استغلال العواطف
إن من منهج إبليس - أعاذني الله وإياكم منه - استغلال العواطف وتوظيفها ليقود الناس إلى الشرك بالله فيستغل الأحداث والمواقف ....
إذ إن وظيفته أن يجتال الناس من جنة التوحيد إلى حظيرة الشرك .....
وإنما يوظف في سبيل ذلك عواطف الناس ، خاصة عندما تتأجج في القلوب ، وتتأثر بالرزايا والخطوب ، فيستغلها الشيطان المريد أسوأ استغلال ، ليصرف الناس عن توحيد ذي الجلال ، ويوقعهم في أصفاد الشرك ، ويقودهم إلى الزيغ والضلال ، ليضمن مصاحبتهم له في دار البوار والسلاسل والأغلال .....
وتأمل يا عبد الله ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها : أن أم سلمة ذكرت لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، كنيسة رأتها بالحبشة ، وما فيها من الصور ، فقال : أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح ، أو العبد الصالح ، بنوا على قبره مسجدا ، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله . أخرجاه ....
قال القرطبي رحمه الله تعالى : وإنما صوروا تلك الصور ليتأسوا بها ، ويتذكروا أفعالهم الصالحة ، فيجتهدوا كاجتهادهم ، ويعبدوا الله عند قبورهم ....
قال شيخ الإسلام رحمه الله : فهؤلاء جمعوا بين فتنتين : فتنة القبور ، وفتنة التماثيل ....
وقال رحمه الله : وهذه العلة التي لأجلها نهى الشارع صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ المساجد على القبور ، هي التي أوقعت كثيرا من الأمم ، إما في الشرك الأكبر ، أو فيما دونه من الشرك ....
عباد الله :
نصرة للحق ، وحماية لجناب التوحيد ، فإني أقول وأوجز ، وإنما أوجزت لكي يبقى الكلام راسخا في الذهن ، مستقرا في الفهم ، ولا يستعصي حتى على البليد .....
أيها الأحبة :
غيب الموت قادة وكبراء ، كان لهم أثر في أممهم وشعوبهم ، فاستغل الشيطان ما في قلوب خلفائهم وشعوبهم وأتباعهم من عاطفة فوجهها وجهة غير شرعية ، فأقيمت لهم أضرحة ، وبنيت على قبورهم الأبنية ، ودفنوا في مساجد شيدوها ، لتقام فيها الصلاة ويذكر فيها اسم الله
ولكنها بعواطف زائفة ممن بعدهم ، تحولت من غاية إنشائها إلى وثن يعبد ، إن لم يكن في الحاضر فمن يضمن أن لا يكون ذلك في المستقبل . فإن الشيطان يصيرها بكيده وتدبيره
فاحذروا عباد الله من عدوكم وعدو الله وتحكموا فى عواطفكم حتى لايستغلها ذلك اللعين ضدكم
وفقكم الله وسدد على طريق الحق خطاكم.