فضل سورة العصر ((من فوائد مجدد العصر الشيخ الألباني رحمه الله))
الحمد لله رب العالمين والعاقبةُ للمتقين , وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له , إلهُ الأولين والآخرين وقيوم السماوات و الأرضين , وأشهدُ أن محمداً عبده ورسوله وصفوته من خلقه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين .
قرأتُ بعض الفوائد للشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة فأحببت أن أنشرها في سحاب الخير حتى تعم الفائدة راجياً من الله الأجر و المثوبة .
عن أبي مدينة الدارميّ – رضي الله عنه – قال :
( كان الرجلان من أصحابِ النبيِّ صلى الله عليه و سلم إذا التقيا لم يفترقا حتّى يقرأ أحدهُما على الأخر و العصر . إنَِِ الإنسان لفي خسر ) ( 1 ) , ثم يسلم أحدهُما على الآخر.صحيح , الصحيحة برقم ( 2648).
**فائدة :
و في هذا الحديث (فائدة) مما جرى عليه عمل سلفنا – رضي الله عنهم – جميعاً :
و هي التزام الصحابة ( لقراءة سورة العصر ) ,لأنَّنا نعتقد أنهم أبعد الناس عن أن ٌيحدثوا في الدِّين عبادة يتقرَّبون بها إلى الله ,إلاََِ أن يكون ذلك بتوقيف من رسول الله صلى الله عليه و سلم قولاً ,أو فعلاً , أو تقريراً , و لمَ لا , و قد أثنى الله تبارك و تعالى عليهم أحسن الثناء , فقال و السابقون الأوّلون من المهاجرينَ و الأنصار و الذين اتبعوهم( 2 ) بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعدََّ لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدينَ فيها أبداَ ذلك الفوز العظيم ( 3 )) و قال ابن مسعود و الحسن البصري :
( مَن كان منكم متأسَّياً فليتأسَّ بأصحاب محمد صلى الله عليه و سلم , فإنَّهم كانوا أبرََّ هذه الأمة قلوباً, و أعمقها علماً , وأقلّها تكلّفاً , وأقومها هدياً , وأحسنها حالاً ,قوماً اختارهم الله لصحبة نبيِّه صلى الله عليه و سلم و إقامة دينه ,فاعرفوا لهم فضلهم , و اتَّبعوهم في آثارهم , فإنَّهم كانوا على الهدى المستقيم ) ( 4 ) .
( 1 ) - سورة العصر
( 2 ) - انظر ((إعلام الموقعين)) لإبن القيم (4\159) لتتبين معنى الإتباع , و أنه واجب .(الشيخ )
( 3 ) - التوبة(100)
( 4 ) - أخرجه ابن عبد البر في ((جامع بيان العلم)) (2_97) بإسنادين عنه ,و عزاه ابن القيم –رحمه الله-(4-179)للإمام أحمد- و لعله يعني في (( الزهد)) عن أبن مسعود.وانظر ((المشكاة)) (193). (الشيخ) .
منقول