لا نخوة بقيت
ولا شرَفٌ مَكَثْ
لو أحرقوا الأقصى
أشاح بوجهه
لو هدَّموا البيتَ العتيقَ لما اكترَثْ
*********
هذه صفات الجيل الذي تم إعدامه ..
تفنن الطغاة في وسائل الإعدام لمعارضيهم .. والحديث هنا لن يكون عن الإعدام الذي نعرفه..
ولكن عن إعدام الأخلاق وقتل الفضيلة وطعن العفاف ..
الحديث هنا عن وسائل إعلامية اسميتها " وسائل الإعدام " ..
والحديث عن صنفين اثنين من هذه الوسائل ..
صنفٌ رسمي .. لسان حال السلطان ..
وصنفٌ أهلي يموله ويرعاه شرذمة فاسدة .. لسان حال الشيطان ..
"لإننا حين نتحدث عن فساد عريض في تلك القنوات فمن العدل عدم تعميم ذلك، فهناك قنوات تحترم عقول مشاهديها وتلتزم بالضوابط الشرعية، لكنها نادرة نادرة أمام هذا الفساد الفاجر، وكما هي بحاجة إلى التطوير فهي بحاجة للدعم والمساندة". (1)
أمسك بهذا الجهاز شبيه الجوال والذي يُدعى " ريموت كونترول " .. أمامك أرقام اضغط ماشئت
أو بإمكانك أن تستغني عن الأرقام بالأسهم الصاعدة والهابطة ..
الآن اضغط للأعلى .. للأسفل وأطلق بصرك تجاه تلك الآلة التي تسمى تليفزيون ..
ماذا تشاهد أخي الكريم ؟ .. ماذا تشاهدين أختي الكريمة ..؟
تشاهد حملة عربية تنويرية تطويرية .. !!
تشاهد منجزات وأحجار أساس تمر سنوات عليها حتى تهلكها عوامل التعرية ..!!
تشاهد مقصات تقطع قماشا أحمرا يُدى " شريط " .. !!
تشاهد أخبارا ومباريات !!
تشاهد أغاني ومسلسلات !!
وتشاهد برنامجا " دينيا " اسبوعيا
قنوات تفتتح إرسالها بالقرآن وتختمه بالقرآن ومابين الافتتاح والختام للشيطان..
تطل المذيعة المتبرجة بعد تلاوة القرآن فتقول وهي مبتسمة " استمعنا واياكم خاشعين منصتين لآيات من الذكر الحكيم " !!!!
قنوات تمجد الحاكم ولولا خشيتها لوصفته بالنبي كيف لا وشعارها " وجئت بما لم يستطعه الأوائل " !!!!
ويأتي الصنف الأسوأ ..
قنوات تسمم الأفكار ..
تخاطب الغرائز وتتجاهل العقول ..
مشاهد انحلال يدعونها تطور وتنوير..
أغاني جسدية يدعونها فن وإبداع..
أفلام ماجنة .. أغاني هابطة ..
ثقافة نتنة جرتها شرذمة غنية ..
إنها وسائل الإعدام العربية ..تهدف إلى
إعدام أخلاقنا ..إعدام غيرتنا ..
إعدام شهامتنا..إعدام مبادئنا..
مليارات تنفق على تلك القنوات المائعة .. برامج تسابقية ..
وأخرى تفاعلية مباشرة ..
"إنها طعنة غادرة من القائمين على مثل هذه القنوات توجه للشعوب العربية ،إنها حرب على العفاف، حرب على العقيدة والأخلاق، وهدم للحياء، وحرب على المسلمين والمسلمات حينما يظهرون المراهقين والمراهقات وهم يرقصون على ضفاف نشرات الأخبار المثقلة بهموم الاحتلال وقتل الشهداء، وترى البكاء والعويل على إخفاق أحدهم في الفوز في برنامج مسابقات فنية كما لو أنهم يبكون لاحتلال المسجد الأقصى وسقوط بغداد وقتل أحمد ياسين، نسأل الله السلامة والعافية وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا" .(2)
وأختم هنا بآيات متفرقة من كتاب الله تعالى :
[وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيمًا ][النساء:27].
[إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ] [الأنفال:36]
[إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ][البروج:10].
=====
(1)،(2) بتصرف من خطبة للشيخ عبد المحسن بن عبد الرحمن القاضي