الصراع بين الشيطان والانسان
إن الصراع بين الشيطان والانسان فترته محدودة بحياة الاثنين..
ولا يمتد بعد الموت.. ولا يكون في الآخرة..
الحق سبحانه وتعالى.. يتوجه بعد ذلك بالنصح..
الى أولاد آدم ليحصنهم من الشيطان.. فيقول جل جلاله:
{ يا بني آدم
قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا،
ولباس التقوى}
الأعراف 26.
والخطاب هنا موجه.. الى كل نفس من أولاد آدم لأن كل نفس من أولاد آدم..
لها معركة وعداوة مع ذرية إبليس..
الله سبحانه وتعالى يلفتنا الى أنه أنزل لنا من السماء منهجا..
يستر عوراتنا.. ويداريها.. والانزال يقتضي أن يهبط الشيء من علو.. وكل خير في الأرض هبط من السماء.. واللباس يصنع مما تنتجه الأرض.. وما تنتجه الأرض لا يكون الا بالمطر الذي ينزل من السماء..
ويجب أن نعلم أن الله تبارك وتعالى أنزل المنهج ليستر عورات البشر، وعورات المجتمعات، إننا إذا أقمنا المنهج، فلن تظهر فيها عورات ولا سيئات.. ولأصبح المجتمع متجانسا مترابطا.. فكان الذي أنزله الله من السماء من مطر يعطينا من الأرض الثوب الذي يداري عوراتنا الحسية، ولباس من القيم يداري عوراتنا المعنوية.. بل وأكثر من ذلك.. أعطانا الزينة من ريش الطير وغيره كنوع من الرفاهية والمتعة.
فكأن الحق سبحانه وتعالى أعطانا ترف الحياة.. وجعله حلالا لنا..
وأعطانا المنهج ليستر عوراتنا المعنوية..
فإذا كان اللباس المادي.. يداري عورة الجسد في الحياة الدنيا..
فإن لباس التقوى يداري عوراتنا من فضوح الآخرة..
ولباس التقوى.. أي الذي نتقي به غضب الله سبحانه وتعالى.. هو خير من اللباس المادي.. ولذلك يقول الحق تبارك وتعالى عنه:
{ولباس التقوى ذلك خير، ذلك من آيات الله لعلهم يذّكرون} الأعراف 26.
إذن فلباس التقوى الذي هو خير من لباس الدنيا لأنه يقينا غضب الله جل جلاله _
هو آية من آيات الله..
لنعرف أننا مكونون من مادة وقيم.. وكما للمادة عورات مادية تظهر إذا نزعنا ثيابنا.. فللقيم أيضا عورات تظهر لعدم التقوى.
ثم يأتينا التحذير من الله سبحانه وتعالى:
]{ يا بني آدم لا يفتننّكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنّة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما}. الأعراف 27.
الله سبحانه وتعالى.. يحذرنا من فتنة الشيطان.. والفتنة هي الاختبار.. فإذا نجحنا في الاختبار فلن يحدث الفساد، ولكنه يحدث إذا سقطنا في الفتنة..
والفتنة ليست شرا ولا خيرا..
بل هي اختبار يأتي بالخير إن نجحت،
أو بالشر إن سقطت فيه.
من الكتاب القيم
عداوة الشيطان للانسان
للداعية الشيخ
محمد متولي الشعراوي
طبعاً منقوووووووووول
للفائدة
وأخيراً
أرجو منكم ألا تنسونا من صالح دعائكم