اعرفى طفلك
قد يسيء الوالدين فهم الطفل إذا كان كثير الحركة أو قلد الكبار أو حاول أن يؤذي نفسه بلمس الأشياء الساخنة أو كان كثير الأسئلة، فتقابل هذه التصرفات من الوالدين بالضيق ونهي الطفل بعنف عنها واتهامه بأنه ولد غير طبيعي وإشاعة ذلك عنه، بينما الحقيقة أن الطفل لم يصدر عنه أي فعل غير طبيعي في مرحلة الطفولة وإنما الداء في جهل الوالدين بخصائص هذه المرحلة الهامة.
إن معرفة الوالدين بطبيعة هذه المرحلة وخصائصها يساعدهم ولا شك على فهم واستيعاب طفلهما وبالتالي سير العملية التربوية في مسارها الصحيح، ولا يتعرض الطفل للظلم والتنشئة الخاطئة من الوالدين.
قد يسيء الوالدين فهم الطفل إذا كان كثير الحركة أو قلد الكبار أو حاول أن يؤذي نفسه بلمس الأشياء الساخنة أو كان كثير الأسئلة، فتقابل هذه التصرفات من الوالدين بالضيق ونهي الطفل بعنف عنها واتهامه بأنه ولد غير طبيعي وإشاعة ذلك عنه، بينما الحقيقة أن الطفل لم يصدر عنه أي فعل غير طبيعي في مرحلة الطفولة وإنما الداء في جهل الوالدين بخصائص هذه المرحلة الهامة.
إن معرفة الوالدين بطبيعة هذه المرحلة وخصائصها يساعدهم ولا شك على فهم واستيعاب طفلهما وبالتالي سير العملية التربوية في مسارها الصحيح، ولا يتعرض الطفل للظلم والتنشئة الخاطئة من الوالدين.
وأهم وأبرز خصائص هذه المرحلة الهامة في عمر الطفل هي:
1ـ كثرة الحركة وعدم الاستقرار: فطبيعة الطفل أنه يتحرك كثيرًا ولا يجلس في مكان واحد لفترة طويلة، ويصعد ويهبط ولا يستقر عل حال، وهذه الخاصية تزيد من ذكاء الطفل وخبرته بعد أن يكبر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: 'عراقة الصبي في صغره زيادة في عقله عند كبره' [رواه الترمذي].
أما الآخر الذي لا يتحرك ويجلس دائمًا وحيدًا في أحد الأركان فهو غير سوي ـ أي غير طبيعي ـ وغالبًا ما سيصاب بعد ذلك بالانطواء والكبت والخوف والخجل،
ومن الممكن تهذيب هذه الخاصية من خلال:
أـ تحاول الأم أن تشغل فراغ الطفل معها في أعمال البيت، فالطفل إن لم تشغله بما هو مفيد، فسيفرغ طاقته فيما هو غير مفيد إن هذه الأشياء تمتص طاقة الطفل وتعوده الاعتماد على النفس.
مثال: تحضر الأم له طبقًا صغيرًا وتطلب منه أن يغسل ثيابه الصغيرة، وتطلب منه أن يرتب حجرته أو دولابه.
ب ـ الاشتراك في أحد الأندية الرياضية من أحسن ما يستثمر طاقة الطفل خاصة الألعاب التي تعوده الشجاعة مثل الكاراتيه والكونغوفو.
ج ـ زيارة الأقارب والأصدقاء والجيران الصالحين الذين يربون أبنائهم على القيم الإسلامية والأخلاق الفاضلة، لئلا يسمع الطفل ما نمنعه عنه من ألفاظ بذيئة، أو أخلاق فاسدة أو مواد مرئية أو مسموعة غير نافعة.
2ـ شدة التقليد: إن الطفل يقلد الكبير تلقائيًا ـ خاصة الوالدين والمدرسين ـ في الحسن والقبيح، فإذا رأى الأب يصلي يحاول تقليده، وإذا رآه يشرب الدخان يحاول تقليده أيضًا، وهكذا.
وللسيطرة على هذه الخاصية وتوظيفها ينصح بـ:
أ ـ تعظيم النماذج الصالحة والقدوات الحسنة من خلال القصص والحكايات لأنه لا بد سيقلدهم.
ب ـ اصطحابه إلى الأماكن التي تؤثر فيه إيجابيًا كالمسجد، وزيارات الصالحين ودروس العلم.
ج ـ توفير المواد المرئية والمسموعة النافعة ' فيديو ـ كاسيت ' والتي تتحدث عن بطولات الإسلام وتراجم القادة الفاتحين مثل 'محمد الفاتح ـ رحلة سلام'.
3ـ العناد: إن الطفل لا يتعمد عناد أبويه ولكنها خاصية من خصائصه يحاول بها إثبات ذاته، ولعلاج العناد يقوم الوالدان بتشجيع الطفل وتحفيزه على فعل النقيض، ويذكر له من القصص والحكايات ما ينفره من العناد ونؤكد أن الطفل العنيد غير مريض وغير عاق لوالديه، ولكنها خصائص سنه التي تحتاج فقط إلى حسن التعامل معها وتذليلها.
4ـ عدم التمييز بين الصواب والخطأ: لا يجب أن يتهم الطفل بالجنون والتهور إذا أراد أن يضع يده بين ريش المروحة وهي تعمل، ولا يجب أن يحاسب كالكبير بالضرب أو الإهانة إذا أمسك ببراد الشاي وهو ساخن، فإن عقل الصغير لم ينضج بعد وإذا ميز شيئًا قد لا يميز الآخر، فالواجب علينا فقط أن نبعد عن ما يضره كالسكين والكبريت والمروحة والمدفأة والماء الساخن.
5ـ كثرة الأسئلة: إنه يسأل عن أي شيء وفي أي وقت وبأي كيفية. فمنها الأسئلة التي يريد منها فعلاً المعرفة مثل: أين الله؟ ومنها ما يريد منها إحراج الكبير مثل: لماذا أنت سمين يا بابا؟ ومنها ما يريد التعبير عن الخوف والقلق مثل: هل ستموت يا بابا؟ وهنا نحذر من الكذب على الطفل، أو الإجابة بما لا يحتمله عقله، أو صد الطفل ومنعه من السؤال، أو إهمال سؤاله.
ولنضبط ردود أفعالنا عندما نفاجأ بسؤال غير متوقع.
6ـ حب التشجيع: وهو عامل مشترك في كل الخصائص يحتاج إليه الطفل، وعلينا نحن الكبار:
ـ تنويع التشجيع بين مادي ومعنوي.
ـ ربط التشجيع بالثواب الأخروي مثل ' قراءة حرف من القرآن بعشر حسنات '.
ـ ربط الطفل بأفعال الصحابة أثناء تشجيعه مثل: 'من يلعب الرياضة يصبح قويًا مثل عمر بن الخطاب رضي الله عنه'.
7ـ حب اللعب والمرح: يختلف اللعب عند الكبير عنه عند الصغير، فاللعب عند الطفل هو حياته وعمله، وهو خير وسيلة لاكتساب المهارات وتجميع الخبرات وتنمية الذكاء والتعلم.
واللعب خاصية من خصائص سن الطفولة وليس عيبًا في الطفل أن يحب اللعب، وما علينا إلا توجيهه وإشادة للنافع من اللعب واختيار رفقاء مناسبين للعب معهم.