أنا فتاه في زهره عمري وريعان شبابي لم أتمتع بأم تسقيني دفئها الحـاني..
أمي تظن أني لها خــادمة لاتعرف مني سوى اطبــخي..،، اغسـلي..،،
بل وترفع صوتــها علي أحيانا..
أمـي لطالما عاتبتني لـترك خدمتها لإخوتي الصغـار..فأنا لم أكــن أمـــاً بعد!
ظلمتني أمي،،ظلمتني أمي،،ظلمتني!!
..عبارات ترددت على مسمعي كثيرا...فأ ثارت شجوني وشفقتي لتلك…هل لتلك البنـت؟!
حاشا وكلا...بل لتلك الأم الحنــون
فتذكرت حديث من لاينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه (..أن تلد الأمــة ربتها)…
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4777
فقلت في نفسي كفـى كفـى كفـى أيتها البنت العــاقة
أتريدين رفاهيـة أكثر من عيشـك بين أكناف أمـك..
مابالك كل كلمة تخرج من فاه أمـك تتهمينها بجمود أحاسيسها تجاهك..
هل أغرتك المسلسلات الهـابطة ؟!..أم تصنع من طرف يدس السم باسم الوئام!!
أيـا بنيـة لمـاذا نظرتك قصرتيها لإشباع عـواطفك في كل لحظة..
وتظنين أنك المظلـومة في كل مرة..والعجـب ماجرى على لسانك من قول أنـا مراهقـة
أحتـاج لجرعات من ألفاظ الحنـان صبح مساء حتى أن المراهقة في نظـرك
بدأت تزيد فيها الفئـات العمرية مع تزايد عمرك..ماأخشاه أن يأتي سن رشـدك وتقولي أنا مراهقة!
فـكري رويـاً..هل عـاشت أمنا عائشة رضي الله عنها وأمهات المؤمنين فترة المـراهقة التي تدعيـنها..
أم أن هذه المرحلة في علم النفس بحثت في تنقيبها لمعـرفة صغيرها وكبيرهـا
لأنك وجدتيها تـلامس رغبتك وهواك وغفلت عن كتـاب من عندالله العزيز الحكيـم القائل..
( وَوَصَّيْنَا الإ نسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)...
أمـا فكرت يومـاً في تغير سلوكك ،وانتقاء عباراتك لأمك،وخفض جناح الذل لها بقولك وفعلك،
هـلا أسمعتيها الكـلمات البارة منسـاقة بالقبلات الحـارة على رأسها ويداها بـل ورجلاها..
فهي وربي لحظات لاأستطيع وصف روعتها..
فرائحـة عبير الأم الفواحـة يقف قلمي حيال وصفها واعلمي أنك لن تجدي تلك الرائحة الزكية
حتى في الأسـواق العالمية..
فلا تفتري خدمةً لأمـك إذ هي من الواجبات عليك...
وتذكـري أن همك، وغمك ، وإخفـاقك ، ماهو إلا من عقوقك لأمك..
وسأسألك سؤال..فاجعليه دوماً في البال..أيرضيك صنيعك لأمك من ابنة لك في المسـتقبل؟!
وقبل أن أُ ودعك بـكُليماتي هذه.. جالت في خاطرتي عبارات أمك المكلومة
التي لم تستطع بوح خـلجات نفسها إلا بدموع منهالة..حاولت تفسير كل عـَبرة...
فأرعي لهـا سمعك وقلبك..
بنـيتي..يؤلـمني شكـواك لصويحباتك عني..بنيتي..
كم من شكوى أعلنتيها بين المـلأ في تلفاز،وفاكس،وبريد، تشكين فيها من أمـك..
لـم أعقل ماسمعته أذناي، صابني الذهول حتى ساورني الشك أنه ليس صوت بنيتي.،
ولااسمها.. ولاتعبير ألفاظها!!
بنيتي..هل تنتظرين الرحمة المفعمة من هـؤلاء أكثر مني!!!
بنيتي..أتناسيتي سهر الليالي الـطوال لأجلك..بنيتي..
أنسيتي ذرف الدمع لتعبـك حتى يظن الرائي أني المتعبة لحـالك..
بنيـتي كنت أحلم بذلك اليـوم الذي أراك فيه يـافعة..
بنيتي ...كم مجلس من مجالس النساء تركته
مع أن نفسي تواقة له خشـية أن أ ُقصــر في تربيتك وتعليمك...
بنـيتي..ها أنا كبر سنـي..فوهن العظم مني..
واشتعل الشيب برأسي منتـظرة ثمرة البـذرة التي تعهدت سقايتها..بنيتي..
بلغ الضعف مني مبلغه فلم أعـد أنتـقي جمال العبارة في كل ماأحادثك به..
فعباراتي ضغوط الحياة وهمومها أضاعتها مني..
لكن يابنيتي حـبك في قلبي لن يضيع..وكـَذب من قال سأعوضك عن حنان أمـك..
فحــبك بين حـنان صدري يزيد ولـو بلغت العمر المـديد..
فحــبك بين حـنان صدري يزيد ولـو بلغت العمر المـديد..