مَنْ سَيرُجْعُ قُدْسَنَا؟!
قَـرْنٌ مَضَى من ذا لآِخَرَ يَنْتَظِرْ
مِائَةٌ منَ الأعوامِ هاهيَ تَحْتَضِرْ
قرنٌ تَمَرَّد صانِعُوهُ وحَرَّروا
كلَّ الذي قد كانَ قيدًا للبشرْ
ثارَ العبيدُ على الظلامِ وقرروا
أنَّ الضياءَ على الظلامِ سينْتَصِرْ
أنَّ السماءَ إذا تَغِيمُ فَمُنْذِرٌ
بَرْقٌ ورعدٌ أن غيْثًا يَنْحَدِرْ
أَلاَّ حياةَ لِمنْ يَعيشُ بِذِلَّةٍ
حَتَّى وَإنْ لَبِسَ العَقَيقَ المُنْتَثَرْ
َفالحُرُّ يَبْقى رافعًا لجَبِينِهِ
بَيْنمَا جَبينُ المُسْتَذَلِّ سَينكسِرْ
أنَّ الأَبِيَ يَظَلُّ دَومًا شامخًا
مهما عليهِ تَكَالَبَتْ نُوَبُ القَدَرْ
مهما حُروبٌ للسماءِ عَنانها
ليستْ على الأحياءِ تُبقي أو تَذَرْ
لهبُ . . دُخَانٌ . . كلُّ شئٍ قَاتمٌ
كم مستغيثٍ ماتَ يَرثاهُ القمرْ
كم من بناءٍ شَيَّدَتْهُ سواعِدٌ
جَاءَ الغُزاةُ فَصَارَ جَمْرُا يَسْتَعِرْ
أو طِفْلَةٍ ماتتْ بِلا ذنبٍ لها
أو زوجةٍ هُتِكَتْ على مَرأَى البَصَرْ
* * *
قرنًا نموتُ فمن سيُرجِعُ قُدسَنا
عارٌ علينا أن نعيشَ وقد أُسِرْ
عار مساجدنا هناك تحطمت
مهد المسيح على خطيئتنا صَبِرْ
والمسجد الأقصى تَشَقق سورهُ
أيْ ثالثَ الحرمين يبكيكَ الشجرْ
مَسْرَى الرسولِ إلى سماوات العُلا
اليومَ هُنْت َعَلى قُلوبٍ مِنْ حَجَرْ
وبَنُوكَ قَتْلى مَنْ سَيَحمِي ظَهرهم
واللهِ هذا الذنبُ لا لنْ يُغتفرْ
عارٌ على الأنغامِ نرقصُ هَاهُنَا
وهناكَ أنغامُ الرَصَاصِ المُستَتِرْ
تَقضي على الآلافِ دُونَ هَوَادَةٍ
مَنْ ذا للآلامِ الشَّهيدِ سيعتذرْ
من ذا سيمسحُ عن عيونِ الأمَّهاتِ
دُموعَهُنَّ على بَكَارَاتِ الزَّهَرْ
* * *
مائةٌ من الأعواِم يَصْرخ شاعرٌ
"ما بالهتاف سينتهي زمن الحذرْ"
"ما بالسلام المُسْتَضَامِ سَيَنْتهي
صَبَّارُ حُزنِ من سنين يُبْتَذَرْ"
"أو حقدُ جيلٍ في الصدور مُؤُجَّجٌ
يومًا تسلح بالحجارة وانتصرْ"
"قد وَاجَهَ التَّهْويِدَ دون تَرَدًّدٍ
وتَحَول الحجرُ الصغيرُ إلا سَقَرْ"
* * *
فإلى متى سنظلُ نُغْلقُ أعْيُنًا
كَيْ لا نَرى أفعالَ جُنْديٍ قَذِرْ
وإلى متى سنظل نلهو هاهنا
وهناك يَعْبَثُ ألف جندي سَكِرْ
منقوووووووووووووووووول