شوية شجن ... بيطلعوا من نخاشيشى
    كرم : ( يحاول أن يتماسك ) إنا لله ... (جورج) يا (طارق) ؟
    طارق : آه يا خال ... دا انت لو سمعته حيعجبك جداً .... ده عليه صوت يودى فى داهية
    كرم : يا بنى ده صوته عامل زى صوت البقرة اللى بتولد
    طارق : يا خال ده رومانسى جداً
    كرم : ماشى و بعدين
    طارق : بعد كده ... ممكن أقعد ساعتين أتخيل إنى باتكلم معاها ... و إن احنا خرجنا و ان احنا ماشيين على الكورنيش .. عارف يا خال أنا سقط فى التكاليف السنة اللى فاتت ليه ؟
    كرم : ليه ؟
    طارق : مع إنى كنت مذاكر كويس ... بس فى اللجنة قعدت جنب البت (كليمنص )، و كانت جاية الامتحان على سنجة عشرة ، الآلة الحاسبة بتاعتها باظت ... راحت باصه لى و قالت لى ... ممكن تدينى الآلة بتاعتك بليز ؟ رحت أنا مريل على نفسى و اديتها الآلة ...فضلت تحل هى و أنا سرحان فيها .. و فى آخر الوقت راحت مديانى الآلة و قالت لى : ميرسى خالص ... ضيعتنى أكتر ... لحد ما لقيت المراقب بيسحب الورقة و الوقت خلص و أنا مش واخد بالى ... هى نجحت و أنا أخدت الصابونة
    كرم : و بعدين ؟
    طارق : بس ... من ساعتها و أنا بحبها
    كرم : بتحبها بعد ما كانت السبب فى إنك سقطت
    طارق : عندنا شاعر فى الجامعة اسمه ( أحمد سكسونيا) بيقول : شجرة الحب لازم نسقيها بالتضحية
    كرم : ( يكاد يتميز غيظاً ) بص يا طارق ... القلق اللى انت فيه سببه الحاجات الى انت حكيتهالى دى ، و لو استمريت فى اللى انت فيه عمرك ما حاتحس براحة
    طارق : يعنى الواحد يقدر يعيش من غير حب يا خال ؟
    كرم : ما أنا قلتلك ده مش حب ... دى فتنة ... الحب الحقيقى الإنسان بيحس معاه بالاستقرار ... مش بالقلق
    طارق : و أنا حافضل مستنى بقى كمان عشر سنين عشان ألاقى اللى باحبها ؟ مش حاقدر أستحمل ده كله
    كرم : لازم تستحمل و أنا حقول لك على السبب اللى مخليك حيران كده مش عارف راسك من رجليك
    طارق : مش عارف راسى من رجلى ؟
    كرم : آه ... هو الواحد لما يحب ثلاث بنات فى نفس الوقت و كمان فيهم واحدة متجوزة ... يبقى إيه ؟
    طارق : طيب إيه هو السبب ؟
    كرم : السبب واضح ... إنت عايش فى فراغ كبير ... لازم تشغل نفسك ... لازم تتعلم و تقرب من ربنا
    طارق : هو أنا صايع يا خالو ... ما انا باروح الجامعة و اتعلم
    كرم : أنا أقصد العلم الشرعى ... يعنى تحاول تحفظ القرآن ... تتعلم الأحاديث ... تسمع شرايط ... ساعتها الفراغ اللى عندك مش حيبقى موجود و حتحس إنك أحسن بكتير
    طارق : يعنى أبقى شيخ ؟
    كرم : (يبتسم ) مش شرط إنك تكون شيخ ... على الأقل لازم تعرف الأمور اللى تهمك فى دينك ... إزاى تعرف تصلى ... إزاى تعرف تستحمى .... إنت بتستحمى إزاى ؟
    طارق : ( مستنكراً ) باستحمى إزاى ؟ بالليفة طبعاً
    كرم : ( يبتسم) لأ مش قصدى ... مش انت بالغ دلوقت و بتحتلم ؟
    طارق : (يطرق محرجاً) آه
    كرم : طيب لما بيحصل كده بتستحمى إزاى ؟
    طارق : عادى باخد دش
    كرم : إنت متعرفش إن فيه حاجة اسمها غسل جنابة ؟
    طارق : غسل جنابة إزاى يعنى
    كرم : الواحد لما يحتلم عشان يتطهر من الجنابة بيستحمى بطريقة معينة لازم تكون عارفها
    طارق : إزاى ؟
    كرم : سهل خالص ... أول حاجة تنوى إنك حتطهر من الجنابة
    طارق : يعنى أقول نويت اتطهر من الجنابة
    كرم : لأَّ النية تكون فى قلبك متقولهاش بلسانك
    طارق : و إيه المشكلة لو ما نويتش ؟
    كرم : لأ لازم تنوى .. انت بتدخل تستحمى عشان النضافة أو عشان الدنيا حر ... لازم تفرق بين الغسل العادى و غسل الجنابة
    طارق : ماشى و بعدين ؟
    كرم : لما تدخل الحمام تغسل مكان العورة كويس ... و بعدين تتوضى و بعدين تصب المية على رأسك و تخلى المية توصل جسمك كله ... و تبدأ بالناحية اليمين و بعدين الشمال ...
    طارق : و إيه كمان ؟
    كرم : بس ... شوفت بقى إزاى إنت في حاجات كتير لسة عاوز تتعلمها ؟
    طارق : و اتعلم فين و إمتى و أنا عندى جامعة و مذاكرة
    كرم : ما أنا قلت لك ... كتاب ... شريط ... و بعدين المذاكرة مش مقطعة نفسها معاك قوى يعنى
    طارق : طيب هاتلى الحاجات يا خال و أنا حاقراها
    كرم : ماشى ... المرة الجاية حجيبلك حاجات كويسة ... حتعجبك قوى
    فى هذه اللحظة يندفع وائل من الحجرة و يجرى إلى طارق و هو يصرخ
    وائل : طارق إلحق
    طارق : (مذعوراً ) إيه فيه إيه ؟
    وائل : كتلة صاحبك كلمك فى التليفون و أنا رديت عليه
    طارق : عاوز إيه ؟
    وائل : بيقول إن (هيما) صاحبك مات
    طارق : إيه ... مات ؟ ... إزاى ؟
    وائل : مش عارف ... كان بيكلمنى و هو بيعيط
    طارق : يا نهار اسود .... و بعدين ؟
    وائل : بيقولك حصله على بيت هيما
    يجرى (طارق) إلى حجرته ليرتدى ملابسه و قد علاه الذعر و التوتر و طفرت عيناه بالدموع ....
    هل من الممكن أن يكون (هيما) قد مات فعلاً
    ----------
    إلى اللقاء مع المشهد الثانى عشر
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 3:57 am

    المشهد الثانى عشر
    ------------------------
    يقولون إن عمر الشقى بقى ، و لنتأكد من صدق هذه المقولة نرجع بالزمن قليلاً إلى الوراء
    تررررررررررن ترررررررررررررن تررررررررررررررررررررن ... من هذا السمج الذى يصر على أن يوقظ أم (هيما) من قيلولتها
    تستيقظ منزعجة و ترتدى نظارتها و تذهب إلى الصالة حيث التليفون ، ثم تتثائب بقوة و تجلس على الكرسى المجاور و تحكم ربط الطرحة على رأسها ثم تتثائب ثانية و أخيراً تقرر أن ترفع سماعة التليفون ، يبدو أن بالها طويل ( ربنا يصبرنا على المشهد ده)
    أم هيما : ألو
    كتلة : أيوة يا طانط .... أنا كتلة
    أم هيما : (تتثائب) هااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااه
    كتلة : أيوة يا طانط .... بقول لحرتك ( يقصد حضرتك) أنا كتلة
    أم هيما : آه
    كتلة : يا طانط ... انت نمتى ؟
    أم هيما : لأ أنا صحيت خلاص ... خليك معايا أما أقوم أغسل وشى و أجيلك
    كتلة : يا طانط استنى أنا .....
    تضع أم (هيما) السماعة و تذهب إلى الحمام و بعد حوالى أسبوع ترفع السماعة مرة أخرى و قد أحست بالانتعاش
    أم هيما : ألو
    كتلة : ( يكاد يبكى) يا طانط أنا (كتلة) ... أنا اتصلت فى وقت مش مناسب و لا إيه ؟
    أم هيما : لا يا حبيبى أنا صحيت خلاص
    كتلة : إزى حرتك يا طانط ( لا يوجد خطأ مطبعى )
    أم هيما : الحمد لله يا حبيبى ... إزيك و إزى أمك
    كتلة : كويسين يا طانط .... أمال (هيما) فين ؟
    أم هيما : نايم يا حبيبى ...أصحيه ؟
    كتلة : الله !! هو رجع من الشغل إمتى ؟ ... أنا قلت له يكلمنى أول ما ييجى
    أم هيما : ( تضرب رأسها بيدها و كأنها تتذكر ) لأ و النبى ده لسة ما رجعش .... أصل أنا لسة صاحية مش مجمعة
    كتلة : طيب يا طانط أما يرجع خليه يكلمنى ضرورى ... عاوز أطمن عمل إيه فى الشغل
    أم هيما : حاضر يا حبيبى ..... أول ما ييجى ....
    يقاطعها صوت رنين جرس الباب فتضع السماعة من غير أن تستأذن (كتلة) ، و تذهب إلى الباب لتفتحه و تلطع (كتلة) الذى كاد أن يصاب بالفالج
    من الذى كان يضرب جرس الباب .... (هيما) طبعاً
    كان قد صعد السلم و قد أخذ منه الإعياء كل مأخذ ، و رفع يده ليضرب جرس الباب فأحس أنه يبذل مجهوداً فظيعاً و أخيراً وصلت يده إلى الجرس و ضربه ثم غامت به الدنيا و أسند رأسه إلى الباب ، و لما فتحت أمه الباب سقط عليها مغشياً عليه ، فصرخت الأم و أخذت ولدها بين ذراعيها فلم تتحمل ثقله فسقطت على الأرض و هى تصرخ
    أم هيما : يا لهوى .... ابراهيم .... مالك يا حبيبى .... ابنى ... مالك يا بنى ... الحقونى يا ناس .... ابنى راح منى يا ناس .... يا خرابى ...... يا ....
    كانت محترفة فى الندب فأخرجت كل ما فى مذخورها من عيون الندب و اللطم و الصوات
    كل هذا و ( كتلة ) على ما زال على السماعة يسمع ما يحدث و لا يفهم شيئاً ، فظل يصرخ :
    كتلة : ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟
    كل هذا و هو لا يسمع إلا الصراخ و العويل من الأم المكلومة ، فلما لم يجد جواباً وضع السماعة و قرر أن يكون إيجابياً فجلس على الكرسى فى حالة ذهول ثم إذا به يبكى و يدور فى الحجرة لا يعلم ما الذى يجب عليه فعله ، ثم أخيراً اتصل بـ (وحيد) و (طارق) و أخبرهم بالخبر و هرع إلى بيت (هيما)
    و على سلم العمارة تقابل ثلاثة الأصدقاء (طارق) و ( كتلة) و ( وحيد) و كل منهم فى حالة ذهول و بكاء ، و يبدو أن أساس هذه العمارة متين فلولا ذلك ما تحملت بكاء ( كتلة) الذى كان شيئاً أقرب بصوت الديزل
    بوثبات قليلة وصلوا إلى شقة (هيما) فوجدوا فوضى عارمة ، الشقة غاصة بالجيران الذى هرعوا إليها بعد سماع صافرة الغارات أوصوت أم (هيما) و لكنهم وجدوا أمراً غريباً
    كان (هيما) واقفاً بشحمه و لحمه أمامهم يبكى و أمه هى الملقاه على الكنبة و كأنها ميته و كل جارة بيدها بصلة تقربها من أنفها و تحاول إفاقتها
    طارق : هو مين اللى مات ... (هيما) ولاَّ أمه
    كتلة : لما كلمتها كانت هى اللى عايشة و (هيما) هو اللى ميت
    أخيراً أفاقت الأم و جلست على الكنبة تنهنه فى البكاء
    الأم : ربنا ما يوريكى يا ختى .... الواد كان حيروح منى .... بافتح الباب ألاقيه وقع فى الأرض مسخسخ .... رحت راقعة بالصوت
    الجارة : ( تربت على كتفها ) حصل خير يا ختى ... ربنا جاب العواقب سليمة
    الأم : أول ما بدأ يتحرك و عرفت إنه لسة عايش ما قدرتش .... رحت مسخسخة أنا كمان .... هى البصلة دى بتاعتك يا ختى ؟
    الجارة : ( باستغراب ) لأ دا أنا جبتها من المطبخ عندك عشان أفوقك
    ثم وضعتها على المنضدة أمامها و هى تمصمص شفتيها ثم وضعت كل جارة بصلتها على المنضدة فتكونت كومة كبيرة من البصل جعلت رائحة الجو مع الزحام و العرق و التوتر شيئاً لا يطاق
    و تسللت الجارات واحدة بعد الأخرى و أخيراً فرغت الصالة من الناس إلا من ثلاثة الأصدقاء الذين انتبه لهم (هيما) أخيراً فقام إليهم فعانقوه و هم يبكون
    جلسوا جميعاً فى الصالة يلملمون أعصابهم و قامت الأم لتعد لهم الشاى
    طارق : الله يخرب بيتك يا (هيما) إحنا بنحسبك فيصت
    وحيد : أول ما (كتلة) اتصل بى اتخضيت خالص ... و نزلت أجرى من غير حتى ما اتسرح
    كتلة : ( ينهق أو يضحك ) أما حتة فصل ؟
    هيما : فصل إيه ؟ ده أنا كنت حموت النهاردة بجد ييجى ميت مرة
    جاءت الأم بالشاى ووضعته أمامهم و جلست معهم بجوار ولدها ووضعت يدها على كتفه بحنان فلم يكن لديها غيره بعد وفاة والده
    هيما : أما حصل لى النهاردة حاجات .... و لا فى الأفلام
    طارق : إيه اللى حصل ؟
    هيما : كنت باشتغل عادى .... و ألاقيلك موكب الريس معدى .... بيحسبونى إرهابى راحوا ضاربين على نار
    أما هيما : يا لهوى .... ضربوا عليك نار يا (هيما) ضربوا عليك نار ....
    و أخذت فى الولولة مرة أخرى ... فأخذوا يهدئونها حتى هدأت
    كتلة : و بعدين
    هيما : نزل اثنين من الحرس و هجموا على .... واحد فيهم ضربنى برجله فى بطنى حسين إن بنطنى اتخرمت
    أم هيما : إلهى ينشك فى مصارينه ..... إلهى عينه هى اللى تتخرم .... إلى رجله اللى ضربك بيها تنشل ... إلهى ...
    و فتحت على الرابع فى الدعاء على من اعتدى على ولدها فأخذوا يهدئونها مرة أخرى حتى هدأت
    هيما : بعد كده فهموا إنى ماليش فى حاجة راحوا سايبينى
    كتلة : الحمد لله إنها جت على قد كدة
    هيما : يا ريت ... ده اللى حصل بعد كده كان أنيل
    ثم عاد بظهره إلى الوراء و بدأ يتذكر ، و كما يحدث فى السينما على طريقة الفلاش باك نعود إلى الوراء
    ************************
    شريف : أيوه كده ... خليك زيى مش عاوزك تؤمن بحاجة اسمها شؤم و تشاؤم ... كل دى خرافات
    فى هذه اللحظة دخل ثلاثة يبدو عليهم سيماء رجال الأمن
    فتقدم أكبرهم نحو الأستاذ شريف و سأله
    الرجل : انت (شريف عبد الوهاب ) مدير المحطة
    شريف : أيوه
    الرجل : فين الولد اللى اسمه ( هيما )
    أشار شريف إلى (هيما) الذى اخضر وجهه من شدة الاصفرار
    الرجل : انتم حتيجوا معانا دلوقت ... مش عاوزين شوشرة
    نظر (شريف ) إلى (هيما) بانزعاج و هو غير مصدق ، و قد استولى الرعب على كليهما
    فهما موقنان أن دخول الحمام مش زى خروجه و متأكدان من أنها سكة اللى يروح ميرجعشى
    دار شريط حياة (شريف) أمام عينيه ، ثم التفت إلى (هيما) فى غل و قال له
    شريف : الله يخرب بيت شؤمك ... كان يوم اسود يوم ما شوفتك
    خرجوا جميعاً إلى خارج محطة البنزين و (شريف) ينظر إليها نظرة مودع و (هيما) يمشى فى هدوء و رأسه إلى الأرض فى استسلام
    ركبوا سيارة كبيرة فوجودوا داخلها من ؟
    الأستاذ (عبدالله ) هل تذكرونه ؟ .... أيوه هو ده
    و كانت السيارة ملآنه بالجنود المدججين بالسلاح
    هيما : أستاذ (عبدالله) ؟ إنت كمان هنا ؟
    عبدالله : هو فيه إيه ؟ إنتم عملتوا إيه ؟ الله يخرب بيوتكم ... أنا عندى عيال
    شريف : الواد النحس ده الى انت بعته ..... خرب بيتنا ... ودانا فى داهية
    يصرخ فيهم أحد رجال الأمن ليزجرهم فابتلعوا ألسنتهم
    ثم يأمر أكبرهم رتبة أحد الجنود فيقوم بتغطية أعينهم بشرائط سوداء .
    طبعاً كانوا فى حال يرثى لها و بالكاد أمسك (هيما) نفسه ... فقد كان يعلم أن فرصة حصوله على بنطلون آخر جاف شبه معدومة.
    وصلت السيارة إلى .... لا أدرى ، المهم أنه مبنى مكون من .... لا أدرى
    دخلوا و خلاص ... و ساروا فى طرقات طويلة ترن فيها الأحذية بصوت رهيب و كانوا يسمعون فى أثناء سيرهم الطويل حوارات لطيفة ، ففى حجرة من الحجرات التى مروا عليها سمعوا ذلك الحوار الطريف
    رجل1 : (يصرخ ) آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... كفاية
    رجل2: ( بصوت غليظ ) اعترف أحسن لك
    رجل1 : اعترف بإيه يا باشا ؟
    رجل 2 : معرفش ... بس لازم تعترف
    طبعاً انخلعت قلوبهم و تقطع نياط ركبهم و كادوا يبولون جميعاً على أنفسهم
    فى حجرة أخرى من التى مروا عليها سمعوا هذا الحوار الممتع
    رجل 1 : (يصرخ ) آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... كفاية
    رجل 2 : إسمك إيه ؟
    رجل 1: إسمى فرج ..... آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... كفاية
    رجل 2 : بقولك إسمك إيه ؟
    رجل 1 : إسمى عزيزة !!!!
    لا أستطيع أن أصف لك حالهم ، تخيلها أنت و خلصنى
    حجرة ثالثة مروا عليها فسمعوا هذا الحوار الثقافى
    رجل 1 : (يصرخ ) آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... كفاية
    رجل 2 : كنت بتعمل إيه فى الجامع يا روح أمك ؟
    رجل 1 : و الله ياباشا ما كنت داخل أصلى ...
    رجل 2 : أما كنت بتعمل إيه ؟
    رجل1: و الله ياباشا أنا حرامى ... ده أنا كنت داخل أسرق الشباشب
    رجل2 : أمال إيه علامة الصلاة اللى طالعالك دى ؟
    رجل 1 : أنا اللى راسمها يا باشا و ربنا
    سمعوا هذه الحوارات فأيقنوا بالهلاك ، و ساروا فى قنوط حتى وصلوا إلى حجرة ، فأوقفوهم أمامها و فتحوا الباب و أجلسوا
    كل منهم على كرسى و لم يرفعوا العصابات عن أعينهم فظلوا فى ذلك الظلام الدامس
    بعد قليل سمعوا الباب يفتح ثم أحسوا برجل يدخل و يغلق الباب وراءه
    ثم سمعوا صوتا يسأل
    الصوت : مين فيكو (هيما)
    يرفع هيما يده اليمنى و كأنه فى الفصل
    هيما : أنا (هيما) يابيه
    الصوت : (يضحك ) إنت اللى عملت القلبان ده كله ...ده انت عامل زى الفار
    ثم يتعالى ضحكه ، فيهدأ توترهم قليلاً
    الصوت : و مين فيكو (عبدالله)
    عبدالله : أنا ياباشا
    الصوت : مش انت عارف تعليمات الأمن يا (عبدالله) ...مش إحنا قلنا لما نبعتلكم تخلوا أفراد الأمن بتوعكم ما يمسكوش سلاح
    عبدالله : ( بصوت أقرب للبكاء) و ده اللى حصل يا باشا و الله ... فى الأيام دى بنمسكهم مسدسات صوت
    الصوت : ماشى ... المرة دى جت سليمة ...بس بعد كدة متتصرفش من دماغك
    يصمت قليلاً ثم يقول لهم
    الصوت : اللى حصل النهاردة ده ... كأنه محصلش .... محدش يعرف بيه ....مفهوم

    ******************
    هيما : مفهوم ... مفهوم يا باشا
    طارق : هو إيه اللى مفهوم ... إيه اللى حصل بعد كده
    هيما : مفيش .... بقولكم إيه .... مفيش داعى حد يعرف حاجة عن اللى حصل
    كتلة : ( ينهق أو يضحك) اعتبر الشارع كله عرف يا مان
    هيما : ( و قد بان عليه الذعر ) أبوس رجلك يا (كتلة) الموضوع مس هزار يا جماعة
    يظهر عليهم الجدية بسبب لهجة (هيما)
    وحيد : المهم انت كويس يا هيما
    هيما : أنا الحمد لله كويس ... بس عشان خاطر ربنا ... متيجبوش سيرة لحد
    ثم يلتفت إلى أمه
    هيما : ماما .... أبوس إيدك ... إوعى تيجبي سيرة لحد ... و بالذا خالتى ( آمال ) ... دى بقها مخروم و بتبطلش كلام
    الأم : حاضر يا حبيبى
    هيما : إوعى ياماما لحسن أتأذى
    الأم : ينقطع لسانى يا بنى قبل ما أتكلم
    طارق : و حتعمل إيه يا (هيما) ؟ هتروح الشغل تانى ؟
    هيما : حد الله ... شغل إيه ؟ دا أنا شوفت اللى محدش شافه ... ده ربنا نجانى النهاردة ... كنت حاروح فى داهية
    وحيد : ما أنا قلت لكم قبل كده ... إنتم الى ما سمعتوش الكلام
    كتلة : و الله أنا كمان كنت بافكر أسيب الشغل ...... الامتحانات قربت و أنا لسة عامل زى الجحش ... مذاكرتش حاجة
    الأم : ربنا يوفقكم ... ربنا يوقفلكم ولاد الحلال
    الأم تنهض إلى حجرتها و تتركهم لتكمل مشوار نومها
    فبدأوا فى إلقاء النكات و القفشات ليخرجوا هيما من حالته حتى انسجم معهم
    هيما : و جايين كده كل واحد إيد ورا و إيد قدام ؟
    وحيد : أمال كنا نييجى إزاى يعنى ؟
    هيما : يعنى كان واحد فك كيسه و جاب حتى إن شالله كيس لب
    كتلة : يا بنى إحنا كنا فى إيه و لاَّ فى إيه ؟ إحنا افتكرناك مت
    طارق : أنا بصراحة كنت جاى ألحق آخد العشرين جنيه اللى استلفتهم منى
    هيما : يعنى لو كنت مت مكنتش حاتسمحنى ؟
    طارق : لأ ... كنت حاخدهم من أمك و بعدين أسامحك
    ارتفعت ضحكاتهم ، و كأن شيئاً لم يحدث
    هيما : ( لكتلة) معاكش سيجارة يا (كتلة) ؟
    كتلة : أمك تشوفك يا بنى
    هيما : لأ دى نامت ...متخافش
    كتلة : خد آخر سيجارة فرط معايا ... بس التبغ وقع منها ....بقت فاضية ..
    هيما : فاضية ...؟ يعنى ما ورهاش حاجة ؟
    ترتفع ضحكاتهم مرة أخرى ... و كأن حالة التوتر التى عاشوها جعلت أعصابهم خفيفة
    ثم ارتفع رنين محمول (وحيد) ففتحه و رفعه إلى أذنيه
    وحيد : أيوه يا (سهام) .... لأ ... زى القرد مجارلوش حاجة .... ها ها ها ها .... (كتلة) هو اللى طلع إشاعاتى
    طارق : (سهام) دى يا وحيد ؟
    وحيد : آه
    طارق : سلم لى عليها
    وحيد : ( بمنتهى الشهامة و الجدعنة ) (طارق) بيسلم عليكى يا (سهام) ... بقولك ... قولى لمامى أنا حاتأخر شوية ... (هيما) عازمنا على العشا بمناسبة إنه ما ماتش ... ها ها ها ها
    كتلة : ده كان يموت أحسن له
    وحيد : يلا باى يا (سوسو)
    هيما : عشا إيه يا أمور ؟ ... انت بتحلم و لا إيه ؟
    وحيد : مش المفروض نتحفل بالمناسبة دى ؟
    كتلة : خلاص أنا حاعزمكم النهاردة على حسابى ... أنا لسة قابض ... بس افتكروها ... كل واحد حيعزمنى مرة
    طبعاً كان هذا أحلى خبر سمعوه طوال اليوم ، فقاموا و خرجوا إلى عربة الكبدة التى على ناصية الشارع
    و كان (كتلة) فى هذا اليوم كريماً جداً فقد اشترى لكل منهم شطيرتين فوقفوا بجوار العربة يأكلون فى استمتاع
    و مرت سيارة بجوارهم ثم فجأة انفجر إطارها بصوت عال
    كان هذا شيئا عادياً مألوفاً ، و لكن (هيما) لم يستقبل هذا الأمر كما استقبله باقى زملائه
    كانت أعصابه قد تلفت تماماً و توتره قد بلغ مداه ، فلما سمع الانفجار أصيب بالذعر الشديد ثم مادت به الأرض و سقط كالبالون المثقوب على الأرض مغشياً عليه
    كتلة : (يصرخ) يا لهوى ... الواد هيما مات تانى
    ---------------
    إلى اللقاء مع المشهد الثالث عشر
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : (يوميات شاب روش طحن ) .. Palestineflsmnwmls2
    nbsp : (يوميات شاب روش طحن ) .. 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60131

    منقول رد: (يوميات شاب روش طحن ) ..

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 8/6/2008, 4:00 am

    المشهد الثالث عشر
    ******************
    اليوم أول أيام (طارق) فى العمل ، برغم أنه تشاءم مما حدث لـ (هيما) ، و لكنه أقنع نفسه بأن الأمر مختلف ، و أن (هيما) نحس و شؤم و بيغرق فى شبر ميه .
    استيقظ فى العاشرة صباحاً و توضأ و صلى الصبح و جلس على السجادة يدعو الله تعالى أن يوفقه
    و كان – بجهل منه - من ضمن الناس الذين يظنون أن صلاة الفجر ممتدة حتى يؤذن الظهر و صلاة العشاء ممتدة حتى يؤذن للفجر ، برغم أن آخر موعد لصلاة الفجر هو شروق الشمس و آخر موعد لصلاة العشاء هو منتصف الليل .
    المهم ... لبس اليونيفورم الجديد و نزل إلى الشارع مبكراً حتى يلحق بالموعد فيُكَوِّن بذلك انطباعاً جيداً عنه من أول يوم
    كان معرض السيارات فى حى ( عين شمس ) فوصل إليه قبل موعده بنصف ساعة عل الأقل و ذهب إلى صاحب المعرض الحاج ( فوزى) فوجده جالساً فى مكتب فخم ، زجاجى يطل منه على المعرض كله ، فقابله مقابلة جيدة و طلب له شاى الصباح
    فوزى : إن شاء الله تنبسط معانا يا (طارق)
    طارق : بإذن الله يا حاج
    فوزى : أهم حاجة فى شغلنا إن الوحد يكون مصحصح و نبيه و ناصح .
    طارق : طبعاً يا حاج ... دى أهم حاجة
    فوزى : فى شغلنا ده حتقابلك أصناف غريبة .... الطيب و النصاب و الأمين و الحرامى ، أهم حاجة محدش يضحك عليك
    طارق : إن شاء الله يا حاج
    فوزى : إحنا هنا عشرة ، أنا ،و الأستاذ ( مجدى) مدير المعرض و اللى ماسك الحسابات ، الأستاذ (محسن ) بياع ، الشيخ ( صبرى ) بياع برضه و الشيخ (شكرى) ميكانيكى ، الأسطى ( جمال) كهربائى سيارات ، و موظف الأمن اللى هو انت و زميلك اللى بتغير معاه ، و (شوقى ) عامل نظافة و ( منير) عامل بوفيه ، عاوزك تتعرف عليهم
    طارق : حاضر يا حاج
    ثم أعطاه ملفاً به بيانات كل واحد منهم كاملة ليتعرف عليهم على مهل
    فوزى : إنت المفروض حتقعد على المكتب اللى جنب الباب و عينك على اللى داخل و اللى خارج و اللى تشك فيه تتابعه كويس و تيجى تبلغنى
    طارق : مفهوم يا حاج
    فوزى : لازم كل يوم تمر على طفايات الحريق تتأكد إنها شغالة
    طارق : إن شاء الله أكون عند حسن ظنك يا حاج
    بعد ذلك نادى الحاج (فوزى) الأستاذ ( مجدى) ليتعرف على (طارق) و يأخذه يطوف به على الموظفين و تم التعارف بسرعة ثم ذهب إلى مكتب الأمن و تسلم الوردية من زميله و جلس لأول مرة على المكتب الذى يكشف المعرض كله مسروراً بالمكتب
    و الهاتف ، و تمنى لو اكتملت هذه المظاهر بمسدس يضعه فى جانبه و لكن الأحداث التى حدثت بالأمس مع الباشمهندس( هيما) جعلت الشركة تسحب كل المسدسات من موظفيها ...
    مر الوقت بطيئاً فحركة البيع و الشراء كانت ضعيفة جداً
    فكان يزجى وقته بالتطلع إلى ملف العاملين الذى أعطاه إياه الحاج (فوزى) ليتعرف عليهم ، و انشغل بالتطلع إلى بيانات الموظفين و صورهم ، ثم سمع طرقاً على الباب و دخل شاب وسيم ذو لحية مهذبة و رائحة طيبة يرتدى قميصاً بسيطاً و بنطلوناً قصيراً ، فانشرح طارق لرؤيته فقد ذكره بخاله (كرم ) و بـ (أسامه ) الذى أقرضه الحذاء .
    وقف طارق لتحية الداخل و قابل ابتسامته بمثلها و مد يده لتحيته و تذكر أن اسمه الشيخ ( صبرى ) البائع
    صبرى : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    طارق : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    صبرى : أنا جيت أتعرف عليك ، و أعرفك بنفسى
    طارق : يا أهلا و سهلاً
    صبرى : أنا أخوك (صبرى ) بكالوريوس تجارة و باشتغل هنا بقالى أربع سنين
    طارق : و انا إسمى (طارق) سنة تانية كلية تجارة
    صبرى : برافو عليك .... أنا أحب الإنسان المجتهد
    طارق : أهو منه تغيير ، و منه أحاول اعتمد على نفسى
    صبرى : جميل ... و بالمناسبة الحلوة دى عاوز أديلك هدية تفتكرنى بيها
    طارق : هدية ؟!
    مد صبرى يده فى جيبه و أخرج مصحفاً صغيراً جميلاً و أعطاه لطارق الذى تناوله منه فى سرور
    صبرى : بس على شرط
    طارق : شرط إيه ؟
    صبرى : إنك تقرا فيه على الأقل صفحة كل يوم
    طارق : ( مبتسماً ) إن شاء الله ... و هدية مقبولة ... إنت عارف ..حضرتك بتفكرنى بإنسان بحبه جداً
    صبرى : مين ؟
    طارق : أنا لى خال يشبهلك كتير ... و كلامه زيك كده
    صبرى : و الله ... ربنا يكرمه يا رب ... ابقى سلم لى عليه و إن شاء الله لو فى فرصة أحب إنى اتعرف عليه
    ثم انبعث صوت الأذان من مسجد مجاور فأطرق (صبرى) فى خشوع و أخذ يتمتم بكلام لم يسمعه (طارق ) فأخذه الفضول و لكنه سكت حتى انتهى الأذان و رفع (صبرى) رأسه
    طارق : ممكن أسأل حضرتك سؤال ؟
    صبرى : اتفضل
    طارق : حضرتك كنت بتقول إيه دلوقت ؟
    صبرى : كنت باردد الأذان ، يعنى بقول ورا المؤذن زى ما بيقول
    طارق : ليه ؟
    صبرى : عشان النبى صلى الله عليه و سلم علمنا كده ، قال :" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول .. "
    أحب (طارق) (صبرى) من أول لقاء و سر ه أن يكون معه فى مكان واحد مثل هذا الإنسان المحترم
    صبرى : ( ينهض) انت بتصلى يا أخ (طارق) ؟
    طارق : آه أمال إيه
    طبعاً لم يذكر له أنه بدأ الصلاة من يومين اثنين
    صبرى: طيب إحنا بنقفل المعرض علينا وقت الصلاة و بنصلى كلنا جماعة ، تعالى اتوضا و صلى معانا
    خرج (طارق ) من المكتب و ذهب ليتوضأ و خرج من الحمام ليجد ( صبرى ) فى انتظاره ليريه مكان الصلاة ، فتأبط (صبرى) ذراع (طارق) و كأنه يعرفه من زمن فأحس (طارق ) بالألفة الشديدة و سار إلى حيث مكان الصلاة منشرحاً
    صلوا السنة و أقام الصلاة أحدهم ثم قدموا ( صبرى) ليأمهم فحدث أمر غريب
    فجأة و بدون مقدمات اندفع الشيخ ( شكرى) و اتخذ مكان الإمام ، متجاهلاً نظرات الإستنكار فى وجوه المصلين
    الشيخ شكرى : استقيموا يرحمكم الله .... الله أكبر
    انزعج (طارق) طبعاً لهذا الأمر ثم التفت إلى (صبرى) الذى ابتسم له فى هدوء و أشار إليه أن اطمئن ثم التفت إلى القبلة و دخل فى الصلاة .
    الشيخ شكرى : سمع اللهِ ( بكسر لفظ الجلالة ) لمن حمده
    و أخيراً بعد تطويل شديد انتهى من الصلاة ثم سلم و التفت إلى المصلين ينظر إليهم و كأنه يتحداهم
    انشغل كل منهم بالتسبيح و تطلع طارق إلى الشيخ (شكرى) الذى كان فى حوالى الأربعين من العمر و يبدو عليه أنه غير متعلم
    بعد قليل انصرف كل منهم إلى مكانه و قام ( صبرى ) و (طارق ) و ذهبا معاً و الشيخ (شكرى ) يتابعهم ببصره
    ذهب (صبرى) إلى مكانه و ذهب (طارق) إلى مكتبه و ذهنه مشغول بما حدث
    بعد قليل دخل عليه الشيخ (شكرى)
    شكرى : إزيك يا أخ (طارق )
    طارق : الله يسلمك ... إزيك يا عم الشيخ
    شكرى : نحمد ربنا ... أول يوم ليك النهاردة مش كدة ؟
    طارق : آه فعلا
    شكرى : بقول لك إيه يا أخ (طارق)
    طارق : نعم
    شكرى : إنت تعرف اللى اسمه ( صبرى) ده قبل كده
    طارق : أبداً ... أنا لسه متعرف عليه النهاردة
    شكرى : طيب ... بص يا أخ (طارق) النبى صلى الله عليه و سلم قالنا : " الدين النصيحة " و أنا عاوز أنصحك لوجه الله
    طارق : خير إن شاء الله ؟
    شكرى : أنا عاوزك تقصر معاه على قد ما تقدر
    طارق: ( مستغرباً) ليه ... ده راجل كويس
    شكرى : إسمع الى بقولك عليه .... مش عاوزك تنخدع فى الناس كده على طول ... خلى عندك شوية حذر
    طارق : (قلقاً) حضرتك ليه بتقول الكلام ده ؟
    شكرى : ده إنسان مش كويس ... منهجه فاسد
    طبعاً (طارق) لا يعرف معنى كلمة منهج أصلاً
    طارق : يعنى إيه ؟
    شكرى : يعنى مبتدع ، ضال مضل ، ماشى على كلام شيوخ الضلالة اللى ربنا ابتلانا بيهم اليومين دول
    طارق : مش فاهم حضرتك تقصد إيه
    شكرى : بص مش حينفع أقولك على كل حاجة من أول مرة ... المهم عاوزك تكون حذر عشان محدش يفسد عليك دينك ... مش كل حاجة يقولها لك تصدقها
    طارق : الراجل مقالش حاجة ... ده يدوب لسة متعرفين قبل الصلاة
    شكرى : ما هو كده زى التعبان ... عاوز يسمم أفكار الناس ... و أنا حاولت إنى أخليه يسيب الضلالات اللى هو عليها دى مفيش فايدة
    طارق : طيب حضرتك ممكن تقولى بس هو بيعمل إيه غلط ؟
    شكرى : ما انا قلت لك منهجه فاسد
    طارق : يعنى إيه ؟
    شكرى : أصله شكله كده باين عليه من الخوارج
    طارق : خوارج ؟!!... يعنى إيه خوارج ؟
    شكرى : مش عارف بالضبط ... بس الشيخ بتاعنا قالنا إن الناس دى خوارج ... بيتهألى إن الخوارج دول اللى هما بيخرجوا فى سبيل الله
    طبعاً (طارق ) غير فاهم و غير مقتنع
    شكرى : انت بتصلى فين يا أخ (طارق) ؟
    طارق : بصلى إيه ؟
    شكرى : بتصلى الجمعة فين ؟
    طبعاً (طارق) لا يذكر آخر مرة صلى فيها الجمعة
    طارق : فى جامع صغير كده جنب بيتنا
    شكرى : بتحضر دروس ؟
    طارق : ( يبتسم ) دروس إيه ؟ دا أنا حتى ما بروحش الكلية
    شكرى : لأ مش قصدى ... أنا قصدى بتحضر دروس لحد من المشايخ ؟
    طارق : دروس دين يعنى .. ؟ لأ
    شكرى : و لا بتسمع شرايط لحد ؟
    طارق : لأ ... بس ساعات باتفرج على التليفزيون على قناة الحكمة ... خالى بيقولى الشيوخ اللى فيها كويسين
    شكرى : لا حول و لا قوة إلا بالله ... حكمة إيه بس؟... دى المفروض يسموها قناة الضلالة
    طارق : الله !!! ليه كده ؟
    شكرى : ما هو ده بقى المنهج اللى بقولك عليه ... لو عرفت المنهج الصحيح مش حتنخدع فى كلام الشيوخ دول
    طارق : ( مرتبكاً ) يعنى إيه طيب ؟
    شكرى : لما تدرس المنهج حتعرف مين هم المشايخ اللى تاخد منهم العلم الصحيح
    طارق : إمممم
    شكرى : شوف انت ربنا بيحبك ... فيه قريب من هنا مسجد بيدرس فيه شيخ بقاله عشرين سنة ما بيدرس حاجة غير المنهج
    طارق : يا عم الشيخ منهج ده اللى هو ازاى يعنى ؟
    شكرى : شوف أنا بقالى أكثر من خمستاشر سنة باحضر له و لسة بحاول أعرف المنهج ... الموضوع مش سهل ... ده موضوع كبير
    طارق : يعنى أنا المفروض أقعد عشرين سنة عشان أعرف المنهج ده ؟
    شكرى : المهم تحاول ... و تحاول تحضر معايا للشيخ ده .. حيعجبك قوى
    طارق : حيعجبنى ازاى يعنى ؟
    شكرى : ما بيهموش حد ... مدام لوجه الله ... بيضرب فى التخين ... ما شاء الله عليه ..... جريء
    طارق : يعنى بيتكلم فى السياسة و كده ؟
    شكرى : (منقبضاً ) لأ سياسة إيه؟ ... إحنا ملناش دعوة بالسياسة ... الحاجات دى سيبناها لأهلها ... إحنا بتوع منهج
    طارق : (فى سره) يا دى النيلة على المنهج ( ثم بصوت عال ) أمال بيتكلم فى إيه ؟
    شكرى : بيتكلم عن العدل و التجريح
    طبعاً هو يقصد ( الجرح و التعديل )
    طارق : يعنى إيه ؟
    شكرى : يعنى يقولك الشيخ ده اسمعه و الشيخ ده ما تسمعوش
    طارق : و قال نسمع مين بقى ؟
    شكرى : و الله قالنا ما تسمعوش لحد خالص
    طارق : يعنى نسمعله هو بس ؟
    شكرى : آه عشان هو صاحب منهج ... أما المشايخ دول معندهومش منهج
    طارق : برضه منهج ؟
    شكرى : أمال إيه .. المفروض الواحد يتعلم المنهج قبل أىحاجة .... و اما تيجى معايا عنده حتفهم الكلام ده
    طارق : إذا كان انت بقالك خمستاشر سنة و لسة مفهمتش
    شكرى : ما أنا قلت لك الموضع كبير
    طارق : ربنا يسهل يا شيخ
    شكرى : ممكن نروح من هنا بعد الشغل ... هو درسه مرتين كل أسبوع
    طارق : ربنا يكرم إن شاء الله
    شكرى : المهم مش عاوزك تسمع كلام اللى اسمه (صبرى) ده ... لو عاوز يبقى عندك منهج سليم ابعد عنه و عن اللى زيه
    طارق : ربنا يهدينا يا عم لشيخ
    شكرى : لأ ده دينك لازم تحافظ عليه ... شوف أنا باعمل إيه ... مبخليهوش يصلى بينا أبداً ...
    طارق : آه ما أنا أخدت بالى
    شكرى : و بعدين سيبك من القنوات اللى طالعة جديد دى ... كلها مشاكل ... و حتأثر على منهجك
    طارق : بس الناس كلها بتشكر فيها ، و خالى قالى إن فيها مشايخ محترمين قوى
    شكرى : ( باستهزاء) زى مين بقى ؟
    طارق : زى الشيخ (محمد حسان)
    شكرى : أهو ده أخطر واحد ... الشيخ بتاعنا قالنا إنه مش مخلص و إنه بيمثل
    طارق : بس كلامه كويس أنا سمعته
    شكرى : ما هو طول ما انت مش دارس المنهج ممكن تتغر فى أى واحد يطلع فى التليفزيون أو يقولك خطبة أو يطلع له شريط
    طارق : و الشيخ ( أبو إسحق)
    شكرى : ( و قد انقلبت سحنته ) أعوذ بالله ...أوعى تسمع له
    طارق : (مندهشاً) ليه بس ؟
    شكرى : الشيخ بتاعنا بيقول لنا إنه مش عالم و لا حاجة و إنه بيتظاهر بأنه عالم .. عشان راح سمع شويه من الشيخ (الألبانى)
    طارق : مين الشيخ (الألبانى) ده ؟
    شكرى : إنت مش عارف الشيخ الألبانى ... ده عالم كبير قوى .... باين كان بيشغل فى التفسير ...
    طارق : طيب فيه واحد اسمه الشيخ ( وجدى غنيم ) دمه خفيف قوى و بحب اسمعه
    شكرى : يا نهار اسود ... ده إخوانجى ... ده ضال مضل مبتدع قطبى سرورى
    طارق : هه ... امال أسمع مين ... أسمع أم كلثوم ؟
    شكرى : و الله أرحم من مشايخ السوء دول
    ثم نهض و سلم على طارق على وعد بلقاء آخر
    طبعاً طارق كان عقله مثل البليلة .... لم يعد يفهم شيئاً ، كان يعتقد أن كل من لهم لحية مشايخ فضلاء يسمع منهم و يصدق ، و لكن هذه المرة يسمع كلاماً عجيباً
    المنهج ، العدل و التجريح ، ضال مضل مبتدع قطبى سرورى ، سب فى مشايخ تجلهم الناس و تحترمهم ، و لم يسمع منهم إلا كل طيب
    كان بفطرته و قلبه لا يصدق هذا الكلام ، و بخاصة أنه سمع خاله أكثر من مرة يمدح فى هؤلاء المشايخ
    استغرق وقتاً طويلاً فى التفكير حتى سمع أذان العصر فتذكر الترديد وراء الأذان فبدأ يردد خلفه ثم خرج للصلاة ، و تكرر نفس الأمر و اندفع الشيخ (شكرى) ليؤم المصلين .
    عاد إلى مكتبه و قد بدأ الزبائن فى التتابع فنسى ما حدث و بدأ يتابع ذلك العالم الجديد الذى يراه لأول مرة
    عالم السيارات ... ذلك العالم الغريب الذى يتمنى أن ينضم إليه
    قام من مكتبه ليقوم بجوله فى المعر ض و يشاهد السيارات التى يراها فى المجلات عن قرب ، ثم قام بعمل رسم كروكى للمعرض و مكان طفايات الحريق
    ثم ذهب إلى مكتبه ،و أخرج ملف العاملين و فتح صفحة الشيخ ( شكرى) و نظر فى خانة المؤهل الدراسى فوجد أنه يحمل الإعدادية .
    مر الوقت سريعاً و اندهش لأن أذان المغرب قد ارتفع ، فقام و توضأ و انضم إلى الجماعة و هو يستشعر رضاً عن نفسه لأنه قد صلى جميع الصلوات حتى الآن .
    اصطفوا و بدأوا الإقامة للصلاة و كان الشيخ (شكرى) مازال يتوضأ ، و كاد المؤذن ينتهى من الإقامة و قد قدموا ( صبرى) فإذا بالشيخ (شكرى ) يندفع جرياً من الحمام و الماء يتساقط من لحيته فيفتح فرجة فى الصف الأول و يجذب (صبرى) من ذراعه و يقول :
    شكرى : مش أنا قلتلك متصليش إمام قبل كده ؟
    اغتاظ المصلين جداً من هذا الحدث و انفعل الاستاذ ( مجدى) مدير المعرض
    مجدى : جرى إيه يا (شكرى) ميصحش كده .. دى مش طريقة
    كان (صبرى) ساكتاً و احمر وجهه و لكنه لم ينبث بكلمة ، و (طارق) يتابع الموقف بانفعال
    شكرى : ده مينفعش للإمامة يا أستاذ(مجدى)
    مجدى : ليه بقى إنشاء الله ؟
    شكرى : عشان ده مبتدع
    صبرى : خلاص يا جماعة .... اتفضل صلى يا (شكرى)
    شكرى : (بسخرية غلولة) يا سلام يا أخويا عليك و على تمثيلك
    مجدى : خلاص بقى يا (شكرى) ... مينفعش كده ... إحنا داخلين على صلاة
    يلتفت شكرى إلى القبلة ، و يرفع يديه مكبراً
    شكرى : الله أكبر .... بسم اللهُ الرحمنُ الرحيم ( بالضم)
    ثم قرأ الفاتحة بطريقة لا يقرأ بها الأطفال ، مليئة بالأخطاء ، لدرجة أن أقل المأموموين علماً كان يستطيع أن يقرأها افضل منه ناهيك أن صوته كان أجشاً مزعجاً ، ثم قرأ سورة الغاشية فأخطأ فى منتصف السورة فرده (صبرى) فلم يلتفت إلى رده و آثر أن يركع على أن يصحح له (صبرى)
    و أخيراً انتهت الصلاة و التفت إلى المصلين كعادته و نظر إليهم يترقب انطباعاتهم و نظرات التحدى فى عينيه .
    قاموا و قام (طارق) و مشى معه إلى مكتبه (صبرى) و جلسا معاً
    صبرى : حتعمل إيه دلوقت ؟
    طارق : حاختم الصلاة
    صبرى : إزاى ؟
    طارق : حاقول سبحان و الحمد لله و الله أكبر 33 مرة
    صبرى : ( مبتسماً) بص ... إحنا ختمنا الصلاة لما سلمنا ... دى اسمها أذكار ما بعد الصلاة
    بعد قليل سأل (طارق) (صبرى)
    طارق : هو انت منهجك إيه يا أستاذ (صبرى) ؟
    صبرى : ( يضحك) هو (شكرى) قعد معاك ؟
    طارق : آه قعد قعدة كبيرة ؟
    صبرى : و قالك إيه ؟
    طارق : قعد يكلمنى عن المنهج ، و العدل و التجريح و يشتم فى المشايخ
    صبرى : ( يبتسم فى هدوء) بقولك إيه .. مش انت قلت لى إنك ليك خال ملتزم
    طارق : آه
    صبرى : أما تقابله اسأله عن كل اللى سمعته ... و ابقى تعالى قلى قالك إيه ... ماشى ؟
    طارق : ماشى
    صبرى : الساعة بقت سبعة ... المفروض إنى حامشى دلوقت ... مش عاوز حاجة ؟
    طارق : ربنا يخليك
    صافحه (صبرى) و سلم عليه و انصرف
    جلس طارق على المكتب يفكر فى أحداث اليوم ، و فى كل ما قيل له و سمعه ، من الذى على حق و من الذى على خطأ
    ظل يضرب أخماساً فى أسداس ، و لما كان ضحل العلم قليل المعرفة فلم يصل إلى الحل الصحيح ، فقرر أن خير ما يفعله هو أن يرجئ هذا كله إلى أن يقابل خاله فيحكى له ما حدث ثم ينتظر منه أن يدلى له برأيه الذى يثق فيه .
    و لكى لا ينسى شيئاً مما حدث أخرج ورقة و قلماً و أخذ يخط فيها الخطوط الرئيسية لكل الحوارات التى دارت اليوم و الأحداث التى لم ترد له على بال قبل الآن .
    " يا ترى مين اللى صح و مين غلط "
    -----------
    إلى اللقاء مع المشهد اللى بعد كده scratch

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 1:13 pm