طـُرُقُ الأدَاءِ لذلكَ الحُـزٍْن ِ المُقيـم ِ
تـَنـَوَّعـَـتْ و تـَوَحَّـدَتْ ...!
والعَائِدُونَ مِنَ التـَّغـَرُّبِ رَاحِلـُونَ إقـَامَـة ً قـَسْريَّـة ً عَبـْـرَ الرَّحيل ِ
كَدَمْعَةٍ فـَوْقَ الخـُدُودِ
تـَبَخـَّـرَتْ و تـَجَـمَّـدَتْ ...
مَا بَيْنَ قـَعْـر ِالبَحْر ِأو قـَعْـر ِ السُّجُـون ِ
و بَيْنَ ظـُلـْـم ِ البَحـْـر ِ أو أمْـواج ِ بَحْـر ِالظـُّلـْـم ِ
أحْـلامٌ كِبَـارٌ في الطـَّريق ِ
تـَصَـدَّعـَـتْ و تـَجَـلـَّـدَتْ ...
والقـَبـْـرُ أمنية ٌ تـَعِـزُّ على الذي قـَدْ بَـاتَ يَشْتـَاقُ الفـَقِـيــدَ
و لـَيْـسَ يَـدْري أيُّ مَـوْتٍ أو حَيـَاةٍ غـَيَّـبَـتـْــهُ
و لـَيْـسَ يَعـْـرفُ أيُّ آمَـال ٍ هُـنـَاكَ
تـَشَكـَّـكـَــتْ و تـَأكـَّــدَتْ ...
و المَـوْتُ تـَحْـتَ المَـاءِ حِـرْمـَـانٌ مِـنَ القـَبْـر ِ الذي
تـَبْكِـي عَـلـَيْـهِ ذَووكَ في الأعيادِ
إثـْبَـاتـَـاً لحَـقـِّــكَ في وُجُـودٍ بـَيْـنـَهـُـمْ
طـَيْـفـََـاً يُمَـارِسُ عـيـدَهُ
في نـَشـْـوَةٍ لحَظـَاتـُهـَـا خـَضـَعَــتْ و لكنْ بالشـُّجُــون ِ تـَمَـــرَّدَتْ ...
والقـَبـْرُ في مصرَ القـَديمةِ و الحَديـثـَةِ لـَقـْطـَـة ٌ تـَأتـي
و لكِـنْ لـَيْــسَ تـَمـْضِـي
بـَـلْ تـُثـَبـَّـتُ كي يـَتِــمَّ على المَـدَى اسْـتِـرْجَـاعُهـَـا
فـَتـُـرى بيـَـوْم ٍ في انـْكِـمَــاش ٍ
ثـُمَّ تـُبْـصِـرُهـَـا عَـلـيـْـكَ تـَمَـــدَّدَتْ ...
في مصرَ تـُخـْتـَـرَعُ القـُبـُـورُ لكـُـلِّ مَعْـشـُـوق ٍ وَلِـيٍّ أو حَبـيــبٍ أو زَعِيــم ٍ
فـَاخـْتـَرَعْـنـَـا للحُسَيْـن ِ ضَريحَـهُ
لـتـَظـَـلَّ قِصَّـتـُـهُ دُمُـوعـَــا ً
كُـلـَّمَـا مُسِحَـتْ بمِنـْديــل ِ الزَّمَـان ِ تـَجَـدَّدَتْ ...
في مِصْرَ تـُحْـتـَـرَمُ القـُبـُـورُ كـَمُـعْـجـِـزَاتٍ
لا يـُنـَافِـسُهَـا سِـوى قـَبـْـر ٍ لمِصْري يـُعَـادُ عَـلى المَدى اسْتِكـْشـَافـُــهُ
فـَتـَـرى ذ ُرَا الأهْـرَام ِ أو قـَبـْـرَا ً لـتـُــوتَ
مَـسِـيــرَة ً للشـَّـعـْــبِ في أبْهَى جـِنـَازَاتٍ و أطـْولِهَـا و أعْـرَقِهـَـا
كـَمُشْـكـِلـَـةٍ عَلى مَـرِّ الزَّمَـان ِ تـَسَهَّـلـَـتْ و تـَعَـقـَّـدَتْ ... !
القـَبـْرُ في مِصْرَ ابـْتِـدَاءٌ للصُّعُـودْ...
رَسْـمٌ بَيَانِيٌّ يُـؤَشِّــرُ للصُّـمُـودْ...
كـَمُجَسَّـم ٍ لبـِلادِ جـَنـَّـاتِ الخـُلـُـودْ... !
القـَبْـرُ في مِصْرَ اخـْتِـرَاعُ المَيـِّـتِ الفاني لشَكْـل ٍ ضِمْـنَ أشْكـَال ِ الوُجُـودْ... !
القـَبْـرُ في مِصْرَ اخـْتِــزَالٌ لاحْتِـرَامَــاتٍ تـُؤَدَّى للجُــدُودْ...
القـَبْـرُ في مِصْرَ احْـتِـرَامُ المَـوْتِ
لكِــنْ فيـهِ إيقـَـافٌ لتـَنـْفِـيــذِ الفـَنـَـاءِ
لـذَاكَ تـُبْـصِــرُهُ كـَتـَجْـفـيــفِ الــوُرُودْ...!
القـَبْـرُ في مِصْرَ القـَديمَـةِ والحَـديثـَـةِ قـَـدْ بـَــدا
إنـْجَــازَ شـَعـْـبٍ لـَيـْـسَ يـَرْضـَى أنْ يـُقـَيـِّـدَهُ المَمَــاتُ
بـأيِّ أشـْكـَــال ِ القـُيـُـــودْ ... !
و دَمْعٌ يَعُوقُ البَثَّ في سَاعَةِ البَثِّ
كَسُحْبٍ بدون ِالغـَيْــثِ في مَوْسِـم ِالغـَيْـثِ
و حَقـْلٌ مِـنَ الآلام ِآنَ حَصَـــــادُهُ
و قـَـدْ لانَ للمِحْــرَاثِ في مَوْسِــم ِالحَـرْثِ
و مَـوْتٌ بـهِ شَــكّ ٌ ومَـوْتٌ مُحَقـَّـقٌ
و مَــوْتٌ بـلا قـَبْــر ٍ و مَــوْتٌ بــلا إرْثِ
إذا حُـرِمَ المِصْريُّ قـَبْـرَاً يَـضُمُّــهُ
يَـصِـيــرُ كَمَـا الأرْوَاح ِ تـُحْـرَمُ مِنْ بَعـْـثِ !
رُخـَامَـة ُذاكَ القـَبْـر ِلـَسْتَ تـنالـُهَا
و نـَارُكَ لـَـمْ تـُبْصِــرْ طـَريقـَـاً إلى النـَّفـْـثِ
إذا كـُنـْتَ لـَمْ تـَأخـُذ ْ عَـزَاءً بـمَيِّـتٍ
فـَكـَيْـفَ- بـِرَبِّ النـَّاس ِ- سَوْفَ لـَهُ تـَرْثِي ؟
في مِصْـرَ تـَنـْتـَظِـرُ القـُبـُـورُ زيـَارَة ً في كـُلِّ شِـبْـهِ مُنـَاسَبـَـاتٍ
فـَالزِّيـَـارَة ُ في الخـَميـس ِ
و مـَعْ قـُدُوم ِالأرْبـَعِـيـن ِ و كـُـلِّ عِـيــدٍ ...
و الزِّيـَـارَة ُ كُـلَّ عَـام ٍ
كـَيْ يـَعِـيـشَ المَـرْءُ يـَذكـُـرُ رَاحِليـنَ عَـن ِالوُجُـودِ
و يَجْـمَـعُ القـَبـْـرُ الرُّفـَـاة َ مِنَ الجُـدُودِ إلى قـَليـلـي الحَـظ ِّ مِـنْ بـَعْـض ِ الشـَّبَـابِ
لكـَيْ يَـصيـرَ القـَبـْـرُ مِثـْـلَ خـَريطـَـةٍ زَمَـنِـيـَّــةٍ للعَـائِـلـَـة ْ !
في مِصْـرَ تـَخـْتـَلِـفُ الأمُـورُ
فـَلـَيْـسَ مَعْـنى القـَبـْـر ِ إقـْصَــاءَ المـَمـَــاتِ عَـن ِالحَيـَاةِ
و إنـَّمَـا أنْ يُصْبـِـحَ القـَبـْـرُ المَـزَارَ
و يُصْبـِـحَ الزُّوَّارُ حُـجَّـاجـَّـاً لذاكَ القـَبـْـر ِ طـُـولَ حَـيـَاتِـهـِــمْ
فـَزيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ التِـزَامٌ بالـتِـزَام ِالحُـزْن ِ رَغـْـمَ النـَّظـْــرَةِ المُـتـَفـَائِـلـَــة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اشْتِـهَــاءُ الحـُزْن ِ خـَـوْفَ الفـَـرْح ِ
( إنَّ الفـَـرْحَ أمْـرٌ عَـارضٌ في رحْـلـَـةِ المِـصْــرِيِّ عَـبـْـرَ العـُمـْـر ِ ) !
و الأفـْـرَاحُ في مِـصـْـرَ اعْـتِـدَاءاتٌ عَلى نـُظـُـم ِ الحَـيـَـاةِ
نـَغـُـضُّ طـَـرْفَ الحُـزْن ِعَـنـْهـَـا كـَـيْ تـَسِيـرَ القـَافِـلـَـة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اعْـتِـيـَـادُ الحُـزْن ِ
تـَدْريبـاً عَـلى ما سَـوْفَ تـَلـْقـَى - إنْ حـَيـيـتَ بمِصْـرَ عَامـَـاً أو أقـَـلَّ -
فـَمَنـْطِـقُ الأحـْـزَان ِ مَفـْـرُوضٌ و مـَتـْبـُـوعٌ
لكـَيْ تـَرْضَـى بـِقـَسْـمِــكَ حِـيـنَ تـَأتـي النـَّازلــة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اشـْتِـعـَـالُ الحُـزْن ِ في الأفـْـرَاح ِ
دَمْـجٌ للفـَقِـيــدِ – بـِلا افـْتِـعَــال ٍ– في سِيَاقـَـاتِ الـوُجـُـودِ
لكـَيْ يُـرَى شـَكـْـلُ العَـلاقـَـةِ بالرَّحِـيــل ِ قـَطِـيـعَــة ً مُـتـَوَاصِـلـَـة ْ ... !
في مِصْـرَ حِـرْمَـانُ الفـَقِـيـدِ مِـنَ الـزِّيـَارَةِ
كـُلـَّمَــا اقـْتـَضـَـتِ الـدُّمـُـوعُ
جَـريمَـة ٌ مُـتـَكَـامِـلـَــة ْ... !
في مِصْـرَ تـَخـْتـَلِـط ُ الـزِّيـَـارَة ُ في المَـدَافِـن ِ بالـزِّيـَارَة ِ في البـُيـُـوتْ ...
في مِصْـرَ مَنْ حُـرِمَ الـزِّيـَـارَة َ في المَمَـاتِ يـَصِـيــرُ مَـيـْتـَـاً لا يـَمـُـوتْ ...
في مِصْـرَ يـُلـقـَى النـَّاسُ للأسْـمَـاكِ مِـثـْـلَ الـطـُّعـْــم ِ و الدُّنـْيـَا سُـكـُــوتْ ...
أسْـمَـاكُ هـَـذا البـَحـْـر ِ تـَأكـُلـُهـُـمْ
لكـَيْ يـَصْطـَادَهـَـا مِـنْ بـَعــْــدُ أصْـحـَـابُ اليـُخـُــوتْ ... !
زيَـارَة ُ ذَاكَ القـَبْـر ِكـُلُّ طـُمُوحِي
بـِهَـا تـَمْـسَـحُ الأيـَّـامُ كـُـلَّ جُـرُوحي
زيَـارَة ُ ذَاكَ القـَبْـر فـَرْضٌ مُؤَجَّـلٌ
هَـدَمْـتُ بهِ قـَسْرَاً جَميعَ صُـرُوحِـي
فـَصِـرْتُ كـَرُوح ٍ في شَقـَاءٍ بجِسْمِهَا
و صِرْتُ كَجسْم ٍفي الشَّقـَاءِ بـِرُوح ِ
فـَلا بـَحْـرَ يُعْـطِيـنـي رُفـَاة َ أحِبَّـتِـي
و لا بـَرَّ يـُعْـطِيـني طـَريـقَ نـُزُوح ِ!
في مِصْـرَ قـَدْ تـَبْـدُو طـُقـُوسُ الـدَّفـْـن ِ للعَـيْـن ِالغـَريبـَةِ ذ ُرْوَة َ
اسْتِسْلام ِ شَـعْـبٍ للدِّيَـانـَـاتِ القـَدِيمَـةِ والسَّـلاطـيــن ِ العـُتـَـاة ْ...
لـَكِـنْ طـُقـُـوسُ الـدَّفـْـن ِ في مِـصْـرَ اخـْتِـرَاعٌ عَـبْـقـَـريٌّ
يَسْـتـَعِـيـدُ بـِـهِ الفـَقِـيـدُ وُجـُـودَهُ في قـَلـْبِ مَـنْ عَـرَفـُـوهُ عـَبـْـرَ العُـمْــر ِ
كـَاليَخـْضـُـور ِ يَـجْـري في النـَّبـَــاتْ ...
في مِصْـرَ تـَخـْتـَـزِلُ الجـِنـَـازَة ُ كـُـلَّ أشـْكـَـال ِ الحَـيــاة ْ...
تـَبـْـدُو كـَمَـوْكِـبِ قـَائِــدٍ ذي هَـيْـبـَـةٍ قـَـدْ فـَـاقَ عِـنـْـدَ النـَّـاس ِ آلافَ الـوُلاة ْ...
الفـَـنُّ والمِعْـمَــارُ والكميَـاءُ في مِصْـرَ القـَديـمَـةِ و الحَديثـَـةِ
ذَرْوَة ُ اسْـتِـخـْـدَام ِ دُنـْيـَـا الـنـَّـاس ِ مِـنْ أجـْـل ِ المـَمـَــاتْ ... !
حِـفـْـظ ُ الـرُّفـَـاةِ بمِـصْـرَ يَـعْـنِـي خـُلـْــدُ ذَاتْ ... !
هَجَوْتُ وهَلْ يَدْنـُو هِجَائي مِـنَ القـَصْر ِ؟
وهَــلْ تـَمْنـَـعُ الأشْعَــارُغـَائِلـَـة َالدَّهْـــر ِ؟
هَجَـوْتُ و مَا أطـْفـَــأتُ حُرْقـَـة َ لـَوْعَـتي
فـَعـُـدْتُ لـذاكَ الهَجْـو ِ مِــنْ أوَّل ِالسَّطـْـــر ِ
جُـنـُــودُكَ يَــا جَبـَّـارُ سِكـِّيـنُ قـَاتـِـــل ٍ
يَزيـــدُ بـِـهِ لـَيْلـي ليُـنـْقـَـصَ مِــنْ فـَجْــري
أنـَـــامُ بـِــلا حـُلـْــم ٍ و أنـْـتَ مـُحَـكـَّـمٌ
وسِجْنـُكَ مِنْ حَوْلي .. وبَوْلـُـكَ في نـَهْـري
وكـُرْهُـكَ في قـَلبـي و مَوْتـُكَ مُنـْيَـتي
و سُمُّـكَ في بـَطـْنِي .. وسَيْـفـُكَ في نـَحْري
وتـَحْسَبُـني أرْضَى بحُكْـمِـكَ فـَوْقـَنـَـا
أ ُبـَايـِعُ في جَهـْـري و ألـْعـَـنُ في سِــرِّي !
مَصَائِـبُ كـُلِّ الكـَوْن ِ تـَبْـدُو كـَصَخـْـرَةٍ
و تـَسْـقـُط ُ جلمودا عَلى فـَرْحَةِ المِصْري
و أسْمَعُ صَرْخـَاتِ الضـَّحَايَا تـَحَـشـْرَجَتْ
تـُنـَــادي بـِلا جَــدْوى لـِتـَغـْـرَقَ في البَحْـــر ِ
و أسْمَعُ لـَعْـنـَـاتِ الأهَـالـي كـَطـَلـْقـَـةٍ
تـَرَبـَّـصُ كـَيْ تـُطـْلـَـقَ في سَاعـَةِ الصِّـفـْـر ِ
تـَهـُـونُ صُـرُوفُ الـدَّهـْـر ِفي مِـصْـرَ كـُلـُّهَـا
سِـوَى مَـوْتِ مِـصْــريٍّ يَـمُـوتُ بـِلا قـَبْــر ِ!
في مِصْـرَ يـُغـْفـَـرُ للذي قـَدْ فـَاتـَـهُ عـُرْسٌ
ولـَكِـنْ لـَيْـسَ يـُغـْفـَـرُ للذي تـَـرَكَ العـَــزَاءْ ...
في مِصْـرَ فـَاقـَـتْ مُشْكِـلاتُ المَـوْتِ مُشْـكِـلـَـة َ البَـقـَــاءْ ... !
في مِصْـرَ مَـوْتـَانـَـا بعَـيْـن ِ النـَّـاس ِأحْيـَـاءٌ إذا دُفِـنـُـوا كِـرَامَــاً
- إنَّ مَعْـنـَى المَـوْتِ مُخـُتـَـزَلٌ بـمَـوْتٍ دونَ أيِّ طـُقـُــوس ِ دَفـْــن ٍ -
مِـثـْـلَ لـَيْــل ٍ لـَيْـسَ يـُنـْهـِيــهِ الضـِّيـَــاءْ ... !
يـَا رَاحِـلِـيــنَ لقـَعـْـر ِ ذاكَ البَحـْـر ِ في لـَيـْـل ٍ بـِـلا ثـَمـَــن ٍ
لـِيَـنـْعَــمَ قـَاتِـلـُوكـُـمْ بالمـَزيــدِ مِــنَ الـثـَّـــرَاءْ ...
يـَا رَاحِـلِـيــنَ بـِلا جَـثـَاميـنَ اهـْـدَؤوا
إنـِّـي أرى جـُثـْمَـانـَكـُـمْ في البَـحْــر ِ
بـَاتَ مُحَـنـَّطـَـاً في شـَكـْـل ِ مَـرْجـَـان ٍ يـَكُـونُ بـِـهِ الخـُلـُـودُ فـَـلا فـَنـَــاءْ ...
يـَا رَاحِـلِـيــنَ بـِـلا قـُبـُــور ٍ
إنَّ قـَبْـرَكـُـمُ غـَـدَا قـَبـْــرَاً بـِحَـجْـــم ِ البـَحـْــر ِ
شـَاهِــدُهُ الـسَّـمـَـــاءْ ... !
الشاعر / عبد الرحمن يوسف
تـَنـَوَّعـَـتْ و تـَوَحَّـدَتْ ...!
والعَائِدُونَ مِنَ التـَّغـَرُّبِ رَاحِلـُونَ إقـَامَـة ً قـَسْريَّـة ً عَبـْـرَ الرَّحيل ِ
كَدَمْعَةٍ فـَوْقَ الخـُدُودِ
تـَبَخـَّـرَتْ و تـَجَـمَّـدَتْ ...
مَا بَيْنَ قـَعْـر ِالبَحْر ِأو قـَعْـر ِ السُّجُـون ِ
و بَيْنَ ظـُلـْـم ِ البَحـْـر ِ أو أمْـواج ِ بَحْـر ِالظـُّلـْـم ِ
أحْـلامٌ كِبَـارٌ في الطـَّريق ِ
تـَصَـدَّعـَـتْ و تـَجَـلـَّـدَتْ ...
والقـَبـْـرُ أمنية ٌ تـَعِـزُّ على الذي قـَدْ بَـاتَ يَشْتـَاقُ الفـَقِـيــدَ
و لـَيْـسَ يَـدْري أيُّ مَـوْتٍ أو حَيـَاةٍ غـَيَّـبَـتـْــهُ
و لـَيْـسَ يَعـْـرفُ أيُّ آمَـال ٍ هُـنـَاكَ
تـَشَكـَّـكـَــتْ و تـَأكـَّــدَتْ ...
و المَـوْتُ تـَحْـتَ المَـاءِ حِـرْمـَـانٌ مِـنَ القـَبْـر ِ الذي
تـَبْكِـي عَـلـَيْـهِ ذَووكَ في الأعيادِ
إثـْبَـاتـَـاً لحَـقـِّــكَ في وُجُـودٍ بـَيْـنـَهـُـمْ
طـَيْـفـََـاً يُمَـارِسُ عـيـدَهُ
في نـَشـْـوَةٍ لحَظـَاتـُهـَـا خـَضـَعَــتْ و لكنْ بالشـُّجُــون ِ تـَمَـــرَّدَتْ ...
والقـَبـْرُ في مصرَ القـَديمةِ و الحَديـثـَةِ لـَقـْطـَـة ٌ تـَأتـي
و لكِـنْ لـَيْــسَ تـَمـْضِـي
بـَـلْ تـُثـَبـَّـتُ كي يـَتِــمَّ على المَـدَى اسْـتِـرْجَـاعُهـَـا
فـَتـُـرى بيـَـوْم ٍ في انـْكِـمَــاش ٍ
ثـُمَّ تـُبْـصِـرُهـَـا عَـلـيـْـكَ تـَمَـــدَّدَتْ ...
في مصرَ تـُخـْتـَـرَعُ القـُبـُـورُ لكـُـلِّ مَعْـشـُـوق ٍ وَلِـيٍّ أو حَبـيــبٍ أو زَعِيــم ٍ
فـَاخـْتـَرَعْـنـَـا للحُسَيْـن ِ ضَريحَـهُ
لـتـَظـَـلَّ قِصَّـتـُـهُ دُمُـوعـَــا ً
كُـلـَّمَـا مُسِحَـتْ بمِنـْديــل ِ الزَّمَـان ِ تـَجَـدَّدَتْ ...
في مِصْرَ تـُحْـتـَـرَمُ القـُبـُـورُ كـَمُـعْـجـِـزَاتٍ
لا يـُنـَافِـسُهَـا سِـوى قـَبـْـر ٍ لمِصْري يـُعَـادُ عَـلى المَدى اسْتِكـْشـَافـُــهُ
فـَتـَـرى ذ ُرَا الأهْـرَام ِ أو قـَبـْـرَا ً لـتـُــوتَ
مَـسِـيــرَة ً للشـَّـعـْــبِ في أبْهَى جـِنـَازَاتٍ و أطـْولِهَـا و أعْـرَقِهـَـا
كـَمُشْـكـِلـَـةٍ عَلى مَـرِّ الزَّمَـان ِ تـَسَهَّـلـَـتْ و تـَعَـقـَّـدَتْ ... !
القـَبـْرُ في مِصْرَ ابـْتِـدَاءٌ للصُّعُـودْ...
رَسْـمٌ بَيَانِيٌّ يُـؤَشِّــرُ للصُّـمُـودْ...
كـَمُجَسَّـم ٍ لبـِلادِ جـَنـَّـاتِ الخـُلـُـودْ... !
القـَبْـرُ في مِصْرَ اخـْتِـرَاعُ المَيـِّـتِ الفاني لشَكْـل ٍ ضِمْـنَ أشْكـَال ِ الوُجُـودْ... !
القـَبْـرُ في مِصْرَ اخـْتِــزَالٌ لاحْتِـرَامَــاتٍ تـُؤَدَّى للجُــدُودْ...
القـَبْـرُ في مِصْرَ احْـتِـرَامُ المَـوْتِ
لكِــنْ فيـهِ إيقـَـافٌ لتـَنـْفِـيــذِ الفـَنـَـاءِ
لـذَاكَ تـُبْـصِــرُهُ كـَتـَجْـفـيــفِ الــوُرُودْ...!
القـَبْـرُ في مِصْرَ القـَديمَـةِ والحَـديثـَـةِ قـَـدْ بـَــدا
إنـْجَــازَ شـَعـْـبٍ لـَيـْـسَ يـَرْضـَى أنْ يـُقـَيـِّـدَهُ المَمَــاتُ
بـأيِّ أشـْكـَــال ِ القـُيـُـــودْ ... !
و دَمْعٌ يَعُوقُ البَثَّ في سَاعَةِ البَثِّ
كَسُحْبٍ بدون ِالغـَيْــثِ في مَوْسِـم ِالغـَيْـثِ
و حَقـْلٌ مِـنَ الآلام ِآنَ حَصَـــــادُهُ
و قـَـدْ لانَ للمِحْــرَاثِ في مَوْسِــم ِالحَـرْثِ
و مَـوْتٌ بـهِ شَــكّ ٌ ومَـوْتٌ مُحَقـَّـقٌ
و مَــوْتٌ بـلا قـَبْــر ٍ و مَــوْتٌ بــلا إرْثِ
إذا حُـرِمَ المِصْريُّ قـَبْـرَاً يَـضُمُّــهُ
يَـصِـيــرُ كَمَـا الأرْوَاح ِ تـُحْـرَمُ مِنْ بَعـْـثِ !
رُخـَامَـة ُذاكَ القـَبْـر ِلـَسْتَ تـنالـُهَا
و نـَارُكَ لـَـمْ تـُبْصِــرْ طـَريقـَـاً إلى النـَّفـْـثِ
إذا كـُنـْتَ لـَمْ تـَأخـُذ ْ عَـزَاءً بـمَيِّـتٍ
فـَكـَيْـفَ- بـِرَبِّ النـَّاس ِ- سَوْفَ لـَهُ تـَرْثِي ؟
في مِصْـرَ تـَنـْتـَظِـرُ القـُبـُـورُ زيـَارَة ً في كـُلِّ شِـبْـهِ مُنـَاسَبـَـاتٍ
فـَالزِّيـَـارَة ُ في الخـَميـس ِ
و مـَعْ قـُدُوم ِالأرْبـَعِـيـن ِ و كـُـلِّ عِـيــدٍ ...
و الزِّيـَـارَة ُ كُـلَّ عَـام ٍ
كـَيْ يـَعِـيـشَ المَـرْءُ يـَذكـُـرُ رَاحِليـنَ عَـن ِالوُجُـودِ
و يَجْـمَـعُ القـَبـْـرُ الرُّفـَـاة َ مِنَ الجُـدُودِ إلى قـَليـلـي الحَـظ ِّ مِـنْ بـَعْـض ِ الشـَّبَـابِ
لكـَيْ يَـصيـرَ القـَبـْـرُ مِثـْـلَ خـَريطـَـةٍ زَمَـنِـيـَّــةٍ للعَـائِـلـَـة ْ !
في مِصْـرَ تـَخـْتـَلِـفُ الأمُـورُ
فـَلـَيْـسَ مَعْـنى القـَبـْـر ِ إقـْصَــاءَ المـَمـَــاتِ عَـن ِالحَيـَاةِ
و إنـَّمَـا أنْ يُصْبـِـحَ القـَبـْـرُ المَـزَارَ
و يُصْبـِـحَ الزُّوَّارُ حُـجَّـاجـَّـاً لذاكَ القـَبـْـر ِ طـُـولَ حَـيـَاتِـهـِــمْ
فـَزيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ التِـزَامٌ بالـتِـزَام ِالحُـزْن ِ رَغـْـمَ النـَّظـْــرَةِ المُـتـَفـَائِـلـَــة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اشْتِـهَــاءُ الحـُزْن ِ خـَـوْفَ الفـَـرْح ِ
( إنَّ الفـَـرْحَ أمْـرٌ عَـارضٌ في رحْـلـَـةِ المِـصْــرِيِّ عَـبـْـرَ العـُمـْـر ِ ) !
و الأفـْـرَاحُ في مِـصـْـرَ اعْـتِـدَاءاتٌ عَلى نـُظـُـم ِ الحَـيـَـاةِ
نـَغـُـضُّ طـَـرْفَ الحُـزْن ِعَـنـْهـَـا كـَـيْ تـَسِيـرَ القـَافِـلـَـة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اعْـتِـيـَـادُ الحُـزْن ِ
تـَدْريبـاً عَـلى ما سَـوْفَ تـَلـْقـَى - إنْ حـَيـيـتَ بمِصْـرَ عَامـَـاً أو أقـَـلَّ -
فـَمَنـْطِـقُ الأحـْـزَان ِ مَفـْـرُوضٌ و مـَتـْبـُـوعٌ
لكـَيْ تـَرْضَـى بـِقـَسْـمِــكَ حِـيـنَ تـَأتـي النـَّازلــة ْ... !
و زيـَارَة ُ القـَبـْـر ِ اشـْتِـعـَـالُ الحُـزْن ِ في الأفـْـرَاح ِ
دَمْـجٌ للفـَقِـيــدِ – بـِلا افـْتِـعَــال ٍ– في سِيَاقـَـاتِ الـوُجـُـودِ
لكـَيْ يُـرَى شـَكـْـلُ العَـلاقـَـةِ بالرَّحِـيــل ِ قـَطِـيـعَــة ً مُـتـَوَاصِـلـَـة ْ ... !
في مِصْـرَ حِـرْمَـانُ الفـَقِـيـدِ مِـنَ الـزِّيـَارَةِ
كـُلـَّمَــا اقـْتـَضـَـتِ الـدُّمـُـوعُ
جَـريمَـة ٌ مُـتـَكَـامِـلـَــة ْ... !
في مِصْـرَ تـَخـْتـَلِـط ُ الـزِّيـَـارَة ُ في المَـدَافِـن ِ بالـزِّيـَارَة ِ في البـُيـُـوتْ ...
في مِصْـرَ مَنْ حُـرِمَ الـزِّيـَـارَة َ في المَمَـاتِ يـَصِـيــرُ مَـيـْتـَـاً لا يـَمـُـوتْ ...
في مِصْـرَ يـُلـقـَى النـَّاسُ للأسْـمَـاكِ مِـثـْـلَ الـطـُّعـْــم ِ و الدُّنـْيـَا سُـكـُــوتْ ...
أسْـمَـاكُ هـَـذا البـَحـْـر ِ تـَأكـُلـُهـُـمْ
لكـَيْ يـَصْطـَادَهـَـا مِـنْ بـَعــْــدُ أصْـحـَـابُ اليـُخـُــوتْ ... !
زيَـارَة ُ ذَاكَ القـَبْـر ِكـُلُّ طـُمُوحِي
بـِهَـا تـَمْـسَـحُ الأيـَّـامُ كـُـلَّ جُـرُوحي
زيَـارَة ُ ذَاكَ القـَبْـر فـَرْضٌ مُؤَجَّـلٌ
هَـدَمْـتُ بهِ قـَسْرَاً جَميعَ صُـرُوحِـي
فـَصِـرْتُ كـَرُوح ٍ في شَقـَاءٍ بجِسْمِهَا
و صِرْتُ كَجسْم ٍفي الشَّقـَاءِ بـِرُوح ِ
فـَلا بـَحْـرَ يُعْـطِيـنـي رُفـَاة َ أحِبَّـتِـي
و لا بـَرَّ يـُعْـطِيـني طـَريـقَ نـُزُوح ِ!
في مِصْـرَ قـَدْ تـَبْـدُو طـُقـُوسُ الـدَّفـْـن ِ للعَـيْـن ِالغـَريبـَةِ ذ ُرْوَة َ
اسْتِسْلام ِ شَـعْـبٍ للدِّيَـانـَـاتِ القـَدِيمَـةِ والسَّـلاطـيــن ِ العـُتـَـاة ْ...
لـَكِـنْ طـُقـُـوسُ الـدَّفـْـن ِ في مِـصْـرَ اخـْتِـرَاعٌ عَـبْـقـَـريٌّ
يَسْـتـَعِـيـدُ بـِـهِ الفـَقِـيـدُ وُجـُـودَهُ في قـَلـْبِ مَـنْ عَـرَفـُـوهُ عـَبـْـرَ العُـمْــر ِ
كـَاليَخـْضـُـور ِ يَـجْـري في النـَّبـَــاتْ ...
في مِصْـرَ تـَخـْتـَـزِلُ الجـِنـَـازَة ُ كـُـلَّ أشـْكـَـال ِ الحَـيــاة ْ...
تـَبـْـدُو كـَمَـوْكِـبِ قـَائِــدٍ ذي هَـيْـبـَـةٍ قـَـدْ فـَـاقَ عِـنـْـدَ النـَّـاس ِ آلافَ الـوُلاة ْ...
الفـَـنُّ والمِعْـمَــارُ والكميَـاءُ في مِصْـرَ القـَديـمَـةِ و الحَديثـَـةِ
ذَرْوَة ُ اسْـتِـخـْـدَام ِ دُنـْيـَـا الـنـَّـاس ِ مِـنْ أجـْـل ِ المـَمـَــاتْ ... !
حِـفـْـظ ُ الـرُّفـَـاةِ بمِـصْـرَ يَـعْـنِـي خـُلـْــدُ ذَاتْ ... !
هَجَوْتُ وهَلْ يَدْنـُو هِجَائي مِـنَ القـَصْر ِ؟
وهَــلْ تـَمْنـَـعُ الأشْعَــارُغـَائِلـَـة َالدَّهْـــر ِ؟
هَجَـوْتُ و مَا أطـْفـَــأتُ حُرْقـَـة َ لـَوْعَـتي
فـَعـُـدْتُ لـذاكَ الهَجْـو ِ مِــنْ أوَّل ِالسَّطـْـــر ِ
جُـنـُــودُكَ يَــا جَبـَّـارُ سِكـِّيـنُ قـَاتـِـــل ٍ
يَزيـــدُ بـِـهِ لـَيْلـي ليُـنـْقـَـصَ مِــنْ فـَجْــري
أنـَـــامُ بـِــلا حـُلـْــم ٍ و أنـْـتَ مـُحَـكـَّـمٌ
وسِجْنـُكَ مِنْ حَوْلي .. وبَوْلـُـكَ في نـَهْـري
وكـُرْهُـكَ في قـَلبـي و مَوْتـُكَ مُنـْيَـتي
و سُمُّـكَ في بـَطـْنِي .. وسَيْـفـُكَ في نـَحْري
وتـَحْسَبُـني أرْضَى بحُكْـمِـكَ فـَوْقـَنـَـا
أ ُبـَايـِعُ في جَهـْـري و ألـْعـَـنُ في سِــرِّي !
مَصَائِـبُ كـُلِّ الكـَوْن ِ تـَبْـدُو كـَصَخـْـرَةٍ
و تـَسْـقـُط ُ جلمودا عَلى فـَرْحَةِ المِصْري
و أسْمَعُ صَرْخـَاتِ الضـَّحَايَا تـَحَـشـْرَجَتْ
تـُنـَــادي بـِلا جَــدْوى لـِتـَغـْـرَقَ في البَحْـــر ِ
و أسْمَعُ لـَعْـنـَـاتِ الأهَـالـي كـَطـَلـْقـَـةٍ
تـَرَبـَّـصُ كـَيْ تـُطـْلـَـقَ في سَاعـَةِ الصِّـفـْـر ِ
تـَهـُـونُ صُـرُوفُ الـدَّهـْـر ِفي مِـصْـرَ كـُلـُّهَـا
سِـوَى مَـوْتِ مِـصْــريٍّ يَـمُـوتُ بـِلا قـَبْــر ِ!
في مِصْـرَ يـُغـْفـَـرُ للذي قـَدْ فـَاتـَـهُ عـُرْسٌ
ولـَكِـنْ لـَيْـسَ يـُغـْفـَـرُ للذي تـَـرَكَ العـَــزَاءْ ...
في مِصْـرَ فـَاقـَـتْ مُشْكِـلاتُ المَـوْتِ مُشْـكِـلـَـة َ البَـقـَــاءْ ... !
في مِصْـرَ مَـوْتـَانـَـا بعَـيْـن ِ النـَّـاس ِأحْيـَـاءٌ إذا دُفِـنـُـوا كِـرَامَــاً
- إنَّ مَعْـنـَى المَـوْتِ مُخـُتـَـزَلٌ بـمَـوْتٍ دونَ أيِّ طـُقـُــوس ِ دَفـْــن ٍ -
مِـثـْـلَ لـَيْــل ٍ لـَيْـسَ يـُنـْهـِيــهِ الضـِّيـَــاءْ ... !
يـَا رَاحِـلِـيــنَ لقـَعـْـر ِ ذاكَ البَحـْـر ِ في لـَيـْـل ٍ بـِـلا ثـَمـَــن ٍ
لـِيَـنـْعَــمَ قـَاتِـلـُوكـُـمْ بالمـَزيــدِ مِــنَ الـثـَّـــرَاءْ ...
يـَا رَاحِـلِـيــنَ بـِلا جَـثـَاميـنَ اهـْـدَؤوا
إنـِّـي أرى جـُثـْمَـانـَكـُـمْ في البَـحْــر ِ
بـَاتَ مُحَـنـَّطـَـاً في شـَكـْـل ِ مَـرْجـَـان ٍ يـَكُـونُ بـِـهِ الخـُلـُـودُ فـَـلا فـَنـَــاءْ ...
يـَا رَاحِـلِـيــنَ بـِـلا قـُبـُــور ٍ
إنَّ قـَبْـرَكـُـمُ غـَـدَا قـَبـْــرَاً بـِحَـجْـــم ِ البـَحـْــر ِ
شـَاهِــدُهُ الـسَّـمـَـــاءْ ... !
الشاعر / عبد الرحمن يوسف