بسم الله الر حمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على اشرف الخلق
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين
بإحسان الى يوم الدين
أرسل الله سيدنا هود عليه السلام إلى قوم عاد وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا
يسمى الاحقاف .....وهو صحراء تمتلئ بجبال الرمل المائلة ..وتطل على البحر
أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع ........
وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم فى قوة الاجسام والطول والشدة ...........
كانوا عمالقة أقوياء الى الدرجة التى قالوا فيها كما حكى الله عنهم.....
(وقالوا :من أشد منا قوة) صدق الله العظيم (فصلت15)......
لم يكن فى زمانهم احد فى قوتهم ....ورغم ضخامة اجسامهم كانت لهم
عقول مظلمة ...كانوا يعبدون الاصنام ويدافعون عنها ويحاربون من اجلها
ويتهمون نبيهم ويسخرون منه .............
قال لهم هود (يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره) (هود 50)
وسأله قومه هل تريد أن تكون سيدا علينا وأى أجر تريده ؟؟؟؟؟
أفهمهم هود أن اجره على الله انه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم
فى نور الحقيقة.......حدثهم عن نعمة الله عليهم كيف جعلهم خلفاء من بعد نوح
كيف اعطاهم بسطة فى الجسم وشدة فى البأس...كيف أسكنهم الارض التى
تمنح الخير والزرع....كيف أرسل عليهم المطر الذى يحى به الارض....
فتلفت قوم هود فوجدوا انهم أقوى من على الارض واصابتهم الكبرياء
وزادوا فى العناد.........
قالوا لهود :كيف تتهم آلهتنا التى وجدنا عليها آباءنا
وهل نحن بعد أن نموت ونصبح ترابا سنعود للحياة؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
ما اغرب ادعاءهود....هكذا تهامس الكافرون من قومه ....
وظلوا يلاحقونه بالاسئلة
واستقبل اسئلتهم بصبر كريم ...ثم بدء يحدثهم عن يوم القيامة .....
أفهمهم أن ايمان الناس بالآخرة ضرورة تتصل بعدل الله
مثلما هى ضرورة تتصل بحياة الناس...قال لهم ما يقوله كل نبى عن يوم القيامة
وحدثهم عن عذاب الله للكافرين ومكافأة التائبين العابدين ومنزلتهم عند الله
وبعد ان استمعوا اليه كذبوه !!!!!!!!
قال تعالى يحدثنا فى موقف قوم عاد فى سورة المؤمنون :
(وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم فى
الحياة الدنيا :ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب
مما تشربون منه ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون
أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات
لما توعدون ان هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين )
هكذا كذب قوم عاد نبيهم.........
وهذا قولهم لماذا اختار الله بشرا من بيننا ليوحى اليه ؟
أليس غريبا ؟؟؟؟
ثم من الذى سيهلكنا ؟؟؟قال لهم هود عليه السلام
الله يهلك الكافرين الظالمين
وكان قولهم ستنجينا آلهتنا
وأفهمهم هود عليه السلام أن هذه الآلهة التى يعبدونها لتقربهم من الله
هى نفسها التى تبعدهم عن الله ...وان الله هو وحده الذى ينجى الناس
واستمر الصراع بين هود عليه السلام وقومه وبدءوا يتهمونه بالسفه والجنون
وان الآلهة أصابته بالسوء لانه يسبها
وبعد هذا العناد لم يبق امام هود عليه السلام الا التوجه الى الله
ولم يبق الا انذار اخير ينطوى على وعيد للمكذبين
بسم الله الرحمن الرحيم :
(قال إنى أشهد الله واشهدوا أنى برئ مما تشركون من دونه
فكيدونى جميعا ثم لا تنظرون إنى توكلت على الله ربى وربكم
ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربى على صراط مستقيم
فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربى قوما
غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربى على كل شئ حفيظ)
صدق الله العظيم
وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن آلهتهم ...وتوكل على الله
الذى خلقه وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومه
انتظر هود وانتظر قومه وعد الله ..........
وبدأ الجفاف فى الارض ...لم تعد السماء تمطر ....كانت الشمس
تلهب رمال الصحراء وتبدوا مثل قرص من النار يستقر على رءوس الناس
وهرع قوم هود إليه ........ما هذا الجفاف يا هود ؟؟؟؟؟؟؟
قال لهم : ان الله غاضب عليكم ولو آمنتم سوف يرضى عنكم ويرسل
المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم ...فسخروا منه وزادوا فى العناد والكفر
وزاد الجفاف واصفرت الاشجار الخضراء ومات الزرع .......
وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء .....وفرح قوم هود
وخرجوا من بيوتهم يقولون : هذا عارض ممطرنا ........
تغير الجو فجأة...
من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس ..بدأت الرياح تهب
ارتعش كل شئ ...ارتعشت الاشجار والنباتات والرجال والنساء
والخيام... ارتعش الجلد واللحم والعظام والنخاع..واستمرت الرياح
ليلة بعد ليلة ....ويوم بعد يوم ....وكل ساعة كانت برودتها تزداد
واستمرت عليهم مسلطة سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط
ثم توقفت بإذن ربها........
لم يعد باقيا من قوم عاد الا ما يبقى من النخل الميت مجرد غلاف خارجى
لا تكاد تضع يديك عليه حتى يتطاير ذرات فى الهواء
نجا هود عليه السلام ومن آمن معه وهلك الجبابرة
بسم الله الرحمن الرحيم (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما
فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية)
صدق الله العظيم (الحاقة 7)
وبه نستعين
والصلاة والسلام على اشرف الخلق
سيدنا محمد وعلى اله وصحبه والتابعين
بإحسان الى يوم الدين
أرسل الله سيدنا هود عليه السلام إلى قوم عاد وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا
يسمى الاحقاف .....وهو صحراء تمتلئ بجبال الرمل المائلة ..وتطل على البحر
أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع ........
وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم فى قوة الاجسام والطول والشدة ...........
كانوا عمالقة أقوياء الى الدرجة التى قالوا فيها كما حكى الله عنهم.....
(وقالوا :من أشد منا قوة) صدق الله العظيم (فصلت15)......
لم يكن فى زمانهم احد فى قوتهم ....ورغم ضخامة اجسامهم كانت لهم
عقول مظلمة ...كانوا يعبدون الاصنام ويدافعون عنها ويحاربون من اجلها
ويتهمون نبيهم ويسخرون منه .............
قال لهم هود (يا قوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره) (هود 50)
وسأله قومه هل تريد أن تكون سيدا علينا وأى أجر تريده ؟؟؟؟؟
أفهمهم هود أن اجره على الله انه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا عقولهم
فى نور الحقيقة.......حدثهم عن نعمة الله عليهم كيف جعلهم خلفاء من بعد نوح
كيف اعطاهم بسطة فى الجسم وشدة فى البأس...كيف أسكنهم الارض التى
تمنح الخير والزرع....كيف أرسل عليهم المطر الذى يحى به الارض....
فتلفت قوم هود فوجدوا انهم أقوى من على الارض واصابتهم الكبرياء
وزادوا فى العناد.........
قالوا لهود :كيف تتهم آلهتنا التى وجدنا عليها آباءنا
وهل نحن بعد أن نموت ونصبح ترابا سنعود للحياة؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
ما اغرب ادعاءهود....هكذا تهامس الكافرون من قومه ....
وظلوا يلاحقونه بالاسئلة
واستقبل اسئلتهم بصبر كريم ...ثم بدء يحدثهم عن يوم القيامة .....
أفهمهم أن ايمان الناس بالآخرة ضرورة تتصل بعدل الله
مثلما هى ضرورة تتصل بحياة الناس...قال لهم ما يقوله كل نبى عن يوم القيامة
وحدثهم عن عذاب الله للكافرين ومكافأة التائبين العابدين ومنزلتهم عند الله
وبعد ان استمعوا اليه كذبوه !!!!!!!!
قال تعالى يحدثنا فى موقف قوم عاد فى سورة المؤمنون :
(وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة وأترفناهم فى
الحياة الدنيا :ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب
مما تشربون منه ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون
أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون هيهات هيهات
لما توعدون ان هى إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين )
هكذا كذب قوم عاد نبيهم.........
وهذا قولهم لماذا اختار الله بشرا من بيننا ليوحى اليه ؟
أليس غريبا ؟؟؟؟
ثم من الذى سيهلكنا ؟؟؟قال لهم هود عليه السلام
الله يهلك الكافرين الظالمين
وكان قولهم ستنجينا آلهتنا
وأفهمهم هود عليه السلام أن هذه الآلهة التى يعبدونها لتقربهم من الله
هى نفسها التى تبعدهم عن الله ...وان الله هو وحده الذى ينجى الناس
واستمر الصراع بين هود عليه السلام وقومه وبدءوا يتهمونه بالسفه والجنون
وان الآلهة أصابته بالسوء لانه يسبها
وبعد هذا العناد لم يبق امام هود عليه السلام الا التوجه الى الله
ولم يبق الا انذار اخير ينطوى على وعيد للمكذبين
بسم الله الرحمن الرحيم :
(قال إنى أشهد الله واشهدوا أنى برئ مما تشركون من دونه
فكيدونى جميعا ثم لا تنظرون إنى توكلت على الله ربى وربكم
ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربى على صراط مستقيم
فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم ويستخلف ربى قوما
غيركم ولا تضرونه شيئا إن ربى على كل شئ حفيظ)
صدق الله العظيم
وهكذا أعلن هود لهم براءته منهم ومن آلهتهم ...وتوكل على الله
الذى خلقه وأدرك أن العذاب واقع بمن كفر من قومه
انتظر هود وانتظر قومه وعد الله ..........
وبدأ الجفاف فى الارض ...لم تعد السماء تمطر ....كانت الشمس
تلهب رمال الصحراء وتبدوا مثل قرص من النار يستقر على رءوس الناس
وهرع قوم هود إليه ........ما هذا الجفاف يا هود ؟؟؟؟؟؟؟
قال لهم : ان الله غاضب عليكم ولو آمنتم سوف يرضى عنكم ويرسل
المطر فيزيدكم قوة إلى قوتكم ...فسخروا منه وزادوا فى العناد والكفر
وزاد الجفاف واصفرت الاشجار الخضراء ومات الزرع .......
وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء .....وفرح قوم هود
وخرجوا من بيوتهم يقولون : هذا عارض ممطرنا ........
تغير الجو فجأة...
من الجفاف الشديد والحر إلى البرد الشديد القارس ..بدأت الرياح تهب
ارتعش كل شئ ...ارتعشت الاشجار والنباتات والرجال والنساء
والخيام... ارتعش الجلد واللحم والعظام والنخاع..واستمرت الرياح
ليلة بعد ليلة ....ويوم بعد يوم ....وكل ساعة كانت برودتها تزداد
واستمرت عليهم مسلطة سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها قط
ثم توقفت بإذن ربها........
لم يعد باقيا من قوم عاد الا ما يبقى من النخل الميت مجرد غلاف خارجى
لا تكاد تضع يديك عليه حتى يتطاير ذرات فى الهواء
نجا هود عليه السلام ومن آمن معه وهلك الجبابرة
بسم الله الرحمن الرحيم (سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما
فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية)
صدق الله العظيم (الحاقة 7)