منتدي الا رسول الله

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدي اسلامي


2 مشترك

    وقفة مع قوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )

    toto
    toto
    عضو نشيط
    عضو نشيط


    انثى عدد الرسائل : 90
    البلد : egypt
    nbsp : وقفة مع قوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 61140

    وقفة مع قوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) Empty وقفة مع قوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )

    مُساهمة من طرف toto 8/11/2008, 10:24 pm

    وقفة مع قوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )


    السؤال:
    بعض أعداء الإسلام من الملحدين يحاولون النيل والطعن في هذا الدين وإثارة
    الشبه ، فحاولوا تفسير الآية من سورة الإسراء المباركة ( وإذا أردنا أن
    نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا )
    (16) , وفق تفسيرات ونظرة مجردة توهم القارئ الغافل ويدّعون بأن الآية
    الكريمة تُظهر الله عز وجل وكأنه - تنزَّه الله عن ذلك - الإله الظالم
    المستبد , وأن إرادته للشر تفوق خيره وأنا وللأسف الشديد جدّاً , لست على
    دراية كاملة بقرآني , ولكن والله إني لما سمعت هذا الكلام : انتفض الدم في
    عروقي ، أنا من نظري وعلمي المحدود أفادنا الله منكم - بأن هذه الآية
    المباركة وثيقة الصلة بما قبلها من آيات , وأنها مربوطة بحال بني إسرائيل
    ، وظلمهم ، وكفرهم البين , مع الإصرار على المعصية ، وتجاهل العقاب
    الرباني العادل ، فالله عز وجل لما رأى منهم الإصرار على المعصية مع سبق
    الإصرار والترصد في الذنب أراد أن يحكم عليهم بأن أدام المترفين في غيهم ،
    فهم الفئة التي يلجأ إليها الناس دوما ، وهم القدوة ، لتكون حجة قاطعة من
    عنده سبحانه وتعالى . أفيدوني فوراً ، أفادكم الله تعالى



    الجواب:
    الحمد لله
    هذه الآية فيها أقوال للعلماء مشهورة ، وملخصها : أن الأمر فيها إما أن يكون أمراً
    شرعيّاً وهو موجه للمترفين ، لكنه أمر بالطاعة ، فأبوها ، وإما أن يكون من الأمر
    الكوني لله تعالى ، كما هو الحال في القضاء الكوني في قوله تعالى ( وَقَضَيْنَا
    إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ
    وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ) الإسراء/
    4 ، والقول الثالث : أنه " أمَرنا
    " بمعنى أكثرنا ، وليس ثمة عاقل يقول إن الأمر في الآية هو الأمر الشرعي للمترفين
    بالفسق ؛ يعني : أن الله شرع الفسق ، وجعله دينا لهم ، جل الله عما يقول الجاهلون ،
    وتقدس وتنزه ؛ كما قال تعالى عن نفسه ( وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا
    وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا
    يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/
    28 .
    قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي – رحمه الله - : قوله تعالى : ( وَإِذَا أَرَدْنَا
    أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ
    عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) .
    في معنى قوله ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) في هذه الآية الكريمة ثلاثة مذاهب معروفة
    عند علماء التفسير :
    الأول : وهو الصواب الذي يشهد له القرآن ، وعليه جمهور العلماء أن الأمر في قوله (
    أَمْرُنَا ) هو الأمر الذي هو ضد النهي ، وأن متعلق الأمر محذوف لظهوره . والمعنى :
    ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) بطاعة الله وتوحيده ، وتصديق رسله وأتباعهم فيما جاؤوا
    به ( فَفَسَقُواْ ) أي : خرجوا عن طاعة أمر ربهم ، وعصوه وكذبوا رسله .
    ( فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ ) أي : وجب عليها الوعيد ( فَدَمَّرْنَاهَا
    تَدْمِيرًا ) أي : أهلكناها إهلاكاً مستأصلاً ، وأكد فعل التدمير بمصدره للمبالغة
    في شدة الهلاك الواقع بهم .
    وهذا القول الذي هو الحق في هذه الآية تشهد له آيات كثيرة ، كقوله : ( وَإِذَا
    فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا
    بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ ... ) .
    فتصريحه جل وعلا بأنه لا يأمر بالفحشاء دليل واضح على أن قوله ( أَمَرْنَا
    مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ ) أي : أمرناهم بالطاعة فعصوا ، وليس المعنى أمرناهم
    بالفسق ففسقوا ؛ لأن الله لا يأمر بالفحشاء .
    ومن الآيات الدالة على هذا : قوله تعالى : ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِّن
    نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
    وَقَالُواْ نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلاداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ )
    .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
    فقوله في هذه الآية ( وَمَا أَرْسَلْنَا فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ ... ) الآية :
    لفظ عام ، في جميع المترفين ، من جميع القرى ، أن الرسل أمرتهم بطاعة الله فقالوا
    لهم : ( إنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ) ، وتبجحوا بأموالهم وأولادهم ،
    والآيات بمثل ذلك كثيرة ...
    وهذا القول الصحيح في الآية جارٍ على الأسلوب العربي المألوف ، من قولهم : " أمرتُه
    فعصاني " ، أي : أمرته بالطاعة فعصى ، وليس المعنى : أمرته بالعصيان ، كما لا يخفى
    .
    القول الثاني في الآية هو : أن الأمر في قوله ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا ) أمرٌ كوني
    قدري ، أي : قدَّرنا عليهم ذلك ، وسخرناهم له ؛ لأن كلاًّ ميسرٌ لما خُلق له ،
    والأمر الكوني القدري كقوله ( وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحِ
    بِالْبَصَرِ ) ، وقوله : ( فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) ،
    وقوله ( أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً ) ، وقوله ( إِنَّمَا أَمْرُهُ
    إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) .
    القول الثالث في الآية : أن ( أَمَرْنَا ) بمعنى : أَكْثرنا ، أي : أكثرنا مترفيها
    ، ففسقوا .
    وقال أبو عبيدة : ( أَمْرُنَا ) بمعنى : أكثرنا ، لغة فصيحة ، كآمرنا ، بالمد .
    وقد علمتَ أن التحقيق الذي دل عليه القرآن : أنَّ معنى الآية : أمَرْنا مترفيها
    بالطاعة فعصوا أمْرَنا ، فوجب عليهم الوعيد ، فأهلكناهم ، كما تقدم إيضاحه .
    تنبيه :
    في هذه الآية الكريمة سؤال معروف ، وهو أن يقال : إن الله أسند الفسق فيها لخصوص
    المترفين دون غيرهم في قوله ( أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا ) مع أنه
    ذكر عموم الهلاك للجميع، المترفين وغيرهم ، في قوله ( فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ
    فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ) يعني : القرية ، ولم يستثن منها غير المترفين ؟ .
    والجواب من وجهين :
    الأول : أن غير المترفين تبع لهم ، وإنما خص بالذكر المترفين الذين هم سادتهم
    وكبراؤهم لأن غيرهم تبع لهم ، كما قال تعالى : ( وَقَالُواْ رَبَّنَا إِنَّا
    أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلاْ ) ، وكقوله ( إِذْ
    تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ
    وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ ) ، وقوله : ( حَتَّى إِذَا ادَّارَكُواْ فِيهَا
    جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا ) ، وقوله
    تعالى : ( وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ
    اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُمْ مُّغْنُونَ عَنَّا
    مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَىْءٍ ) ، وقوله : ( وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِى النَّارِ
    فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً
    فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِّنَ النَّارِ ) إلى غير ذلك من الآيات
    .
    الوجه الثاني : أن بعضهم إن عصى الله ، وبغى ، وطغى ، ولم ينههم الآخرون : فإن
    الهلاك يعم الجميع ، كما قال تعالى : ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ
    الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً ) ، وفي الصحيح من حديث أم المؤمنين زينب بنت
    جحش رضي الله عنها : أنها لما سمعت النَّبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا إله إلا
    الله ، ويل للعرب من شرٍّ قد اقتربْ ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه )
    وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها ، قالت له : يا رسول الله ، أنهلك وفينا الصالحون
    ؟ قال : ( نعم ، إذا كثر الخبث )
    " أضواء البيان " ( 3 / 75 – 79 ) باختصار .
    وبه يتبين أنه لا يتعلق بتلك الآية لتشكيك الناس في أمر دينهم ، أو الطعن في كتاب
    ربهم ، إلا جاهل بلغة العرب ، جاهل بكتاب الله ، جاهل بسنة رسول الله صلى الله عليه
    وسلم .
    zmzm
    zmzm
    المشرفه المميزه


    انثى عدد الرسائل : 3063
    البلد : egypt
    nbsp : وقفة مع قوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) 15781611
    درجات الاجاده : 0
    نقاط : 62050

    وقفة مع قوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ) Empty رد: وقفة مع قوله تعالى ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها )

    مُساهمة من طرف zmzm 9/11/2008, 3:14 am

    جزاكم الله خيرا ورزثنا الله واياكم الثبات

      الوقت/التاريخ الآن هو 23/11/2024, 10:28 am