مجدي حسين من غزة إلي الزنزانة
الوعي العربي
التاريخ: 06/02/2009
الكاتب: ياسر الزعاترة
الكاتب: ياسر الزعاترة
عاد مجدي حسين ، الأمين العام لحزب العمل المصري، عاد من قطاع غزة ، فانتهى إلى زنزانة انفرداية في أحد أقسام الشرطة بتهمة التسلل لأراضي دولة أجنبية.
مجدي حسين حاول مراراً الدخول إلى قطاع غزة من دون جدوى ، فكان أن تسلّل إليه بالطرق إياها، وهناك تجول بين أهله وخطب فيهم وكتب عنهم ، وعن بطولتهم وصمودهم ، وعندما قرر العودة كان ما كان.
مجدي حسين ، من الوجوه التي يعرفها المصريون تماماً ، والسجون ليست جديدة عليه ، فقد جربها مراراً وتكراراً من دون أن تفت في عضده. وفي الملف الفلسطيني بالذات لا يتوقف مجدي حسين عن نصرة المقاومة وسائر قواها ، وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي ، وفي هذه المعركة كان له نشاطه المميز ، تماماً كما كان حال الإخوان الذي دفعوا آلاف المعتقلين بسبب نشاطاتهم الجماهيرية ، لا سيما أن عصبية النظام كانت غير مسبوقة ، هو الذي اتهمته الجماهير العربية والإسلامية بالتواطؤ ضد حماس والمقاومة ، فضلاً عن تكريس الحصار على القطاع من خلال معبر رفح.
مجدي حسين كان يتوقع ما جرى له ، بل كان يتوقع ما هو أسوأ ، حيث قال إنه في حال منع من دخول بلده ، فسينضم إلى كتائب القسام ، لكنهم أدخلوه ، ثم حملوه إلى السجن ، الأمر الذي لن يغير من إصراره على نصرة إخوانه.
مفارقة أخرى من الساحة المصرية تتعلق بمعبر رفح الذي كان أحد أهم عناوين الحصار والمعركة الأخيرة على القطاع ، حيث لا زالت الانتقادات تتوالى بشأن المعبر من أطراف محلية ، نكرر محلية ، من تلك التي تزوره وتراقب ما يجري ، ولا تتجنى من الخارج مدفوعة من قوىً أجنبية تستهدف مصر ودورها كما يردد الإعلام الرسمي.
في هذا السياق قالت صحيفة القدس العربي إن نواباً مستقلين قد هاجموا استمرار النظام المصري في حظر دخول المساعدات من معبر فح ، وقال عادل أحمد ، إن السلطات تمارس أسلوب الخداع ، حيث تقوم باستدعاء السيارات المحملة بالمساعدات ، وتسمح بتصويرها أثناء العبور ، ثم لا تلبث أن تقوم مجدداً بإعادتها بعد أن تكون الفضائيات قد قامت بمهمتها المطلوبة. أما النائب المستقل سعد عبود فهاجم النظام الذي يظهر برأيه عكس ما يبطن ، حيث يردد رموزه مقولات وقوفهم بجانب الشعب الفلسطيني ، بينما يحرصون في السر على دعم الإسرائيليين (سيتساءل بعض الأذكياء هنا عن ذهاب قادة حماس إلى القاهرة ، في تجاهل لدكتاتورية الجغرافيا التي تفرض نفسها عليهم).
مجدي حسين ، وهؤلاء النواب وأمثالهم هم الذين يعبّرون عن الشعب المصري العظيم الذي يدفع من قوت أبنائه لنصرة إخوانه ، وقد تجلت في سلوكه أروع معاني الأخوة والإيثار.