الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وبعد...
فقد أمرنا الله بحفظ الأوقات فيما ينفع من فعل الخير والطاعات, ونهى عن إضاعتها في اللهو والغفلات فمن خلال قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (} [سورة الشرح:7-8].
إذا يجب أن تكون الحياة كلها لله.. وفي طاعته ومرضاته..حتى اللهو والمرح والمداعبة مع الأهل والأصدقاء تنوي فيه نية صالحة ويكون وفق الضوابط الشرعية, بل حتى أكلك وشربك ونومك وغيره تنوي فيه نية صالحة ويكون على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتؤجر على ذلك..
وقد قال الله تعالى مبيناً أنّه يجب أن تكون حياتنا ومماتنا كلها لله: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)} [سورة الأنعام: 162].
فعلى هذا يكون كل إنسان أدرى بنفسه وما هو الأصلح له ليستغل به وقته فما كان لله أطوع كان للعبد أنفع.
البر وحفظ الأوقات
بمناسبة حلول عطلة السنة الدراسية يقضي بعض الشباب هذه العطلة في الغفلة واللهو واللعب واستغلالها في المرح المذموم, وبعضهم يخرجون إلى البراري في تلك الأيام ويكوّنون اجتماعات قد تكون سيئة, يخالطون فيها العصاة ويضيعون فيها الصلوات الخمس ويستعملون الملاهي وآلات الطرب والطبول، ويستمعون إلى المغنين والمطربين وربّما يشربون المسكرات ويسرفون في طبخ الأطعمة واللحوم التي لا يؤكل منها إلاّ القليل أو بعضها يهدر في التراب, لهذا يجب على المسلمين المحافظة على نعم الله تعالى والانضباط في صرف الأموال والأوقات فيما ينفع ويفيد.
قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)} [سورة الأعراف:31-32].
إن هذه العطلة للانتقال من فصل دراسي إلى آخر, ولتمكين الطلاب من قضاء الإجازة واللهو المباح, فينبغي أن تستغل فيما يفيد حتى لا يكسل الطالب عن الطلب ويسبب ضياع المعلومات ويميت الذاكرة.
ما الذي يعينك على حفظ وقتك في البر
- الخوف من الله وخشيته ومراقبته لأنّها تدفع الإنسان لعمارة وقته.
- صحبة الصالحين ذوي العقول السليمة لأنّ المرء على دين خليله.
- تذكر الموت, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من ذكر هادم اللذات» [رواه الترمذي].
- قراءة سير العلماء لأنّ فيها حافز كبير على حسن استغلال الوقت.
- الحذر من التسويف خاصة الصلاة وعدم تأخيرها.
-الدعاء لأنّه سبب كبير للحصول على كل مطلوب قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...} [سورة غافر: من الآية60].
- تنويع ما يستغل به الوقت حتى لا يصاب الإنسان بالملل مع عدم نسيان الطاعة.
- تنظيم الوقت وجعل جدول يساعد على اغتنام الوقت بالبر وعدم تضيعيه.
- مخالفة الهوى وطلب مرضاة الله تعالى على كل حين.
وأخيراً هذه أمور احرص عليها كحرصك على أموالك
1- احرص على دعاء المكان ليحفظك الله بالبر:
فعن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها, قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك» [رواه مسلم].
2- استحباب الاجتماع عند النزول وعند الأكل:
فقد روى أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنّما ذلكم من الشيطان فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلاّ انضم بعضهم إلى بعض حتى لو بسط عليهم ثوب لعمهم» [رواه أبو داود وصححه الألباني].
والاجتماع على الطعام تحصل به البركة والزيادة, فعن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمقالوا: يا رسول الله إنّا نأكل ولا نشبع, قال: «فلعلكم تفترقون؟» قالوا: نعم, قال: «فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه» [رواه أبو داود وحسنه الألباني].
3- عدم اصطحاب الكلب إلاّ للحراسة:
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس» [رواه مسلم].
4- استحباب التأمير إذا كانوا ثلاثة فأكثر:
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم» [رواه أبو داود].
5- إطفاء النّار والمدفئة قبل النوم:
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: احترق بيت في المدينة على أهله فحدث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّ هذه النّار إنّما عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم» [رواه البخاري]..يستفاد منه الحذر الشديد من إبقاء المدافئ مشتعلة حال النوم, والحوادث لا تخفى في ذلك.
6- في حال المسح على الخفين أو الجوارب التزام الآتي:
- إدخالها بعد تمام طهارة الوضوء بالماء.
- أن يكونا طاهرين من النجاسة.
- أن يكون المسح عليها في الحدث الأصغر.
- أن يكون المسح في الوقت المحدد شرعاً وهو يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيّام بلياليها للمسافر.
- يبدأ المسح من أول مسحة بعد الحدث وتنتهي بعد24ساعة للمقيم واثنتين وسبعين ساعة للمسافر, وإذا انتهت المدة وهو على طهارة لم تنقض طهارته لكن ينتقض مسحه.
7- التيمم:
عند عدم وجود الماء, أو وجود عذر وهو أن ينوي ويضرب كفيه بالأرض ضربة واحدة ثم يمسح وجهه بكفيه ثم يمسح الكفين بعضها ببعض.
والحمد لله رب العالمين.
إعداد الباحثة: خالدة سعيد
سلسلة العلامتين
فقد أمرنا الله بحفظ الأوقات فيما ينفع من فعل الخير والطاعات, ونهى عن إضاعتها في اللهو والغفلات فمن خلال قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (} [سورة الشرح:7-8].
إذا يجب أن تكون الحياة كلها لله.. وفي طاعته ومرضاته..حتى اللهو والمرح والمداعبة مع الأهل والأصدقاء تنوي فيه نية صالحة ويكون وفق الضوابط الشرعية, بل حتى أكلك وشربك ونومك وغيره تنوي فيه نية صالحة ويكون على هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتؤجر على ذلك..
وقد قال الله تعالى مبيناً أنّه يجب أن تكون حياتنا ومماتنا كلها لله: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)} [سورة الأنعام: 162].
فعلى هذا يكون كل إنسان أدرى بنفسه وما هو الأصلح له ليستغل به وقته فما كان لله أطوع كان للعبد أنفع.
البر وحفظ الأوقات
بمناسبة حلول عطلة السنة الدراسية يقضي بعض الشباب هذه العطلة في الغفلة واللهو واللعب واستغلالها في المرح المذموم, وبعضهم يخرجون إلى البراري في تلك الأيام ويكوّنون اجتماعات قد تكون سيئة, يخالطون فيها العصاة ويضيعون فيها الصلوات الخمس ويستعملون الملاهي وآلات الطرب والطبول، ويستمعون إلى المغنين والمطربين وربّما يشربون المسكرات ويسرفون في طبخ الأطعمة واللحوم التي لا يؤكل منها إلاّ القليل أو بعضها يهدر في التراب, لهذا يجب على المسلمين المحافظة على نعم الله تعالى والانضباط في صرف الأموال والأوقات فيما ينفع ويفيد.
قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (32)} [سورة الأعراف:31-32].
إن هذه العطلة للانتقال من فصل دراسي إلى آخر, ولتمكين الطلاب من قضاء الإجازة واللهو المباح, فينبغي أن تستغل فيما يفيد حتى لا يكسل الطالب عن الطلب ويسبب ضياع المعلومات ويميت الذاكرة.
ما الذي يعينك على حفظ وقتك في البر
- الخوف من الله وخشيته ومراقبته لأنّها تدفع الإنسان لعمارة وقته.
- صحبة الصالحين ذوي العقول السليمة لأنّ المرء على دين خليله.
- تذكر الموت, يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من ذكر هادم اللذات» [رواه الترمذي].
- قراءة سير العلماء لأنّ فيها حافز كبير على حسن استغلال الوقت.
- الحذر من التسويف خاصة الصلاة وعدم تأخيرها.
-الدعاء لأنّه سبب كبير للحصول على كل مطلوب قال تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ...} [سورة غافر: من الآية60].
- تنويع ما يستغل به الوقت حتى لا يصاب الإنسان بالملل مع عدم نسيان الطاعة.
- تنظيم الوقت وجعل جدول يساعد على اغتنام الوقت بالبر وعدم تضيعيه.
- مخالفة الهوى وطلب مرضاة الله تعالى على كل حين.
وأخيراً هذه أمور احرص عليها كحرصك على أموالك
1- احرص على دعاء المكان ليحفظك الله بالبر:
فعن خولة بنت حكيم السلمية رضي الله عنها, قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك» [رواه مسلم].
2- استحباب الاجتماع عند النزول وعند الأكل:
فقد روى أبو ثعلبة الخشني رضي الله عنه قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرقوا في الشعاب والأودية, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ تفرقكم في هذه الشعاب والأودية إنّما ذلكم من الشيطان فلم ينزل بعد ذلك منزلاً إلاّ انضم بعضهم إلى بعض حتى لو بسط عليهم ثوب لعمهم» [رواه أبو داود وصححه الألباني].
والاجتماع على الطعام تحصل به البركة والزيادة, فعن وحشي بن حرب عن أبيه عن جده أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلمقالوا: يا رسول الله إنّا نأكل ولا نشبع, قال: «فلعلكم تفترقون؟» قالوا: نعم, قال: «فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه» [رواه أبو داود وحسنه الألباني].
3- عدم اصطحاب الكلب إلاّ للحراسة:
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس» [رواه مسلم].
4- استحباب التأمير إذا كانوا ثلاثة فأكثر:
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم» [رواه أبو داود].
5- إطفاء النّار والمدفئة قبل النوم:
عن أبي موسى رضي الله عنه قال: احترق بيت في المدينة على أهله فحدث بشأنهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنّ هذه النّار إنّما عدو لكم فإذا نمتم فأطفئوها عنكم» [رواه البخاري]..يستفاد منه الحذر الشديد من إبقاء المدافئ مشتعلة حال النوم, والحوادث لا تخفى في ذلك.
6- في حال المسح على الخفين أو الجوارب التزام الآتي:
- إدخالها بعد تمام طهارة الوضوء بالماء.
- أن يكونا طاهرين من النجاسة.
- أن يكون المسح عليها في الحدث الأصغر.
- أن يكون المسح في الوقت المحدد شرعاً وهو يوم وليلة للمقيم وثلاثة أيّام بلياليها للمسافر.
- يبدأ المسح من أول مسحة بعد الحدث وتنتهي بعد24ساعة للمقيم واثنتين وسبعين ساعة للمسافر, وإذا انتهت المدة وهو على طهارة لم تنقض طهارته لكن ينتقض مسحه.
7- التيمم:
عند عدم وجود الماء, أو وجود عذر وهو أن ينوي ويضرب كفيه بالأرض ضربة واحدة ثم يمسح وجهه بكفيه ثم يمسح الكفين بعضها ببعض.
والحمد لله رب العالمين.
إعداد الباحثة: خالدة سعيد
سلسلة العلامتين