تشكل أسرار البيوت مادة دسمة للمجتمع، ومن أكثر الأخبار التي تفتح شهية السامع أو السامعة هي ما يتعلق بخصوصيات وشؤون الأسر الأخرى.
وغالباً ما يأتي التدخل في الخصوصيات وامتلاك أسرار الغير بتشجيع من أفراد الأسرة نفسها وبالأخص الزوجة؛ لأن للمرأة نزعة نحو الثرثرة والفضفضة لصديقاتها بكل ما يضايقها مهما صغر أو كبر شأنه. إلا أن هذا الأمر من شأنه إثارة القلق وزعزعة الاستقرار الأسري بالنسبة لها ولأفراد أسرتها، إن لم يؤد في الغالب إلى هدم البيت، وعندها ستتحسر وتندم على ما فعلته بيديها.
قال تعالى: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا}. (سورة النحل الآية 80). هذا السكن صفة لما يمكن أن يحتويه البيت من أسرار تتفاوت في درجة خطورتها وخصوصيتها. فنجد من الأسرار الخاصة جداً والتي حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من كشفها هي أسرار الاستمتاع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها" (رواه مسلم).
والتأكيد على هذه المسألة ورد في حديث أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرجال والنساء قعود فقال: "لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها" فأرم القوم "أي سكتوا" فقلت: إي والله يا رسول الله، إنهن ليفعلن، وإنهم ليفعلون. قال: "فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون"، (رواه الإمام أحمد).
تأتي في المرتبة الثانية مباشرة من إفشاء أسرار البيوت: تسريب الخلافات الزوجية، والبوح بخصوصيات قد تلحق الضرر بالبيت.
ومن الحكمة عدم نقل هذه المشاكل إلا بالقدر الذي يعالج المشكلة وهي تكون باستشارة ذوي الرأي والحكمة، قال تعالى: {فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} (سورة النساء 35).
وكما أن هناك بعض الأسر تقود نفسها إلى الخراب بإفشاء أسرارها، حتى أصبحت كتاباً مفتوحاً للجميع فهناك أسر لا يُسمع منها شكوى قط.
وقد نجحت هذه الأخيرة أزواجاً وزوجات في الحفاظ على خصوصياتهم فكانت الثقة والأمان هي عماد بيوتهم.
والتجارب بشقيها الإيجابي والسلبي لا تعتبر حالة عامة وإنما حالات تحكمها ظروف معينة، ومهما تمر بالبيوت من أزمات وخلافات فيكون مقدراً لأفرادها حرصهم وعملهم على الحفاظ على الأسرار حتى تنقشع الخلافات وترسو الأسرة على بر الأمان.
وهكذا هي الحياة، تنشأ البيوت ومعها تنشأ الأسرار الزوجية وتزداد مع الزمن فسواء استمرت أو تعثرت، بأيامها ولياليها وتفاصيلها الحلوة والمرة يكون الخط الفاصل بين نجاحها وفشلها، بين ثباتها وانهيارها هو مدى المحافظة على هذه الأسرار.
منقول
وغالباً ما يأتي التدخل في الخصوصيات وامتلاك أسرار الغير بتشجيع من أفراد الأسرة نفسها وبالأخص الزوجة؛ لأن للمرأة نزعة نحو الثرثرة والفضفضة لصديقاتها بكل ما يضايقها مهما صغر أو كبر شأنه. إلا أن هذا الأمر من شأنه إثارة القلق وزعزعة الاستقرار الأسري بالنسبة لها ولأفراد أسرتها، إن لم يؤد في الغالب إلى هدم البيت، وعندها ستتحسر وتندم على ما فعلته بيديها.
قال تعالى: {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا}. (سورة النحل الآية 80). هذا السكن صفة لما يمكن أن يحتويه البيت من أسرار تتفاوت في درجة خطورتها وخصوصيتها. فنجد من الأسرار الخاصة جداً والتي حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من كشفها هي أسرار الاستمتاع، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها" (رواه مسلم).
والتأكيد على هذه المسألة ورد في حديث أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرجال والنساء قعود فقال: "لعل رجلاً يقول ما يفعله بأهله، ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها" فأرم القوم "أي سكتوا" فقلت: إي والله يا رسول الله، إنهن ليفعلن، وإنهم ليفعلون. قال: "فلا تفعلوا فإنما ذلك مثل الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون"، (رواه الإمام أحمد).
تأتي في المرتبة الثانية مباشرة من إفشاء أسرار البيوت: تسريب الخلافات الزوجية، والبوح بخصوصيات قد تلحق الضرر بالبيت.
ومن الحكمة عدم نقل هذه المشاكل إلا بالقدر الذي يعالج المشكلة وهي تكون باستشارة ذوي الرأي والحكمة، قال تعالى: {فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} (سورة النساء 35).
وكما أن هناك بعض الأسر تقود نفسها إلى الخراب بإفشاء أسرارها، حتى أصبحت كتاباً مفتوحاً للجميع فهناك أسر لا يُسمع منها شكوى قط.
وقد نجحت هذه الأخيرة أزواجاً وزوجات في الحفاظ على خصوصياتهم فكانت الثقة والأمان هي عماد بيوتهم.
والتجارب بشقيها الإيجابي والسلبي لا تعتبر حالة عامة وإنما حالات تحكمها ظروف معينة، ومهما تمر بالبيوت من أزمات وخلافات فيكون مقدراً لأفرادها حرصهم وعملهم على الحفاظ على الأسرار حتى تنقشع الخلافات وترسو الأسرة على بر الأمان.
وهكذا هي الحياة، تنشأ البيوت ومعها تنشأ الأسرار الزوجية وتزداد مع الزمن فسواء استمرت أو تعثرت، بأيامها ولياليها وتفاصيلها الحلوة والمرة يكون الخط الفاصل بين نجاحها وفشلها، بين ثباتها وانهيارها هو مدى المحافظة على هذه الأسرار.
منقول