معنى قوله تعالى معنى قوله: {ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ}
أي: قريب من فعلهم للذنب الموجب للتوبة، فيكون المعنى: أن من بادر إلى الإقلاع من حين صدور الذنب، وأناب إلى الله وندم عليه، فإن الله يتوب عليه، بخلاف من استمر على ذنوبه وأصر على عيوبه، حتى صارت فيه صفاتٍ راسخةً، فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة.
والغالب أنه لا يوفق للتوبة ولا ييسر لأسبابها، كالذي يعمل السوء على علم تام ويقين وتهاون بنظر الله إليه، فإنه سد على نفسه باب الرحمة.
نعم قد يوفق الله عبده المصر على الذنوب عن عمد ويقين لتوبة تامة [التي] يمحو بها ما سلف من سيئاته وما تقدم من جناياته، ولكن الرحمة والتوفيق للأول أقرب، ولهذا ختم الآية الأولى بقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}، فمِن علمه أنه يعلم صادق التوبة وكاذبها، فيجازي كلا منهما بحسب ما يستحق بحكمته، ومن حكمته أن يوفق من اقتضت حكمته ورحمته توفيقَه للتوبة، ويخذل من اقتضت حكمته وعدله عدمَ توفيقه- والله أعلم-.
المرجع: تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي-رحمه الله-
ومن شروط التوبة الاستغفار ولذلك اكمل الرسالة بالموضوع التالي:-
الاستغفار من أكبر الحسنات
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية-رحمه الله-:
الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب، من العمل الناقص إلى العمل التام، ويرفع العبد من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل، فإن العابد لله والعارف بالله في كل يوم، بل في كل ساعة، بل في كل لحظة يزداد علمًا بالله وبصيرة في دينه وعبوديته، بحيث يجد ذلك في طعامه، وشرابه، ونومه، ويقظته، وقوله، وفعله، ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها حقها، فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار؛ بل هو مضطر إليه دائمًا في الأقوال والأحوال، في الغوائب والمشاهد؛ لما فيه من المصالح، وجلب الخيرات، ودفع المضرات وطلب الزيادة في القوة في الأعمال القلبية والبدنية اليقينية الإيمانية،
وقد ثبتت دائرة الاستغفار بين أهل التوحيد، واقترانها بشهادة أن لا إله إلا الله من أولهم إلى آخرهم، ومن آخرهم إلى أولهم، ومن الأعلى إلى الأدنى، وشمول دائرة التوحيد والاستغفار للخلق كلهم وهم فيها درجات عند الله، ولكل عاملٍ مقامٌ معلومٌ، فشهادة أن لا إله إلا الله بصدق ويقين تُذْهِب الشرك كله، دقه وجله، خطأه وعمده، أوله وآخره، وسره وعلانيته، وتأتى على جميع صفاته وخفاياه ودقائقه.
والاستغفار يمحو ما بقى من عثراته، ويمحو الذنب الذي هو من شعب الشرك، فإن الذنوب كلها من شعب الشرك، فالتوحيد يُذْهِب أصل الشرك، والاستغفار يمحو فروعه، فأبلغ الثناء قول: لا إله إلا الله، وأبلغ الدعاء قول: أستغفر الله، فأمره بالتوحيد والاستغفار لنفسه ولإخوانه من المؤمنين.
وقال التوبة من أعظم الحسنات، والحسنات كلها مشروط فيها الإخلاص لله، وموافقة أمره باتباع رسوله، والاستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع، فمن أحس بتقصير في قوله، أو عمله، أو حاله، أو رزقه، أو تقلب قلب، فعليه بالتوحيد والاستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص.
وكذلك إذا وجد العبد تقصيرًا في حقوق القرابة، والأهل، والأولاد، والجيران، والإخوان، فعليه بالدعاء لهم والاستغفار، قال حذيفة بن اليمان للنبي -صلى الله عليه وسلم- إن لي لسانا ذربًا على أهلي فقال له: (أين أنت من الاستغفار، إني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة).
أي: قريب من فعلهم للذنب الموجب للتوبة، فيكون المعنى: أن من بادر إلى الإقلاع من حين صدور الذنب، وأناب إلى الله وندم عليه، فإن الله يتوب عليه، بخلاف من استمر على ذنوبه وأصر على عيوبه، حتى صارت فيه صفاتٍ راسخةً، فإنه يعسر عليه إيجاد التوبة التامة.
والغالب أنه لا يوفق للتوبة ولا ييسر لأسبابها، كالذي يعمل السوء على علم تام ويقين وتهاون بنظر الله إليه، فإنه سد على نفسه باب الرحمة.
نعم قد يوفق الله عبده المصر على الذنوب عن عمد ويقين لتوبة تامة [التي] يمحو بها ما سلف من سيئاته وما تقدم من جناياته، ولكن الرحمة والتوفيق للأول أقرب، ولهذا ختم الآية الأولى بقوله: {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا}، فمِن علمه أنه يعلم صادق التوبة وكاذبها، فيجازي كلا منهما بحسب ما يستحق بحكمته، ومن حكمته أن يوفق من اقتضت حكمته ورحمته توفيقَه للتوبة، ويخذل من اقتضت حكمته وعدله عدمَ توفيقه- والله أعلم-.
المرجع: تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن للشيخ السعدي-رحمه الله-
ومن شروط التوبة الاستغفار ولذلك اكمل الرسالة بالموضوع التالي:-
الاستغفار من أكبر الحسنات
قال شيخ الإسلام أحمد بن تيمية-رحمه الله-:
الاستغفار يخرج العبد من الفعل المكروه إلى الفعل المحبوب، من العمل الناقص إلى العمل التام، ويرفع العبد من المقام الأدنى إلى الأعلى منه والأكمل، فإن العابد لله والعارف بالله في كل يوم، بل في كل ساعة، بل في كل لحظة يزداد علمًا بالله وبصيرة في دينه وعبوديته، بحيث يجد ذلك في طعامه، وشرابه، ونومه، ويقظته، وقوله، وفعله، ويرى تقصيره في حضور قلبه في المقامات العالية وإعطائها حقها، فهو يحتاج إلى الاستغفار آناء الليل وأطراف النهار؛ بل هو مضطر إليه دائمًا في الأقوال والأحوال، في الغوائب والمشاهد؛ لما فيه من المصالح، وجلب الخيرات، ودفع المضرات وطلب الزيادة في القوة في الأعمال القلبية والبدنية اليقينية الإيمانية،
وقد ثبتت دائرة الاستغفار بين أهل التوحيد، واقترانها بشهادة أن لا إله إلا الله من أولهم إلى آخرهم، ومن آخرهم إلى أولهم، ومن الأعلى إلى الأدنى، وشمول دائرة التوحيد والاستغفار للخلق كلهم وهم فيها درجات عند الله، ولكل عاملٍ مقامٌ معلومٌ، فشهادة أن لا إله إلا الله بصدق ويقين تُذْهِب الشرك كله، دقه وجله، خطأه وعمده، أوله وآخره، وسره وعلانيته، وتأتى على جميع صفاته وخفاياه ودقائقه.
والاستغفار يمحو ما بقى من عثراته، ويمحو الذنب الذي هو من شعب الشرك، فإن الذنوب كلها من شعب الشرك، فالتوحيد يُذْهِب أصل الشرك، والاستغفار يمحو فروعه، فأبلغ الثناء قول: لا إله إلا الله، وأبلغ الدعاء قول: أستغفر الله، فأمره بالتوحيد والاستغفار لنفسه ولإخوانه من المؤمنين.
وقال التوبة من أعظم الحسنات، والحسنات كلها مشروط فيها الإخلاص لله، وموافقة أمره باتباع رسوله، والاستغفار من أكبر الحسنات وبابه واسع، فمن أحس بتقصير في قوله، أو عمله، أو حاله، أو رزقه، أو تقلب قلب، فعليه بالتوحيد والاستغفار ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص.
وكذلك إذا وجد العبد تقصيرًا في حقوق القرابة، والأهل، والأولاد، والجيران، والإخوان، فعليه بالدعاء لهم والاستغفار، قال حذيفة بن اليمان للنبي -صلى الله عليه وسلم- إن لي لسانا ذربًا على أهلي فقال له: (أين أنت من الاستغفار، إني لأستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة).