أسلم كل من عمار بن ياسر وأبوه ياسر وكذلك أمه سمية رضوان الله عليهم أجمعين وعلى سائر الصحابة الأطهار وكل من تبعهم بإحسان الى يوم الدين آمين آمين يارب العالمين .
وما هى إلا ساعات محدودة حتى طار خبر إسلامهم إى بنى مخزوم فإستشاطوا غضباً وصبوا على آل ياسر اشد العذاب .
فكانوا إذا حميت الظهيرة يأخذونهم إلى بطحاء مكة ويُلبسونهم دروع الحديد ويمنعون عنهم الماء ويصهرونهم فى الشمس المحرقة ويصبون عليهم من جحيم العذاب ألواناً حتى إذا بلغ منهم الجَهد مبلغاً أعادوا معهم الكرَّة فى اليوم التالى .
وما كان من آل ياسر إلا أن صبروا واحتسبوا ذلك كله عند الله لأنهم يعلمون يقيناً أن سلعة الله غالية ألا و هى الجنة
وأنه لابد من بذل النفس والنفيس من أجل الفوز بالجنات ورضوان الرحيم الرحمن .
فسمية رضى الله عنها أول من أظهرت إسلامها وإستعذبت العذاب فى سبيل الله عز وجل
يلاحظ هنا أن أول من أسلمت هى السيدة خديجة رضى الله عنها أما سمية رضى الله عنها فهى أول من أظهرت إسلامها .
وكانت فى طليعة المؤمنات الصادقات إلى الإسلام فنالت السبق وفازت بالبشارة العظمى وهى الجنة .
وظل المشركون يعذبون سمية وزوجها ياسر وابنها عمار – رضى الله عنهم - وهم يستعذبون فى سبيل الله . وإذا بالحبيب محمد صلى الله علية وسلم يمر عليهم ويقول لهم : أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة .( ابن سعد فى الطبقات 3 /188 )
أما الحديث الذى يقول فيه صلى الله علية وسلم صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة . فرواه الحاكم ( 3 / 383 ) وسكت عنه الحاكم والذهبى لأنه منقطع .
ونزلت كلمات الحبيب على قلوب عمار وأبوه وأمه كالبرد والسلام والطمأنينة والراحة رغم كل العذاب
وإذا برياح الجنة تهب على قلوبهم فاطفأت نار العذاب فى غمضة عين
فأصبحوا يستعذبون العذاب فى سبيل الله ويحلمون بالجنة ليلاً ونهاراً .
وظلت الصحابية الجليلة الكريمة سُمية – رضى الله عنها – تتحمل العذاب وتصبر على اذى كفار قريش وعلى راسهم ابو جهل الفاسق ،
صبرت رضى الله عنها صبر الأبطال ولم تهن عزيمتها ولم يضعف إيمانها على مستوى الخالدات من النساء بل وضعها صبرها من الأوليات فى لائحة الصابرات .
والمحنة التى عاشتها سُمية وزوجها وأبنها رضوان الله عليهم أجمعين يظنها غير العاقلون عذاباً وتعذيباً ولكنهم بعد بشارة الرسول الكريم صلى الله علية وسلم أصبحت منحة ربانية
منحة تُخرج القوى الروحانية الإيمانية لدى هؤلاء الثلاثة .
ولما إستشاط الهالك ابو جهل غضباً من صبرها الشديد وقوة أحتمالها للأذى قام ابو جهل الفاسق – عليه من الله ما يستحق - فطعنها فى موطن عفتها فقتلها .
وإستشهدت سُمية رضى الله عنها فى السنة السابقة قبل الهجرة .
إنتهى على هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه .
لا ارى أننى أنا العبد الفقير إلى الله يستطيع أن يعلق على هذا المشهد الرهيب الرائع هو موقف يجمع كل التناقضات فعلاً .
تعالوا بنا نراجع الموقف ببعض التأنى .
الموقف عبارة عن إمرأة ضعيفة هزيلة أعياها سوء العذاب من كفار قريش هى مسكينة لا عشيرة لها يحمونها ،
زوجها فى نفس حالها مُقَيد بجوار زوجته وإبنهما معهما أعياهم العذاب والجوع والرقاد فى الحر الشديد بلا ماء أو طعام
وبرغم كل هذا العذاب هم لا يهتمون إلا بقوله الحق فقط – لا إله إلا الله محمداً رسول الله –
هانت عليهم ارواحهم وكل منهم يدرك ويعرف جيداً أنه إن مات فهو شهيد فى ذمة الله عز وجل ،
إذا سيكون لسان حالهم يقول مرحباً بالموت واهلاً وسهلاً بملك الموت طالما أن الموت فى سبيل الله .
إن صرخ أحدهم فهو يصرخ ويقول : جوعونى لا يهمنى مادام فى سبيل الله سيطعمنى الله ويسقينى فى الجنة -
عذبونى لا يهمنى مادام فى سبيل الله سيمنحنى الله نعيماً فى الجنة لا مثيل له
أقتلونى لا يهمنى مادام فى سبيل الله فأنتم تقربونى من الله عز وجل وهذا هو كل الُمنى والأمانى .
سمية رضى الله عنها تقول : أنا لا يهمنى زوجى ولا ابنى أنا فقط أهتم لأمر ربى .
ياسر رضى الله عنه يقول : أنا لا يهمنى ابنى ولا زوجتى أنا فقط أهتم لأمر ربى .
عمار رضى الله عنه يقول : أنا لايهمنى والداى أنا فقط أهتم لأمر ربى .
وهم رغم هزلهم الشديد من شدة الجوع والعطش والحر الذى يعيشون فيه يشعرون أنهم فى قوة الجبال الراسيات الشامخات فلا يهمهم بطش كفار قريش ولا يهمهم تجبر أبو جهل ولا يهمهم فى الكون أحداً الا الله عز و جل وحده دون غيره .
هم قد سمت أرواحهم وإرتقت وعاشت فى معية الله عز وجل فلم تشعر هذة الأرواح الطاهرة بما يحدث حولها .
وعلى الجانب الآخر يجلس أقوام هم فى أسفل سافلين بالرغم من التجاور الجغرافى فعائلة عمار فى أعلى عليين روحياً أما مشركى قريش فهم فى أسفل سافلين .
جلسوا وقد أُُعدَت الجوارى و المشوى من اللحوم وأطيب الطعام والشراب والخمور كما يظنون هم بجهلهم .
وقد جلست الغانيات يتمايلن ويتراقصن للذين ظنوا أنهم علية القوم
وهاهم علية القوم يتضاحكون كلما نزل العذاب بآل ياسر وكأنهم يشاهدون فيلماً أو مسرحية وكلما شرب أحدهم الخمر دله شيطانه على فكرة جهنمية أشد عذاباً ليقوموا بتنفيذها على آل عمار .
إن الموقف فعلاً عجيب يجمع قمة عالية علو السحاب إلى جوار حفرة عميقة فى أسفل الاسفلين وفى الخلفية يظهر إناس كثيرين جداً .
-منهم من شغله حاله عن هذا المشهد ولسان حاله يقول : ليس يعنينى ما يحدث فأنا أعيش فى حالى ولا أحد يؤذينى لهذا لا دخل لى بما يحدث .
-منهم من وقف ينظر متفرجاً يعجبه المنظر وهو ليس من السادة ولكنه طفيلى يعيش ينظر إلى الفاسقين ويتمنى أن يكون واحداً منهم ولكنه لا يملك سلطة ولا جاهاً ولا مالاً .
-منهم من وقف وقد تبلدت مشاعره فهو لا يشعر فى الأصل إنه إنسان قد تبلدت مشاعره فهو يرى المنظر يعنيه ولكنه قد أعمى الله قلبه فهو يرى ولكنه لا يشعر .
وعلى الجانب الآخر هنا آقوام آخرين مؤمنين لا يستطيعون مساعدة آل عمار
هم يذرفون دماءاً ساخنة من المآقى والعيون ولكن ليس باليد حيلة سوى الصبر والدعاء والثبات على الإيمان .
وتتحرك عجلة الزمان كعادتها لتتوقف عند مشاهد محددة
فها هو أبو جهل عليه من الله ما يستحق يقوم ويظن أنه سيخلده التاريخ عندما يطعن الطاهرة البريئة الصابرة المؤمنة بالحربة فى موطن عفتها .
وأثناء الطعن أنا أتخيل سمية وكأنها تبتسم إبتسامة عريضة
وترفع وجهها للسماء تشكر رب العباد وتحمده على هذا الشرف الذى نالته بهذة الطعنة فى سبيل الله
وتودع زوجها وإبنها بنظرات محمَّله بدموع الفرح
هى فرحانة وسعيدة بالموت فى سبيل الله –
فالموت على الإنسان قدر محتوم وما أجمل أن يكون الموت إستشهاداً
وفاضت الروح الطاهرة إلى بارئها سبحانه وتعالى لتلقى النعيم المقيم فى جنات النعيم
ويقف الزوج المكبل والابن المنهك من شدة العذاب ينظران ولسان حالهم يقوللها : وداعاً زوجتى الغالية وداعاً وداعاً , يا من صبرتى على الحق وداعاً وداعاً يا من شجاعتك وصبرك ثبتونى على الحق المبين وداعاً وإلى اللقاء فى جنة رب العالمين سأصمد على قوله الحق إلى أن ألقاكى ياحبيبة القلب والفؤاد .
ويخرج صوت عمار يقو : أماه إلى الجنة أسرعي أمى على جنة الخلد هلمي ,أماه يا من كنتى لى السند والعون يا من ربيتينى على الحق أحبك واستودع روحك أمانه عند الله عز وجل إلى أن ألقاكى .
أما سمية فلسان حالها وإبتسامتها العريضة رغم كونها جثة هامدة
يقولان : زوجى الحبيب ورفيق الدرب على طريق الحق وأبنى الغالى وفلذة كبدى يا من دعوتنى إلى الحق وأرشدتنى إلى طريق الجنة أثبتا على الحق المبين ولا تخافا إلا غضب رب العالمين أستودعكم الله الذى لاتضيع عنده الودائع ومرحباً بقضاء ربى عز وجل .
وها هو أبو جهل يقف وكله غباءً وجهلاً قبحة الله وجهه وجازاه بما يستحق يقف وقد استحوذ الشيطان اللعين على رأسه المليئ بالحقد على الحق وكلمة الحق يظن أنه بفعلته هذة قد خلده التاريخ فى صفحات العظماء ولكن هيهات له وتباً له من عبد
هو لايعرف أنه عبداً لله يُنكر هذة العبودية ولا يعترف إلا بالأوثان
وقد خلده التاريخ فعلاً .
نعم خلده فى مكان قبيح عذابه شديد ولا يكاد يذكره أحد من العالمين إلا ويلعنه .
كان منظوره للأشياء مقلوباً
يظن أن الرجولة أن يتعافى على إمرأة ضعيفة جسدياً منهكة من شدة العذاب والجوع ،
يظن أن الحمية هى حمية الجاهلية لا يعرف غيرها .
أما الواقفون يتفرجون فمنهم المذهول ومنهم الفرح بالمنظر جهلاً منه ومنهم الخائف ومنهم من رق قلبه لإمرأة ضعيفة قتلها الجهل والكراهية والبغضاء بلا مبرر .
أنا أهدى هذة القصة إلى كل أم فلسطينية أو عراقية مسلمة فقدت إبنها أو زوجها .
أهديها إلى كل من مات له أحد أهله على الحق بسبب حقد الحاقدين أو تعصب المتعصبين
أهديها إلى كل من يشعر بالقهر والظلم لثباته على الحق
وما هى إلا ساعات محدودة حتى طار خبر إسلامهم إى بنى مخزوم فإستشاطوا غضباً وصبوا على آل ياسر اشد العذاب .
فكانوا إذا حميت الظهيرة يأخذونهم إلى بطحاء مكة ويُلبسونهم دروع الحديد ويمنعون عنهم الماء ويصهرونهم فى الشمس المحرقة ويصبون عليهم من جحيم العذاب ألواناً حتى إذا بلغ منهم الجَهد مبلغاً أعادوا معهم الكرَّة فى اليوم التالى .
وما كان من آل ياسر إلا أن صبروا واحتسبوا ذلك كله عند الله لأنهم يعلمون يقيناً أن سلعة الله غالية ألا و هى الجنة
وأنه لابد من بذل النفس والنفيس من أجل الفوز بالجنات ورضوان الرحيم الرحمن .
فسمية رضى الله عنها أول من أظهرت إسلامها وإستعذبت العذاب فى سبيل الله عز وجل
يلاحظ هنا أن أول من أسلمت هى السيدة خديجة رضى الله عنها أما سمية رضى الله عنها فهى أول من أظهرت إسلامها .
وكانت فى طليعة المؤمنات الصادقات إلى الإسلام فنالت السبق وفازت بالبشارة العظمى وهى الجنة .
وظل المشركون يعذبون سمية وزوجها ياسر وابنها عمار – رضى الله عنهم - وهم يستعذبون فى سبيل الله . وإذا بالحبيب محمد صلى الله علية وسلم يمر عليهم ويقول لهم : أبشروا آل عمار فإن موعدكم الجنة .( ابن سعد فى الطبقات 3 /188 )
أما الحديث الذى يقول فيه صلى الله علية وسلم صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة . فرواه الحاكم ( 3 / 383 ) وسكت عنه الحاكم والذهبى لأنه منقطع .
ونزلت كلمات الحبيب على قلوب عمار وأبوه وأمه كالبرد والسلام والطمأنينة والراحة رغم كل العذاب
وإذا برياح الجنة تهب على قلوبهم فاطفأت نار العذاب فى غمضة عين
فأصبحوا يستعذبون العذاب فى سبيل الله ويحلمون بالجنة ليلاً ونهاراً .
وظلت الصحابية الجليلة الكريمة سُمية – رضى الله عنها – تتحمل العذاب وتصبر على اذى كفار قريش وعلى راسهم ابو جهل الفاسق ،
صبرت رضى الله عنها صبر الأبطال ولم تهن عزيمتها ولم يضعف إيمانها على مستوى الخالدات من النساء بل وضعها صبرها من الأوليات فى لائحة الصابرات .
والمحنة التى عاشتها سُمية وزوجها وأبنها رضوان الله عليهم أجمعين يظنها غير العاقلون عذاباً وتعذيباً ولكنهم بعد بشارة الرسول الكريم صلى الله علية وسلم أصبحت منحة ربانية
منحة تُخرج القوى الروحانية الإيمانية لدى هؤلاء الثلاثة .
ولما إستشاط الهالك ابو جهل غضباً من صبرها الشديد وقوة أحتمالها للأذى قام ابو جهل الفاسق – عليه من الله ما يستحق - فطعنها فى موطن عفتها فقتلها .
وإستشهدت سُمية رضى الله عنها فى السنة السابقة قبل الهجرة .
إنتهى على هذا الحد النص المنقول بتصرف من كتاب صحابيات حول الرسول صلى الله علية وسلم للشيخ محمود المصرى حفظه الله ورعاه وجعل الجنة مثواه .
لا ارى أننى أنا العبد الفقير إلى الله يستطيع أن يعلق على هذا المشهد الرهيب الرائع هو موقف يجمع كل التناقضات فعلاً .
تعالوا بنا نراجع الموقف ببعض التأنى .
الموقف عبارة عن إمرأة ضعيفة هزيلة أعياها سوء العذاب من كفار قريش هى مسكينة لا عشيرة لها يحمونها ،
زوجها فى نفس حالها مُقَيد بجوار زوجته وإبنهما معهما أعياهم العذاب والجوع والرقاد فى الحر الشديد بلا ماء أو طعام
وبرغم كل هذا العذاب هم لا يهتمون إلا بقوله الحق فقط – لا إله إلا الله محمداً رسول الله –
هانت عليهم ارواحهم وكل منهم يدرك ويعرف جيداً أنه إن مات فهو شهيد فى ذمة الله عز وجل ،
إذا سيكون لسان حالهم يقول مرحباً بالموت واهلاً وسهلاً بملك الموت طالما أن الموت فى سبيل الله .
إن صرخ أحدهم فهو يصرخ ويقول : جوعونى لا يهمنى مادام فى سبيل الله سيطعمنى الله ويسقينى فى الجنة -
عذبونى لا يهمنى مادام فى سبيل الله سيمنحنى الله نعيماً فى الجنة لا مثيل له
أقتلونى لا يهمنى مادام فى سبيل الله فأنتم تقربونى من الله عز وجل وهذا هو كل الُمنى والأمانى .
سمية رضى الله عنها تقول : أنا لا يهمنى زوجى ولا ابنى أنا فقط أهتم لأمر ربى .
ياسر رضى الله عنه يقول : أنا لا يهمنى ابنى ولا زوجتى أنا فقط أهتم لأمر ربى .
عمار رضى الله عنه يقول : أنا لايهمنى والداى أنا فقط أهتم لأمر ربى .
وهم رغم هزلهم الشديد من شدة الجوع والعطش والحر الذى يعيشون فيه يشعرون أنهم فى قوة الجبال الراسيات الشامخات فلا يهمهم بطش كفار قريش ولا يهمهم تجبر أبو جهل ولا يهمهم فى الكون أحداً الا الله عز و جل وحده دون غيره .
هم قد سمت أرواحهم وإرتقت وعاشت فى معية الله عز وجل فلم تشعر هذة الأرواح الطاهرة بما يحدث حولها .
وعلى الجانب الآخر يجلس أقوام هم فى أسفل سافلين بالرغم من التجاور الجغرافى فعائلة عمار فى أعلى عليين روحياً أما مشركى قريش فهم فى أسفل سافلين .
جلسوا وقد أُُعدَت الجوارى و المشوى من اللحوم وأطيب الطعام والشراب والخمور كما يظنون هم بجهلهم .
وقد جلست الغانيات يتمايلن ويتراقصن للذين ظنوا أنهم علية القوم
وهاهم علية القوم يتضاحكون كلما نزل العذاب بآل ياسر وكأنهم يشاهدون فيلماً أو مسرحية وكلما شرب أحدهم الخمر دله شيطانه على فكرة جهنمية أشد عذاباً ليقوموا بتنفيذها على آل عمار .
إن الموقف فعلاً عجيب يجمع قمة عالية علو السحاب إلى جوار حفرة عميقة فى أسفل الاسفلين وفى الخلفية يظهر إناس كثيرين جداً .
-منهم من شغله حاله عن هذا المشهد ولسان حاله يقول : ليس يعنينى ما يحدث فأنا أعيش فى حالى ولا أحد يؤذينى لهذا لا دخل لى بما يحدث .
-منهم من وقف ينظر متفرجاً يعجبه المنظر وهو ليس من السادة ولكنه طفيلى يعيش ينظر إلى الفاسقين ويتمنى أن يكون واحداً منهم ولكنه لا يملك سلطة ولا جاهاً ولا مالاً .
-منهم من وقف وقد تبلدت مشاعره فهو لا يشعر فى الأصل إنه إنسان قد تبلدت مشاعره فهو يرى المنظر يعنيه ولكنه قد أعمى الله قلبه فهو يرى ولكنه لا يشعر .
وعلى الجانب الآخر هنا آقوام آخرين مؤمنين لا يستطيعون مساعدة آل عمار
هم يذرفون دماءاً ساخنة من المآقى والعيون ولكن ليس باليد حيلة سوى الصبر والدعاء والثبات على الإيمان .
وتتحرك عجلة الزمان كعادتها لتتوقف عند مشاهد محددة
فها هو أبو جهل عليه من الله ما يستحق يقوم ويظن أنه سيخلده التاريخ عندما يطعن الطاهرة البريئة الصابرة المؤمنة بالحربة فى موطن عفتها .
وأثناء الطعن أنا أتخيل سمية وكأنها تبتسم إبتسامة عريضة
وترفع وجهها للسماء تشكر رب العباد وتحمده على هذا الشرف الذى نالته بهذة الطعنة فى سبيل الله
وتودع زوجها وإبنها بنظرات محمَّله بدموع الفرح
هى فرحانة وسعيدة بالموت فى سبيل الله –
فالموت على الإنسان قدر محتوم وما أجمل أن يكون الموت إستشهاداً
وفاضت الروح الطاهرة إلى بارئها سبحانه وتعالى لتلقى النعيم المقيم فى جنات النعيم
ويقف الزوج المكبل والابن المنهك من شدة العذاب ينظران ولسان حالهم يقوللها : وداعاً زوجتى الغالية وداعاً وداعاً , يا من صبرتى على الحق وداعاً وداعاً يا من شجاعتك وصبرك ثبتونى على الحق المبين وداعاً وإلى اللقاء فى جنة رب العالمين سأصمد على قوله الحق إلى أن ألقاكى ياحبيبة القلب والفؤاد .
ويخرج صوت عمار يقو : أماه إلى الجنة أسرعي أمى على جنة الخلد هلمي ,أماه يا من كنتى لى السند والعون يا من ربيتينى على الحق أحبك واستودع روحك أمانه عند الله عز وجل إلى أن ألقاكى .
أما سمية فلسان حالها وإبتسامتها العريضة رغم كونها جثة هامدة
يقولان : زوجى الحبيب ورفيق الدرب على طريق الحق وأبنى الغالى وفلذة كبدى يا من دعوتنى إلى الحق وأرشدتنى إلى طريق الجنة أثبتا على الحق المبين ولا تخافا إلا غضب رب العالمين أستودعكم الله الذى لاتضيع عنده الودائع ومرحباً بقضاء ربى عز وجل .
وها هو أبو جهل يقف وكله غباءً وجهلاً قبحة الله وجهه وجازاه بما يستحق يقف وقد استحوذ الشيطان اللعين على رأسه المليئ بالحقد على الحق وكلمة الحق يظن أنه بفعلته هذة قد خلده التاريخ فى صفحات العظماء ولكن هيهات له وتباً له من عبد
هو لايعرف أنه عبداً لله يُنكر هذة العبودية ولا يعترف إلا بالأوثان
وقد خلده التاريخ فعلاً .
نعم خلده فى مكان قبيح عذابه شديد ولا يكاد يذكره أحد من العالمين إلا ويلعنه .
كان منظوره للأشياء مقلوباً
يظن أن الرجولة أن يتعافى على إمرأة ضعيفة جسدياً منهكة من شدة العذاب والجوع ،
يظن أن الحمية هى حمية الجاهلية لا يعرف غيرها .
أما الواقفون يتفرجون فمنهم المذهول ومنهم الفرح بالمنظر جهلاً منه ومنهم الخائف ومنهم من رق قلبه لإمرأة ضعيفة قتلها الجهل والكراهية والبغضاء بلا مبرر .
أنا أهدى هذة القصة إلى كل أم فلسطينية أو عراقية مسلمة فقدت إبنها أو زوجها .
أهديها إلى كل من مات له أحد أهله على الحق بسبب حقد الحاقدين أو تعصب المتعصبين
أهديها إلى كل من يشعر بالقهر والظلم لثباته على الحق