منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


2 مشترك

    دمعة في فرح

    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : دمعة في فرح Palestineflsmnwmls2
    nbsp : دمعة في فرح 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59951

    دمعة في فرح Empty دمعة في فرح

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 16/6/2008, 6:30 am

    بسم الله الرحمن الرحيم


    امتلأت الغرفة بالمهنئات ...
    أنظر إلى زميلاتي وقريباتي ... الكل يُسلم .. ويبارك ..
    بارك الله لكما وبارك عليكما .. وجمع بينكما في خير ..
    ويدعو بالتوفيق والذرية الصالحة
    بعد دقائق ..
    جلست وحيدة أترقب القادم ... سقطت من عيني دمعة
    عندما تذكرتُ أمي وهي تدعو لي بالزوج الصالح
    كأنني في حلم .. رجعت بالذاكرة سنين طويلة ..
    صباح ذلك اليوم ..
    أين أمي؟ أين ذهبت ... ؟
    ارتفع صوتي أطول من هامتي .. فأنا ابنة خمس سنين
    أعدتُ السؤال .. أين أمي ..؟
    كانت الدموع .. الجواب
    هناك من أضاف .. بصوت ضعيف .. قطعه البكاء
    ذهبت إلى الجنة إن شاء الله ..
    لا أعرف في ذلك اليوم .. من أبكى الآخر .. ؟
    أنحن أنا وأخي صاحب ثلاث السنوات .. أم بكاء من حولنا ؟
    أمسكت بيد أخي نبحث عن أمنا
    تعبت أقدامنا من الجري هنا .. وهناك ..
    صعدنا إلى الدور العلوي ..
    طرقنا أبواب الغرف جميعاً .. ذهبنا إلى المطبخ ..
    ورغم التعب .. لم نجدها ..
    عندنا .. تأكدتُ أن أمي ليست في المنزل
    ضممتُ أخي إليَّ .. وبكيت
    من التعب والإرهاق غفونا ...
    بعد ساعة أو ساعتين .. أمسكتُ بيد أخي ... لنعيد البحث ...
    لم نجدها في المنزل .. رغم كثرة النساء
    لقد كانت ملء السمع والبصر .. ولكن أين اختفت .. ؟
    بعد صمت طويل .. ووقوف مستمر .. تذكرتُ بفرح ..
    هناك مكان لم نبحث عنه فيها .. إنه ظل الشجرة ..
    كانت تُحب ذلك المكان .. بسرعة أجري
    تعبنا من نزول الدرج .. وسقط أخي من شدة جذبي له ..
    ولكننا في النهاية .. لم نرى سوى الشجرة ..
    نظرت أعلى الشجرة .. وبقايا زرع كانت تُحبه
    ولكن أين أمي .. ؟
    فجأة ..
    تعالت الأصوات .. رأيت الرجال وقد تنادوا
    أطرقت سمعي .. وأشخصت بصري ..
    لحظاتٌ من الحركة السريعة ..
    مروا من أمامنا يحملون شيئاً على أكتافهم
    قلت لأخي حين سألني .. ماهذا ؟
    قلت ببراءة الأطفال ..
    هذا شيء ثقيل .. فالكل يشارك في حمله ..
    لم أكن أعرف أن تلك المحمول .. هي .. أمي ..
    وإلا لأمسكت بها .. ولم أدعها تذهب ..
    اختفى الرجال ..
    هدأت الأصوات .. وساد الصمت ..
    جلسنا نلعب في التراب بطمأنينة ..
    في ظل الشجرة .. كعادتنا عندما تكون أمي بجوارنا ..
    هذا أول يوم نخرج فيه إلى الحديقة بدون حذاء ..
    نعطش فلا نجد الماء ..
    أقبلت إحدى قريباتي وأخذتنا معها إلى الداخل ..
    في صباح الغد ..
    بدأنا مشوار البحث في كل مكان ..
    استجمعت قواي .. قلت لأخي وهو يبكي حولي ..
    سترجع أمي .. وستعود .. وستعود ..
    هبت جدتي مسرعة عندما ارتفعت أصواتنا بالبكاء
    ضمتنا إلى صدرها
    مازالت أتحسس دمعتها التي سقطت على رأسي ..
    كلما شاهدت أُماً قبلتها .. فيها رائحة أمي ..
    تذكرت يوماً .. أنها قالت لي عندما أغضبتها
    سأذهب .. واترككم
    مازلتُ أتذكر حين أتينا لزيارتها في المستشفى ..
    بجوار سريرها .. حملني أبي .. وقال لها .. هذه أروى
    ضمتني وقبلتني .. ثم قبلت أخي ..
    تساقطت دموعها وهي تضغط على يدي الصغيرة ... وتقبلها بقوة
    كل يوم يطرف سمعي .. آخر صوت سمعته منها ..
    استودعكما الله الذي لاتضيع ودائعه ..
    ثم أجهشت بالبكاء .. وغطت وجهها ..
    أخرجونا من غرفتها .. ونحن بكاءٌ .. ودموع ..
    بعد رحيلها بدأنا .. رحلة التنقل ..
    رحَلتُ .. من دار كان فيها أبٌ وأمُ .. وأخ ..
    رحَلت ونحن رحلنا ..
    بعد خمس سنوات ..
    رجعتُ إلى دار أبي .. قادمة من بيت جدتي ..
    أنا .. وأخي ..

    وغائب الموت لاترجون رجعته إذا ذوو غيبة من سفرة رجعوا

    أمرأةٌ في بيت أبي ..
    قال أبي .. هذه أسماء .. سلموا عليها ..
    ليست أمي .. لكنها نعم الزوجة لأبي ..
    اهتمت بتربيتنا تربية صالحة .. حرصت على متابعة دراستي ..
    بدأت تحثني على حفظ القرآن .. اختارت لي الرفقة الصالحة ..
    هيأت لي ولأخي .. مانريد .. بل أكثر من ذلك ..
    أحيانا كثيرة نُغضبها .. لكن رغم ذلك ..
    كانت المرأة الصبور .. العاقلة ..
    لم تُضيع دقيقة من عمرها بدون فائدة ..
    لسنانها رطبٌ من ذكر الله .. جَمعت بين الخُلُق والدين ..
    ملأت فراغاً كبيراً في حياتنا ..
    هذه هو تفسيرها للمعاملة الطيبة .. عندما سألتها فيما بعد ..
    قلت لها .. أنتِ تختلفين عن زوجات الآباء
    فأين الظلم .. وأين المعاملة السيئة ‍؟
    قالت أخاف الله .. وأحتسب الأجر في كل عملٍ أقوم به ..
    أنتم أمانة عندي .. لاتعجبي ..
    حتى في ترتيب شعرك أحتسب الأجر ..
    ثم يا أروى .. كم تحفظين من القرآن .. ؟
    أليس لي أجرٌ إن شاء الله في ذلك ..
    أليس لي أجرٌ في تربيتك التربية الصالحة ..
    كل ماعملته .. ابتغاء مرضاة الله .. وأضافت ..
    كما أن الإنسان يطلب الأجر والمثوبة في العبادات كالصوم والصلاة ..
    فإنه يطلبها في المعاملة ..
    المسلم يا بنيتي مطالبٌ بالمعاملة الحسنة ..
    قاطعتها ..
    ولكننا نتعبك .. وقد نضايقك ..
    يا أروى .. في كل عمل تعبٌ ونصبٌ .. الجنة لها ثمن ..
    تعلمين أن في الصيام تعباً وفي الحج مشقة ..
    والله سبحانه وتعالى يقول {فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره}
    ما ترينه حولك من ظلم زوجات الآباء لن يمر دون حساب ..
    بل حسابٌ عسير ..
    ما ذنبُ يتيم يُظلم .. وصغيرٍ يُقهر
    الظلم ظلماتٌ يوم القيامة
    قلت لها .. والعبراتُ تخنقني ..
    هذه دعوة أمي رأيتها في حُسن معاملتك لنا ..
    فالله لا تضيع ودائعه ..
    فجأة ..
    طُرق الباب ..
    دَخلت زوجة أبي .. سلِّمت .. وباركت
    قبلتُ رأسها .. ولها عندي أكثر
    مثال المرأة المسلمة
    قالت .. ودمعةٌ منها تُودع ..
    لاتنسي أن تحتسبي عند الله كل عملٍ تقومين به ..
    ثم أضافت على عجلٍ لا تفارقه الإبتسامة ..
    لقد حفظت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "إذا صلت المرأة خمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها ، وأطاعت زوجها ، قيل لها .. ادخلي الجنة من أي الأبواب شئت " ..
    قلت في نفسي .. ما أخطأ أبي حين تزوج امرأة صالحة ..
    ما أخطأ أبي حين تزوج امرأة تخاف الله

    دار القاسم للنشر والتوزيع
    أبوأيوب
    أبوأيوب
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1852
    العمر : 44
    البلد : نابلس
    بلد العضو : دمعة في فرح Palestineflsmnwmls2
    nbsp : دمعة في فرح 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60510

    دمعة في فرح Empty رد: دمعة في فرح

    مُساهمة من طرف أبوأيوب 17/6/2008, 3:05 pm


    جزاك الله خيرا أخي الحبيب
    ودمت داعياً مخلصاً لله
    أبو مصعب وسميه
    أبو مصعب وسميه
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 1675
    العمر : 43
    البلد : بيت حنينا
    الهوايات المفضلة : الدعوة الى الله
    بلد العضو : دمعة في فرح Palestineflsmnwmls2
    nbsp : دمعة في فرح 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59951

    دمعة في فرح Empty رد: دمعة في فرح

    مُساهمة من طرف أبو مصعب وسميه 18/6/2008, 1:44 pm

    اللهم امين واياك اخى الكريم

    جزاك الله خيرا على مرورك العطر

      الوقت/التاريخ الآن هو 5/11/2024, 1:48 pm