[]رأيت أمريكا
للدكتور عائض القرنى
للدكتور عائض القرنى
رأيت أمريكا ،رأيت أرضها وسماءها ، وهواءها وماءها ،فإذا هى ليست كأرضنا وسمائنا وهوائنا ومائنا ، لأن تلك لا تحمل الإيمان والحب والطموح .
ورأيت أمريكا : هدير مصانع ، وضجة معامل ، وحركة إنتاج ، لكنه صخب بلا معنى ، وأصوات بلا حياة ، ليس فيها إيمان وحب وطموح .
ورأيت أمريكا : عيوناً بلا إيمان ، وآذاناً بلا دعوة ، وقلوبا بلا يقين ، وجثثا بلا رسالة ، لإنها لم تعرف الإيمان والحب والطموح .
ورأيت أمريكا : طائرة وسيارة وسخانة وبرادة وحديداً وآلات ، لكنها مسلوبة الطمأنينة والسكينة ، لإنها فقدت الإيمان والحب والطموح .
ورأيت أمريكا : فإذا الكلب مقدس ، والقطة مبجلة ، والخنزير محترم ، أما العالم فكادح لغير مصير والمهندس ساعِ لغير هدف ، والطبيب يعمل بغير احتساب وثواب ، لأنهم ضلوا عن الإيمان والحب والطموح .
ورأيت أمريكا : امرأة مسفوكة الكرامة ، وبيتاً مهدوم العفة ، ومجنمعاً مهزوز المبادىء ، لأنه ما أجاد الإيمان والحب والطموح .
ورأيت أمريكا : فإذا الذى أعجب الناس أغضبنى ، وإذا الذى أسرهم أحزننى وإذا الذى أفرحهم غمّنى ، لأنى ما رأيت الإيمان والحب والطموح .
ما رأيت الإيمان بالله وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا
ما رأيت الإيمان بالفضيلة والإحسان والعدل والسلام .
وما رأيت الحب للأهداف الجميلة ، والمبادىء الأصيلة والأخلاق الجميلة .
وما رأيت الحب لمن يستحق الحب ، للبارىء المصور ، الخلاّق الرزّاق ، ذى القوة المتين، وللمصطفى الهادى الرحمة للعالمين ، السراج المنير ، وللدين الخالد ، والرسالة العالمية ، والمحجة البيضاء .
وما رأيت الطموح لمعالى الأمور ، للثواب الجزيل ، لسعادة القلوب وراحة الضمير .
وما رأيت الطموح لتزكية النفس ، وطهارة الباطن ، وغسل الجوارح وإنقاذ الناس .
من كتاب " هكذا حدثنا الزمان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... وصلوا على رسول الله ....
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر الله تعالى: قال النبى صلى الله عليه وسلم:
)ألا أنبأكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم) قالوا بلى- قال: ذكر الله تعالى) الترمذي(3347[[/center][/center]