لا عاد جديــــــــــــــــــــــــــــد جدا لمشاري العفاسي ومميز

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله على ما أنعم عليك من تقاه
فجعلك تتحرين الأجر وتبتعدين عن الإثم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله

أما بعد أيتها الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله
أسعدني سؤالك الذي يدخل في صدري التفاؤل بوجود أهل الخير
وجزاك الله خيراً على اشتراكك المبارك في المنتدى

أما بالنسبة لما تفضلت به
فاعلمي أخية أن المسامحة من أسمى الأخلاق
ولقد قال الله تعالى {ولتعفوا ولتصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم}
ونزلت هذه الآية في أبو بكر رضي الله عنه لما تكلم المتكلمون في عرض أمنا العفيفة عائشة في حادثة الإفك
فكان من بين الذين ينفق عليهم أبو بكر رجلا كان قد تكلم بالإفك مع المتكلمين
فمنع عنه الصدقة فنزلت الآية
وإليك الدليل وهو مقطع صغير من حديث طويل في
صحيح البخاري [ جزء 2 - صفحة 942 ]
تقول أمنا عائشة فلما أنزل الله هذا في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ينفق على مسطح بن أثاثة لقرابته منه والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا بعد ما قال لعائشة . فأنزل الله تعالى { ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة - إلى قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم } . فقال أبو بكر بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح الذي كان يجري عليه .
أقول فإن العفو والصفح عن الناس سبب لمغفرة الذنوب
وهذا ما كان عليه النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
ويتمثل ذلك جلياً في صنيعه المبارك في فتح مكة
لما عفى عمن أساء

ومع هذا كله أيتها الفاضلة
فإن لك أن تطالبي بمالك
فهو حقك
وإن منعك إياه لك أن تقدمي من الأمر ما ترين أنه لا يخرج عن نطاق الشريعة الإسلامية
من أجل أن تحصلي على حقك الشرعي
فتلتجئي إلى طرف يملك القدرة على أن يرد لك المال بالحق ودون اعتداء
فلصاحب الحق مقال
ولصاحب المال الحق في أن يدافع عن حقه
وإليك هذا الحديث الرائع واهديه لكل من تعامل معك هذه المعاملة
في صحيح مسلم [ جزء 4 - صفحة 1986 ]
32 - ( 2564 ) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب حدثنا داود ( يعني ابن قيس ) عن أبي سعيد مولى عامر بن كريز عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه
[ ش ( ولا يخذله ) قال العلماء الخذل ترك الإعانة والنصر ومعناه إذا استعان به في دفع ظالم ونحوه لزمه إعانته إذا أمكنه ولم يكن له عذر شرعي ( ولا يحقره ) أي لا يحتقره فلا ينكر عليه ولا يستصغره ويستقله ( التقوى ههنا ) معناه أن الأعمال الظاهرة لا تحصل بها التقوى وإنما تحصل بما يقع في القلب من عظمة الله وخشيته ومراقبته ]
المال محرم إلا أن يأخذه بوجه حق
وجزاك الله خيراً على مرورك الكريم

جزاكم الله خيراً أي إخواني الكرام على مروركم الرائع
وجعل الله ما نقول حجة لنا لا علينا