حقيقة الضلع الأعوج :
1- قال صلى الله عليه وسلم: استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته و إن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيرا *.)*الحديث صحيح متفق عليه وهو أعلى درجات الصحة ولا يجوز لكائن من كان أن يتكلم بحديث قد تلقته الأمة بالقبول فكيف وقد أتى ما يعضده من الكتاب قال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) بمعنى أن حواء خلقت من آدم بنص القرآن وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدد الجزء الذي خلقت منه0
أما المعنى من الحديث ففحواه العام هو الوصية بالنساء خيرا وليس مسبة لهم كما زعموا ، وقد شرح القاضي كلمة الضلع *فقال :* والضلع بكسر فسكون واحد الأضلاع استعير للمعوج صورة ومعنى *،* وقيل أراد به أن أول النساء خلقت من ضلع فإن حواء خرجت من ضلع آدم قيل الأيسر وقيل القصرى كما تخرج النخلة من النواة ثم جعل محلها لحم *(* فإن ذهبت تقيمه كسرته *)* أي إن أرادت منها تسوية اعوجاجها أدى إلى فراقها *،* فهو ضرب مثل للطلاق *(* وإن تركته *)* أي لم تقمه *(* لم يزل أعوج *)* فلا يطمع في استقامتهن البتة
المرأة خلقت كالرجل وكل بحسبه وكل له خلقه وطبعه الذي يناسب وظيفته بالحياة من أجل ذلك أوصى الله الرجال بالنساء وأوصى النساء بطاعة الرجال لتستقيم الحياة
والله اعلم
2- المعنى الحقيقي للضلع الاعوج ,,الذي خلقت منه المرأه وهذه صفه رئيسيه وصف بها النبي صلى الله عليه وسلم طبيعة المرأه ,,وهي ليست صفة ذم، بل العوج في المرأه فيه الكثير من الخيرات والصفات التي تعينها على اداء وظيفتها في الحياة وهي :-
(1) ان الام لا ترضع طفلها الا وهي منحنيه ,, وكذلك تلبسه وتضمه وهي منحنيا ,, الانحناء من صفات العوج ,,
(2) ان الالفاظ التي تحمل معنى العوج في اللغه يحمل معنى العطف مثل :
كلمة عطف مأخوذه من المنعطف ومثل الحنان ماخوذه من الانحناء
(3) ااعوجاج الضلع يعني ميله نحو غيره والاقبال عليه فكأنما في اعوجاج المرأه , اقبالها نحو زوجها واولاده ,,
فانتبهوا ايها الرجال
فالضلع الاعوج هو ميزه للمرأه وليس عيب !!
3- الضلع الأعوج.. ليس تحقيرا للمرأة!!
العاطفة عند المرأة تسبق العقل وفقا لطبيعة المهام الخاصة بها.. فالحمل والرضاعة وتنشئة الطفل تتطلب طاقة عاطفة سيالة ولنأخذ مثلا يتكرر في حياتنا فالرجل يرى في بكاء الطفل إزعاجا وإفسادا لنومه وهو في ذلك يستخدم منطق العقل.. أما المرأة الأم فتذهب للطفل تهدهده وترعى ألمه فالعاطفة السيالة هي لغة الحوار مع الطفل.
الضلع الأعوج ومهمته : إننا يجب أن نفهم وأن يفهم الناس حقيقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خلقت المرأة من ضلع أعوج ).. مهمة المرأة مهمة حنانية أي إنها بطاقة العاطفة تؤدي مهمتها والضلع الأعوج يؤدي مهمته.. فاعوجاج الضلوع القفص الصدري يجعلها قادرة على حماية وصيانة القلب والرئتين ولو كانت الضلوع مستقيمة هل كانت تحقق الحماية للقلب والرئتين؟
إن اعوجاج القفص الصدري أي اعوجاج الضلع هنا ليس سبا للمرأة كما يفهمه بعض الناس وهذا الوصف مناسب لمهمة المرأة سواء خلال فترة الحمل مما يعني حرصها على تجنب كل ما يؤثر على حملها أو خلال فترة تكوين النشء فهي هنا تتعامل مع من لا يستطيع أن يبين موضع آلامه.. وتلك مهمة صعبة كما أنها طويلة بطول فترة الطفولة التي يحدد الإسلام نهايتها بمرحلة البلوغ .
ويقول المولى سبحانه وتعالى :
( وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم ).
فمرحلة الطفولة لا تنتهي إلا عندما يصبح الطفل شابا قادرا على إنجاب مثله.
( من كتاب الشيخ محمد متولي الشعراوي وقضايا العمر) إعداد عبده مباشر وهكذا وفق الله فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي في إزالة اللبس وتبديد الغموض الذي اكتنف هذه النقطة فاستطاع أن يصل إلى كثير من الإفهام التي التبس عليها هذا الأمر وتمكن من إرجاع كل فكرة إلى أصلها ووضع الأمور في نصابها الصحيح، نعم فمن قال إننا بصدد المفاضلة بين الرجل والمرأة..
للرجل دوره الملائم له وللمرأة دورها الملائم لخلقها وطبيعتها ومن هنا فحينما يقال ضلع أعوج فهذا ليس سبا للمرأة لأن ذلك معناه أن عاطفتها تتغلب وحنانها يطغى وهذا كله مناسب للدور المنوط بها.
وهكذا ساعد فضيلة الشيخ الشعراوي الكثيرين على فهم الأمور على حقيقتها وبذلك أسقط حجة من يتخذون من تلك النقطة حجة يحاولون بها تشويه الإسلام عن المرأة مستغلين ضعف الإيمان وقلة الاطلاع والمعرفة. .