ضعف الإنســان
قال الحسن البصري: مسكين ابن آدم، محتوم الأجل، مكتوم الأمل، مستور العلل، يتكلم بلحم، وينظر بشحم، ويسمع بعظم، أسير جوعه، مطيع شبعه، تؤذيه البقة، وتنتنه العرقة، وتقتله الشرقة، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً
من هم الرجــال !؟
من فضلك، اقرأ حتى النهاية و ستعرف تماما "من هم الرجـــال"!!
الدعوة إلى الجهاد ليست للرجال فقط، وإنما كتب الجهاد على الأمة عامة رجالهم ونساءهم «فإنما النساء شقائق الرجال» إلا من عذره الله مثل الأعمى والأعرج والمريض، فهؤلاء ليس عليهم حرج. و لكن على من كتب القتال في أرض المعركة وميادين القتال؟ الرد على هذا السؤال جاء بالإجماع أنهم هم الرجال. إذا الرجال عليهم العامل الأكبر في النصر بإذن الله، فما تعريف كلمة "رجل"؟ و ما الصفات التي نعرف بها الرجال؟
-هل نعرف الرجل من تركيبه العضلي؟ أما نعرفه من تركيبه البيولوجي؟ أم كيف نعرف الرجل؟
لا، لا يعرف الرجل من تركيبه العضلي لأنه يوجد رجالاً نحيفة مثلاً أو أنه يوجد نساء رافعات أثقال يبدو بنيانهم أقوى من الرجال. ولا يعرف الرجل أيضا من تركيبه البيولوجي لأنه على سبيل المثال، قال الله تعالى في سورة الأعراف على قوم لوط:
{إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} [الأعراف:81]. إذاً وكما هو موجود حالياً من الشواذ في كل مكان حتى في أرض الإسلام، فالشكل البيولوجي لا يعرّف الرجل أو المرأة. و أيضاً لا يعرف الرجل من شاربه أو لحيته، لأنه لا يوجد لدى بعض الرجال شعر على الوجه ويوجد لدى بعض النساء شعر على الوجه وذلك نتيجة اختلال هرموني في الجسد.
عند البحث ومن ألسنة علماء الدين الإسلامي، وجد التعريف من القرآن في الآيات التالية:
{لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ.أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:108-109]
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ.رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ.لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور:36-38]
{وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [الأنبياء:7]
نلاحظ وجود حرف الجر "في" في كلا الآيتين، مما تدل على وجود شيء داخل شيء. وفي معنى الآيتين، أن الرجال داخل بيوت الله. هكذا عرف الله الرجل. أي أن الرجل هو من أسّس بنيانه على تقوى من الله. الرجل هو من أحبه الله، الرجل هو من يضع الله في حساباته وواجباته و قبل أي شيء، الرجل هو من يستطيع رفع راية الله عالية خفاقة.
و ليس كل المؤمنين رجال من قوله تعالى:
{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23]
و قوله تعالى:
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [الأحزاب:40]
و إليكم بعض الصفات التي وصف الله بها الرجال كما وردت في الآيات:
- يكفي أن الله تعالى شهد لهذا الإنسان أنه رجل.
- شجاع: لأنه ما كان الله ليوحي لإنسان بأن يحمل الرسالة إلا أن يشهد الله تعالى له بالشجاعة. و ذلك من قوله تعالى {وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ}
- بالغ: أي أن الرجل هو من بلغ الحلم (أي سن 11 أو 12)، و ذلك من قوله تعالى {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}؛ لأن إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات وعنده 16 شهر، وفي قول آخر وعنده 18 شهر. و بالفعل ما كان سيدنا محمد أبا أحد من الرجال.
- صابر: و ذلك لأن الرجل تحمل الصبر على الطاعة حتى شهد الله له، بل و يحبه الله.
- قوى البنية: و ذلك من قوله تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ}، وفيه تشبيه بأن الجسد كأنه بنيان يؤسس، وحيث أن الأساس في حياة المهندسين هو أصل القوة في أي مبنى، لذلك فإن جسد الرجل يكون قوي كالبنيان وأساس قوته تقوى الله.
- مُحب: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ يُحِبُّونَ}.
- رقيق القلب: و ذلك من قوله تعالى {يَخَافُونَ يَوْماً}
- لا يخاف أحداً إلا الله: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} كلنا يعلم ما في التجارة من مشاكل ومشاكسات ومكسب وخسارة وأُناس يتقون الله وأُناس غير ذلك، ولكن الرجل هو من لا يلتفت لذلك، ويضع الله فوق أي اعتبار.
- مضئ الوجه: و ذلك من قوله تعالى {وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ} وذلك أن رجل حل عليه رضوان الله تعالى، بالتالي حلت عليه رحمة الله، و بالتالي تحقق فيه قول الله تعالى في سورة آل عمران: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [107]
- جاد: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ}.
- حذِر: و ذلك من قوله تعالى {يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}.
- شهم: و ذلك من قوله تعالى {فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً}.
- نظيف: و ذلك من قوله تعالى {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ}.
- محبوب عند الناس: و ذلك من قوله تعالى {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}، ومن يحبه الله حبب الله فيه خلقه وذلك من الحديث القدسي الصحيح « إذا أحب الله عبداً، نادى جبريل: إني قد أحببت فلاناً، فأحبه، قال: فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـنُ وُدّاً}، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلاناً، فينادي في السماء، ثم تنزل له البغضاء في الأرض».
- طموح: و ذلك من قوله تعالى {وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ}، إذا لابد أن يكون هذا الرجل آخذا بأسباب الرزق و ساعيا فيها حتى يزيده الله من فضله.
- نشيط: لأن من حافظ على صلواته الخمس في المسجد، هذا دليلاً على نشاطه، و ليس ذلك وحسب، وإنما أيضاً يسعى في رزقه حتى أن الله يزيده من فضله.
- حسن الخلق: و ذلك من قوله تعالى {صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ}، إذا فالأولى أن يكون الرجل حسن الخلق مع الناس، لأنه كان حسن الخلق مع الله تبارك وتعالى.
- صادق: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ صَدَقُواْ}.
- مقدام: و ذلك من قوله تعالى {فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً}.
- أمين: لأنه في الأصل حافظ على الله وفروض الله وحدود الله وبيوت الله، فلابد أن يكون محافظاً على حرمات الله.
- ثابت وموزون: وذلك من قوله تعالى {وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً}.
- مخلص: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ}.
- كريم: وذلك من قوله تعالى {وَيَزِيدَهُمْ}، و من قوله تعالى {وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ}.
- رحيم: و ذلك من قوله تعالى {وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ}؛ إذا فيه خصلة الرحمة بالضعفاء ذوي الحاجة.
- ذكي: و ذلك من قوله تعالى { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ }، فمن كانت له القدرة على إحضار الذهن في وقت ذكر الله، ثم إحضار الذهن و قت السعي، فهو بذلك ذكى يعرف كيف يوظف عقله جيداً.
- حساس: وذلك من قوله تعالى {وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ}، و كذلك أثبت إحساسه بالضعفاء.
- متواضع: و ذلك من قوله تعالى {وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ}.
- عادل: و ذلك من قوله تعالى {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.
- عزيز النفس: و ذلك من قوله تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ}.
- منظم: وذلك لأن الرجل حافظ على وقت ذكر الله لله، ووقت التجارة للتجارة. فكذلك في جميع حياته هو منظم.
- أخيراً الرجل يكون فيه أكثر صفات الأنبياء والمرسلين، وذلك من قوله تعالى {وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ} .
يا أخي في الله..
أنظر إلى نفسك الآن واسأل نفسك.. هل أنت ذلك الرجل الذي عرفه الله ثم وصفه بتلك الصفات الجميلة؟ إن كنت كذلك، فنعم الرجل أنت. و إن لم تكن كذلك، فماذا تنتظر لتكون رجل يحبه الله؟ رجل خليفة لله؟ رجل يدافع عني وعن أمّه وأخته وابنته وأخواته المسلمات وأطفاله وأطفال أخوانه وأخواته، وسائر محارم الله ودين الله والدعوة إلى الله؟
يا أختي في الله..
هل يوجد في بيتك رجل يدافع عنك؟ فإن وجد ذلك الرجل فذلك خير لك ولطفلك، ولكن لو لم يكن عندك ذلك الرجل الذي يدافع عنك؟ أين فطنة المرأة المسلمة التي تستطيع أن تجعل من زوجها وأخيها و أبيها وابنها رجالاً يدافعون عنها وقت اللزوم ويحملون راية الإسلام ويجعلونها عالية خفاقة؟
يا أختي الملتزمة، لا تأخذي الرجال أعداء لك، فإنما هؤلاء الرجال هم من يدافعون عنك، ويا أختي غير الملتزمة، لا تفتني الرجال، فأنت أول خاسرة من فتنتهم، ذلك أن بعض ضعاف النفوس سيتحولون بسببك إلى وحوش يبحثون عن شهواتهم فقط، وبدلاً من أن يدافعوا عنك، سيكونون هم أول من يهتكون عرضك.
**خوف المحسنين
خوف من يعمل الحسنة..
قال الفقيه "ابن السمرقندي" يرحمه الله في تنبيه الغافلين:
"من عمل الحسنة يحتاج إلى خوف أربعة أشياء، فما ظنك بمن يعمل السيئة ؟!
1-خوف عدم القبول، لأن الله تعالى قال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} [المائدة:27].
2- خوف الرياء لأن الله تعالى قال: {وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:5].
3- خوف التسليم والحفظ، لأن الله تعالى قال: {مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام:160].
4- خوف الخذلان في الطاعة، لأنه لا يدري هل يوفق لها أم لا؛ لقول الله تعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88
منقووووووووووول
قال الحسن البصري: مسكين ابن آدم، محتوم الأجل، مكتوم الأمل، مستور العلل، يتكلم بلحم، وينظر بشحم، ويسمع بعظم، أسير جوعه، مطيع شبعه، تؤذيه البقة، وتنتنه العرقة، وتقتله الشرقة، لا يملك لنفسه ضراً ولا نفعاً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً
من هم الرجــال !؟
من فضلك، اقرأ حتى النهاية و ستعرف تماما "من هم الرجـــال"!!
الدعوة إلى الجهاد ليست للرجال فقط، وإنما كتب الجهاد على الأمة عامة رجالهم ونساءهم «فإنما النساء شقائق الرجال» إلا من عذره الله مثل الأعمى والأعرج والمريض، فهؤلاء ليس عليهم حرج. و لكن على من كتب القتال في أرض المعركة وميادين القتال؟ الرد على هذا السؤال جاء بالإجماع أنهم هم الرجال. إذا الرجال عليهم العامل الأكبر في النصر بإذن الله، فما تعريف كلمة "رجل"؟ و ما الصفات التي نعرف بها الرجال؟
-هل نعرف الرجل من تركيبه العضلي؟ أما نعرفه من تركيبه البيولوجي؟ أم كيف نعرف الرجل؟
لا، لا يعرف الرجل من تركيبه العضلي لأنه يوجد رجالاً نحيفة مثلاً أو أنه يوجد نساء رافعات أثقال يبدو بنيانهم أقوى من الرجال. ولا يعرف الرجل أيضا من تركيبه البيولوجي لأنه على سبيل المثال، قال الله تعالى في سورة الأعراف على قوم لوط:
{إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} [الأعراف:81]. إذاً وكما هو موجود حالياً من الشواذ في كل مكان حتى في أرض الإسلام، فالشكل البيولوجي لا يعرّف الرجل أو المرأة. و أيضاً لا يعرف الرجل من شاربه أو لحيته، لأنه لا يوجد لدى بعض الرجال شعر على الوجه ويوجد لدى بعض النساء شعر على الوجه وذلك نتيجة اختلال هرموني في الجسد.
عند البحث ومن ألسنة علماء الدين الإسلامي، وجد التعريف من القرآن في الآيات التالية:
{لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ.أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة:108-109]
{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ.رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ.لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [النور:36-38]
{وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [الأنبياء:7]
نلاحظ وجود حرف الجر "في" في كلا الآيتين، مما تدل على وجود شيء داخل شيء. وفي معنى الآيتين، أن الرجال داخل بيوت الله. هكذا عرف الله الرجل. أي أن الرجل هو من أسّس بنيانه على تقوى من الله. الرجل هو من أحبه الله، الرجل هو من يضع الله في حساباته وواجباته و قبل أي شيء، الرجل هو من يستطيع رفع راية الله عالية خفاقة.
و ليس كل المؤمنين رجال من قوله تعالى:
{مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً} [الأحزاب:23]
و قوله تعالى:
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَـكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} [الأحزاب:40]
و إليكم بعض الصفات التي وصف الله بها الرجال كما وردت في الآيات:
- يكفي أن الله تعالى شهد لهذا الإنسان أنه رجل.
- شجاع: لأنه ما كان الله ليوحي لإنسان بأن يحمل الرسالة إلا أن يشهد الله تعالى له بالشجاعة. و ذلك من قوله تعالى {وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ}
- بالغ: أي أن الرجل هو من بلغ الحلم (أي سن 11 أو 12)، و ذلك من قوله تعالى {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ}؛ لأن إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه و سلم مات وعنده 16 شهر، وفي قول آخر وعنده 18 شهر. و بالفعل ما كان سيدنا محمد أبا أحد من الرجال.
- صابر: و ذلك لأن الرجل تحمل الصبر على الطاعة حتى شهد الله له، بل و يحبه الله.
- قوى البنية: و ذلك من قوله تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ}، وفيه تشبيه بأن الجسد كأنه بنيان يؤسس، وحيث أن الأساس في حياة المهندسين هو أصل القوة في أي مبنى، لذلك فإن جسد الرجل يكون قوي كالبنيان وأساس قوته تقوى الله.
- مُحب: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ يُحِبُّونَ}.
- رقيق القلب: و ذلك من قوله تعالى {يَخَافُونَ يَوْماً}
- لا يخاف أحداً إلا الله: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} كلنا يعلم ما في التجارة من مشاكل ومشاكسات ومكسب وخسارة وأُناس يتقون الله وأُناس غير ذلك، ولكن الرجل هو من لا يلتفت لذلك، ويضع الله فوق أي اعتبار.
- مضئ الوجه: و ذلك من قوله تعالى {وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ} وذلك أن رجل حل عليه رضوان الله تعالى، بالتالي حلت عليه رحمة الله، و بالتالي تحقق فيه قول الله تعالى في سورة آل عمران: {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [107]
- جاد: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ}.
- حذِر: و ذلك من قوله تعالى {يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ}.
- شهم: و ذلك من قوله تعالى {فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً}.
- نظيف: و ذلك من قوله تعالى {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ}.
- محبوب عند الناس: و ذلك من قوله تعالى {وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}، ومن يحبه الله حبب الله فيه خلقه وذلك من الحديث القدسي الصحيح « إذا أحب الله عبداً، نادى جبريل: إني قد أحببت فلاناً، فأحبه، قال: فينادي في السماء، ثم تنزل له المحبة في أهل الأرض، فذلك قول الله: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـنُ وُدّاً}، وإذا أبغض الله عبدا نادى جبريل: إني قد أبغضت فلاناً، فينادي في السماء، ثم تنزل له البغضاء في الأرض».
- طموح: و ذلك من قوله تعالى {وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ}، إذا لابد أن يكون هذا الرجل آخذا بأسباب الرزق و ساعيا فيها حتى يزيده الله من فضله.
- نشيط: لأن من حافظ على صلواته الخمس في المسجد، هذا دليلاً على نشاطه، و ليس ذلك وحسب، وإنما أيضاً يسعى في رزقه حتى أن الله يزيده من فضله.
- حسن الخلق: و ذلك من قوله تعالى {صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ}، إذا فالأولى أن يكون الرجل حسن الخلق مع الناس، لأنه كان حسن الخلق مع الله تبارك وتعالى.
- صادق: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ صَدَقُواْ}.
- مقدام: و ذلك من قوله تعالى {فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً}.
- أمين: لأنه في الأصل حافظ على الله وفروض الله وحدود الله وبيوت الله، فلابد أن يكون محافظاً على حرمات الله.
- ثابت وموزون: وذلك من قوله تعالى {وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً}.
- مخلص: و ذلك من قوله تعالى {رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ}.
- كريم: وذلك من قوله تعالى {وَيَزِيدَهُمْ}، و من قوله تعالى {وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ}.
- رحيم: و ذلك من قوله تعالى {وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ}؛ إذا فيه خصلة الرحمة بالضعفاء ذوي الحاجة.
- ذكي: و ذلك من قوله تعالى { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ }، فمن كانت له القدرة على إحضار الذهن في وقت ذكر الله، ثم إحضار الذهن و قت السعي، فهو بذلك ذكى يعرف كيف يوظف عقله جيداً.
- حساس: وذلك من قوله تعالى {وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ}، و كذلك أثبت إحساسه بالضعفاء.
- متواضع: و ذلك من قوله تعالى {وَإِيتَآءِ الزَّكَـاةِ}.
- عادل: و ذلك من قوله تعالى {لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ}.
- عزيز النفس: و ذلك من قوله تعالى {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ}.
- منظم: وذلك لأن الرجل حافظ على وقت ذكر الله لله، ووقت التجارة للتجارة. فكذلك في جميع حياته هو منظم.
- أخيراً الرجل يكون فيه أكثر صفات الأنبياء والمرسلين، وذلك من قوله تعالى {وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ} .
يا أخي في الله..
أنظر إلى نفسك الآن واسأل نفسك.. هل أنت ذلك الرجل الذي عرفه الله ثم وصفه بتلك الصفات الجميلة؟ إن كنت كذلك، فنعم الرجل أنت. و إن لم تكن كذلك، فماذا تنتظر لتكون رجل يحبه الله؟ رجل خليفة لله؟ رجل يدافع عني وعن أمّه وأخته وابنته وأخواته المسلمات وأطفاله وأطفال أخوانه وأخواته، وسائر محارم الله ودين الله والدعوة إلى الله؟
يا أختي في الله..
هل يوجد في بيتك رجل يدافع عنك؟ فإن وجد ذلك الرجل فذلك خير لك ولطفلك، ولكن لو لم يكن عندك ذلك الرجل الذي يدافع عنك؟ أين فطنة المرأة المسلمة التي تستطيع أن تجعل من زوجها وأخيها و أبيها وابنها رجالاً يدافعون عنها وقت اللزوم ويحملون راية الإسلام ويجعلونها عالية خفاقة؟
يا أختي الملتزمة، لا تأخذي الرجال أعداء لك، فإنما هؤلاء الرجال هم من يدافعون عنك، ويا أختي غير الملتزمة، لا تفتني الرجال، فأنت أول خاسرة من فتنتهم، ذلك أن بعض ضعاف النفوس سيتحولون بسببك إلى وحوش يبحثون عن شهواتهم فقط، وبدلاً من أن يدافعوا عنك، سيكونون هم أول من يهتكون عرضك.
**خوف المحسنين
خوف من يعمل الحسنة..
قال الفقيه "ابن السمرقندي" يرحمه الله في تنبيه الغافلين:
"من عمل الحسنة يحتاج إلى خوف أربعة أشياء، فما ظنك بمن يعمل السيئة ؟!
1-خوف عدم القبول، لأن الله تعالى قال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} [المائدة:27].
2- خوف الرياء لأن الله تعالى قال: {وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [البينة:5].
3- خوف التسليم والحفظ، لأن الله تعالى قال: {مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا}[الأنعام:160].
4- خوف الخذلان في الطاعة، لأنه لا يدري هل يوفق لها أم لا؛ لقول الله تعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88
منقووووووووووول