سوف نقوم في هذا الدرس بالحديث عن
(( الجزيره العربيه ومكه ))
من المفترض ان نستفيد من هذا الدرس
1/ معرفه سبب كفر قريش
2/ النعمة العظيمه التي جاء بها الأسلام
(( تحريم وؤد البنات والقضاء عليها ))
*أوروبا لا تستحم!*
ونترك الروم والفرس والهنود ونذهب إلى أوروبا
يقول أحد المؤرخين الغربيين: لم تشهد أوروبا فترة أسوأ في الجهل والأمية والحروب الدامية كتلك الفترة من القرن السادس الميلادي.. كانت أجسامهم قذرة لا يستعملون الماء في النظافة رؤوسهم مملوءة بالخرافات والأوهام، يكفي أن تشاهد أفلام الإغريق التي تؤرخ لتلك المرحلة لتذهل من كم الخرافات السائدة،
وكان المثقفون الأوروبيون وقتها منشغلين بمناقشة قضية: "هل المرأة حيوان أم إنسان؟ وهل تسري فيها روح شيطان أم روح إنسان؟ وهل من حقها أن تمتلك أم أن الأصل هو امتلاكها هي نفسها؟
كانت المرأة في أوروبا ليس لها حق في الميراث.. ولم يكن هناك حد لتعدد الزوجات.. وهنا نريد أن نوضح أن الإسلام كان أول من وضع حداً للتعدد وجعلها أربعة بينما كان التعدد مفتوحاً آنذاك ولا سقف له.
أما الدين في أوروبا فكان زخماً من الخرافات والأساطير.. هذه هي الأرض قبل مائة عام من بعثة النبي صلى الله عليه وسلم.. وهذه هي صورة العالم عند مولده.. كانت الأرض كافرة بالله.. وكان الناس لا يعرفون الله أصلا، هل تتخيل النقلة التي انتقلت إليها البشرية
يصف أحد المؤرخين هذه الفترة قائلا: "لم يشهد العالم في تاريخه أسوأ ولا أظلم ولا أكثر يأساً من المستقبل من هذه الفترة"
يقول المؤرخ الانجليزي الشهير "ويلز" :-
كانت أوروبا أشبه بجثة رجل ضخم، مات والجثة تعفنت"، هكذا يصف مؤلف كتاب "تاريخ الأخلاق الأوروبية" تلك المرحلة التي سبقت ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم...
هل بدأنا نفهم لماذا قال الله تعالى "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
*قبائل العرب المتناحرة*
نتجه بالكاميرا بعد ذلك صوب الجزيرة العربية، لنرى حال العرب الذين سيخرج منهم النبي صلى الله عليه وسلم..
تعالوا ننتقل إلى مكة المكرمة .. مكة كانت"مركز التجارة العالمى"
لماذا ؟
أولا :- مكة صلة بين الجنوب والشمال ورحلة الشتاء والصيف
ثانيا :- مكة كانوا هناك برلمان في دار الندوة كانوا يعقدون هناك القرارات التي تسير عليها مكه
ثالثا :- الأمن والأمان لماذا ؟
لان مكه لكي تحفظ التجاره التي تمر من الجنوب الى الشمال .. وتقول السورة
لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ 2إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ 3فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ 4الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ
عقدت احلاف وعقود مع قبائل الجزيره العربيه لكي يحفظوا لهم التجاره مقابل وضع صنم فوق الكعبه ليعطيهم الزعامه والواجهه في مكه .. فتقول الأيه " أولم نمكن لهم حرماً آمنا ً "
حتى جاء الرسول الأمين قال لهم (( أمنوا بالله )) " قالوا انت عايزنا نؤمن واحنا عايشين بأمان وعندنا ألهتنا وبينا احلاف مع 360 قبيله دول لو كسرناهم التجاره بتاعتنا هتخرب وهنضيع "
أي ان قريش قدموا مصلحتهم والأمان لهم والأحلاف مع القبائل وتجارتهم على دينيهم ووضعوا هذا بكفه وهذا بكفه .. وقدموا كفه المصلحه على كفه الدين
كان الوضع السياسي للجزيرة العربية يوضح أنها قبائل متفرقة، ولا توجد دولة، قبائل لا يجمعها كيان تتصارع وتتقاتل، وتُغير على بعضها، وليس لدى الناس أي إحساس بالأمان، لو قررت السفر وخرجت من منطقة قبيلتك، تأسرك قبيلة أخرى وتباع في سوق العبيد، مثلما حدث مع زيد بن حارثة، كانت أمه قد أخذته وخرجت للسفر لزيارة أعمامه. فخُطف منها في الطريق، وبِيع في سوق العبيد حيث اشتراه عم السيدة خديجة، الذي باعه للسيدة خديجة، التي باعته للنبي صلى الله عليه وسلم ثم أعتقه النبي وسمّاه زيد بن محمد
الناس في هذا الزمان كانت تخاف السفر، وكان يمكن أن تكون نائماً في حضن قبيلتك، ثم تصحو على قبيلة أخرى تغير على قومك وتقتل الرجال وتأخذ النساء سباياً وتستبيح أعراض من كُنّ حرائر حتى الأمس، وهذا شيء عادي في ذلك الزمان.
لدرجة أن الشاعر العربي القديم يقول: "ونعتدي على بكر أخينا إن لم نجد إلا أخانا".
ثم يقول: "ومن لم يظلم الناس يظلم"..العدوانية كانت في دمائهم لدرجة أنهم إذا لم يجدوا أحداً يعتدون عليه، يعتدون على أخوتهم وأقربائهم
.
*دين الأمان*
كانت القبائل جميعها تعاني من هذا الخوف، إلا قبيلة قريش.. لماذا؟ لأنها تعيش في مكة مسئولة عن الحرم، فلا أحد يعتدي عليها، وكانت هناك أحلاف تضمن لها هذا الأمان وذلك التميز.
ولهذا يقول الله تعالى: "أولم نُمكّن لهم حرما امنا".. أي أنك يا قريش كنت تعيشين في أمان بينما الناس من حولك خائفة، فكيف لا تؤمنين بالله تعالى الذي أعطاك هذا الأمان، والقبائل من حولك تعاني من الإغارة، وبيع الأطفال وسبي النساء والخطف والرعب.
*وأد البنات*
اما اذا تحدثنا عن المرأه فكانت كانت بعض القبائل تهين المرأة، وينظرون إليها باحتقار، فهي في اعتقادهم عار كبير عليهم أن يتخلصوا منها، فكان الرجل منهم إذا ولدت له أنثى؛ حزن حزنًا شديدًا.قال تعالى: {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودًا وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} [النحل: 58-59]
وقد يصل به الأمر إلى أن يدفنها وهي حية، وهي العادة التي عرفت عندهم بوأد البنات.
فهذا رجل يحمل طفلته ويسير بها إلى الصحراء فوق الرمال المحرقة، ويحفر حفرة ثم يضع ابنته فيها وهي حية، ولا تستطيع الطفلة البريئة أن تدافع عن نفسها؛ بل تناديه: أبتاه .. أبتاه .. فلا يرحم براءتها ولا ضعفها، ولا يستجيب لندائها.. بل يهيل عليها الرمال، ثم يمشي رافعًا رأسه كأنه لم يفعل شيئًا!!
قال تعالى: {وإذا الموءودة سئلت بأي ذنب قتلت} [التكوير: 7-8] وليس هذا الأمر عامًا بين العرب، فقد كانت بعض القبائل تمنع وأد البنات.
ثم أتى محمد صلى الله عليه وسلم ليقول:-" من كان له ثلاث بنات فأدبهن وعلمهن ورحمهن كانت له الجنة " فقال أحدهم : ولو كانت له إثنتان ؟؟ فقال النبى : ولو إثنتان " فقال أحدهم : ولو كان معه واحدة ؟؟ فابتسم النبى .
النبي حين بُعث كان يعد الناس بالأمان من الخوف، وبمستقبل أفضل "لتخرجن المرأة من الحيرة إلى البيت تسير وحدها لا تخشى إلا الله". وكان خروج المرأة وحدها لتذهب إلى الكعبة دون خوف، ضرباً من الخيال وقتها.
النبي صلى الله عليه وسلم بما هو قادم به من أخلاق يعد المؤمنين بحل مشكلة الأمن الذي هو في أولوية الاحتياجات آنذاك، الدعوة إلى الله لا تركز على الصلاة والصوم فقط.
إنما على حل مشكلات الناس في البطالة والزراعة والتجارة، هذا جزء من ديننا "واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ".
اتى ايضا رسول الله ليعلم أبنائنا الإعتزاز بالنفس
كان النبى جالس مع كبار الصحابة وبجانبه غلام يبلغ من العمر 10 سنوات فقال النبى للغلام :- أتأذن لى أن أبدأ بالكبار ?! نحن نعرف أن الأحق بالشرب أولا هو الذى على اليمين وكان الغلام على يمين الرسول " فقال الغلام :- لا – لؤثر بنصيبى منك أحد فقال النبى :- هذا حقه
كان عبد الله بن الزبير رضى الله عنه يلعب مع الأطفال وعندما جاء عمر بن الخطاب هرب الأطفال إلا عبد الله فسأله عمر :لماذا لم تهرب كبقية أصحابك ؟؟ فقال :ليس الطريق ضيق لأوسع لك – ولم أعمل شىء لأهرب منك .
هكذا إخوتى الكرام نعلم أولادنا الإعتزاز بالنفس والثقة والحرية .
فى رعاية الله