من طرف غادة ام امامة 10/6/2008, 5:47 pm
فتوى من موقع الشيخ المنجد حفظه الله
سؤال:
ما رأيك في قناة " شدا " التي تعرض ضمن باقة قنوات المجد ، وهي باشتراك شهري ، قناة أناشيد إسلامية ، وأنا أريد أن أشترك ، علماً بأنني لم أشاهدها ، ولكني سمعت أناساً يقولون : بأنها حرام ، وأهلي يجبرونني أن أشترك بها ، فهم يهوون ، ويحبون سماع الأناشيد . أريد منكم رأيكم في هذه القناة ، هل هي حلال أم حرام ؟ .
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
قناة " شدا " ليست ضمن باقة قنوات " المجد " ، وإنما قناة المجد تسوِّق القناة عن طريقها .
ثانياً :
النشيد كلام ملحَّن ، وإنما يُعرف حكمه إذا عُرف كلام تلك النشيدة ، وصفة التلحين ، وطريقة الأداء ، وهل يصاحبها معازف أم لا ؟
وبتأمل كلام العلماء والمشايخ الثقات يمكننا جمع الضوابط والشروط الشرعية التي يجب تحققها حتى يكون النشيد جائزاً ، ومن ذلك :
1. أن تكون الكلمات خالية من الكلام المحرم والتافه .
2. أن لا يصاحب النشيد معازف أو آلات موسيقية ، ولم يُبح من المعازف إلا الدف للنساء إلا في أحوال معينة .
3. أن تخلو من المؤثرات الصوتية التي تشبه صوت الآلات الموسيقية .
4. أن لا تكون الأناشيد ديدناً للمستمع ، وتستهلك وقته ، وتؤثر على الواجبات والمستحبات ، كتأثيرها على قراءة القرآن ، والدعوة إلى الله .
5. أن لا يكون المنشد امرأة أمام الرجال ، ولا يكون المنشد رجلاً أمام النساء .
6. أن يتجنب سماع أصحاب الأصوات الرقيقة ، والمتكسرين في أدائهم ، والمتمايلين بأجسادهم ، ففيه ذلك كله فتنة ، وتشبه بالفساق .
7. تجنب الصور التي توضع على أغلفة أشرطتهم ، وأولى من ذلك : تجنب ظهورهم بالفيديو كليب المصاحب لأناشيدهم ، وخاصة ما يكون من بعضهم من حركات مثيرة ، وتشبه بالمغنين الفاسقين .
8. أن يكون القصد من النشيد الكلمات لا الألحان والطرب .
وقد سبق بيان ذكر هذه الضوابط وأقوال العلماء الدالة على ذلك في جواب السؤال رقم (91142) .
ونأسف عندما نقول إن قناة " شدا " لم تراع أكثر تلك الشروط والضوابط ، وحتى تسد الفراغ في وقتها راحت تقدم كل لون ، ونوع ، من النشيد ، حتى لو كان فيه مخالفة شرعية ، فجاءوا بفرق نشيد من الذكور يلبسون لباساً موحَّداً ، و" يدبكون " ، مع استعمال المؤثرات الصوتية التي تؤدي غرض المعازف ، وبعض تلك الأناشيد كانت تصوَّر من أعراس ، وقد رؤي في الحضور من يجاهر بتدخينه أمام الناس ، ويُنقل هذا على أنه نشيد إسلامي !
وقد نقلت بعض تلك الأناشيد من مهرجانات واحتفالات ، وتسمع فيها التصفيق والتصفير تشجيعاً للمنشد وشكراً له ! وأما عن حال بعضهم من حيث حلق اللحية أو قصها للدرجة قبل الأخيرة ، أو إسبالهم ثيابهم : فحدِّث عن ذلك كثيراً .
وهناك أمر خطير في هذه الأناشيد ، وهو فتنة النساء بالمنشدين ، فترى الواحد منهم يخرج في أبهى حلة ، وبعضهم يضع المكياج ! وصاروا يضعون صورهم وأرقام جوالاتهم على أغلفة أشرطتهم ! تشبهاً بالفساق من المغنين ، وفتنة بعض النساء بالمنشدين أمر واقع لا يمكن إنكاره ، فليحذر الراعي في بيته والمسئول عن رعيته من هذا الأمر الخطير .
وقد حاول بعض القائمين على القناة أن يسوِّق لها من الناحية الشرعية عن طريق إبراز تزكية الشيخ عبد العزيز الفوزان لهم ، ولما علم الشيخ واقع حالها ، وأنها ليست ضمن باقة قنوات المجد ، وأنها للنشيد فقط – وكان قد قيل له : إنها تابعة للمجد ، وإنها قناة شبابية - : تبرأ من تزكيته تلك ، وحذَّرهم من نشرها .
وقد حذَّر من هذه القناة – أيضاً – مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله .
ففي لقاء مع سماحته عصر يوم الخميس 13 / 9 / 1427 هـ في قناة " المجد " ، في برنامجه " مع سماحة المفتى " سئل حفظه الله عن قناة " شدا " للأناشيد فأجاب :
" أما قناة " شدا " وأنها أناشيد : فأنا أرجو من القائمين على قناة " المجد " إغلاق هذه القناة ؛ لأنها في الحقيقة أناشيد قد تحمل في طياتها الأناشيد الصوفية ، ويكون فيها من الأصوات الرنانة ما يشغل الناس عما هو خير منها ، فالأساليب الصوفية ، والأناشيد الصوفية ، والسماع الصوفي : هذا أمر أنكره العلماء المحققون ، وقالوا : هذا يصد الناس عن ذكر الله ، هو غناء ، لكنهم حسَّنوه بقولهم : إنها أناشيد إسلامية ، وإنها ابتهالات ، وإنها .. ، وإنها .. .
فالمطلوب : ألا تُدخِل هذه القناة ، فأنا لا أراها ، وأنصح بتركها ، وأرجو مِمَّن سعى في إيجادها : أن يتقي الله ، ويبتعد عن هذه القناة ، وعن تأييدها ، وعن الإنفاق عليها ، ولا يغره من حسَّنها ، أو مَن دعى إليها ، أو حاول إيجاد مخرج لها ، هي مجرد أناشيد تشغل الناس عما هو خير منها " انتهى .
الفيديو كليب وظهور نساء سافرات يظهرهن الوجه والكفين واستخدام المؤثرات الصوتية وظهور رجال حالقين للحية فهل يجوز ظهورهم ؟ وجزاكم الله خيراً أريد الرد باستفاضة .
الجواب:
الحمد لله
أولاً :
تغيُّر النشيد عما كان عليه أولاً :
نأسف أن وصلت الحال بالنشيد والمنشدين إلى هذه الحال ، فبعد أن كانت الأناشيد ذات معان إيمانية أو جهادية أو علمية صارت الآن – في كثير منها – مشابهة لأغاني الفسَّاق من حيث ترقيق الصوت ، ووضع صورة المنشد على غلاف الشريط ، وعمل الفيديو كليب معها والذي يحوي مخالفات مثل وجود النساء أو الفسَّاق ، ومن حيث استعمال المعازف والآلات الموسيقية ، وأحسنهم حالاً من يستعمل المؤثرات التي تشبه في صوتها وأثرها الآلات الموسيقية ، ولم يعُد للمعاني أي اعتبار ، بل يُبحث عن اللحن والمؤثرات ، وإلا فقل لي كيف يُخرج منشدٌ نشيداً باللغة الإنجليزية يطرب على لحنه المستمعون ولا يفهمون منه حرفاً ؟! .
وقد طغت الأناشيد على غيرها من المواد المسموعة العلمية والنافعة ، وكثرت الفرق الإنشادية في العالم الإسلامي ، ولم تتردد تلك الفرق في نشر صور فريقها في الجرائد والمجلات بلباس موحد ، ووجوه يعلن كثير منها مخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وذلك بحلقهم لحاهم .
وقد لهث خلف هذه الأناشيد بعض أهل القرآن ممن وهبهم الله صوتاً رائعاً ، وقراءة خاشعة ، تحزن القلب ، وتدمع العين ، فلهث بعض هؤلاء إلى النشيد وأخرجوا إصدارات مشينة لا تليق بمقامهم ، فيخرج أحدهم في إصدار مع فسَّاق حليقين ، بل وتظهر صورة امرأة في نشيدة مع فيديو كليب ، ويركَّز في هذه النشيدة المصورة على المنشد وهو في أحسن صورة وأجمل طلعة ، وتقرب الكاميرا من وجهه ، وينظر نظرات المغنين التي تمتلئ إثارة وتهييجاً .
ولسنا نبالغ ، ولا نتكلم في غير الواقع ، وهؤلاء المنشدون الذين نشروا صورهم وأرقام جوالاتهم يعلمون فتنة النساء بهم ، ويعلمون ما أحدثته حركاتهم ونظراتهم وصورهم بتلك الفئة الضعيفة م3. وقال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله :
" أما ما تسمونه بالأناشيد الإسلامية : فقد أُعطي أكثر مما يستحق من الوقت ، والجهد ، والتنظيم ، حتى أصبح فنّاً من الفنون ، يحتل مكاناً من المناهج الدراسية ، والنشاط المدرسي ، ويقوم أصحاب التسجيل بتسجيل كميات هائلة منه للبيع والتوزيع ، حتى ملأ غالب البيوت ، وأقبل على استماعه كثير من الشباب والشابات ، حتى شغل كثيراً من وقتهم ، وأصبح استماعه يزاحم تسجيلات القرآن الكريم ، والسنَّة النبوية ، والمحاضرات ، والدروس العلميَّة المفيدة ".ن البشر ، وللأسف لم نر منهم إلا ازدياداً في الإنتاج لتلك الأناشيد المصورة .