منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


4 مشترك

    الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام

    avatar
    الرضوان
    عضو نشيط جدا
    عضو نشيط جدا


    انثى عدد الرسائل : 181
    البلد : maroc
    بلد العضو : الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام Moroccoflsmnwmaa1
    nbsp : الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59650

    الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام Empty الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام

    مُساهمة من طرف الرضوان 6/7/2008, 11:26 pm

    بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على خير الانام
    أولا: حكم الوفاء بالعهد والميثاق ( ).
    دلت الآيات والأحاديث الصحيحة على وجوب الوفاء بالعهد والميثاق، وبيّنت شناعة جرم من نقضهما، أو أخل بهما، وقد يصل الإخلال بهما إلى الكفر كما حدث لبني إسرائيل وغيرهم.
    وسأذكر بعض الأدلة من الكتاب والسنة على وجوب احترام العهود والوفاء بالمواثيق.
    أولا: الآيات:
    قال تعالى: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ) (البقرة: من الآية40).
    وقال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ) (المائدة: من الآية1) ( ).
    وقال: (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا) (الأنعام: من الآية152).
    وقال  (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ) (التوبة: من الآية4).
    وقال: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ) (النحل: من الآية91).
    وقال: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) (المائدة: من الآية13).
    وفي سورة الرعد: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) (الرعد:20).
    وفي الإسراء: (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً) (الإسراء: من الآية34).
    وفي الأحزاب: (وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤُولاً) (الأحزاب: من الآية15).
    والآيات صريحة الدلالة على وجوب الوفاء وحرمة الغدر والخيانة، وجميع الآيات التي ورد فيها لفظ العهد والميثاق تدل على ذلك المنطوق أو بالمفهومثانيًا: الأحاديث:
    وردت أحاديث كثيرة في وجوب الوفاء بالعهد وإثم من نقض ميثاقه أو غدر بما عاهد عليه.
    فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله  " أربع من كنّ فيه كان منافقًا خالصًا، من إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها " ( ).
    وعن علي بن أبي طالب  قال: قال رسول الله  " من أخفر مسلمًا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل " - رواه البخاري ( ).
    وعن أنس  عن النبي  قال: " لكل غادر لواء يوم القيامة " - رواه البخاري ( ).
    وثبت عنه  - أنه قال: " من كان بينه وبين قوم عهد فلا يحلّن عقدة ولا يشدّها حتى يمضي أمده، أو ينبذ إليهم على سواء " - رواه الترمذي ( ).
    وعن أبي سعيد عن النبي  - قال: " لكل غادر لواء عند أسته يوم القيامة " - رواه مسلم ( ).
    وعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله  - قال " إن الغادر ينصب الله له لواء يوم القيامة، فيقال: ألا هذه غدرة فلان " رواه مسلم ( ).
    والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدًا، والسُنة الفعلية تشهد لذلك، ومن هنا فإن وجوب الوفاء بالعهد والميثاق أمر واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان، ونقضهما محرم بصريح الكتاب والسنة.
    ثانيًا: آثار الوفاء بالعهد والميثاق

    . جعل الله لكل عهد جزاء ولكل فعل أثر، والخوف والرجاء من صفات النفس البشرية، فهناك نفس تنقاد مع الوعد وأخرى تخشى الوعيد، والمؤمن يعيش دائمًا بين الرجاء والخوف.
    وباستقرار آيات العهد والميثاق نلحظ الآثار التي قد رتبها الله سبحانه وتعالى على الالتزام بالعهد والميثاق، كما نلحظ تنوعها وتعددها، فهناك الآثار التي تخص الفرد وأخرى تعم الجماعة، بعضها في الحياة الدنيا وأخرى يوم القيامة.
    وسأذكر تلك الآثار مقتصرًا على ما جاء مصرحًا به، مما يعطي الدلالة على أهمية الوفاء بالعهد والميثاق، وحسن الجزاء الذي ينتظر الموفين بعهدهم، والصفات المثلى التي يستحقونها، والمآل الكريم الذي وعدهم الله به رحمة منه وفضلا، مراعيًا الاختصار والاقتصار.
    1- الإيمان وردت آيات كثيرة تنفي الإيمان عن الناقضين لعهدهم وتصفهم بالكفر - كما سيأتي تفصيل ذلك في المبحث القادم - وفي المقابل وصف الله سبحانه وتعالى الموفين لعهودهم ومواثيقهم بالإيمان، والإيمان أثر تنبثق منه آثار كبرى، فإذا آمن الفرد حقق لنفسه السعادة في الدنيا والآخرة، والمجتمع الذي يسوده الإيمان ويحكمه الإسلام، مجتمع آمن مستقر، ترفرف على جنباته الطمأنينة ويعمه السلام.
    نجد في سورة (المؤمنون) وصفًا للمؤمنين، ومن أخص تلك الصفات (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) (المؤمنون:Cool فرعاية العهد والأمانة من صفات المؤمنين الصادقين، والتخلي عن تلك الصفة إخلال بهذا الوصف وقدح بالموصوف، ورعاية العهد هنا تشمل العهد العام والخاص، فكل ما صدق عليه لفظ العهد فرعايته من الإيمان.
    وفي سورة الحديد يأتي الخطاب بأسلوب الاستفهام الذي يوقظ الحس ويثير المشاعر (وَمَا لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (الحديد:Cool يتردد لفظ الإيمان ثلاث مرات بصيغ مختلفة في آيه واحدة " لا تؤمنون.. لتؤمنوا.. مؤمنين ".
    والوفاء بالميثاق هو الذي يحقق الإيمان، والموفون بعهدهم وميثاقهم هم المؤمنون.
    وبهذا يدرك المسلم أي أثر يناله جزاء لوفائه، وأي نعمة يغتنمها تحقيقًا لوعد الله، وماذا يريد المسلم أعظم من الشهادة له بالإيمان، ومن الذي يشهد له؟ أنه الباري جل وعلا: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) (المؤمنون:1) (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) (المؤمنون:Cool والإيمان وصف يستلزم آثارًا عظمى في الدنيا والآخرة: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (المؤمنون:10،11) .
    2- التقوى قال علي بن أبي طالب  التقوى: هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنـزيل، والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل ( ).
    وقيل: التقوى: أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ( ).
    التقوى: كلمة نسمعها كثيرًا، ونعقلها قليلا، وقد وردت كلمة التقوى في القرآن الكريم بتصاريفها المتنوعة أكثر من مائتي مرة.
    وكثرة ورودها تدل على الأهمية القصوى لمدلولها. وإن اختلف العلماء في معناها وتعريفها، فهم يتفقون في مآلها وثمرتها.
    صفة التقوى خاصية تتعطش لها النفوس المؤمنة، وتسعى لتحصيلها القلوب السليمة، لما لها من أثر حسن وعاقبة حميدة. ولقد جاءت التقوى أثرًا من آثار الوفاء بعهد الله، وثمرة من ثمرات الالتزام بميثاقه.
    ففي سورة البقرة يخاطب الله سبحانه - بني إسرائيل: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:63) فالتقوى ليست أمرًا مشاعًا لمن غدا أو راح، وإنما هي ثمن كريم وأثر عظيم لمن قام بعمل جليل، فأخذ التوراة التزامًا بالميثاق يؤدي إلى التقوى.
    وفي السورة نفسها يذكر الله عدة صفات كريمة شريفة يختمها بذكر عاقبة المتصفين بتلك الصفات، ونجد أن الوفاء بالعهد بعد الوعد من صفات المتقين الصادقين (وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا) (البقرة: من الآية177) (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (البقرة: من الآية177)وفي سورة آل عمران نجد ثبات حب الله للمتقين، ولا يثبت الحب للموصوف إلاّ بعد ثبات الصفة، وهي التقوى ولمن؟ للموفين عهودهم: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (آل عمران:76) .
    وكما جاء في آل عمران يأتي ما يؤكده في سورة التوبة في آيتين متقاربتين (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: من الآية4) وكما أن إتمام العهد من التقوى فإن الاستقامة عليه تؤدي إليها (فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: من الآية7) .
    ومن هنا يأخذنا هذا الأسلوب الرائع في عرض الثمرة والأثر مما لا يجد معه المسلم بدًا من الالتزام بعهد الله وميثاقه.
    3- محبة الله محبة الله ورضاه غاية الغايات ونهاية المقاصد والحاجات فإذا رضي الله على عبد وأحبه أدخله جناته ووقاه عذابه، وأكرمه في دنياه وأخراه.
    ولقد أثبت الله محبته للمتقين الموفين بعهدهم، المستقيمين على عهودهم ومواثيقهم حتى مع أعدائهم ما استقاموا هم على تلك العهود.
    (فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: من الآية7) وقبلها بآيتين: (فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: من الآية4) .
    وفي سورة آل عمران: (بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (آل عمران:76) .
    وبهذا تكون محبة الله ثمرة من ثمار الوفاء بالعهد وأثرًا من آثار الالتزام بالميثاق، ونعم الثمرة لتلك الشجرة، وطوبى لعبد ظفر بمحبة الله ورضوانه، لقد جمعت له السعادة من طرفيها، وفاز فوزًا لا يشقى بعده أبدًا.
    4- حصول الأمن في الدنيا وصيانة الدماء لم تقتصر آثار الوفاء بالعهد والميثاق على المسلمين وحدهم، وإنما شمل عدل الله الكفار الذين لم يدخلوا في دين الإسلام ولهم عهود مع أولئك المسلمين، فجاءت الآيات صريحة بوجوب الوفاء لهم وصيانة دمائهم بل إن قتيلهم الذي يقتل خطأ من قبل المسلمين له مثل ما للقتيل المسلم سواء بسواء، وأكثر من ذلك أن الكافر الذي يطارده المسلمون لقتله عندما يلجأ إلى قوم بينهم وبين المسلمين عهد وميثاق، ويدخل تحت حكمهم، يعصم دمه ويضع حدًا لطلبه.
    يقول تعالى مبينًا حكم بعض المنافقين: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) (النساء:89) ومع هذا النهي الحاسم والأمر الجازم بالقضاء عليهم ومقاطعتهم ينقلنا القرآن نقلة قوية تضع استثناء لما سبق:
    (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ) (النساء: من الآية90) .
    ومن هنا نلمس أن أثر الوفاء بالميثاق لم يقتصر على من عقد معه ووفّى به، وإنما تعداه إلى آخرين أرادوا صيانة دمائهم المهدرة، فلم يجدوا بدًا من اللجوء إلى هؤلاء.
    وفي الآية التي جاءت لبيان حكم قتل الخطأ وما يترتب عليه من دية وكفارة نقف أمام عظمة هذا الدين عندما يساوي دية الكافر ( ). الذي يقتل خطأ وهو من قوم معاهدين بدية المسلم المقيم في دار الإسلام: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ) (النساء: من الآية92) .
    ويبرز أثر الوفاء بالعهد والميثاق في هذه الآية عندما نلحظ أن دية المسلم المقيم عند الكفار غير المعاهدين أقل من دية الكافر المقيم عند قوم معاهدين.
    وفي سورة الأنفال يعطي أمانًا صريحًا لمن لهم ميثاق حقنًا لدمائهم وصيانة لأهلهم وأموالهم، فالذين آمنوا ولم يهاجروا إن استنصروا المؤمنين في الدين فتجب نصرتهم وحمايتهم إلاّ في حالة واحدة، إذا كان هذا الاستنصار موجهًا ضد من للدولة المسلمة معهم عهد وميثاق، فهنا لا نصرة ولا مساعدة، وحق أولئك المعاهدين أولى من حق هؤلاء المؤمنين:
    (وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الأنفال: من الآية72) .
    وفي سورة التوبة يأمرنا سبحانه وتعالى بالاستقامة على العهد ما استقاموا على عهدهم (فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) (التوبة: من الآية7) .
    وهذا يعطي المعاهدين ضمانة قوية وأمانًا راسخًا لا يشوبه خوف غدر أو نقض عهد من قبل المسلمين.
    ومما سبق نلمس هذا الأثر العظيم على حياة من يرتبط مع المسلمين بعهد أو ميثاق، فإنه يدرك أي أمن يعيش فيه، وأي حياة مستقرة يحياها، فلا خوف على نفسه أو أهله أو مجتمعه من الدولة المسلمة، ولقد اعترف كثير من غير المسلمين بأنهم يأمنون المسلمين أكثر مما يأمنون أهل دينهم وبني جلدتهم، ولذلك فقد سجل التاريخ بصفحات بيضاء أمثلة رائعة لهذا الأمر ( ) حتى أتى الكفار إلى المسلمين يطلبون منهم العهد والميثاق، لما لمسوه من أثر إيجابي يتخلى في سلوك المسلمين وأخلاقهم.

    5الحياة الطيبة والجزاء الحسن والأجر العظيم
    بعد أن أمر سبحانه في سورة النحل بالوفاء بالعهد ونهى عن نقض الإيمان بعد توكيدها، وحث على الصبر على ذلك. ثم أكد على العهود مرة أخرى ( ) بيّن عاقبة الصابرين وما أعده لهم من جزاء حسن،
    ثم جاء بأسلوب بديع يشير إلى - جزاء من عمل صالحًا - والوفاء بالعهد من العمل الصالح ( ) حيث وعده بالحياة الطيبة في الدنيا والجزاء الحسن في الآخرة.
    (وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:96،97) .
    وفي سورة الأحزاب يعد الله الموفين بعهدهم بجزاء عظيم يجمله سبحانه ولا يفصله - زيادة في التشويق وبيانًا لعظم الأجر: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ) (الأحزاب: 23،24) .
    وفي سورة الفتح يعد المولى جلّ وعلا بالأجر العظيم لمن وفّى بعهده (وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً) (الفتح: من الآية10) .
    وهكذا نلمس هذه الآثار الجليلة العظيمة جزاء للوفاء بالعهد والميثاق، فالحياة الطيبة والجزاء الحسن والأجر العظيم كلها تنتظر هؤلاء الأوفياء الصادقين، وأي أثر أعظم من أن يجمع للإنسان بين سعادة الدنيا والآخرة.
    6- تكفير السيئات وإدخال الجنات:
    من الآثار التي وردت في أكثر من آية جزاء لمن وفّى بعهده والتزم بميثاقه الوعد بدخول الجنة وتكفير السيئات، نجد هذا في قوله تعالى في سورة البقرة: (وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ) (البقرة: من الآية40) قال ابن جرير: وعهده إياهم أنهم إذا فعلوا ذلك أدخلهم الجنة ( ).
    وفي سورة المائدة ذكر الله سبحانه أنه أخذ ميثاق بني إسرائيل، ثم بيّن هذا الميثاق وذكر الجزاء على الوفاء به (لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) (المائدة: من الآية12وفي سورة الرعد لما ذكر صفات أولي الألباب ذكر منها أنهم يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق، ثم بيّن عاقبة هؤلاء فقال: (أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد:22-24) .
    وبعد أن ذكر صفات المؤمنين في سورة (المؤمنون) ومنها أنهم: (لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ) (المؤمنون: من الآيةCool ذكر مآلهم فقال: (أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (المؤمنون:10،11) .
    ومثل ذلك في سورة المعارج حيث قال مبينًا جزاءهم: (أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) (المعارج:35) .
    وهكذا يبرز هذا الأثر، ويعرض بصور متعددة مشوقة، تدعو المؤمن وتحثه على السعي جادًا للظفر بهذا الجزاء العظيم، والثواب الجزيل، ويكون أمام عينيه وهو يعضّ بنواجذه على ميثاقه، ويحث الخطى موفيًا بعهده ليفي له الله بوعده، ولينال عقبى الدار، وارثًا للفردوس ومكرمًا في جنات النعيم.
    وبعد:
    فللوفاء بالعهد والميثاق آثار أخرى سوى ما سبق، وردت في عدة آيات من كتاب الله، كوصفهم بأنهم أصحاب العقول السليمة: (إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ) (الرعد:19،20) .
    ووصفهم بالصدق في قوله تعالى: (أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا) (البقرة: من الآية177) .
    بعد ذكر الموفين بعهدهم إذا عاهدوا، وأن عملهم من البر فهم أبرار.
    ومما سبق تتضح لنا أهمية الوفاء بالعهد والميثاق، وما يترتب على الوفاء من آثار كبيرة في الدنيا والآخرة. وأشير هنا إلى أن تلك الآثار يستلزم بعضها بعضًا، سوى ما يتعلق بالكفار، أما ما عدى ذلك فإنها مترابطة متكاملة فالذين يوفون بعهودهم ومواثيقهم يشهد لهم الإيمان - إن كانوا ممن دخل في الإسلام -، وهم من المتقين الصادقين، ويحبهم الله فيكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة، وقبل ذلك يحيون حياة طيبة هانئة في الحياة الدنيا، حياة يعمرها الإيمان والتقوى، ولهم في الآخرة حسن المآب.
    ولا يقدر أهمية تلك الآثار إلاّ أولوا الألباب، الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق.

    اللهم اجعلنا منهم ............ يتبع


    عدل سابقا من قبل الرضوان في 7/7/2008, 6:09 pm عدل 1 مرات
    احمد
    احمد
    المدير العام لمنتدي الا رسول الله


    ذكر عدد الرسائل : 576
    العمر : 44
    البلد : مصر ام الدنيا
    الهوايات المفضلة : كره القدم
    بلد العضو : الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام Egyptcxse5
    nbsp : الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 63527

    الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام Empty رد: الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام

    مُساهمة من طرف احمد 7/7/2008, 12:46 am

    1501 - أربع خلال من كن فيه كان منافقا خالصا : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر . ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها
    الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3178

    120056 - سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لكل غادر لواء ينصب بغدرته ) .
    الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3188

    225673 - لكل غادر لواء يوم القيامة ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم من أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل
    الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: إسناده ضعيف - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/333

    35983 - من كان بينة وبين قوم عهد فلا يحلن عهدا ، ولا يشدنهم حتى يمضي أمده أو ينبذ إليهم على سواء .
    الراوي: عمرو بن عبسة السلمي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 1580

    1263 - لكل غادر لواء عند أسته يوم القيامة
    الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1738


    1258 - إن الغادر ينصب الله له لواء يوم القيامة . فيقال : ألا هذه غدرة فلان
    الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1735
    avatar
    الرضوان
    عضو نشيط جدا
    عضو نشيط جدا


    انثى عدد الرسائل : 181
    البلد : maroc
    بلد العضو : الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام Moroccoflsmnwmaa1
    nbsp : الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 59650

    الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام Empty رد: الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام

    مُساهمة من طرف الرضوان 7/7/2008, 1:49 pm

    جزاك الله خيرا اخي الفاضل على مجهوداتك
    اسعدني مرورك
    الشهاب
    الشهاب
    عضو علي درجه مشرف
    عضو علي درجه مشرف


    ذكر عدد الرسائل : 328
    البلد : مصر
    nbsp : الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 60430

    الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام Empty رد: الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام

    مُساهمة من طرف الشهاب 7/7/2008, 3:41 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين
    بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
    رجاءء لا تحرمنا منك ولا من مواضيعك
    zmzm
    zmzm
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 3063
    البلد : egypt
    nbsp : الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 61420

    الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام Empty رد: الوفاء بالعهد والميثاق في الاسلام

    مُساهمة من طرف zmzm 7/7/2008, 7:08 pm

    جزاكم الله خيرا

      الوقت/التاريخ الآن هو 21/9/2024, 10:21 pm