الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه، يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ [التوبة: 119].
أيها المسلمون:
إن مما يناقض الأمانة والصدق في تبليغ الشريعة ما يفعله بعض
من رغبوا في الأغراض الدنيوية العاجلة
والأعراض الدنية الزائلة من الإفتاء بالتسهّل والتلفيق
والأخذ بالرخص المخالفة للدليل الصحيح
وتتبع الأقوال الشاذة التي لا يخفى على من له أدنى بصيرة مفاسدها الكبيرة، وموبقاتها الغزيرة على الإسلام والمسلمين، والتي لا يقول بها إلا من فزع قلبُه من تعظيم الله وإجلاله وتقواه، وعُمِر بحب الدنيا والتقرب إلى الخلق دون الخالق.
يقول بعض السلف رحمه الله: "أشقى الناس من باع آخرته بدنياه، وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره".
ألا فليتذكر هؤلاء يومًا تكِعُّ (أي : تضعف وتجبن ) فيه الرجال، وتشهد فيه الجوارح والأوصال، ويحصِّل يومئذ ما في الصدور، كما يُبعَثر ما في القبور، هنالك يعلم المخادعون أنهم لأنفسهم كانوا يخدعون، وبدينهم كانوا يلعبون، وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون.
أيها المسلمون:
تحمل الغيرة على دين الله، والرغبة في التبليغ والبيان، بعَا ممن قصَر في باب العلم باعُهم، وقل فيه نظرهم، واطلاعُهم على الخوض في نوازل عامة، وقضايا حاسمة وهامة، بلا علم ولا روية، فيخبطون خبط عشواء، ويأتون بما يضاد الشريعة الغراء، ويقولون باسم الإسلام ما الإسلام منه براء.
وإن من البلاء تصدّر أقوام للإفتاء، أحدهم بيّن أهل العلم منكر أو غريب، ما له في مقام الفتوى حظ ولا نصيب، غرّهم سؤال من لا علم عنده لهم، ومسارُعة أجهل منهم إليهم.
ألا فليتق الله هؤلاء وهؤلاء، وليراعوا حرمة هذه الشريعة العظيمة، يقول الإمام أحمد: "لا يجوز الإفتاء إلا لرجل عالم بالكتاب والسنة" (أنظر إعلام الموقعين ).
ويقول بعض السلف: "إن أحدكم ليفتي في مسألة، ولو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر". أخرجه البيهقي في المدخل عن أبي الحصين الأسدي (ص 434).
ويقول سحنون بن سعيد: "أجسر الناس على الفتيا أقلهم علمًا، يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه". انظر: إعلام الموقعين (1/34).
ويقول الإمام مالك: "أخبرني رجل أنه دخل على ربيعه بن أبي عبد الرحمن، فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: "لا، ولكن استُفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم" . انظر: التمهيد (3/5)، وإعلام الموقعين (4/207).
فاتقوا الله عباد الله:
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ [النحل: 116].
أيها المسلمون:
اتقوا الله في دينكم، وأصيغوا سمعكم لقول نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيها، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإن فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب)) [متفق عليه] . صحيح البخاري كتاب الإيمان، باب: فضل من استبرأ لدينه (52)، ومسلم في المساقاة، باب: أخذ الحلال وترك الشبهات (1599)، واللفظ له من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
اللهم أصلح قلوبنا، اللهم أصلح قلوبنا، اللهم أصلح قلوبنا، اللهم أصلح قلوبنا يا أرحم الراحمين.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
منقول
أما بعد: فيا عباد الله اتقوا الله وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه، يَـٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَكُونُواْ مَعَ ٱلصَّـٰدِقِينَ [التوبة: 119].
أيها المسلمون:
إن مما يناقض الأمانة والصدق في تبليغ الشريعة ما يفعله بعض
من رغبوا في الأغراض الدنيوية العاجلة
والأعراض الدنية الزائلة من الإفتاء بالتسهّل والتلفيق
والأخذ بالرخص المخالفة للدليل الصحيح
وتتبع الأقوال الشاذة التي لا يخفى على من له أدنى بصيرة مفاسدها الكبيرة، وموبقاتها الغزيرة على الإسلام والمسلمين، والتي لا يقول بها إلا من فزع قلبُه من تعظيم الله وإجلاله وتقواه، وعُمِر بحب الدنيا والتقرب إلى الخلق دون الخالق.
يقول بعض السلف رحمه الله: "أشقى الناس من باع آخرته بدنياه، وأشقى منه من باع آخرته بدنيا غيره".
ألا فليتذكر هؤلاء يومًا تكِعُّ (أي : تضعف وتجبن ) فيه الرجال، وتشهد فيه الجوارح والأوصال، ويحصِّل يومئذ ما في الصدور، كما يُبعَثر ما في القبور، هنالك يعلم المخادعون أنهم لأنفسهم كانوا يخدعون، وبدينهم كانوا يلعبون، وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون.
أيها المسلمون:
تحمل الغيرة على دين الله، والرغبة في التبليغ والبيان، بعَا ممن قصَر في باب العلم باعُهم، وقل فيه نظرهم، واطلاعُهم على الخوض في نوازل عامة، وقضايا حاسمة وهامة، بلا علم ولا روية، فيخبطون خبط عشواء، ويأتون بما يضاد الشريعة الغراء، ويقولون باسم الإسلام ما الإسلام منه براء.
وإن من البلاء تصدّر أقوام للإفتاء، أحدهم بيّن أهل العلم منكر أو غريب، ما له في مقام الفتوى حظ ولا نصيب، غرّهم سؤال من لا علم عنده لهم، ومسارُعة أجهل منهم إليهم.
ألا فليتق الله هؤلاء وهؤلاء، وليراعوا حرمة هذه الشريعة العظيمة، يقول الإمام أحمد: "لا يجوز الإفتاء إلا لرجل عالم بالكتاب والسنة" (أنظر إعلام الموقعين ).
ويقول بعض السلف: "إن أحدكم ليفتي في مسألة، ولو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر". أخرجه البيهقي في المدخل عن أبي الحصين الأسدي (ص 434).
ويقول سحنون بن سعيد: "أجسر الناس على الفتيا أقلهم علمًا، يكون عند الرجل الباب الواحد من العلم يظن أن الحق كله فيه". انظر: إعلام الموقعين (1/34).
ويقول الإمام مالك: "أخبرني رجل أنه دخل على ربيعه بن أبي عبد الرحمن، فوجده يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ أمصيبة دخلت عليك؟ فقال: "لا، ولكن استُفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم" . انظر: التمهيد (3/5)، وإعلام الموقعين (4/207).
فاتقوا الله عباد الله:
وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ ٱلْكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰلٌ وَهَـٰذَا حَرَامٌ لّتَفْتَرُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَىٰ ٱللَّهِ ٱلْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ [النحل: 116].
أيها المسلمون:
اتقوا الله في دينكم، وأصيغوا سمعكم لقول نبيكم محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: ((إن الحلال بين، وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيها، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد وإن فسدت فسد سائر الجسد ألا وهي القلب)) [متفق عليه] . صحيح البخاري كتاب الإيمان، باب: فضل من استبرأ لدينه (52)، ومسلم في المساقاة، باب: أخذ الحلال وترك الشبهات (1599)، واللفظ له من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه.
اللهم أصلح قلوبنا، اللهم أصلح قلوبنا، اللهم أصلح قلوبنا، اللهم أصلح قلوبنا يا أرحم الراحمين.
وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
منقول