الثقة بالله
هذا المعنى الإيمانى العظيم لن نستطيع أن نوجده فى أنفسنا مرة واحدة وإنما يحتاج منّا إلى مجاهدة وصبرشديدين .. ويكون سهل المنال إذا صدق العبد مع الله.
يجب أن تكون ثقتنا فى الله عز وجل ليس لها منتهى ولا حد ...فإننا إذا تأملنا فى أمور عدة من حياتنا وجدنا أن الله يرحم ضعفنا .. ويجبر كسرنا . ويستجيب دعاءنا... وهو لا يرد تضرعنا إليه سبحانه وتعالى ... يزداد المؤمن إيماناً بالله رغم الشدة والمحنة إذا عظمت ثقته فى ربه ويقينه فى أن الله لا يخذله... فالمؤمن يوقن تماماً أنّ كل مايفعله الله تعالى ويقدره، وإن كان ظاهرها الشر : هو الخير... بل كل الخير.. فقد كان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم :" لبيك وسعديك ... والخير كله فى يديك .. والشر ليس إليك .. أنا بك وإليك ... تباركت وتعاليت"
كما يجب علينا الإنتباه إلى أن ثقتنا بالله عز وجل يجب ألا يكون لها علاقة أو ارتباط بالأسباب والنتائج ... ولكن ثقتنا فى الله تعالى يجب أن تكون مرتبطة لأنه الله لا إله هو وحده لا شريك له ... فلا يأس ولا قنوط ولا فقدان الثقة فى الله ولا سقوط بل ثبات ويقين فى الله تعالى رغم توالى المحن والخطوب ... وهكذا كانت ثقة نبينا وحبيبنا محمدا صلى الله عليه وسلم .
فهذه المحن والخطوب ليست لأن الله تعالى يريد خذلان عباده المؤمنين.. وإنما يريد بذلك عودة للمسلمين إلى دستورنا .. يريد إيقاظنا من غفلتنا..." إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " فالله يريد ترسيخ اليقين فيه عز وجل فى قلوب عباده .. فيجعل لنا أشياء دالة على قدرته .. فقد جعل الله لهذا الكون نواميس وسنن ثابته .. كقوانين الطبيعة فى الماء والنار وغيرها... ولكنه بقدرته يغير هذه النواميس ويجعلها تجرى فى بعض المواقف عكس ماهو معروف.. ومن أمثلة ذلك تحول النار التى ألقى فيها ابراهيم عليه السلام إلى برد وسلام ... وخروج الهداية من عقر دار الغواية.. فقد تربى موسى عليه السلام فى بيت فرعون إمام الغاويين على أمل أن يكون له قرة عين فى المستقبل .... وخروج الماء من الحجر حين أصاب قوم موسى القحط فضرب موسى عليه السلام الحجر بأمر الله تعالى فخرج منه الماء ...
فالله تعالى عندما يغلق باباً فإنه يفتح باباً آخر ... فعليكِ أختى أن تثقى فى الله ... ولا تجعلى اليأس يدب فى قلبك أبداً.. واعلمى أن هذا الدين دين الإسلام هو دين الله المختار... وأن الله عز وجل ناصره .. وقد ينصره على أيدى أعدائه .. فالمسلمون يتميزون بأنهم كلما زاد عليهم الضغط والإضطهاد كلما زاد رجوعهم إلى دين الله .. فدين الله غالب ... وهو حصن كل ضعيف.. حصن كل من يريد العزة والرفعة .. فكلما اشتد الضغط على المسلمين فى فلسطين كلما تعاطف معهم المسلمون فى البلاد الأخرى .. فتركواالعصيان والتزموا بالطاعة وسبيل الرحمن... وقريبا ما يحدث فى العراق كان سببا فى صحوة عظيمة لكثير من المسلمين فى مختلف الآفاق .. والقرآن الكريم هو السبيل الأعظم لزيادة الثقة فى الله عز وجل عن طريق قراءته وتدبر آياته وتفهم معانيه والعمل بها ...
ومن الواثقين فى الله تعالى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ... فى الغار مع أبى بكر رضى الله عنه...وكذلك رسول الله نوح عليه السلام ... حيث كان يصنع سفينة فى بيئة صحراوية لا بحر فيها ولا نهر...
أختى إياك أن تقولى إننى لا أرى أى أمل ... إن صحراء نوح عليه السلام هى نفس صحراء واقعنا الحالى .. لقد بنى المؤمنون السفينة وركبوها فى قلب الصحراء ... أتعلمين لماذا ؟؟؟؟؟ لأنهم كانوا يملكون الثقة فى ربهم الله عز وجل ... فهل نحن نملك هذه الثقة ليتحقق لنا مثل ما تحقق لهم من النجاة والنصر والتأييد ؟؟
اللهم اغرس الثقة فيك فى قلوبنا ... يجب أن نثق تماماً من نصر الله وتأييده لنا ... ولكن بشرط أن نرجع إلى العمل بمنهاج السماء المعد للإصلاح والتغيير .
منقول : من دروس عمرو خالد " حتى يغيروا ما بأنفسهم"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
... وصلوا على رسول الله ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مما يُدخل الجنة قول : لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال عليه الصلاة والسلام: - ( ألا أدلك على باب من أبواب الجنة ؟ لا حول ولا قوة إلا بالله ) رواه أحمد صحيح الجامع 2610.