يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَ أَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ
لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون .
(التحريم:6)
عزيزتي الأم و عزيزتي
الفتاة التي حتماً ستصبح ام ... هل لي ببضع دقائق من وقتك..
أهمس لكِ خلالها بكلمات من القلب الى القلب ..
في أمر ألهب قلبي وأقلق نومي ..
صورة لا تفارق مخيلتي ..
في أمر أشغلتنا ملهيات الدنيا عنه , حيث صار الصواب خطئأً وتخلفاً , والخطأ صواب وطبيعي جداً ..
في زمن اختلط فيه الحابل بالنابل , الحق بالباطل , إلا من رحم ربي ..
ما صرنا فيه ندرك حقائق الأمور , صرنا نحيا على نور أعين الغرب , هكذا التمدن , هكذا التحضر ..
اختاه أرجوا أن يتسع صدرك لكلامي ..
أختي .. اولاً وقبل كل شيء ..
هل لي بسؤال أعلم جوابه , ورغم ذلك سأطرحه ؟
ماذا لو لامست شرارة صغيرة بشرة صغيرتكِ الناعمة ؟
(اقصد ابنتك )
شرارة تطايرت نتيجة إشعال عود ثقاب ..
من شمعة أو من بخور ..
ماذا تفعلين حينها ؟؟؟
ماذا سيكون رد فعلكِ ؟؟؟
بالتأكيد أنك (ستولولين) وتصرخين وتهرعين لنجدتها , وتأخذينها الى اقرب مشفى ..
ماذا لو لا قدر الله شبّ حريق كبير صادف تواجد ابنتكِ فيه ؟
ماذا ستفعلين ؟؟؟
ربما يكون جوابكِ بأن هناك فرصة لإنقاذها من قبل رجال الإنقاذ مثلاً ,
ويكتب لها أن تعيش , وفعلاً انه إحتمال كبير , وهذا ما أتمناه , وأسأل الله أن يحفظها من كل مكروه ..
اتركينا الآن من الدنيا وما فيها , ولنرحل بفكرنا إلى مكان آخر
ليس في هذا العالم الذي نعيشه ولا فضائه الواسع ..
لو انتقلنا إلى الآخـــــــــــــــــــــــــرة ..
بعد الحساب والكتاب بالطبع تعلمين أن الدنيا فانية و محال العودة ..
تخيلي فقط
تخيلي ولو للحظة صورة ابنتكِ وهي في النار ..
أعاذنا الله وإياكم منها وكان لكِ الضلع الأكبر في دخولها النار ..
ماذا ستفعلين حينها ؟؟؟
هل ستتحملين صراخها وألمها وتأنيبها لكِ ؟؟!!!
قولي لي بربكِ ..
هل فكرت في هذا الموقف الرهيب ؟؟؟
هل ستواصلين تخيل هذا المنظر أم أنكِ تهزين رأسكِ
وبكل قوة لتنفضي عنه كل ما يتعلق بالأخرة وتتجاهلينها
وتعودي لتتعلقي بحبال الدنيا الواهية ..
اختاه صرخة أطلقها من أعماقي ..
ارحمي ابنتكِ .. ارحمي فلذة كبدكِ ..
إنني لأشفق عليكِ حقاً ..
يا من ترين جمال ابنتك في سفورها وتبرجها !!!
ألم يصلكِ الإنذار ..
( فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىْ) (الليل:14)
أم أطربتك عبارات الإطراء المزيفة ..
أم سلبت عقلك أضواء الغرب المنوّمة ..
أفيقي أيتها الأم ..
وانقذي ابنتكِ من نار وقودها الناس والحجارة ..
واعلمي رعاكِِ الله ..
أن هناك جـــــــــــنة و نـــــــــــــار ..
ولا خيار ثالث , فأيها تختارين ؟؟؟
ولأي منها ستستعدين وتهيئين نفسك ومن تحبين ؟؟؟
ألا ترغبين في أن يجمعكم الله في جنات النعيم ؟؟؟
علّمتها أبجديات الحياة الزائلة ..
وغفلتِ عن أبجديات الآخرة الأبدية ..
أيتها الأم الحنونة ..
هل تأمنين أن تعيش ابنتكِ
( أطال الله في عمرها ) ..
وتبلغ السن التي تميز فيها الحلال من الحرام , والصح من الخطأ بنفسها دون مساعدتك ؟!
أم هل تأمنين أن يطيل الله في عمرك ساعة أخرى , لتستغفري وتتوبي إليه؟؟؟
بنات كثيرات يلقين باللوم على أسرهن , ليس هناك توجيه أسري ..
كبرنا هكذا , وتعودنا على هذا اللباس , وكل شيء عادي ..
وأين عقلكِ يا ابنتي حين كبرتِ , حتى لو كان القصور من أهلك ِ , الحلال بيّن والحرام بيّن ,
لا عذر لكِ بعد اليوم ..
{ بَلِ الأِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ} (القيامة:15،14)
عزيزتي ..
حرقة في قلبي , حركت قلمي , لتوصل لكِ هذه الهمسات ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه " ..
وإني والله لأحب الخير لكل مسلم ومسلمة ..
وما أثار غضبي هو منظر شاهدته , منظر يندي له الجبين ..
فقد شاهدت أم محجبة والعباءة على الرأس ,
لكن بنت في عمر الزهور تبلغ الخامسة عشرة تقريباً ,
منظرها لا يوحي بأنها مسلمة بتاتاً من حيث الملابس..
فقميص ضيق غير محتشم على بنطلون جينز أضيق وبدون حجاب والله ..
ووالذي نفسي بيده لو كان للبدن لسان لنطق وصاح بأعلى صوته ..
إني أختنق في هذه الثياب , وهل يطلق عليها ثياب اصلاً ..
التفتُّ إليها دون قصد فنظرت نحوي , ثم طأطأت رأسها في استحياء !!! ..
الحياء والحشمة عنصران لا ينفصلان كلٌ يكمل الآخر ..
وبدونهما معاً تفقد المرأة معنى الأنوثة ..