" ذبحوا أخاها أمام عينيها ، فأقسمت أن تثأر له..
وبرّت" هنادي " بقسَمها فصارت قنبله! "
إنّ في جنبيَّ دقـّاتٍ تنادي:
لم يزل في كلّ شبرٍ من بلادي
بعضُ جمرٍ تحتَ أطباق الرمادِ
سَمِّهِ إنْ شئتَ : جمراً..
أو لهيباً..
أو " هنادي "..
***
كاذبٌ من قال يوماً:
قد خلا ظهرُ الجوادِ!
مجرمٌ من قال: أهلاً أو سلاماً للأعادي
كم أيادٍ وأيادِ !!
- قُـطِّعتْ هذي الأيادي-
تقتلُ الأهلين لهفى!
تذبح القـُربانَ زلفى
واقتراباً للأعادي!
كم عبيدٍ وعبيدٍ
للأعادي!
قد تهاوَوْا باعتقادِ
أنْ سيرضى عنهمُ شرُّ العبادِ!
- ياله شرُّ اعتقادِ!!-
***
بينما القومُ حيارى
بين ذلٍّ وانقيادِ
وإذا صوتُ "هنادي"
قد دوَى في كلّ نادِ:
أيها الغافون هبّوا
من غياباتِ الرقادِ
وارفعوا الهاماتِ، أنتم
في الورى خيرُ العبادِ
***
لا تلوموها.. " هنادي"!
إنها ثكلى الفؤادِ
قد رأت يوماً أخاها
وهو مذبوحٌ ينادي:
" يا لقومي"..
لم تصادفْ من وعاها!
" يا لقومي"..
لم يعُدْ إلا صداها
" يا لقومي"..
صرخةٌ ضاعت بوادِ!!
***
لم يكن في القوم سعدٌ
أو عليٌّ أو صلاحْ
لم يكن فيهم رجالٌ
غير رباتِّ الوشاحْ!
لم يكن في القوم عُرْبٌ
لم يعدْ في القوم شيءٌ
من مروءاتِ البوادي!
واختفى صوت المنادي!
***
لكنْ الجمرةُ لبّتْ
تحتَ أطباق الرمادِ
ثم هبّتْ.. لو تراها
أحرقتْ ثوبَ الحدادِ
ثم سارتْ في مَداها
تحت راياتِ الجهادِ
ثم قالت للأعادي:
قد دنا يوم الحصادِ
ويدٌ للقدس حيّتْ
ويدٌ فوق الزنادِ
سمِّها إنْ شئت : جمراً..
أو لهيباً..
أو "هنادي"..
* * *