من طرف maged said 20/11/2007, 12:03 am
قوله تعالى :
قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا }
. فيها مسألة : أجاب الله عما وقع التقرير عليهم بقوله : { أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا } . لكن العلماء من الصحابة ومن بعدهم حملوا عليهم غيرهم , وألحقوا بهم من سواهم ممن كان في معناهم , ويرجعون في الجملة إلى ثلاثة أصناف :
الصنف الأول : الكفار بالله , واليوم الآخر , والأنبياء , والتكليف ; فإن الله زين لكل أمة عملهم , إنفاذا لمشيئته , وحكما بقضائه , وتصديقا لكلامه .
الصنف الثاني : أهل التأويل الفاسد الدليل الذين أخبر الله عنهم بقوله : { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله } كأهل حروراء والنهروان , ومن عمل بعملهم اليوم , وشغب الآن على المسلمين تشغيب أولئك حينئذ , فهم مثلهم وشر منهم . قال علي بن أبي طالب يوما , وهو على المنبر : لا يسألني أحد عن آية من كتاب الله إلا أخبرته , فقام ابن الكواء , فأراد أن يسأله عما سأل عنه صبيغ عمر بن الخطاب , فقال : ما الذاريات ذروا ؟ قال علي : الرياح . قال : ما الحاملات وقرا ؟ قال : السحاب . قال : فما الجاريات يسرا ؟ قال : السفن . قال : فما المقسمات أمرا ؟ قال : الملائكة . قال : فقول الله تعالى : { هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا } قال : ارق إلي أخبرك . قال : فرقى إليه درجتين قال : فتناوله بعصا كانت بيده , فجعل يضربه بها . ثم قال : أنت وأصحابك . وهذا بناء على القول بتكفير المتأولين . وقد قدمنا نبذة منه , وتمامها في كتب الأصول .
الصنف الثالث : الذين أفسدوا أعمالهم بالرياء وضيعوا أحوالهم بالإعجاب , وقد
أتينا على البيان في ذلك من قبل , ويلحق بهؤلاء الأصناف كثير , وهم الذين أفنوا زمانهم النفيس في طلب الخسيس . كان شيخنا الطوسي الأكبر يقول : لا يذهب بكم الزمان في مصاولة الأقران ومواصلة الإخوان . وقد ختم الباري البيان , وختم البرهان بقوله : { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا } .