الشيخ المجاهد عادل إمام والشيخة المجاهدة سمية الخشاب
والله ابتلشنا . كل يوم يخرج علينا أهل طريقة ليقولوا لنا أن طريقتهم هي " الحل " حلَّتهم بطونهم. فبعد الاشتراكية والقومية والبعثية والعلمانية -وكلها فشلت فشلاً ذريعاً - يطل علينا اليوم أهل " الفن". يا عيني يا عيني.
اليوم يقال لنا أن الفن هو الحل - فن التمثيل على وجه الخصوص- وأننا سنحارب بالفن . وأن الفن هو الحياة . وأن لا أحد يستطيع إخراج الفن من المعادلة . وأن الفن أصبح أمراً واقعاً . وأن الفنان الملتزم ( ليس المقصود بالملتزم المطوَّع كما عندنا في السعودية بل الملتزم المتمسك بقضايا وطنه وأمته ) هو اليوم في طليعة المقاومين . وهل ينسى أحد أن البطل القومي " عادل إمام " أصبح رأس الحربة في الحرب على الإرهاب ، وأصبحت أفلامه - كما يقول هو وأصدقاؤه وحاشيته - أشد على الإرهابيين من الرصاص. يعني بوسة من بوسات عادل إمام - وهي كثيرة - هي مثل قذيفة مورتر على الإرهابيين! وحضن من أحضانه للمجاهدة الشيخة نيكول سابا - وهي كثيرة - هو بمثابة آر بي جي ضد المتطرفين والمتشددين ! بل إننا إن نظرنا على مدى أوسع وجدنا أن شيخ المجاهدين عادل إمام وسَّع من عملياته في السنوات الأخيرة ولله الحمد والمنة حتى بات يهدد الوجود الصهيوني في فلسطين المحتلة. ففيلمه السفارة في العمارة أوجع الصهاينة حتى أنَّهم كادوا يخرجون من فلسطين خشية قنبلة فيلمية أخرى من قنابل شيخ المجاهدين لولا وعود كوندليزا رايس الضامنة لأمن إسرائيل.
وشيخ المجاهدين ليس وحده فقبل رحيله قام الإمام المجدد جوزيف شاهين بما لا قِبل بالعرب مجتمعين على فعله من الكفاح والمقاومة والجهاد . وهل ينسى أحد أفلام هذا البطل الشهيد الذي حارب الصهاينة وقاتل قتال الأبطال فحوَّل الرقص والعري والدعارة والخلاعة والمشاهد الساخنة والحميمية والقُبل إلى مدافع وقذائف وصواريخ للأمة. وشكراً لله أنَّ هذا البطل المقاوم لم يرحل إلا بعد أن ترك لنا من يحملون الراية بعده مثل البطل المقاوم خالد يوسف ، والبطلة المقاومة إيناس الدغيدي ، والأخيرة قصة كفاح حقيقية . فهي أول من حارب الإرهاب والتطرف والتشدد بالشذوذ الجنسي واللواط والسحاق والدعارة العلنية من خلال أفلام الأخوات الممثلات المجاهدات علا غانم وسمية الخشاب وهند صبري وغادة عبدالرازق ومنة شلبي ابنة البطلة المجاهدة الراقصة زيزي مصطفى.
نعم والله إن للفن رسالة لا يجهلها سوى الحمقى والأغبياء . وإلا فمن ذا الذي يغفل عن دور الفن والمكاسب والانتصارات التي تحققت على يد أهله والتي أعادت للأمة عزها ومجدها التليد.
منذ أن كنت صغيراً وأنا أسمع وأقرأ عن رسالة الفن دون أن أدري ما هي . فكل الفنانين على اختلاف مشاربهم يذكرون ويعيدون ويزيدون أن الفن رسالة سامية - وكنت حينها أظنهم يقصدون الراقصة سامية جمال رحمها الله - وخالدة وذات تأثير بالغ. لكنني لم أكن أدرك ماهية هذه الرسالة. وظللت لسنوات طويلة أنتظر كصوفي متبتل في محرابه الكشف عن هذه الماهية .
لم يكن يعجبني بعض ما يُعرض ، لكنني كنت أؤكد لنفسي دائماً أن هناك " رسالة " ما خلف ما يظهر من خلاعة ومجون ودعارة فنية لم أتمكن لصغر سني من اكتشافها ، وأن من المستحيل أن يكون الهدف من هذه الخلاعة وهذا المجون وهذه الدعارة هو العزف على وتر الغريزة الجنسية الذي يبيع أكثر.
ظللت لسنوات طويلة أتهم نفسي بالجهل والغباء رغم أنني قرأت كثيراً وطويلاً وراكمت معرفة عميقة في الفن والأدب والنقد .
عرفت التيارات الفنية المختلفة فوقعت على الفن للفن ، فظننت أن الشيخ المجاهد خالد يوسف والشيخة المجاهدة إيناس الدغيدي يؤمنان بهذا النوع من الفن والذي يسمح بهذا الكم الهائل من مشاهد العري والدعارة والخلاعة والمجون والمشاهد الساخنة والحميمية ، لكن بعض الظن إثم ، فالأخ المجاهد والأخت المجاهدة يقولان أنهم يقدمان فناً رسالياً فيستحيل أن يكونا من دعاة الفن للفن. لكن ماذا عساها تكون رسالة الفن الذي يقدمانه ؟
زاد شكي ، لكنني كنت أُصفع مرة بعد أخرى بأقوال مخرجين وكتَّاب سيناريو وقاصين وفنانين لم يُشتهر عنهم الجنس والدعارة والخلاعة والمجون في أفلامهم يقولون بأن الفن رسالة !
الوحيدان الذي وصلت " رسالتهما " الفنية بوضوح تام كان المخرج العالمي مصطفى العقاد رحمه الله والذي أخرج فيلمي " الرسالة " و"عمر المختار " ، والفنان المصري محمد صبحي بمسرحياته الكثيرة ، والسبب أن لهما رسالة غير الرسالة التي يتكلم عنها الآخرون على اختلاف مشاربهم.
الحقيقة التي اكتشفتها متأخراً هي أن الفن لدى هؤلاء القوم رسالة ، لا ريب في ذلك ، لكنها رسالة ترفيه وتجهيل وتخدير واستغفال تحت غطاء تجاري بحت وإنْ قال من قال بعكس ذلك ، هذا في أحسن أحوالها ، أما في أسوأها كما عند المجاهد الشيخ خالد يوسف والمجاهدة الشيخة إيناس الدغيدي فهي ترويج تجاري وفكري للشذوذ والسحاق واللواط والدعارة في غلاف فني سينمائي لا يمر سوى على الحمقى والسذج.
من يرفض هذه الحقيقة فليجب على هذين السؤالين :
ما الذي قدمه لنا الفن منذ نشأته في مصر حتى اليوم ؟
أي قضية من قضايا الأمة أو الوطن حلَّها أو ساعد الفن على حلها ؟
ختاماً :
سنشاهد شيخ المجاهدين البطل المقاوم عادل إمام وسنضحك على قفشاته لكن أعماله لا ينبغي أن تمر علينا بصفتها أعمال محترمة تستحق الاحترام . كيف وبطلها الصنديد المهووس بالجنس وبالظهور بمظهر الفتى الوسيم الذي تتساقط على أقدامه نساء الأرض رغم افتقاده كل مقومات فتى الشاشة الوسيم ، أقول كيف وهذا الأشميط لا يستحق ذرة واحدة صغيرة من الاحترام .
لا هو ولا الهالك القبطي جوزيف شاهين ولا المسوخ خالد يوسف وإيناس الدغيدي ولا ممثلات البورنو إياهن.
هذه هي حقيقتهم وحقيقتهن.
ظنوا بي كما تشاؤون ، إرهابي ، متطرف ، قاعدي ، متشدد ، مطوَّع ، رجعي ، متخلف ، كاره للفن ، كاره للحياة ، لا يهمني هذا كثيراً ، لكن أجيبوا إن استطعتم على السؤالين ، فذاك ما يهم.
عبدالله الشولاني
كاتب سعودي