سؤال مطروح لهؤلاء النسوة الذين يتشدقون بالحرية والحقوق والمساواة ويُردن أن يتصدرن مجالس الرجال ويتحررن من كل قيد عاجلاً أم آجلاً ...
{ وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} [ القصص : 22 ـ 26 ].
ما خطبكما؟ هل حرككن داعي الحاجة وعدم الكفالة وانعدام الرعاية أم أنه تمرد على الكفالة وكبر على الرعاية.
ما خطبكما؟ هل تبحثون عن كيان تفقدونه وآمال تحققونها وفِطر تعبثون بها؟
قال سامويل سمايلس الإنجليزي: (إن النظام الذي يقضي بتشغيل المرأة في المعامل مهما نشأ عنه من الثروة للبلاد فإن نتيجته كانت هادمة لبناء الحياة المنزلية لأنه هاجم هيكل المنزل وقوض أركان الأسرة ومزق الروابط الاجتماعية فإنه يسلب الزوجة من زوجها والأولاد من أقاربهم صار بنوع خاص لا نتيجة له إلا تسفيل أخلاق المرأة إذ وظيفة المرأة الحقيقة هي القيام بالواجبات المنزلية مثل ترتيب مسكنها وتربية أولادها والاقتصاد في وسائل معيشتها مع القيام بالاحتياجات البيئية. ولكن المعامل تسلخها من كل هذه الواجبات بحيث أصبحت المنازل غير منازل وأضحت الأولاد تشب على عدم التربية وتلقى في زوايا الإهمال وطفئت المحبة الزوجية وخرجت المرأة عن كونها الزوجة الظريفة والقرينة المحبة للرجل وصارت زميلته في العمل والمشاق وباتت معرضة للتأثيرات التي تمحو غالبا التواضع الفكري والأخلاقي الذي عليه مدار حفظ الفضيلة). (انظر التبرج وخطر التبرج وخطر مشاركة المرأة للرجل في ميدان عمله).
ما خطبكما؟ هل عندما دعتكم الحاجة أو الضرورة للخروج التزمتن الحياء فجعلتموه بساطاً ثم سرتن عليه وسلكتم مسالك الحشمة والوقار ودواعي العصمة أم أنها دواعي الإتيكيت وقذائف الموضة وعنصر التبعية فأصبحتن كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُكنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا" رواه مسلم.
ما خطبكما؟ هل حرككن حقاً طلب العلم وحضور صلوات الجمع والجماعات؟!
ما خطبكما؟ هل قصدتن حقاً التأسي بعائشة وأم سلمة وأم عطية ورفيدة الأسلمية الأنصارية رضي الله عنهن؟
ما خطبكما؟ هل تردن أن تصرن معلمات فقيهات تحملن الإجازات...؟
إن الطهر والنقاء والحشمة والوقار التي كانت عليها الصحابيات والمعلمات الفقيهات المجازات في الماضي والحاضر بعيد كل البعد عما تدعون إليه وما هو عليه حالكن ودوافعكن وشأنكن!
ما خطبكما؟ هل تدعون حقاً لحقوق نساء المسلمين وتتقون الله فيهن وفي أعقابهن؟ أم أنها ذاتية وأنانية مطلقة وخضوع وخنوع لدنيا زائلة فانية؟
إن وجود الهياكل من دعاة التحرر والحقوق والمساواة وما يرددونه من شبهات ويتمسكون به من أهواء جعلني أتساءل تلك التساؤلات لعلي أجد في واقعهم وحالهم جواباً فلم أجد فيه إلا زخرف القول غرورا عبر تاريخ تحررهم الزائف وحقوقهم التي طمست الفطر قبل الدين والخلق.
منقول