تحذير أولي الأحلام من قرن الحديث بالرسومات تقربًا للرحمن
للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني -حفظه الله
نقلًا من موقع مجلة السنن والآثار
للشيخ ماهر بن ظافر القحطاني -حفظه الله
نقلًا من موقع مجلة السنن والآثار
بسم الله الرحمن الرحيم
تحذير أولي الأحلام من قرن كتابة الحديث عند نشره بالرسومات تقربا للرحمن
انتشرت بين من يشتغل بالدعوة من طريق كتابة الحديث أو آية من كتاب الله ونشره على ملأ في المجلات والمساجد
ونشرات الشبكات العنكبوتية بدعة تقربوا بها إلى الله بدعوى موافقة الأمر أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة لم يجري عمل النبي صلى الله عليه وسلم عليها والصحابة من بعده
والعلماء الراسخين من أهل الحديث أجمعين هرم عليها الكبير ونشأ عليها الصغير واتخذوها سنة
وهي أن أحدهم إذا كتب الحديث للتعليم والدعوة قرنه برسومات جذابة موافقة لمعنى الحديث تارة
كما رسموا دجاجة مشوية على صحن أرز تمتد إليه الأيدي ثم كتبوا الحديث الذي خرجه الإمام أحمد في مسنده
قال حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ حَدَّثَنَا مَرْزُوقٌ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحِمْصِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا قَالَ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ قَالَ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ يَنْتَزِعُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ قَالَ قُلْنَا وَمَا الْوَهْنُ قَالَ حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ
ورسمهم طائرات مقاتلة من فوق الناس وكتابته قوله تعالى
: { قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ }
وتارة أخرى يرسمون مناظر جذابة مطلقة كصورة جبال تشرق عليه الشمس وكل ذلك لجذب القراء والتأثير عليهم وزيادة وعظهم وذلك محدث كما أقره شيخنا صالح الفوزان في مقال لي في هذا عرضته عليه ورأى إغلاق الباب فإن السلف الذين رووا حديث خط خطا مستقيما ونحوه لم يرسموا هم أنفسهم أثناء رواية الحديث فذلك بدعة من عدة أوجه :
الوجه الأول / أن السلف رحمهم الله ورأسهم النبي صلى الله عليه وسلم عند كتابة الحديث ومع وجود رسامين لم يفعلوا ذلك ولم يأمروا به أمر وجوب ولااستحباب وما كان كذلك من المخترعات إذا كان من جنس العبادات فهو من المحدثات والسيئات لامن الحسنات المقربة لرب الأرض والسموات
فوكان خيرا لسبقونا إليه
روى مسلم في صحيحه عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَطَبَ احْمَرَّتْ عَيْنَاهُ وَعَلَا صَوْتُهُ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ حَتَّى كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ صَبَّحَكُمْ وَمَسَّاكُمْ وَيَقُولُ بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ وَيَقْرُنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى وَيَقُولُ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ
وفي حديث آخر عند النسائي صحيح وكل ضلالة في النار
وقال بن عمر كل بدعة ضلالة وإن رآها المسلمون حسنة
فقد يرى المسلم أن بدعته حسنة برأيه كجذب الناس في الدعوة إلى الله بالرسومات عند كتابة
الحديث وهي ضلالة لأن السلف تركوا ذلك وكانوا قادرين عليه
الوجه الثاني / أن هذا من التكلف المنهي عنه قال تعالى قل ماأسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين
وفي صحيح البخاري عن عمر نهينا عن الكلفة (وهو عام في كل شيء)
الوجه الثالث / أن ذلك زيادة في التعبد لله سبحانه وتعالى بالدعوة إليه لادليل عليها وهي تعريف البدعة فالدعوة وكتابة الحديث لذلك عبادة كما أن الصلاة عبادة فلايحل الإحداث في لابالتمثيل ولا النشيد المطرب بلحون الفساق ولاالرسومات الجذابة والتي لم يصنعها السلف رحمهم الله
الوجه الرابع / كان السلف يكتبون الحديث وينشرونه ساذجا بغير رسومات يقرنونها به فلتكتبوا أيها الناس الحديث كذلك فيسعكم ماوسعهم فلاوسع الله على من لم يسعه دين السلف
الوجه الخامس/ كلامنا في الشيء الذي كان يقدر عليه السلف ولم يفعلوه مع قيام المقتضي وأما
مالم يقدروا عليه لمانع كالشريط والمكرفون مما يحقق مقصود الشارع كنشر العلم فلايدخل في كلامنا والله أعلم
منقول