الرئيسية
من طرف دودو84 14/3/2008, 8:16 pmإن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما كثيرا ، أما بعد:
فان للشهوات سلطانا على النفوس واستيلاء وتمكنا في القلوب فتركها عزيز والخلاص منها عسير ولكن من اتقى الله كفاه ومن استعان به اعانه: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) 3 الطلاق.
وانما يجد المشقه في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله اما من تركها مخلصا لله فانه لايجد في تركها مشقه الا وهلة ليمتحن أصادق في تركها أم كاذب فان صبر على تلك المشقه قليلا استحالت لذة وكلما زادت الرغبه في المحرم وتاقت النفس الى فعله وكثرت الدواعي للوقوع فيه عظم الاجر في تركه وتضاعفت المثوبه في مجاهدة النفس على الخلاص منه.
ولاينافي التقوى ميل الانسان بطبعه الى الشهوات اذا كان لايغشاها ويجاهد نفسه على بعضها بل ان ذلك من الجهاد ومن صميم التقوى ثم ان مَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَضَهُ اللهُ خَيْراً مِنْه .
والعوض من الله انواع مختلفه واجل مايعوض به: الانس بالله , ومحبته , و طمأنينه القلب بذكره , وقوته , ونشاطه , ورضاه عن ربه تبارك الله وتعالى مع مايلقاه من جزاء في هذه الدنيا ومع ماينتظره من الجزاء الاوفى في العقبى.
نماذج لامور من تركها لله عوضها خيرا منها:
1) من ترك مسأله الناس , ورجاهم , واراقه ماء الوجه امامهم , وعلق رجاءه بالله دون سواه , عوضه خيرا مما ترك , فرزقه حريه القلب , وعزة النفس, والاستغناء عن الخلق "ومن يتصبر يصبره الله , ومن يستعف يعفه الله".
2) ومن ترك الاعتراض على قدر الله , فسلم لربه في جميع امره, رزقه الله الرضا واليقين, وأراه من حسن العاقبه ما لا يخطر له ببال.
3) ومن ترك الذهاب للعرافين والسحره, رزقه الله الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد
4) ومن ترك التكالب على الدنيا, جمع الله امره, وجعل غناه في قلبه , وأتته الدنيا وهيا راغمه
5) ومن ترك الخوف من غير الله وافرد الله وحده بالخوف , سلم من الاوهام , وآمنه الله من كل شيء فصارت مخاوفه امنا وبردا وسلاما
6) من ترك الكذب ولزم الصدق فيما ياتي ويذر, هدي الى البر, وكان عند الله صديقا , ورزق لسان صدق بين الناس , فاكرموه, واصاخوا السمع لقوله
7) ومن ترك المراء وان كان محقا ضمن له بيت في الجنه, وسلم من شر اللجاج والخصومه , وحافظ على صفاء قلبه وأمن من كشف عيوبه
ومن ترك الغش في البيع والشراء , زادت ثقة الناس به وكثر اقبالهم على سلعته
9) ومن ترك الربا وكسب الخبيث , بارك الله في رزقه وفتح له ابواب الخيرات
والبركات
10) ومن ترك النظر الى المحرم عوضه الله فراسة صادقه ونورا وجلاء ولذة يجدها في قلبه
11) ومن ترك البخل واثر التكرم والسخاء , احبه الناس واقترب من الله ومن الجنه وسلم من الهم والغم وضيق الصدر وترقى في مدارج الكمال ومراتب الفضيله ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) 9 الحشر
12) ومن ترك المنام ودفأه ولذته وقام يصلي لله عزوجل عوضه الله فرحا , ونشاطا , وانسا
13) ومن ترك الكبر ولزم التواضع كمل سؤدّه وعلا قدره وتنهاى فضله قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في الصحيح "ومن تواضع لله رفعه"
14) ومن ترك التدخين وكافه المسكرات والمخدرات اعانه الله وامده بالطاف من عنده وعوضه صحه وسعادة حقيقيه لاتلك السعاده الوهميه العابره
15) ومن ترك الانتقام والتشفي مع قدرته على ذلك عوضه الله انشراحا في الصدر وفرحا في القلب ففي العفو من الطمأنينه والسكينه والحلاوه وشرف النفس وعزها , وترفعها ماليس شيء منه في المقابل والانتقام قال صلى الله عليه وسلم "وما زاد عبدا بعفوا الا عزا"
16) ومن ترك صحبه السوء التي يظن ان بها منتهى انسه , وغاية سروره عوضه الله اصحابا ابرارا يجد عندهم المتعه والفائده وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والاخره
17) ومن ترك كثره الطعام سلم من البطنة وسائر الامراض, لان من اكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا
18) ومن ترك المماطله في الدين اعانه الله وسدد عنه بل كان حقا على الله عونه
19) ومن ترك الغضب حفظ على نفسه عزتها وكرامتها ونأى بها على ذل الاعتذار ومغبه الندم ودخل في زمرة المتقين (والكاظمين الغيظ) 143 أل عمران .
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله أوصني ! قال: " لاتغضب"
20) ومن ترك الوقيعة في اعراض الناس والتعرض لعيوبهم ومغامزهم عوض بالسلامه من شرهم ورزق التبصر في نفسه قال الشافعي رحمه الله:
المرء ان كان مؤمنا ورعا اشغله عن عيوب الورى ورعه
كما السقيم العليل اشغله عن وجه الناس كلهم وجعه
21) ومن ترك مجاراة السفهاء واعرض عن الجاهلين حمى عرضه واراح نفسه وسلم من سماع مايؤذيه (خذ العفو وامر بالمعروف واعرض عن الجاهلين) 199 الاعراف
22) ومن ترك الحسد سلم من اضراره المتنوعه فالحسد داء عضال وسم قتال ومسلك شائن وخلق لئيم ومن لؤم الحسد انه موكل بالادنى فالادنى من الاقارب والاكفاء والخلطاء والمعارف والاخوان قال بعض الحكماء : مارايت ظالما اشبه بمظلوم من الحسد, نفس دائم وهم لازم وقلب هائم
23) ومن سلم من سوء الظن بالناس سلم من تشويش القلب واشتغال الفكر فإساءة الظن تفسد الموده وتجلب الهم والكدر ولهذا حذرنا الله عزوجل منها فقال: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم) 21 الحجرات
24) ومن طرح الدعة والكسل واقبل على الجد والعمل علت همته وبورك في وقته فنال الكثير في الزمن اليسير
25) ومن ترك تطلب الشهوه وحب الظهور رفع الله ذكره ونشر فضله واتته الشهره تجرر اذيالها
26) ومن ترك العقوق فكان برا بوالديه رضي الله عنه ورزقه الاولاد الابرار وادخله الجنه في الاخره
27) ومن ترك قطيعه ارحامه فوصلهم وتودد اليهم واتقى الله فيهم بسط الله له في رزقه ونسأ له في اثره ولايزال معه ظهير من الله مادام على تلك الصله
28) ومن ترك العشق وقطع اسبابه التي تمده وتجرع غصص الهجر ونار البعاد في بدايه امره واقبل على الله بكليته رزق السلو وعز النفس وسلم من اللوعه والذله والاسر وملىء قلبه حريه ومحبه لله عزوجل تلك المحبه التي تلم شعث القلب وتسد خلته وتشبع جوعته وتغنيه من فقره فالقلب لايسر ولايفلح ولايطيب ولايسكن ولايطمئن الابعباده ربه وحبه والانابه اليه..
29) ومن ترك العبوس والتقطيب واتصف بالبشر والطلاقه لانت عريكته ورقت حواشيه وكثر محبوه وقل شانؤوه قال صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه اخيك صدقه) اخرجه الترمذي.
وبالجمله فمَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَضَهُ اللهُ خَيْراً مِنْه فالجزاء من جنس العمل (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) 7,8 الزلزله
( مثال على مَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَضَهُ اللهُ خَيْراً مِنْه )
واذا اردت مثالا جليا , يبين لك ان مَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَضَهُ اللهُ خَيْراً مِنْه فانظر الى قصه يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز فلقد راوداته عن نفسه فاستعصم مع ما اجتمع له من دواعي المعصيه فلقد اجتمع ليوسف مالم يجتمع لغيره وما لو اجتمع كله او بعضه لغيره لربما اجاب الداعي بل ان من الناس من يذهب لمواقع الفتن بنفسه ويسعى لحتفه بظلفه ثم يبوء بعد ذلك بالخسران المبين في الدنيا والاخره ان لم يتداركه الله برحمته اما يوسف عليه السلام فلقد اجتمع له من دواعي الزنا مايلي :
1- انه كان شابا وداعية الشباب الى الزنا قويه
2- انه كان عازبا وليس له مايعوضه ويرد شهوته
3- انه كان غريبا والغريب لايستحي في بلد غربته مما يستحي منه بين اصحابه ومعارفه
4- انه كان مملوكا فقد اشتري بثمن بخس دراهم معدوده والمملوك ليس وازعه كوازع الحر
5- ان المرأة كانت جميله
6- ان المرأة ذات منصب عال
7- انها سيدته
8- غياب الرقيب
9- انها قد تهيأت له
10- انها غلقت الابواب
11- انها هي التي دعته الى نفسها
12- انها حرصت على ذلك اشد الحرص
13- انها توعدته ان لم يفعل بالصغار
ومع هذه الدواعي صبر ايثارا واختيارا لما عند الله فنال السعاده والعز في الدنيا وان له الجنه في العقبى فلقد اصبح السيد واصبحت امرأة العزيز فيما بعد كالمملوكه عنده
فحري بالعقل الحازم, ان يتصبر في الامور وينظر في العواقب والا يؤثر اللذة الحاضرة الفانية على اللذه الاجلة الباقية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه .
فان للشهوات سلطانا على النفوس واستيلاء وتمكنا في القلوب فتركها عزيز والخلاص منها عسير ولكن من اتقى الله كفاه ومن استعان به اعانه: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) 3 الطلاق.
وانما يجد المشقه في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله اما من تركها مخلصا لله فانه لايجد في تركها مشقه الا وهلة ليمتحن أصادق في تركها أم كاذب فان صبر على تلك المشقه قليلا استحالت لذة وكلما زادت الرغبه في المحرم وتاقت النفس الى فعله وكثرت الدواعي للوقوع فيه عظم الاجر في تركه وتضاعفت المثوبه في مجاهدة النفس على الخلاص منه.
ولاينافي التقوى ميل الانسان بطبعه الى الشهوات اذا كان لايغشاها ويجاهد نفسه على بعضها بل ان ذلك من الجهاد ومن صميم التقوى ثم ان مَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَضَهُ اللهُ خَيْراً مِنْه .
والعوض من الله انواع مختلفه واجل مايعوض به: الانس بالله , ومحبته , و طمأنينه القلب بذكره , وقوته , ونشاطه , ورضاه عن ربه تبارك الله وتعالى مع مايلقاه من جزاء في هذه الدنيا ومع ماينتظره من الجزاء الاوفى في العقبى.
نماذج لامور من تركها لله عوضها خيرا منها:
1) من ترك مسأله الناس , ورجاهم , واراقه ماء الوجه امامهم , وعلق رجاءه بالله دون سواه , عوضه خيرا مما ترك , فرزقه حريه القلب , وعزة النفس, والاستغناء عن الخلق "ومن يتصبر يصبره الله , ومن يستعف يعفه الله".
2) ومن ترك الاعتراض على قدر الله , فسلم لربه في جميع امره, رزقه الله الرضا واليقين, وأراه من حسن العاقبه ما لا يخطر له ببال.
3) ومن ترك الذهاب للعرافين والسحره, رزقه الله الصبر وصدق التوكل وتحقق التوحيد
4) ومن ترك التكالب على الدنيا, جمع الله امره, وجعل غناه في قلبه , وأتته الدنيا وهيا راغمه
5) ومن ترك الخوف من غير الله وافرد الله وحده بالخوف , سلم من الاوهام , وآمنه الله من كل شيء فصارت مخاوفه امنا وبردا وسلاما
6) من ترك الكذب ولزم الصدق فيما ياتي ويذر, هدي الى البر, وكان عند الله صديقا , ورزق لسان صدق بين الناس , فاكرموه, واصاخوا السمع لقوله
7) ومن ترك المراء وان كان محقا ضمن له بيت في الجنه, وسلم من شر اللجاج والخصومه , وحافظ على صفاء قلبه وأمن من كشف عيوبه
ومن ترك الغش في البيع والشراء , زادت ثقة الناس به وكثر اقبالهم على سلعته9) ومن ترك الربا وكسب الخبيث , بارك الله في رزقه وفتح له ابواب الخيرات
والبركات
10) ومن ترك النظر الى المحرم عوضه الله فراسة صادقه ونورا وجلاء ولذة يجدها في قلبه
11) ومن ترك البخل واثر التكرم والسخاء , احبه الناس واقترب من الله ومن الجنه وسلم من الهم والغم وضيق الصدر وترقى في مدارج الكمال ومراتب الفضيله ( ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) 9 الحشر
12) ومن ترك المنام ودفأه ولذته وقام يصلي لله عزوجل عوضه الله فرحا , ونشاطا , وانسا
13) ومن ترك الكبر ولزم التواضع كمل سؤدّه وعلا قدره وتنهاى فضله قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في الصحيح "ومن تواضع لله رفعه"
14) ومن ترك التدخين وكافه المسكرات والمخدرات اعانه الله وامده بالطاف من عنده وعوضه صحه وسعادة حقيقيه لاتلك السعاده الوهميه العابره
15) ومن ترك الانتقام والتشفي مع قدرته على ذلك عوضه الله انشراحا في الصدر وفرحا في القلب ففي العفو من الطمأنينه والسكينه والحلاوه وشرف النفس وعزها , وترفعها ماليس شيء منه في المقابل والانتقام قال صلى الله عليه وسلم "وما زاد عبدا بعفوا الا عزا"
16) ومن ترك صحبه السوء التي يظن ان بها منتهى انسه , وغاية سروره عوضه الله اصحابا ابرارا يجد عندهم المتعه والفائده وينال من جراء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والاخره
17) ومن ترك كثره الطعام سلم من البطنة وسائر الامراض, لان من اكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا
18) ومن ترك المماطله في الدين اعانه الله وسدد عنه بل كان حقا على الله عونه
19) ومن ترك الغضب حفظ على نفسه عزتها وكرامتها ونأى بها على ذل الاعتذار ومغبه الندم ودخل في زمرة المتقين (والكاظمين الغيظ) 143 أل عمران .
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله أوصني ! قال: " لاتغضب"
20) ومن ترك الوقيعة في اعراض الناس والتعرض لعيوبهم ومغامزهم عوض بالسلامه من شرهم ورزق التبصر في نفسه قال الشافعي رحمه الله:
المرء ان كان مؤمنا ورعا اشغله عن عيوب الورى ورعه
كما السقيم العليل اشغله عن وجه الناس كلهم وجعه
21) ومن ترك مجاراة السفهاء واعرض عن الجاهلين حمى عرضه واراح نفسه وسلم من سماع مايؤذيه (خذ العفو وامر بالمعروف واعرض عن الجاهلين) 199 الاعراف
22) ومن ترك الحسد سلم من اضراره المتنوعه فالحسد داء عضال وسم قتال ومسلك شائن وخلق لئيم ومن لؤم الحسد انه موكل بالادنى فالادنى من الاقارب والاكفاء والخلطاء والمعارف والاخوان قال بعض الحكماء : مارايت ظالما اشبه بمظلوم من الحسد, نفس دائم وهم لازم وقلب هائم
23) ومن سلم من سوء الظن بالناس سلم من تشويش القلب واشتغال الفكر فإساءة الظن تفسد الموده وتجلب الهم والكدر ولهذا حذرنا الله عزوجل منها فقال: ( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن إثم) 21 الحجرات
24) ومن طرح الدعة والكسل واقبل على الجد والعمل علت همته وبورك في وقته فنال الكثير في الزمن اليسير
25) ومن ترك تطلب الشهوه وحب الظهور رفع الله ذكره ونشر فضله واتته الشهره تجرر اذيالها
26) ومن ترك العقوق فكان برا بوالديه رضي الله عنه ورزقه الاولاد الابرار وادخله الجنه في الاخره
27) ومن ترك قطيعه ارحامه فوصلهم وتودد اليهم واتقى الله فيهم بسط الله له في رزقه ونسأ له في اثره ولايزال معه ظهير من الله مادام على تلك الصله
28) ومن ترك العشق وقطع اسبابه التي تمده وتجرع غصص الهجر ونار البعاد في بدايه امره واقبل على الله بكليته رزق السلو وعز النفس وسلم من اللوعه والذله والاسر وملىء قلبه حريه ومحبه لله عزوجل تلك المحبه التي تلم شعث القلب وتسد خلته وتشبع جوعته وتغنيه من فقره فالقلب لايسر ولايفلح ولايطيب ولايسكن ولايطمئن الابعباده ربه وحبه والانابه اليه..
29) ومن ترك العبوس والتقطيب واتصف بالبشر والطلاقه لانت عريكته ورقت حواشيه وكثر محبوه وقل شانؤوه قال صلى الله عليه وسلم : ( تبسمك في وجه اخيك صدقه) اخرجه الترمذي.
وبالجمله فمَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَضَهُ اللهُ خَيْراً مِنْه فالجزاء من جنس العمل (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) 7,8 الزلزله
( مثال على مَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَضَهُ اللهُ خَيْراً مِنْه )
واذا اردت مثالا جليا , يبين لك ان مَنْ تَرَكَ شَيْئاً لله عوَضَهُ اللهُ خَيْراً مِنْه فانظر الى قصه يوسف عليه السلام مع امرأة العزيز فلقد راوداته عن نفسه فاستعصم مع ما اجتمع له من دواعي المعصيه فلقد اجتمع ليوسف مالم يجتمع لغيره وما لو اجتمع كله او بعضه لغيره لربما اجاب الداعي بل ان من الناس من يذهب لمواقع الفتن بنفسه ويسعى لحتفه بظلفه ثم يبوء بعد ذلك بالخسران المبين في الدنيا والاخره ان لم يتداركه الله برحمته اما يوسف عليه السلام فلقد اجتمع له من دواعي الزنا مايلي :
1- انه كان شابا وداعية الشباب الى الزنا قويه
2- انه كان عازبا وليس له مايعوضه ويرد شهوته
3- انه كان غريبا والغريب لايستحي في بلد غربته مما يستحي منه بين اصحابه ومعارفه
4- انه كان مملوكا فقد اشتري بثمن بخس دراهم معدوده والمملوك ليس وازعه كوازع الحر
5- ان المرأة كانت جميله
6- ان المرأة ذات منصب عال
7- انها سيدته
8- غياب الرقيب
9- انها قد تهيأت له
10- انها غلقت الابواب
11- انها هي التي دعته الى نفسها
12- انها حرصت على ذلك اشد الحرص
13- انها توعدته ان لم يفعل بالصغار
ومع هذه الدواعي صبر ايثارا واختيارا لما عند الله فنال السعاده والعز في الدنيا وان له الجنه في العقبى فلقد اصبح السيد واصبحت امرأة العزيز فيما بعد كالمملوكه عنده
فحري بالعقل الحازم, ان يتصبر في الامور وينظر في العواقب والا يؤثر اللذة الحاضرة الفانية على اللذه الاجلة الباقية.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه .
