من طرف نصر غزال 26/10/2008, 12:31 am
بسم الله، والحمد لله، والصلاة على رسول الله.
والشكر من بعد موصول إلى الأخ مشرف عام المنتدى، الذي فتح لنا الباب لمداخلته.. بما أحدثته تساؤلاته من عصف في أذهاننا..
وبعد..
فمن أنا؟
أنا ذلك العبد لله الذي تطالعونه في مداخلاته المقلة.. وافد جديد، يترجم نفسه بين أيديكم بواقعية ما استطعت، لا يشوبها إلا ما تقتضيه النزعة البشرية، من ميل إلى التجمل والتزين عند كل مسجد، وبين يدي كل حبيب.. واقعية يمليها الحس الديني، والشعور بثقـل الأمانة، على كاهل أمة حملت الرسالة لتوصل صوت الحق للأرض..
أنا الموقع باسمي الصريح.. الذي يسرني أن أحمله.. ويسرني أن أكونه.. ويسرني أن أصادقه وأصدقه، لنستطيع معا أن نواجه التحديات، ونعمل معا بانسجام وتناغم لتحقيق أهدافنا - مع أحباء لنا في الله - في الوصول إلى الحق.. والوصول إلى الخير.. ونيل رضى الله تعالى..
وما يمنعني من مخادعة ومغالطة هذا الذي يحمل اسمي ويتصف بملامحي، هو خوفي من أن يعاملني بالمثل، فيخدعني ويكذبني في الوقت الذي أحتاج به إلى صدقه وموضوعيته.. فأكون الخاسر الأكبر.. والمتكاسل العاجز عن تحقيق أي هدف لي.. والعاجز عن أن أكون ذاتي.. وأي شقاء أرجو بعد هذا؟؟
سألت ابنة أخي الإيطالية، فتاة لم تتجاوز الثالثة عشرة كثيرا.. أيهما أفضل أن نحِبّ ( بكسر الحاء) أم أن نحَب ( بفتحها )؟ (? To love or to be loved) أجابت: أن نحب... ( بكسر الحاء). قلت: لماذا؟ قالت: فمتى أعيش ذاتي..؟ حب الناس ينفعم ويعنيهم.. أما حبي فيعنيني أنا، ويسعدني أنا؟؟؟
أرى أن إنكار الذات، وتقمص ملامح الغير، وادعاء ما ليس لي أو بي، أمر خطير يتصل بضعف الثقة بالنفس، والخجل من مساوئها.. ويتصل بضعف قدرتي على مواجهة الآخر خوفا من أن يتهمني بالغباء إن زلت بي الكلمة أو خانني الاجتهاد.. الأمر الذي يؤشر على ضعف ثقتي بالله.. فأي خوف من الناس، سيكون على حساب خوفي من الله تعالى.. عجبت ممن يخاف الله كيف يخشى سواه,, ولو كنا على قلب أتقى رجل فينا لأهلكنا الله واستبدلنا بقوم غيرنا يعصون فيتوبون فيتوب الله عليهم..
من هذا الذي يستحق أن أجعل من عقلي تابعا له.. ومن نفسي مستعمرة لأطماعه وغروره أو ضيق أفقه، و من الذي يستحق أن أجعل طمانينة نفسي رهنا بتقبل مزاجه، أو سوء خلقه.. لذلك قالوا: لا تكن إمعة، مهما يكن تكن معه.. عش ذاتك ولا تبالي,, ما دمت تحتكم لمنظومة القيم الأخلاقية الدينية الحنيفة العظيمة..
هذا وبالله التوفيق وعليه الاتكال.