****** لقيا تميم بن أوس الداري المسيح الدجال*****
روى مسلم في صحيحه - رحمه الله - أن نفراً من أصحاب الرسول
صلى الله عليه وسلم ركبوا البحر في سفينة؛ فانكسرت بهم السفينة فركبوا خشبة طويلة؛ فأخذت تلعب بهم الريح شهراً كاملاً في البحر، فانتهوا إلى جزيرة من الجزر، فنزلوا في الجزيرة، جزيرة أظنها في بحر القلزم أو ما يواكب تركيا فنزلوا هناك تجاه بلاد الشام ، فلما نزلوا في الجزيرة وإذا بدابة أُهْلُب كثيرة الشعر لا يدرى وجهها من قفاها، فتكلمت بإذن الله، فقالت: من أنتم؟
قالوا: نحن أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- فقالوا لها: من أنتِ؟
قالت: أنا دابة، قالوا: ما خبرك؟
قالت: لا تسألوني، واذهبوا إلى هذا الدير إلى بئر مطوية هناك فاسألوا رجلاً فيها، فظنوا أنها شيطانة، فذهبوا إلى البئر الذي وصفت، فإذا هي بئر مطوية لا ماء بها، وإذا فيها رجل كأضخم الرجال جسماً، أعور العين اليمنى، كأن عينه عنبة طافية خارجة من رأسه، وإذا يداه مسلسلتان إلى عنقه مكتوف بالحديد، وإذا يداه ورجلاه قي سلاسل من الحديد لا يستطيع الوثوب، يزرم ويريد أن يتفكك، ويريد أن يشرد ويخرج من البئر ولكن الله حبسه في الحديد، فقال له الصحابة: من أنت؟ وفيهم تميم الداري أحد الصحابة، قال: أنا المسيح الدجال - نعوذ بالله من المسيح الدجال - ثم قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن قوم من العرب، قال: ما خبر نخل بيسان ، -ونخل بيسان في الأردن - أتثمر؟ قالوا: نعم. قال: يوشك أن يأتي عليها زمن لا تثمر.
قال: ما خبر بحيرة طبرية -وهي قريبة من البحر الميت -؟ قال: أفيها ماء؟ قالوا: نعم فيها ماء، قال: يوشك أن يأتي عليها زمن لا يوجد فيها ماء، ما خبر عين زغر أفيها ماء؟ قالوا: نعم فيها ماء يسقون به الشجر، قال: يوشك أن يأتي زمن لا يجدون في عين زغر ماءً، ما خبر النبي الأمي أبعث؟ -أي: محمد عليه الصلاة والسلام- قالوا: نعم بعث، قال: كيف العرب له؟ قالوا: قاتلهم وقاتلوه فانتصر عليهم، قال: أما إنهم لو أطاعوه لكان خيراً لهم.
قالوا: وما خبرك أنت؟ قال: أنا المسيح الدجال أغضب غضبة فيخرجني الله من هذا المكان، فأطوف في الأرض، فلا تبقى أرض إلا هبطتها إلا مكة والمدينة ، وفي لفظ مسلم -إلا مكة وطيبة - فإن الله يحميها عني بملائكة، على أنقاب المدينة سبعون ألف ملك، مع كل ملك من الملائكة مرزبة لا أدخل المدينة ، ولا مكة .