بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فكلما عظم الحب لشىء أو لإنسان كلما كان البذل والتضحية من أجله أسهل ، فأهل الدينا المحبين لها مثلا يعملون بالليل والنهار ويضحون بوقتهم وراحتهم والجلوس مع أهلهم من أجل تحصيل مال أو منصب
فلربما تجد أحدهم لا ينام إلا سويعات ولا يجلس مع أهله إلا دقائق ويسافر البلاد شرقا وغربا كل هذا من أجل حبه لتحصيل المال أو المنصب
وكذا الذى يحب إنسان أو الشاب الذى يحب فتاة فيضحى من أجلها بماله ووقته ويصنع لها من الأعمال ما يسعدها ويتحمل لوم الناس من أجلها حتى لو أتى بهذا على نفسه ، وهذا معلوم لمن يعيش هذه الحياة خاصة فى زمن كزمننا هذا ضعف فيه الدين وأقبل الناس على الدنيا بشهواتها إلا من رحم الله
ولكن استوقفنى نوع آخر من المحبين
نوع قد ترفع عن هذا التسفل وأراد العلو فى أمره وهمته بل وفى مسكنه فإن نظر أهل الدنيا لمساكن الدنيا و المفاضلة بينها فهو ينظر إلى جنات الخلود
ولكن أيها المحب هل أنت تعمل حقا لله ...؟!
جميل جدا أن نجد شبابا يضحى ببعض وقته وجهده وماله لخدمة هذا الدين فوالله هذا أمر يسر به القلب وتدمع له العين فرحا
ولكن إن كنت ستبذل فانظر إلى من ستبذل
فإنه يعظم البذل بقدر المبذول له ،فكلما كان المبذول له أحب إليك كلما بذلت برضا نفس وسعادة وبذلت أنفس ما عندك وهذه قاعدة معروفة لكل محب
فكيف يكون مثل هذا لحبيبك ؟
دفعنى لكتابة هذا الموضوع أننى أقابل أناسا يريدون من يساعدهم على الخير فيريدون رجلا صاحب تخصص معين فى فن من فنون الحياة ليساعدهم على تتمة عمل يريدونه لله سواء فى مجال الكمبيوتر فى مجال الكهرباء أو الصيانة أو غيرها من المهن المختلفة ، ولكن ما تعجبت منه أنه قال نريد شخص مقابل مبلغ لا نريد متطوع لله وكان السبب أن المتطوع يأتى ويتفق ثم هو يتأخر فى العمل ويكثر من الاعتذارات ويتعب أصحاب الأمر ويأخرهم ثم لا يخرج العمل على الوجه المرضى
وهم طبعا لا يستطيعون أن يلحوا عليه ولا يعدلوا فى عمله فهو متطوع !
سبحان الله :: أهذا ما أوقفته لله ؟ أهذا ما ترضاه أن يصل إلى ربك ؟
يا إخوة كما قال مشايخنا إن الله عزيز غنى عن العالمين ، من المفترض أنك إذا أوقفت عملك لله فقد جعلت هذا العمل والتجارة بينك وبين الله وترفعت عن تعامل البشر وأجرهم لتنال من أجر الله وكرمه وفضله ، فكيف يستقيم هذا وأنت تقدم اسوأ ما عندك ؟! وأنت فعلت كما فعل ابن آدم حينما قدم قربانه اسوأ ما عنده فتقبل الله من أخيه ولم يتقبل منه ، أما تخشى أن تكون مثله ؟
وفقه لتصحيح المسار
نعم الله غنى عنك وعن عملك ، لذا ينبغى إن أردت أن تقدم شئيا لله وهو سيدك و حبيبك ورازقك ومعينك أن تقدم أغلى ما عندك ، تقدم من أنفس وقتك وأطيب مالك وأكبر جهدك ، لا أن تقدم المتبقى من مالك ووقتك...
إن أحدنا ربما يعمل فى الدنيا فى عمل من الأعمال ويستيقظ متعبا ويتحامل ويذهب لعمله حتى لا يخصم منه يوما ، وإذا عمل لله عملا فمع استشعار أقل تعب يؤجله ليوم آخر فكيف يستقيم هذا ؟
أقول هذا وهذا مشاهد فى منتدانا أيضا فكثيرا ما نطلب من الإخوة أعمالا تطوعية فى تسجيل حلقات أو تفريغ حلقات أو فعل أمر من الأمور لخدمة الدعوة ثم هو يتقاعد أو يتكاسل أو يأتى بالعمل كما يريده هو لا كما طلب منه وهذه آفة أخرى أنه يعمل لله فلا يريد أحدا يعدل عليه أو يأمره بفعل شىء فى حين أننا لو كلفنا أى أحد من أصحاب الدنيا مقابل مبلغ من المال سيلتزم ويأتى به على وجه
فكيف يستقيم هذا ؟كيف يكون محب الدنيا اتقن فى عمله من الذى يحب الله ويرغب فى الدار الآخرة ؟ إن هذا من أسرار هزيمة المسلمين وسأفرد إن شاء الله موضوع فى هذا فى عجز الثقة ( أى ضعف المؤمن ) وجلد الفاجر ( قوة وصبر الفاجر ) والسر فى ذلك .
الشاهد يا إخوة إنك إن كلفت بعمل فلا بأس من أن تطلب مقابل عليه وهذا حقك ، أما إن أردت أن تجعله لله فقد ارتقيت إلى أعلى وترفعت عن أجر الدنيا إلى أجر الآخرة فلا تتهاون فيه فتكون العاقبة أنه لا يقبل منك ، فلا أجر الدنيا حصلت ولا بحسنات الآخرة فزت
تذكر فى عملك لله
وتذكر أن الله يحب إتقان العمل كما فى الحديث ويحب المحسنين ومن ضمنها إحسان العمل وقد قال تعالى " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " فتنفق أحب شىء إليك من وقتك وجهدك ومالك
وحال السلف فى ذلك معلوم فمن الصحابة من تبرع بحائط بأكمله وكان أحبهم إليه ، وكلهم كان يخرج أفضل ما عنده للفقراء ويترك الأقل له وكانوا يطيبون صدقاتهم قبل إخراجها وهذا فرق ما بيننا وبينهم ، نحن نخرج المستهلك والقديم والذى لا نحتاجه إلا من رحم الله
قلت وهذا لأنه عظم حب الله فى قلوبهم وحقرت الدنيا فى نفوسهم وهذا حال المحبين حقا
وأما غير ذلك فهو زعم ، دعوة باطلة لا تسعفها أدلة
هدية للمحبين
أيها المحب أهديك هذا الحديث فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " [size=21]من أشد أمتي لي حبا ، ناس يكونون بعدي ، يود أحدهم لو رآني ، بأهله وماله "[/size]
[size=21]هل أنت منهم حقا أم أنك تزعم ذلك لأنك تعلم أن رسول الله مات ؟! [/size]
إن كنت منهم حقا فها هو دين رسول الله وسنته أبذل من أجلها أهلك ومالك لعل الله يمتعك بالنظر إلى رسول الله فإن لم يكن برؤيا منامية ففى الآخرة فى جنات النعيم وذلك هو الفوز العظيم
حقا نحتاج إلى مراجعة حالنا لنرى هل نحن حقا نعمل لله أم لأنفسنا أم لكلا الأمرين فالله غنى عن الشرك وأهله
نسأل الله أن يجعل أعمالنا صالحة ولوجهه خالصة ويتقبلها منا آمين
فكلما عظم الحب لشىء أو لإنسان كلما كان البذل والتضحية من أجله أسهل ، فأهل الدينا المحبين لها مثلا يعملون بالليل والنهار ويضحون بوقتهم وراحتهم والجلوس مع أهلهم من أجل تحصيل مال أو منصب
فلربما تجد أحدهم لا ينام إلا سويعات ولا يجلس مع أهله إلا دقائق ويسافر البلاد شرقا وغربا كل هذا من أجل حبه لتحصيل المال أو المنصب
وكذا الذى يحب إنسان أو الشاب الذى يحب فتاة فيضحى من أجلها بماله ووقته ويصنع لها من الأعمال ما يسعدها ويتحمل لوم الناس من أجلها حتى لو أتى بهذا على نفسه ، وهذا معلوم لمن يعيش هذه الحياة خاصة فى زمن كزمننا هذا ضعف فيه الدين وأقبل الناس على الدنيا بشهواتها إلا من رحم الله
ولكن استوقفنى نوع آخر من المحبين
نوع قد ترفع عن هذا التسفل وأراد العلو فى أمره وهمته بل وفى مسكنه فإن نظر أهل الدنيا لمساكن الدنيا و المفاضلة بينها فهو ينظر إلى جنات الخلود
ولكن أيها المحب هل أنت تعمل حقا لله ...؟!
جميل جدا أن نجد شبابا يضحى ببعض وقته وجهده وماله لخدمة هذا الدين فوالله هذا أمر يسر به القلب وتدمع له العين فرحا
ولكن إن كنت ستبذل فانظر إلى من ستبذل
فإنه يعظم البذل بقدر المبذول له ،فكلما كان المبذول له أحب إليك كلما بذلت برضا نفس وسعادة وبذلت أنفس ما عندك وهذه قاعدة معروفة لكل محب
فكيف يكون مثل هذا لحبيبك ؟
دفعنى لكتابة هذا الموضوع أننى أقابل أناسا يريدون من يساعدهم على الخير فيريدون رجلا صاحب تخصص معين فى فن من فنون الحياة ليساعدهم على تتمة عمل يريدونه لله سواء فى مجال الكمبيوتر فى مجال الكهرباء أو الصيانة أو غيرها من المهن المختلفة ، ولكن ما تعجبت منه أنه قال نريد شخص مقابل مبلغ لا نريد متطوع لله وكان السبب أن المتطوع يأتى ويتفق ثم هو يتأخر فى العمل ويكثر من الاعتذارات ويتعب أصحاب الأمر ويأخرهم ثم لا يخرج العمل على الوجه المرضى
وهم طبعا لا يستطيعون أن يلحوا عليه ولا يعدلوا فى عمله فهو متطوع !
سبحان الله :: أهذا ما أوقفته لله ؟ أهذا ما ترضاه أن يصل إلى ربك ؟
يا إخوة كما قال مشايخنا إن الله عزيز غنى عن العالمين ، من المفترض أنك إذا أوقفت عملك لله فقد جعلت هذا العمل والتجارة بينك وبين الله وترفعت عن تعامل البشر وأجرهم لتنال من أجر الله وكرمه وفضله ، فكيف يستقيم هذا وأنت تقدم اسوأ ما عندك ؟! وأنت فعلت كما فعل ابن آدم حينما قدم قربانه اسوأ ما عنده فتقبل الله من أخيه ولم يتقبل منه ، أما تخشى أن تكون مثله ؟
وفقه لتصحيح المسار
نعم الله غنى عنك وعن عملك ، لذا ينبغى إن أردت أن تقدم شئيا لله وهو سيدك و حبيبك ورازقك ومعينك أن تقدم أغلى ما عندك ، تقدم من أنفس وقتك وأطيب مالك وأكبر جهدك ، لا أن تقدم المتبقى من مالك ووقتك...
إن أحدنا ربما يعمل فى الدنيا فى عمل من الأعمال ويستيقظ متعبا ويتحامل ويذهب لعمله حتى لا يخصم منه يوما ، وإذا عمل لله عملا فمع استشعار أقل تعب يؤجله ليوم آخر فكيف يستقيم هذا ؟
أقول هذا وهذا مشاهد فى منتدانا أيضا فكثيرا ما نطلب من الإخوة أعمالا تطوعية فى تسجيل حلقات أو تفريغ حلقات أو فعل أمر من الأمور لخدمة الدعوة ثم هو يتقاعد أو يتكاسل أو يأتى بالعمل كما يريده هو لا كما طلب منه وهذه آفة أخرى أنه يعمل لله فلا يريد أحدا يعدل عليه أو يأمره بفعل شىء فى حين أننا لو كلفنا أى أحد من أصحاب الدنيا مقابل مبلغ من المال سيلتزم ويأتى به على وجه
فكيف يستقيم هذا ؟كيف يكون محب الدنيا اتقن فى عمله من الذى يحب الله ويرغب فى الدار الآخرة ؟ إن هذا من أسرار هزيمة المسلمين وسأفرد إن شاء الله موضوع فى هذا فى عجز الثقة ( أى ضعف المؤمن ) وجلد الفاجر ( قوة وصبر الفاجر ) والسر فى ذلك .
الشاهد يا إخوة إنك إن كلفت بعمل فلا بأس من أن تطلب مقابل عليه وهذا حقك ، أما إن أردت أن تجعله لله فقد ارتقيت إلى أعلى وترفعت عن أجر الدنيا إلى أجر الآخرة فلا تتهاون فيه فتكون العاقبة أنه لا يقبل منك ، فلا أجر الدنيا حصلت ولا بحسنات الآخرة فزت
تذكر فى عملك لله
وتذكر أن الله يحب إتقان العمل كما فى الحديث ويحب المحسنين ومن ضمنها إحسان العمل وقد قال تعالى " لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون " فتنفق أحب شىء إليك من وقتك وجهدك ومالك
وحال السلف فى ذلك معلوم فمن الصحابة من تبرع بحائط بأكمله وكان أحبهم إليه ، وكلهم كان يخرج أفضل ما عنده للفقراء ويترك الأقل له وكانوا يطيبون صدقاتهم قبل إخراجها وهذا فرق ما بيننا وبينهم ، نحن نخرج المستهلك والقديم والذى لا نحتاجه إلا من رحم الله
قلت وهذا لأنه عظم حب الله فى قلوبهم وحقرت الدنيا فى نفوسهم وهذا حال المحبين حقا
وأما غير ذلك فهو زعم ، دعوة باطلة لا تسعفها أدلة
هدية للمحبين
أيها المحب أهديك هذا الحديث فى صحيح مسلم من حديث أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " [size=21]من أشد أمتي لي حبا ، ناس يكونون بعدي ، يود أحدهم لو رآني ، بأهله وماله "[/size]
[size=21]هل أنت منهم حقا أم أنك تزعم ذلك لأنك تعلم أن رسول الله مات ؟! [/size]
إن كنت منهم حقا فها هو دين رسول الله وسنته أبذل من أجلها أهلك ومالك لعل الله يمتعك بالنظر إلى رسول الله فإن لم يكن برؤيا منامية ففى الآخرة فى جنات النعيم وذلك هو الفوز العظيم
حقا نحتاج إلى مراجعة حالنا لنرى هل نحن حقا نعمل لله أم لأنفسنا أم لكلا الأمرين فالله غنى عن الشرك وأهله
نسأل الله أن يجعل أعمالنا صالحة ولوجهه خالصة ويتقبلها منا آمين