بسم الله الرحمن الرحيم
[size=18]الرئاسة العامة لشؤن المسجد الحرام والمسجد النبوي
ادارة التوجيه والارشاد[/size]
الحمدلله وحده , والصلاة والسلام علي عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه .
أما بعد : فهذه كلمات موجزة في بيان صفة صلاة النبي ,أردت تقديمها الي كل مسلم ومسلمة ليجتهد كل من يطلع عليها في التأسي به في ذلك لقوله : (صلوا كما رأيتموني أصلي ) رواه البخاري حديث رقم(595) والي القارئ بيان ذلك :
1- يسبغ الوضوء ,وهو أن يتوضأ كما أمره الله , عملا بقوله سبحانه وتعالي : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) سورة المائدة الآيه رقم 6 وقول النبي : (لا تقبل صلاة بغير طهور ) رواه مسلم حديث رقم (329) وقوله للذي أساء صلاته : (اذا قمت الي الصلاة فأسبغ الرضوء ) رواه البخاري حديث رقم (5782) .
2- يتوجه المصلي الي القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنه قاصدا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أونافلة , ولا ينطق بلسانه بالنية , لأن النطق بالسان غير مشروع لكون النبي لم ينطق بالنيه ولا أصحابه رضي الله عنهم , ويجعل له سترة يصلي اليها ان كان اماما أو منفردا , واستقبال القبلة شرط في الصلاة الا في مسائل مستثناه معلومة موضحة في كتب اهل العلم.
3- يكبر تكبيرة الاحرام قائلا الله أكبر ناظرا ببصره الي محل السجود .
4- يرفع يديه عند التكبير الي حذو منكبيه أو الي حيال أذنيه.
5- يضع يديه علي صدره , اليمني علي كفه اليسري لثبوت ذلك عن النبي .
6- يسن أن يقرأ دعاء الأستفتاح وهو :
(اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ,اللهم نقني من خطاياي كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس , اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ). وان شاء قال بدلا من ذلك : (سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالي جدك ولا اله غيرك ) وان أتي بغيرهما من الاستفتاحات الثابتة عن النبي فلا بأس ,والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة لأن ذلك أكمل في الأتباع , ثم يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم , ويقرأ سورة الفاتحة لقوله ( لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ) رواره البخاري ح(714) ويقول بعدها (آمين) جهرا في الصلاة الجهرية , ثم يقرأ ماتيسر من القرآن .
7 – يركع مكبرا رافعا يديه الي حذو منكبيه أو أذنيه جاعلا رأسه حيال ظهره واضعا يديه علي ركبتيه مفرقا أصابعه ويطمئن في ركوعه ويقول :
(سبحان ربي العظيم) , والأفضل أن يكررها ثلاثا أو أكثر ويستحب أن يقول مع ذلك : سبحانك اللهم ربنا وبحمدك , اللهم اغفر لي ).
8- يرفع ر أسه من الركوع رافعا يديه الي حذو منكبيه أو أذنيه قائلا : (سمع الله لمن حمده) ان كان اماما أو مفردا , ويقول حال قيامه (ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السموات وملء الأرض وملء مابينهما وملء ماشئت من شئ بعد), أما ان كان مأموما فانه يقول عند الرفع : (ربنا ولك الحمد) الي آخر ما تقدم , ويستحب أن يضع كل منهما – أي الامام والمأموم – يديه علي صدره كما فعل في قيامه قبل الركوع لثبوت ذلك عن النبي من حديث وائل بن حجر وسهل بن سعد رضي الله عنهما.
9- يسجد مكبرا واضعا ركبتيه قبل يديه اذا تيسر ذلك , فان شق عليه قدم يديه قبل ركبتيه مستقبلا بأصابع رجليه ويديه القبله ضاما أصابع يديه ويسجد علي أعضائه السبعة :
الحبهة مع الأنف , واليدين , والركبتين , وبطون أصابع الرجلين . ويقول : ( سبحان ربي الأعلي) , ويكرر ذلك ثلاثا أو أكثر , ويستحب أن يقول مع ذلك : ( سبحانك اللهم ربنا وبحمدك , اللهم اغفر لي ) , ويكثر من الدعاء لقوله صلي الله عليه وسلم : ( أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم ) رواه مسلم حديث رقم (738) ويسأل ربه من خير الدنيا والآخره سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا , ويجافي عضديه عن جنبيه وبطنه عن فخديه وفخديه عن ساقيه ويرفع ذراعيه عن الأرض , لقول النبي : ( اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيه انبساط الكلب )رواه البخاري حديث رقم (779).
10-يرفع رأسه مكبرا ويفرش قدمه اليسري ويجلس عليها وينصب رجله اليمني ويضع يديه علي فخديه وركبتيه ويقول : (رب اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني واجبرني) , ويطمئن في هذا الجلوس .
11- يسجد السجدة الثانية مكبرا ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولي .
12- يرفع رأسه مكبرا ويجلس جلسة خفيفة كالجلسة بين السجدتين وتسمي جلسة الاستراحة , وهي مستحبة وان تركها فلا حرج وليس فيها ذكر ولادعاء ثم ينهض قائما الي الركعة الثانية معتمدا علي ركبتية ان تيسر ذلك وان شق عليه اعتمد علي الأرض , ثم يقرأ الفاتحة وما تيسر له من القرآن بعد الفاتحة ثم يفعل كما فعل في الركعة الأولي .
13- اذا كانت الصلاة ثنائية أى ركعتين كصلاة الفجر والجمعة والعيد جلس بعد رفعه من السجدة الثانية ناصبا رجله اليمني , مفترشا رجله اليسري واضعا يده اليمني علي فخده الييمني , قابضا أصابعه كلها الا السبابة فيشير بها الي التوحيد وان قبض الخنصر والبنصر من يده وحلق ابهامها مع الوسطي وأشار بالسبابة فحسن ,لثبوت الصفتين عن الني صلي الله عليه وسلم , والأفضل أن يفعل هذا تارة وهذا تارة ويضع اليسري علي فخده اليسري وركبته , ثم يقرأ التشهد في هذا الجلوس وهو : ( التحيات لله والصلوات والطيبات , السلام عليكم ايها النبي ورحمة الله وبركلته, السلام علينا ولي عباد الله الصالحين , أشهد أن لا اله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله) , ثم يقول (اللهم صل علي محمد وعلي آل محمد كما صليت علي ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد , وبارك علي محمد وعلي آل محمد كما باركت علي ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد ) , ويستعيذ بالله أربع فيقول : اللهم اني أعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنه المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال , ثم يدعو بما يشاء من خير الدنيا والآخرة , واذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة لعموم قول النبي في حديث ابن مسعود لما علمه التشهد : ( ثم ليتخير من الدعاء أعجبه اليه فيدعو ) رواه النسائي ح(1281) وفي لفظ آخر : (ثم ليتخير بعد من المسألة ما شاء )رواه مسلم ح(609) وهذا يعم جميع ما ينفع العبد في الدنيا والآخرة , ثم يسلم عن يمينه وشماله قائلا : السلام عليكم ورحمة الله , السلام عليكم ورحمة الله .
14- ان كانت الصلاة ثلاثية كالمغرب أو رباعية كالظهر والعصر والعشاء فانه يقرأ التشهد المذكور آنفا مع الصلاة علي النبي ثم ينهض قائما معتمدا علي ركبتيه رافعا يديه الي حذو منكبيه قائلا : ( الله أكبر) ويضعهما – أي يديه – علي صدره كما تقدم ويقرأ الفاتحة فقط وان قرأ في الثالثة والرابعة من الظهر زيادة عن الفاتحة في بعض الأحيان فلا بأس لثبوت ما يدل علي ذلك عن النبي من حديث أبي سعيد رضي الله عنه , وان ترك الصلاة علي النبي بعد التشهد الأول فلا بأس لأنه مستحب وليس بواجب في التشهد الأول , ثم يتشهد بعد الثالثة من المغرب وبعد الرابعة من الظهر والعصر والعشاء كما تقدم ذلك في الصلاة الثنائية ثم يسلم عن يمينه وشماله ويستغفر الله ثلاثا ويقول : ( اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام ,لا اله الا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير , لا حول ولا قوة الا بالله , اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد , لا اله الا الله ولا نعبد الا اياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن , لا اله الا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) , ويسبح الله ثلاثا وثلاثين ويحمده مثل ذلك ويكبره مثل ذلك ويقول في تمام المائة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير , ويقرأ آية الكرسي و (قل هو الله أحد) , و(قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب الناس) بعد كل صلاة , ويستحب تكرار هذه السور ثلاث مرات بعد صلاة الفجر وصلاة المغرب لورود الأحاديث بها عن النبي , وكل هذه الذكار سنة وليست بفريضة , ويشرع لكل مسلم ومسلمة أن يصلي قبل الظهر أربع ركعات وبعدها ركعتين وبعد المغرب ركعتين وبعد العشاء ركعتين وقبل صلاة الفجر ركعتين , الجميع اثنتا عشرة ركعة وهذه الركعات تسمي الرواتب لأن النبي كان يحافظ عليهما في الحضر , أما في السفر فكان يتركها الا سنة الفجر والوتر فانه كان عليه الصلاة والسلام يحافظ عليها حضرا وسفرا , ولأفضل أن تصلي هذه الرواتب والوتر في البيت , فان صلاها في المسجد فلا بأس لقول النبي : (أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته الا المكتوبة ) رواه البخاري ح(689)والمحافظة علي هذه الركعات من أسباب دخول الجنة لقول النبي صلي الله عليه وسلم : (من صلي اثنتي عشر ركعة في يومه وليلته تطوعا بني الله له بيتا في الجنة) رواه مسلم في صحيحه ح (1198, 1199) .
ان صلي أربعا قبل العصر , واثنتين قبل صلاة المغرب , واثنتين قبل صلاة العشاء فحسن لأنه قد صح عن النبي ما يدل علي ذلك , وان صلي أربعا بعد الظهر وأربعا قبلها فحسن لقوله : ( من حافظ علي أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله تعالي علي النار) رواه الامام أحمد ح (25547) وأهل السنن باسناد صحيح عن أم حبيبة رضي الله عنها والمعني انه يزيد علي السنه الراتبة أربع ركعتين بعد الظهر لأن السنة الراتبة أربع قبلها وثنتان بعدها فاذا زاد ثنين بعدها حصل ماذكر في حديث أم حبيبة رضي الله عنها .
والله ولي التوفيق , وصلي الله وسلم علي نبينا محمد بن عبد الله وعلي آله وأصحابه وأتباعه باحسان الي يوم الدين .